عرض مشاركة واحدة
قديم 04-08-19, 04:47 PM   رقم المشاركة : 1
عبد الملك الشافعي
شيعي مهتدي






عبد الملك الشافعي غير متصل

عبد الملك الشافعي is on a distinguished road


فيروس يعبث بمنظومة الأدلة:احتجاجهم بآية إكمال الدين ينسف جميع أدلة الإمامة قبل الغدير

بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ، فلا يخفى على المطلع كثرة الأدلة التي يحتج بها الشيعة الإمامية لإثبات أصلهم العقائدي الذي فارقوا به أمة الإسلام وهو الإمامة ، وهي بين ( صحيح غير صريح ) أو ( صريح غير صحيح ) كما بينه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه الفذّ ( منهاج السنة النبوية ) ..

ولعل من أبرز المعالم القاصمة لهذه الإمامة هو انعدام التوافق في منظومة أدلتها ؛ إذ نجد التعارض والتصادم الصارخ بينها ، والذي سيقود العاقل المنصف المحترم للعلم والدليل إلى رفع يده عن تلك الإمامة ذات المنظومة المتصادمة في أدلتها.

وفي هذا الموضوع سيتجلى ذلك التصادم والتساقط لأدلة الإمامة من خلال احتجاجهم بآية إكمال الدين ، وإليكم بيان ذلك في عدة مطالب:
المطلب الأول:عرض صورة استدلالهم بالآية على الإمامة
ويتلخص استدلالهم بها كما يلي:
1- أنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم الولاية لعلي رضي الله عنه وأمره بإبلاغها في قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ )(المائدة:67).
2- بعد التردد والتخوف والتأخير في الإبلاغ من النبي صلى الله عليه وسلم جاءه التهديد والوعيد فقام به بقوله ( من كنت مولاه فعليٌ مولاه .. ).
3- بعد هذا التبليغ والبيان لشأن الإمامة قال الله تعالى ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ )(المائدة:3) معلناً إكمال الدين بإنزال آخر فريضة على المسلمين وهي الإمامة.
فمن أقوالهم حولها على سبيل المثال لا الحصر:
1- يقول آيتهم العظمى جعفر السبحاني في كتابه ( مفاهيم القرآن )( 10 / 254 ):[ ففي هذه الواقعة الفريدة من نوعها أعلن النبي ولاية علي عليه السلام للحاضرين وأمرهم بإبلاغها للغائبين ، ونزل أمين الوحي بآية الإكمال ، أعني : قوله سبحانه : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) ].

2- يقول آيتهم العظمى عبد الحسين الموسوي في كتابه ( المراجعات )( ص 265-266 ):[ إن حديث الغدير كان محل العناية من الله عز وجل ، إذ أوحاه تبارك وتعالى ، إلى نبيه صلى الله عليه وآله ، وأنزل فيه قرآنا يرتله المسلمون آناء الليل وأطراف النهار ، يتلونه في خلواتهم وجلواتهم ، وفي أورادهم وصلواتهم ، وعلى أعواد منابرهم ، وعوالي منائرهم : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) فلما بلغ الرسالة يومئذ بنصه على علي بالإمامة ، وعهده إليه بالخلافة ، أنزل الله عز وجل عليه ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ) ].

3- يقول علامتهم محمد حسين الطباطبائي في كتابه ( الميزان في تفسير القرآن )( 5 / 196 ):[ والبحث العميق فيها يفيد القطع بأن أمر الولاية كان نازلا قبل يوم الغدير بأيام ، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتقى الناس في إظهاره ويخاف أن لا يتلقوه بالقبول أو يسيؤوا القصد إليه فيختل أمر الدعوة ، فكان لا يزال يؤخر تبليغه الناس من يوم إلى غد حتى نزل قوله : " يا أيها الرسول بلغ " ( الآية ) فلم يمهل في ذلك . وعلى هذا فمن الجائز أن ينزل الله سبحانه معظم السورة وفيه قوله : " اليوم أكملت لكم دينكم " ( الآية ) وينزل معه أمر الولاية كل ذلك يوم عرفة فأخر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيان الولاية إلى غدير خم ].

4- يقول محققهم جعفر مرتضى العاملي في كتابه ( الصحيح من سيرة النبي الأعظم ( ص ) )( 32 / 94 ):[ فذلك يعني أن نفس إبلاغ الولاية هو الذي يكمل به الدين ، وليس لطاعة الناس ومعصيتهم أثر في ذلك . . ثالثاً : إن رضاه تعالى للإسلام ديناً قد حصل بمجرد حصول ذلك الإبلاغ . وقد نزلت الآية الدالة على ذلك بمجرد حصول ذلك الإبلاغ ، ولم يكن البرنامج العملي قد أكمل بعد . وذلك يعني أن الذي حصل بالإبلاغ هو إكمال الدين به فقط . . وذلك ظاهر لا يخفى ].

5- يقول آيتهم محمد السند في كتابه ( الإمامة الإلهية )( 1 / 406 ):[ إن أول أمر يواجهنا في هذا الحديث هو الأثر المترتب على عدم المعرفة لا عدم البيعة ، وهو أن تكون النتيجة كميتة الجاهلية أي أن هذا الانسان مدرج في الذي لم يشم رائحة الاسلام في الآخرة أي بحسب الواقع ، ويكأن الرواية الشريفة تعطي مفاد الآية ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ) فرضيت كانت متوقفة على الإمامة التي بلّغها الرسول في هذا اليوم وبها يتم الدين والاسلام كمجموع متكامل وكل شيء مرهون به ، وقبله لم يكن رضا ، ولذلك قال عز من قائل ( وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) وهذه كلها تؤكد المضمون الذي يورده هذا الحديث من أن معرفة والاعتقاد بالإمامة دخيل في أصل الدين والتدين بالاسلام بحسب الواقع والآخرة ].

6- يقول آيتهم محمد السند في كتابه ( الحداثة ، العولمة ، الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية )( ص 199-200 ):[ ذهب أتباع مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) إلى الاعتقاد بأنّ العدل والإمامة من اُصول الدين ، واستندوا في ذلك إلى أدلّة قطعيّة كما يعتقدون ، فمن الأدلّة التي تثبت أنّ الإمامة أصل هو قوله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً ). فالدين الذي يتضمّن التوحيد والعدل والنبوة والمعاد لم يتمّ إلاّ بعد إثبات إمامة عليّ ( عليه السلام ) يوم الغدير ، فكيف لا نجعل الإمامة من اُصول الدين ، والدين لم يكن مرضياً عند الله تعالى إلاّ بالإمامة ].

7- يقول علامتهم علي النمازي الشاهرودي في كتابه ( مستدرك سفينة البحار )( 9 / 188 ):[ تفسير قوله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) الآية ، وأنها نزلت يوم الغدير حين بلغ إلى الناس أمر الولاية ، فكان كمال الدين بولاية مولانا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ].

8- يقول عالمهم أبو طالب التجليل التبريزي في كتابه ( شبهات حول الشيعة )( ص 95 ):[ الشاهد الخامس : الأخبار الواردة في نزول قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) في واقعة الغدير بعد تبليغ ولاية علي عليه السلام ، فهي تدل على أن إكمال الدين وإتمام نعمة الإسلام كان بتبليغ ولاية علي عليه السلام وإمامته ].


المطلب الثاني:الدين لم يكن مكتملاً قبل إعلان الإمامة بغدير خم
وهذه الحقيقة انطوت عليها تقريرات السابقة ؛ إذ لم يعلن الله تعالى إكمال دينه إلا بعد تبليغ أمر الإمامة في غدير خم ، وهذه القضية تعني أن الدين كان ناقصاً حتى صدع النبي صلى الله عليه وسلم بالإمامة وبلغها للمسلمين في الغدير ، فمن أقوالهم التي تضمنت ذلك ما يلي:
1- يقول علامتهم محمد تقي النقوي القايني الخراساني في كتابه ( مفتاح السعادة في شرح نهج البلاغة )( 2 / 245-246 ):[ فإن قالوا معنى تكميل الدّين هو أنّه تعالى : أكمله بسبب نبيّه بتبليغ الواجبات والمستحبّات وغيرهما ولا دخل له بالإمامة . قلنا : فعليه لا معنى لقوله في صدر الآية اليوم أكملت لكم دينكم ، بل الحقّ أن يقال يا أيّها النّاس إنّى أكملت لكم دينكم فإن كلمة اليوم المعرّف بالألف واللَّام الدّالَّين على الحاضر أدلّ دليل على أنّ الدّين إلى ذلك اليوم لم يكن كاملاً فإن كان كماله بتبليغه الصّلوة والصّوم وغيرهما فلا شكّ أنّها قد بلَّغت قبل والمسلمون كانوا يصلَّون ويصومون ويزكَّون ويحجّون فأيّ شيء بقي منه إلى يوم الغدير فلا محاله هو الإمامة وهو المطلوب ].

2- يقول علامتهم نور الدين المرعشي التستري في كتابه ( شرح إحقاق الحق )( 2 / 297 ):[ ومنها قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم ) دل على نقص الدين بدون الولاية وحصول كماله بها ، وحيث نزلت في غدير خم بعد تبليغ رسول الله لولاية أمير المؤمنين إلى الناس ].

3- يروى علامتهم ابن طاووس الحلي في كتابه ( كشف اليقين ) كما ينقله عنه علامتهم محمد باقر المجلسي في كتابه ( بحار الأنوار )( 37 / 137-138 ):[ كشف اليقين : من كتاب محمد بن أبي الثلج بإسناده قال : قال أبو عبد الله جعفر الصادق عليه السلام ، أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وآله بكراع الغميم " يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك " في علي " وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس " فذكر قيام رسول الله بالولاية بغدير خم ، قال : ونزل جبرئيل بقول الله عز وجل " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا " بعلي أمير المؤمنين - في هذا اليوم أكمل لكم معاشر المهاجرين والأنصار دينكم ، وأتم عليكم نعمته ، ورضي لكم الاسلام دينا ، فاسمعوا له وأطيعوا تفوزوا وتغنموا ].


المطلب الثالث:بيان الإشكال الذي سيسقط جميع أدلتهم على الإمامة
مما تقدم تبين بأن الدين كان ناقصاً قبل يوم الغدير ، وإنما حصل اكتماله ورضا الله تعالى به حينما قام النبي صلى الله عليه وسلم بتبليغ المسلمين إمامة علي رضي الله عنه وإعلانه لها ، بدليل تقييده وقت الرضا بيوم الغدير بقوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم .. )
وهنا سأتوجه لعقلاء الشيعة ومنصفيهم بهذا السؤال:
هل بلَّغ النبي صلى الله عليه وسلم الإمامة للمسلمين قبل يوم الغدير في عدة مواطن بآيات وأحاديث أم لا ؟

وهذا السؤال سيجعلهم أمام خيارين لا ثالث لهما:
الخيار الأول:
الالتزام بكون النبي صلى الله عليه وسلم لم يبلغ الإمامة للمسلمين قبل يوم الغدير ؛ إذ لم يحصل التبليغ وإكمال الدين إلا ذلك اليوم كما قرروه في المطلبين السابقين بناءاً على الآية التي استدلوا بها.
وهذا سيترتب عليه بطلان جميع الأدلة التي ساقها الإمامية على تبليغ النبي صلى الله عليه وسلم لأمر الإمامة قبل يوم الغدير منها:
1- حديث الدار.
2- قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ )(النساء:59)
3- قوله تعالى ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )(المائدة:55)
4- حديث المنزلة.
وغيرها من الأدلة التي ستتساقط وتبطل من جرّاء تمسكهم بآية إكمال الدين والمتضمن لدعوى أن الدين كان ناقصاً قبل الغدير لعدم تبليغ الإمامة للمسلمين إلا في ذلك اليوم.


الخيار الثاني:
إن النبي صلى الله عليه وسلم قد بلَّغ المسلمين أمر الإمامة قبل يوم الغدير في عدة مواطن - في الآيات والأحاديث التي ذكرتها آنفاً - فهذا يعني أن الدين كان مكتملاً قبل يوم الغدير بنزول الإمامة وتبليغها قبل ذلك اليوم ، وهذا يعني بطلان ما قرروه بآية إكمال الدين وأنه لم يحصل إلا بعد تبليغ الإمامة بغدير خم.

ولا شك بأن القراء في شوق مثلي لمعرفة ما سيختاره الإمامية:
إما التسمك بآية إكمال الدين ليعلنوا بطلان وسقوط كل أدلة الإمامة ( آيات وأحاديث ) التي ساقوها لإثبات الإمامة في كتبهم ومصنفاتهم.
أو التمسك بأدلة الإمامة المذكورة والتي تعني أن الدين قد كان كاملاً قبل يوم الغدير حيث نزلت الإمامة وتم تبليغها للأمة في عدة مواطن ليجلعوا استدلالهم بآية إكمال الدين هباءاً منثورا.


تنويه:
الفيروس الذي عبث بمنظومة أدلة الإمامة هو عبد الملك الشافعي ، وقد سبق له أن عبث بها في موضوع آخر سابق هو:
فاجعة مروِّعة: اضطراب خطير تتساقط عنده معظم أدلة الإمامة !!!
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=140741







التوقيع :
حسابي في تويتر / المهتدي عبد الملك الشافعي / alshafei2019
رابط جميع مواضيع المهتدي من التشيع .. عبد الملك الشافعي :

وأرجو ممن ينتفع من مواضيعي أن يدعو لي بالتسديد والقبول وسكنى الحرم
من مواضيعي في المنتدى
»» طامة لزعيمهم الخوئي:أراد الطعن بالعباس بن عبد المطلب فإذا به يطعن بعلي رضي الله عنهما
»» فاجعة الفواجع: علم هداهم المرتضى ينحر الثورة الحسينية ويُشَيِّعُ جثمانها !!!
»» تخبط علامتهم ومحققهم جعفر مرتضى العاملي حول تغيير ترتيب آيات الإمامة في القرآن
»» كوارث الصحيفة السجادية على أصول الشيعة الإمامية
»» تخبط مرجعهم الخوئي بحكمه على الناصب في النكاح والإرث والإسلام والكفر