عرض مشاركة واحدة
قديم 07-01-03, 01:56 AM   رقم المشاركة : 18
المثنى88
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية المثنى88





المثنى88 غير متصل

المثنى88


خمس نقاط في اثبات يده عز وجل :

أولا : أن تفسير اليد بالنعمه أو القوة مخالف لظاهر اللفظ ، وما كان مخالفا لظاهر اللفظ فهو مردود إلا بدليل .

ثانياً : أنه مخالف لإجماع السلف ؛ حيث إنهم كلهم مجمعون على أن المراد باليد اليد الحقيقية .

فإن قلت :
أين إجماع السلف ؟ أو هات كلمة واحدة لصحابي يثبت أن المراد باليد هي اليد الحقيقية .

أقول لك :
ائت لي بكلمة واحدة عن الصحابة والأئمة من بعدهم يقولون أن المراد باليد القوة أو النعمة ... لن تستطيع ذلك
إذاً فلو كان عندهم ( الصحابة ) معنى يخالف ظاهر اللفظ لكانوا يقولونه، ولنقل عنهم ، فلما لم يقولوا به ؛عُلم أنهم أخذوا بظاهر اللفظ وأجمعوا عليه .


وهذه فائدة عظيمة ، وهي أنه إذا لم ينقل عن الصحابة ما يخالف ظاهر الكتاب والسنة ؛ فإنهم لا يقولون بسواه ؛ لأنهم الذين نزل القرآن بلغتهم ، وخاطبهم النبي صلى الله عليه وسلم بلغتهم ، فلا بد أن يفهموا الكتاب والسنة على ظاهرهما ، فإذا لم ينقل عنهم مايخالفه كان ذلك قولهم .

ثالثاً : أنه يمتنع غاية الإمتناع أن يراد باليد النعمة أو القوة في مثل قوله : ( لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ)(صّ: من الآية75) . لأنه يستلزم أن تكون النعمة نعمتين فقط . ونعم الله لاتحصى!! ويستلزم أن تكون القوة قوتان ، والقوة بمعنى واحد لا يتعدد ! فهذا التركيب يمنع غاية المنع أن يكون المراد باليد القوة والنعمة.

هب أنه قد يمكن في قوله : ( بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَان)(المائدة: من الآية64) أن يراد بهما النعمة على تأويل ، لكن لايمكن أن يراد بقوله : ( لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ) النعمة أبداً .
أما القوة ، فيمتنع أن يكون المراد باليدين القوة في الآيتين جميعاً ،في قوله: ( بَلْ يَدَاهُ ) وفي قوله: ( لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ) ، لأن القوة لا تتعدد .

رابعاً : أنه لو كان المراد باليد القوة ، ماكان لآدم فضل على ابليس ! بل ولا على الحمير والكلاب ، لأنهم كلهم خلقوا بقوة الله ، ولو كان المراد باليد القوة ، ماصح الإحتجاج على ابليس !! إذ إن ابليس سيقول : وأنا يارب خلقتني بقوتك ، فما فضله علي ؟!

خامساً : إن هذه اليد التي أثبتها الله جاءت على وجوه متنوعة يمتنع أن يراد بها النعمة أو القوة ؛ فجاء فيها ذكر الأصابع والقبض والبسط والكف واليمين ، وكل هذا يمتنع أن يراد بها القوة ؛ لأن القوة لاتوصف بهذه الأوصاف .

نقلاً من كتاب العقيدة الواسطية بشرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ج1ص306،307