بسم الله الرحمن الرحيم
سياسة التناحر والتنابز التي سادت المجالس مازادت الأمة خيرا
يتحدث بعض العوام في أمور العقيدة وقد لاتطأ قدماه المسجد إلا في الأعياد
وقد يكون ممن يقرأ القرآن في رمضان فقط
النُخب الفكرية والإسلامية المُعتدلة تسعى لإجتماع الأمة وتوحيد صفوفها
والثرثارون يتصدرون المجالس بتقسيم الأمة وتصنيفها
وإن ناقشته بمالديك قال أنت مُغيب ..!
يستشهد بالنكرات ويتجاهل الأعلام ..!
هذه الفئة بحاجة لمن يوجهها التوجيه السليم ويقف بجانبها
لأنهم أهلنا وأخواننا في العقيدة
وإختلافنا معهم في الآراء ليست مُبرراًلهجرهم والتخلي عنهم..
أو غيبتهم وإساءة الظن بهم ...
وهذه التناحرات والخصومات ليست في المجالس فحسب
بل في مواقع التواصل وفي المنتديات
ويزداد الأمر سوء لوكان المنتدى عقائدي إذ مثل تلك المنتديات يلتف حولها
طوائف عدة ومعتقدات مختلفة منهم الباحث عن الحق
ومنهم المتصيد للزلة ومنهم المتابع لأحداث الساعة ..
فإذا وجد المخالف أن أبناء العقيدة السوية يطعن بعضهم بعضا
ويصنفون أبناء عقيدتهم ممن يختلفون معهم بتصنيفات حديثة عهد
سيجد المخالف من هذه الفجوات متنفس له وحجة معه لزيادة التشاحن ولو بأساليب ملتوية
مثل..
الدخول بمعرفات سنية تزعم الغيرة على الدين بتكفير المعارض له وتخوينه
أونقل المواضيع المختلف فيها لمنتدياتهم كحجة تدعم باطلهم في إنشقاق مخالفهم ..؟
أقول هذا في الوقت الذي نتجاهل فيه آيات الدعوة للتكاتف ونبذ الفرقة
كأنما الآيات القرآنية نزلت لنقرأها ونحفظها دون العمل بها
وكان السلف يحرصون على تطبيق ماجاء في كتاب الله أكثر من حرصهم على حفظها
ونصوص القرآن حُجج إذاماقرأناها اُلزمنا بالعمل بها ..
قال تعالى { وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَب رِيحكُمْ }
قيل الريح هي النصر قال مجاهد ذهبت ريح أصحاب رسول الله حينما جاهدوه يوم أحد ..
وقال تعالى {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}
قال ابن باز تعليقاً على هذه الآية
فكون بعضهم أولياء بعض يقتضي التناصح والتعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق والصبر عليه والحذر من كل ما يخالف هذه الولاية ويضعفها. فالمؤمن ولي أخيه وولي أخته في الله، والمؤمنة كذلك ولية أختها في الله وولية أخيها في الله، وهذا واجب على الجميع، وعلى كل منهم أن يدل أخاه على الخير وينصح له ويحذره من كل شر،
وبذلك تتحقق الولاية منك لأخيك بالتعاون معه على البر والتقوى، والنصيحة له في كل شيء تعلم أنه من الخير، وتكره له كل شيء تعلم أنه من الشر وتعينه على الخير وعلى ترك الشر، وتفرح بحصوله على الخير، ويحزنك أن يقع في الشر لأنه أخوك،
ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)..إنتهى
ويقول عزوجل
{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}
إذا كُنت مُلزم بدعوة المخالف لله بالتي هي أحسن فالأقربون أولى بالمعروف
عليك الرفق واللين مع أخيك في العقيدة حتى تبقى بينكما المودة والمحبة في الله رغم إختلافكما وحتى لاينتهى بأحدكما المطاف بالتألي على الله بالجزم بمصير فلان .!
وقال جل جلاله ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)
إذا كان المولى بعظيم قدره وجلالته قد رفع درجات أهل العلم عن العوام وفضلهم وميزهم
فكيف يتجرأ من لم يُكلف نفسه طلب العلم والتفقه فيه بإسقاط مكانة أهل العلم ودرجاتهم
بالتطاول على العلماء ونبزهم في المجالس
والدخول في نواياهم لأن آراءهم لم تتفق مع رأيه وتوجهه .!
فهلا زاحمهم في العلم وجالس العلماء وتفقه حتى يكون مُجتهداً في رأيه على بينة
بدلاً من تبني رأي بعينه والتعصب له على جهل وإفلاس..؟
إجتماع المسلمين وسماحة أخلاقهم وألفة قلوبهم هي من الدلالات على صحة توجههم وسلامة منهجهم
لأنهم وإن إختلفوا في أمور يسيرة تبقى قلوبهم سليمة من الغل والحقد والحسد
ويُغيظ إجتماعهم أعداء الإسلام من اليهود والنصارى والرافضة
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنهم –اليهود-لا يحسُدونا على شيءٍ كما يحسُدونا على يومِ الجمعة التي هدانا الله لها وضلُّوا عنها،
وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين» رواه أحمد في المسند
هذه الوقفات اليسيرة أرسلها لمن يسعى جاهداً لشق الصف لصالح جماعة ما أو حزب معين أو فكر ما
هذه الوقفات هي تذكير للغافلين بأننا أمام نصوص إيماننا بها هو الإلتزام بمحتواها عملاً وقولاً
تقول شقيقتي لم يعد هنالك من يقرأ قُلت حسبها في الصحيفة كُتبت..$
والصلاة والسلام على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين ...