عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-19, 02:43 PM   رقم المشاركة : 575
سيد قطب
عضو ماسي






سيد قطب غير متصل

سيد قطب is on a distinguished road


ما يدلّ على الحال المرضية التي تعيشها سوريا دور النظام البعثي في جرّ العرب إلى حرب 1967. ليس معروفا إلى الآن الظروف التي رافقت احتلال إسرائيل للجولان في وقت كان الرجل القوي صلاح جديد، فيما كان العلوي الآخر حافظ الأسد وزير الدفاع.

إذا ربطنا بين كل الإحداث التي توالت بين 1963 و2019، نكتشف أنّه لم يكن من هدف للنظام السوري بقبعاته المختلفة، من البعث المدني، حتّى 1966، ثم البعث العلوي بين 1966 و1970 وصولا إلى تولي حافظ الأسد السلطة واحتكاره لها ثمّ توريث ابنه بشّار، سوى الوصول إلى المرحلة الراهنة.

هذه مرحلة أفرغت فيها سوريا من السوريين الذين في استطاعتهم إعادة بنائها وإعادة الحياة إليها. تبدو الصورة في 2019 صورة مضخّمة لما حصل في 1963. مطلوب بكلّ بساطة القضاء على سوريا وكلّ أمل لدى السوريين بعدما أدّى النظام كلّ الأدوار المطلوبة منه. يكفي عرض لما قام به حافظ الأسد منذ العام 1970 للتأكد من ذلك. يكفي تمسّكه بسياسة اللاحرب واللاسلم للتأكّد من أنّ كلّ هدفه كان يُختزل بتفريغ سوريا من أحسن السوريين. فوق ذلك، هناك مسؤولية كبيرة يتحملها النظم السوري في جعل الفلسطينيين يغرقون في الرمال اللبنانية من أجل تبرير تدخله العسكري في لبنان.

ما هو في مستوى خطورة استخدام الفلسطينيين للقضاء على لبنان إدخال إيران إلى المشرق العربي. وقف النظام السوري مع إيران ضدّ العراق في حرب 1980-1988. عمل كل ما يستطيع من أجل خلق حالة إيرانية في لبنان. إذا به الآن أمام حالة إيرانية في سوريا نفسها.

باختصار شديد، عطّل النظام السوري، الذي أبصر النور في الثامن من آذار 1963 كل الطاقات السورية وجرّ العرب إلى مواقف سلبية بدءا بالوقوف في وجه اتفاق السلام المصري -الإسرائيلي الذي صار عمره 40 عاما. فرض أنور السادات أمرا واقعا لم يكن ممكنا مواجهته عربيا بما يتفق مع تطلعات النظام السوري. الأكيد أن في الإمكان مناقشة كلّ ما قام به السادات. ما قام به كانت له سلبياته أيضا. ما لا يمكن الشكّ فيه في نهاية المطاف أنّه استعاد ثروات مصر التي في الأراضي المصرية المحتلة في حرب 1967، وهي حرب لعب البعث السوري دورا كبيرا في إشعالها. لعب النظام السوري دورا أساسيا في توريط العرب بها

يبقى أن اللغز الذي لا جواب عنه إلى اليوم. لماذا لم يرد النظام السوري استعادة الجولان في يوم من الأيّام؟ قد يكون الجواب أنّ هدفه، في كلّ وقت، كان إيصال سوريا إلى ما وصلت إليه اليوم، أي إلى حكم العائلة التي تتحكم بمصير كلّ سوري والتي من دونها لا وجود لسوريا…