بعض المقرئين السعوديين
جدة – حسن حاميدوى تصدّر القراء السعوديون لاسيما الشباب، قائمة بورصة التسجيلات القرآنية بمختلف أنواعها وأشكالها كالكاسيت والأقراص المضغوطة والـ (ام.بي.ثري)، وذلك في مقابل تراجع تسجيلات صوتية لقراء مشاهير ومعروفين شكلوا في حقب زمنية ماضية وجدان ملايين المسلمين من مستمعي القرآن الكريم.
وانتشرت أخيراً، وبشكل ملفت للنظر في العديد من التسجيلات والفضائيات والمواقع الإلكترونية، قراءات متعددة لمقرئين سعوديين أمثال السديس والشريم والعجمي والمعيقيلي، وذلك في ظل تراجع الإقبال الفضائي والإلكتروني على مقرئين مشاهير أمثال المنشاوي و الحصري وعبد الباسط ممن هم مؤسسي مدرسة التلاوة المصرية.
وتنقسم مراتب القراءة إلى عدة أقسام مختلفة يمكن أبرزها في "المجود" المتمثل في القراءة بتؤدة وطمأنينة بقصد التعليم مع تدبر المعاني ومراعاة الأحكام، فيما يأتي في الدرجة الثانية "المرتل" بنفس تعريف الأخير لكن دون قصد التعليم، ثم تأتي أخيراً مرتبة "الحدر" والمتمثلة في القراءة بسرعة مع مراعاة الأحكام وهي الشبيهة بالتلاوة أثناء الصلاة.
لا وقت للتجويد
وفيما يتعلق بأسباب تراجع الإقبال على قراءات القرآن المجود أو المرتل، قال محمد العمري مالك إحدى محال التسجيلات الإسلامية المطلة على الحرم المكي، إن أغلب الزبائن باتوا يفضلون شرائط القرآن ذات الإيقاع السريع والتي تتلي على مقام موسيقي واحد لا يتغير.
مضيفاً في حديث لـ "العربية.نت" أن "عصر الاتصال والسرعة يبدو أنه قد أثر على أذواق المستمعين حيث لا وقت لسماع القرآن المجود والمرتل، وتابع "الجنسيات العربية وغير العربية والتي تأتي إلى الحج أو العمرة تقبل بشكل كبير على مقرئي الخليج في ظل إقبال محدود على القراء الآخرين.
أما طارق الفص، مشرف إحدى حلقات تحفيظ القرآن الكريم بجدة، فقد عزا الإقبال على أشرطة المقرئين السعوديين و الخليجين إلى اهتمام البعض بالاستماع إلى القرآن الكريم دون الحرص على حفظه، مؤكداً في حديث لـ "العربية.نت" أن هناك شريحة لا بأس بها لاسيما الحفّاظ من كبار السن تقبل على شرائط المصاحف المجود والمرتل والتي تتميز بالإيقاع الأبطأ والتنوع في المقامات الموسيقية.
كما أوضح أن أئمة الحرمين الشريفين لاسيما الشباب والذين ارتبطت شهرتهم بين الناس بإمامتهم لصلاة التراويح لهم علاقة قوية بإقبال الناس على شراء الأشرطة القرآنية التي ارتفعت وتيرة مبيعاتها مؤخراً مقارنة مع قراء آخرين.
جيل جديد وانتشار إلكتروني
من جهته، ربط محمد أحمد غروى الأستاذ في القراءات القرآنية بتعليم محافظة جدة، رواج المقرئين السعوديين، إلى انتشارهم الكثيف في جميع المواقع الإلكترونية مما أمكنهم من لفت أنظار الجيل الجديد المعتمد على الإنترنت في مصادر معلوماته.
وأضاف غروي في حديث للعربية.نت "وتحول بعض المقرئين مثل توفيق الصائغ وماهر المعيقلي وعادل ريان و إدريس أبكر وغيرهم من القراء السعوديين إلى نجوم ومشاهير ساهم الإنترنت في منحهم شعبية واسعة"، مبينا أن الشباب والفتيات من أبناء الجيل الجديد مأخوذون بتجربة مشاهير القراء بتداول تلاوتهم باهتمام بالغ عبر البلوتوث والجوالات والـ "ام.بي.ثري"، و يملؤون المنتديات ومواقع المشاركة الاجتماعية واليتويوب بمقاطع صوتية ومرئية لقراءتهم المختلفة والتي تزداد وتيرتها في المواسم الدينية.
وفي جولة على أشهر مواقع الإنترنت الخاص بتحميل القرآن الكريم بمختلف القراءات، يتضح أن المقرئين الخليجيين لا سيما السعوديين يتصدرون قائمة القراءات الأكثر استماعاً وتحميلاً حيث تصدر الشيخان ماهر المعقيلي وعبد الرحمن السديس قائمة موقع ( تي في قرآن) الشهير والذي يتيح تحميل المصحف كاملا بصيغة فلاش ام.بي.ثري، فيما تصدر الشيخان أحمد العجمي وعبد الباسط عبد الصمد موقع (الشبكة الإسلامية) في حين تفاوتت قائمة المقرئين المتصدرين لموقع (طريق الإسلام) والذي يعتبر أكبر مكتبة سمعية في الإنترنت، ما بين المشايخ مشاري العفاسي، خالد الجليل، توفيق الصائغ إدريس أبكر، عادل ريان.
تجدر الإشارة، أن بزوغ نجم المقرئين الخليجيين بدأ مع دخول الألفية الثانية حين اندفعت شرائطهم بقوة إلى السوق العربي، وبدأ الترتيل الشبيه بتلاوة القرآن في أثناء الصلاة يأخذ مساحة أكبر في أشرطة مستمعي القرآن، في الوقت الذي انكمشت فيه القراءات الأخرى، كما ظهرت إصدارات خاصة للرقية الشرعية تركز على تكرار آيات بعينها، كل تلك العوامل صبت في مصلحة التلاوة ذات الإيقاع السريع.