عرض مشاركة واحدة
قديم 31-01-10, 09:47 AM   رقم المشاركة : 14
السليماني
عضو ماسي








السليماني غير متصل

السليماني is on a distinguished road


( 11)

النصرانية



التعريف :

هي الرسالة التي أنزلت على عيسى عليه السلام ، مكملة لرسالة موسى عليه الصلاة والسلام ، ومتممة لما جاء في التوراة من تعاليم ، موجهة إلى بني إسرائيل ،

داعية إلى التوحيد والفضيلة والتسامح ، ولكنها جابهت مقاومة واضطهاداً شديداً ،

فسرعان ما فقدت أصولها ، مما ساعد امتداد يد التحريف إليها ، فابتعدت كثيراُ عن أصولها الأولى لا متزاجها بمعتقدات وفلسفات وثنية .

التأسيس وأبرز الشخصيات :

مرت النصرانية بعدة مراحل وأطوار تاريخية مختلفة ، انتقلت فيها من رسالة منزلة من عند الله تعالى إلى ديانة محرفة ومبدلة ، تضافر على صنعها بعض الكهان ورجال السياسة ،


أهم الأفكار والمعتقدات :


يمكن إجمال أفكار معتقدات النصرانية بشكل عام فيما يلي : علماً بأنه سيفصل فيما بينهم من خلاف في المباحث التالية : ·


الألوهية والتثليث :


مع أن النصرانية في جوهرها تعني بالتهذيب الوجداني ، وشريعتها هي شريعة موسى عليه السلام ، وأصل اعتقادها هو دين الإسلام حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم :

( الأنبياء أخوة لعلات ، أمهاتهم ودينهم واحد )


لكنه بعد ضياع الإنجيل وظهور العشرات من الأناجيل والمجامع والدعاوى المتحرفة استقرت أصول عقائد النصرانية على ما يلي : -

الإله : الإيمان بالله الواحد الأب مالك كل شيء ، وصانع ما يرى وما لا يرى . هكذا في قانون إيمانهم ، وواضح تأثرهم بألفاظ الفلاشفة في قولهم صانع ما يرى . والأولى قولهم خالق ما يرى وما لا يرى حيث بينهما فرق كبير ، فالصانع يخلق على أساس مثال سابق ، بينما الخالق على العكس من ذلك .


- المسيح : أن ابنه الوحيد يسوع المسيح بكر الخلائق ولد من أبيه قبل العوالم ،

وليس بمصنوع ( تعالى الله عن كفرهم علوا كبيراً )


ومنهم من يعتقد أنه هو الله نفسه - سبحانه وتعالى عن إفكهم -


وقد أشار القرآن الكريم إلى كلا المذهبين ، وبين فسادهما ، وكفر معتقدهما ،


يقول تعالى : ( وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ) . [ التوبة : 30 ]


وقال تعالى : ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ) . [ المائدة : 72] .



- روح القدس : وإن روح القدس الذي حل في مريم لدى البشارة ، وعلى المسيح في العماد على صورة حمامة ، وعلى الرسل من بعد صعود المسيح ، الذي لا يزال موجوداً ، وينزل على الأباء والقديسين بالكنيسة يرشدهم ويعلمهم ويحل عليهم المواهب ، ليس إلا روح الله وحياته ، إله حق من إله حق .


- الأقانيم : ولذلك يؤمنون بالأقانيم الثلاثة :

الأب ، الابن ، الروح القدس ، بما يسمونه في زعمهم وحدانية في تثليث وتثليث في وحدانية .


وذلك زعم باطل صعب عليهم فهمه ، ولذلك اختلفوا فيه أختلافاُ متبايناً ، وكفرت كل فرقة من فرقهم الأخرى بسببه ، وقد حكم الله تعالى بكفرهم جميعاً إن لم ينتهوا عما يقولون ،


قال تعالى : ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ، وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم ) .


- الصلب والفداء : المسيح في نظرهم مات مصلوباً فداءً عن الخليقة ، لشدة حب الله للبشر ولعدالته ، فهو وحيد لله - تعالى الله عن كفرهم - الذي أرسله ليخلص العالم من إثم خطيئة أبيهم آدم وخطاياهم ، وأنه دفن بعد صلبه ، وقام بعد ثلاثة أيام متغلباً على الموت ليرتفع إلى السماء .

- قال تعالى مبيناً حقيقة ما حدث وزيف ما ادعوه : ( وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شكٍ منه مالهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقيناً بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً ) . [ النساء : 157،158 ] .


· الدينونة الحساب : يعتقدون بأن الحساب في الآخرة سيكون موكولاً للمسيح عيسى ابن مريم الجالس - في زعمهم - على يمين الرب في السماء ، لأن فيه من جنس البشر مما يعينه على محاسبة الناس على أعمالهم . ·


الصليب : يعتبر الصليب شعاراً لهم ، وهو موضع تقديس الأكثرين ، وحمله علامة على أنهم من أتباع المسيح ، ولا يخفى ما في ذلك من خفة عقولهم وسفاهة رأيهم ، فمن الأولى لهم أن يكرهوا الصليب ويحقروه لأنه كان أحد الأدوات التي صلب عليه إلههم وسبب آلامه .

وعلى حسب منطقهم فكان الأولى بهم أن يعظموا قبره الذي زعموا أنه دفن فيه ، ولا مس جسده تربته فترة أطول مما لامس الصليب . ·


مريم البتول : يعتقد النصارى على ما أضيف في قانون الإيمان أن مريم ابنة عمران والدة المسيح عليه السلام ، هي والدة الإله ، ولذا يتوجه البعض منهم إليها بالعبادة .


· الدين : يؤمن النصارى بأن النصرانية دين عالمي غير مختص ببني إسرائيل وحدهم ، ولا يخلوا اعتقادهم هذا أيضاَ من مخالفة لقول المسيح المذكور في إنجيل متى ، الإصحاح ( 10:5،6 ) : " إلى طرق الأمم لا تتجهوا ، ومدن السامريين لا تدخلوا ، بل انطلقوا بالحري إلى الخراف الضالة من آل بني إسرائيل ".


· الكتاب المقدس : يؤمن النصارى بقدسية الكتاب المشتمل على :العهد القديم : والذي يحتوي على التوراة - الناموس - وأسفار الأنبياء التي تحمل تواريخ بيي أسرائيل وجيرانهم ، بالإضافة إلى بعض الوصايا والإرشادات . · العهد الجديد : والذي يشتمل الأناجيل الأربعة : ( متى ، مرقس ، لوقا ، يوحنا ) فقط ، والرسائل كلمة الله ، وذلك على خلاف بين طوائفهم في الاعتقاد في عدد الأسفار والرسائل بل وفي صحة التوراة نفسها .


· المجامع ( التقليد ) : يؤمن النصارى بكل ما صدر عن المجامع المسكونية من أمور تشريعية سواء في العقيدة أو في الأحكام ، وذلك على خلاف بينهم في عددها .

· الختان : يؤمن النصارى بعدم الختان للأطفال على عكس شريعة التوراة .


· الشعائر والعبادات : - الصلاة : الأصل عندهم في جميع الصلوات إنما هي الصلاة الربانية ، والأصل في تلاوتها أن يتلوها المصلي ساجداً ، أو تكون بألفاظ منقولة أو مرتجلة أو عقلية بأن تنوي الألفاظ ويكون الابتهال قلبياً ، وذلك على خلاف كبير بين طوائفهم في عددهم وطريقة تأديتها . ليس لها عدد معلوم مع التركيز على صلاتي الصباح والمساء .


- الصوم : هو الامتناع عن الطعام الدسم وما فيه شيء من الحيوان أو مشتقاته مقتصرين على أكل البقول ، وتخلف مدته وكيفيته من فرقة إلى أخرى .

- الأسرار السبعة : والتي تنال بها النصرانية النعم غير المنظورة في صورة نعم منظورة ، ولا تتم إلا على يد كاهن شرعي ، ولذا فهي واجبة على كل نصراني ممارستها وإلا أصبح إيمانه ناقصاً .


بالجملة فإنها من ضمن التشريعات التي لم ينزل الله بها من سلطان ، وإنما هي من تخرصات البابوات .


- سر التعميد : ويقصد به تعميد الأطفال عقب ولادتهم بغطاسهم في الماء أو الرش به باسم الأب والابن والروح القدس ، لتحمي عنهم آثار الخطيئة الأصلية ، بزعم إعطاء الطفل شيئاً من الحرية والمقدرة لعمل الخير ، وهذا أيضاً على خلاف بينهم في صورته ووقته . - سر التثبيت ( الميرون ) : ولا يكون إلا مرة واحدة ، ولا تكمل المعمودية إلا به ، حيث يقوم الكاهن بمسح أعضاء المعتمد بعد خروجه من جرن المعمودية في ستة وثلاثين موضعاً - الأعضاء والمفاصل - بدهن الميرون المقدس .


- سر العشاء الرباني : ويكون بالخمر أو الماء ومعه الخبز الجاف ، حيث يتحول في زعمهم الماء أو الخبز إلى دم المسيح ، والخبز إلى عظامه ، وبذلك فإن من يتناوله فإنما يمتزج في تعاليمه بذلك ، وكذلك ففرقهم على خلاف في الاستحالة بل وفي العشاء نفسه .

- سر الاعتراف : وهو الإفضاء إلى رجل الدين بكل ما يقترفه المرء من آثام وذنوب ، ويتبعه الغفران والتطهير من الذنب بسقوط العقوبة ، وكان الاعتراف يتكرر عدة مرات مدى الحياة ، ولكن منذ سنة 1215م أصبح لازماً مرة واحدة على الأقل ، وهذه الشعيرة عندهم أيضاً مما اختلف في وجوبها وإسقاطها.


- سر الزواج : يسمح الزواج بزوجة واحدة مع منع التعدد الذي كان جائزاً في مطلع النصرانية ، ويشترط عند الزواج حضور القسيس ليقيم وحده بين الزوجين ، والطلاق لا يجوز إلا في حالة الزنى - على خلاف بينهم


- ولا يجوز الزواج بعده مرة أخرى ، بعكس الفراق الناشئ عن الموت ، أما إذا كان أحد الزوجين غير نصراني فإنه يجوز التفريق بينهما .


- سر مسحة المرضى : وهو السر السادس بزعم شفاء الأمراض الجسدية المتسببة عن العلل الروحية وهي الخطيئة ، ولا يمارس الكاهن صلوات القنديل السبع إلا بعد أن يتثبت من رغبة المريض في الشفاء .

- سر الكهنوت : وهو السر الذي ينال به الإنسان بزعمهم النعمة التي تؤهله لأن يؤدي رسالة المسيح بين إخوانه البشر ، ولا يتم إلا بوضع يد الأسقف على رأس الشخص المنتخب ثم يتلى عليه الصلوات الخاصة برسم الكهنة . - الرهبانية : اختلفت طوائفهم في مدى لزوم الرهبنة التي يأخذ رجال الدين أنفسهم بها .


· التنظيم الكهنوتي : تختلف كل كنيسة - فرقة - عن الأخرى في التنظيم الكهنوتي ، ولكنه بوجه عام تنظيم استعارته الكنيسة في عهودها الأولى من الرومان حيث كان يرأسها أكبرهم سناً على أمل عودة المسيح ، ويقدسون رهبانهم ورجال كنيستهم ، ويجعلون لهم السلطة المطلقة في الدين وفي منح صكوك الغفران ، يقول تعالى مبيناً انحرافهم : ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله ) . [ التوبة : 31 ] .


· - الجذور الفكرية والعقائدية :


أساسها نصوص العهد القديم فقد انعكست الروح والتعاليم اليهودية من خلاله ، ذلك أن النصرانية قد جاءت مكملة لليهودية ، وهي خاصة بخراف بني إسرائيل الضالة ، كما تذكر أناجيلهم .


- لقد أدخل أمنيوس المتوفي سنة 242م أفكاراً وثنية إلى النصرانية بعد أن اعتنقها وارتد عنها إلى الوثنية الرومانية . - عندما دخل الرومان في الديانة النصرانية نقلوا معهم إليها أبحاثهم الفلسفية وثقافتهم الوثنية ، ومزجوها بالمسيحية التي صارت خليطاً من كل ذلك . -


لقد كانت فكرة التثليث التي أقرها مجمع نيقية 325م انعكاساً للأفلوطونية الحديثة التي جلبت معظم أفكارها من الفلسفة الشرقية ، وكان لأفلوطين المتوفي سنة 270م أثر بارز على معتقداتها ، فأفلوطين هذا تتلمذا في الإسكندرية ، ثم رحل إلى فارس والهند ، وعاد بعدها وفي جعبته مزيج من ألوان الثقافات ،


وبالجملة فإن النصرانية قد أخذت من معظم الديانات والمعتقدات التي كانت موجودة قبلها ، مما أفقدها شكلها وجوهرها الأساسي الذي جاء به عيسى عليه السلام من لدن رب العالمين .


الانتشار ومواقع النفوذ :

· تنتشر النصرانية اليوم في معظم بقاع العالم ، وقد أعانها على ذلك الاستعمار والتنصير الذي تدعمه مؤسسات ضخمة عالمية ذات إمكانات هائلة .


· · وعموماً فإن النصارى أهل كتاب مثل اليهود ، وحكمهم في الإسلام سواء فقد كذبوا برسول الله وآياته وأشركوا بالله ، فهم بذلك كفار لهم نار جهنم خالدين فيها .

يقول تعالى: ( إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية ) [ البينة :6 ] .