أظن أن أجمل ما سمعت في هذا الإطار هو من الشيخ محمد عبد المقصود
فقد أورد أنه كان يسأل لو ترشح هو لمنصب رئيس الجمهورية فأجاب بأن ذلك لعب فيقول عن نفسه ليس أهلا لذلك و من الجور أن تنتخبوني لمجرد حبكم لي أو ظنكم بي أنني متدين صالح و تقي
و ذكر أيضا أن المعيار لا يكون بطول اللحية
و لكن مع ذلك جعل مقارنة فقال
أنه مثلا لو وقع المسلم بين خيارين أحدهما متدين 50 بالمائة و الآخر مائة بالمائة لكن الأول له تجربة و كفاءة بينما الثاني لا يملكها فالأصلح هو الأول و ليس الثاني
و في نفس الوقت أكد على نقطة مهمة و هي المبدأ أن يكون الذي ننتخبه مسلما متدينا معلنا غايته بتطبيق الشرع و إن غابت هذه فإن الانتخاب شهادة و شهادة الزور من الكبائر فلا يجوز بحال من الأحوال انتخاب علماني معادي للدين
و في نفس السياق تكلم عن الإخوان المسلمين حين سأله أحد الناس عن كونهم حين يصلون للحكم لن يطبقوا الشريعة فأجابه بأن قوله ذلك ظلم كبير فالمنصف لا ينسى أبدا تضحياتهم التي قدموها من زمن بعيد و لم تتغير غايتهم بالرغم من ذلك فلا يجوز التشكيك في نياتهم و الطعن فيهم
و هناك مقال مقارب لهذا بعنوان ابو ذر و الانتخابات في مصر لصاحبه نور الدين عبد الحافظ | 22-10-2011 و قد أجاد في مقاله بالاعتماد على موقف الرسول صلى الله عليه و سلم من ابي ذر لما سأل تعيينا فرده رسول الله صلى الله عليه و سلم و رضي عن ابي ذر
و في المقال ذكر لطلب يوسف عليه السلام لتولي خزائن مصر بوصفه حفيظا عليما و كذلك قول زوج موسى عليه السلام لأبيها
عليم ------------ حفيظ
قوي ------------ أمين
من المقال و كما بين كاتب المقال القضية ليست قضية عاطفة تجاه شخص أو صدق نيته فقط بل تتعداه لصفات أخرى لازمة بعدها
فالأمانة و الحفظ صفات خلقية واجبة الوجود فيمن تقدم أو قدمه غيره و لا شك أنها صفة جد هامة للحفاظ على الأمانة لكن هل تكفي وحدها؟؟؟؟؟
قول سيدنا يوسف عليه السلام و قول ابنة الرجل الصالح في حق موسى عليه السلام تعطينا صفات أخرى و هي القوة و العلم اي أن صدق النية و حفظ الأمانة لا تكفيان للوصول إلى الغرض المطلوب و هي المصلحة المرجوة بل يلزم القوة و يلزم العلم أو لنسميها الكفاءة
و على هذا فعلى المتقدمين للانتخابات أن لا يقفوا عند صلاح الشخص و صدق سريرته فقط بل يقدموا الأصلح الذي يتميز عن غيره بالكفاءة بعد الصدق