عرض مشاركة واحدة
قديم 22-05-12, 09:24 AM   رقم المشاركة : 5
ابوالوليد المهاجر
مشرف سابق








ابوالوليد المهاجر غير متصل

ابوالوليد المهاجر is on a distinguished road


بسم الله الرحمن الرحيم

مـؤسسـة المـأسدة الإعـلامية


تقــــدمـ
السلسلة العطرة







سير أعلام الشهداء
في بلاد الشام
-الحلقة الخامسة-









صدام محمد الحاج ديب
( تقبله الله )



الحمد لله الذي جعل الشهادة في سبيله طريقًا يسير بنوره المجاهدون، ويهتدي بمناره السائرون، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلِّم تسليمًا كثيرًا، وبعد؛
يقول الله تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}[آل عمران:169]، وقال الله تعالى: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ}[البقرة:154]
.

"قليل هم الذين يحملون المبادئ، وقليل من هذا القليل الذين ينفرون من الدنيا من أجل تبليغ هذه المبادئ، وقليل من هذه الصفوة الذين يقدِّمون أرواحهم ودماءهم من أجل نصرة هذه المبادئ والقيم، فهم قليل من قليل من قليل، ولا يمكن أن يُوصل إلى المجد إلا عبر هذا الطريق، وهذا الطريق وحده".
ولعلنا في الصفحات القادمة بإذن الله نعيش مع واحدٍ من هؤلاء القليل –نحسبه والله حسيبه-؛

أسدٌ من أسود بلاد الشام، من تنظيم فتح الإسلام، من سكان مدينة طرابلس قلعة المسلمين، الأخ الشهيد -نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدًا-
الأسد الضرغام:

أبي عبد الله

صدام محمد الحاج ديب

(تقبله الله)



لله درك لـــم تأنـــــس بدنيـــــانا *** ولم تسر خلف طيف الزيف خذلانا
ولم تعفِّر جبين العزِّ مبتذلا *** تســـــتـــمطر الــــذلَّ إصـــــــغاءً وإذعــــانا



ولد شهيدنا في عام 1981م في مدينة طرابلس بلبنان، وهو من سكان المنكوبين من عائلةٍ مشهودٍ لها بالالتزام، فترعرع فيها ونشأ نشأةً صالحةً، يحبُّ الإسلام وأهله، ملتزمٌ بشعائر الإسلام، محافظٌ على الصلاة في المساجد، خلوقٌ رفيق، درس شهيدنا في جامعة الجنان في طرابلس، وكان مجتهدًا في طلب العلم الشرعي.

وفي حرب العراق الثانية انضم شهيدنا إلى مسيرة الجهاد المبارك، وكان منسٍّقًا للجبهة الداخلية للعراق وداعمًا لها (لوجستيًّا)، وفي أحد المهمات التي قام بها شاء الله أن يبتليه بالأسر؛ حيث قام بإحضار أحد الإخوة التونسيين من سورية إلى لبنان، وفي أثناء عبور الحدود وقع اشتباك مع المخابرات السورية أدى إلى مقتل ضابط ورقيب وعنصر من عناصر المخابرات، وقُتل الأخ الشهيد أبو محمد التونسي ووقع هو في الأسر.

قبع في فروع المخابرات السورية ثمانية أشهر ذاق فيها أنواعًا وصنوفًا من العذاب، ثم منَّ الله عليه وخرج بوساطةٍ قام فيها والده عند بعض المسئولين اللبنانيين من بينهم (فتحي يكن)، ورجع أبو عبد الله إلى لبنان وهو ثابتٌ على مواصلة الطريق في نصرة الإسلام والمسلمين، وبعد أشهر اتُّهم بدعم أحد العمليات التي كان سيقوم بها إخوة في ألمانيا -في (كولونيا)-
في تموز / يوليو 2006م ومن بينهم أخيه يوسف محمد الحاج ديب، الذي أُسر في ألمانيا وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة في (دوسلدورف) بغرب ألمانيا بعد إدانته بتهمة محاولة تنفيذ اعتداءات على قطارات بألمانيا، وعلى أثرها أصبح شهيدنا مطلوبًا في عدة دول من بينها لبنان، وأبى أبو عبد الله الاستسلام وبقي مطارَدًا مدةً طويلةً حاملاً سلاحه الفردي.


أيلامُ من عَشِقَ الجنان وروحها *** وعلى خُطى الأصحابِ دَومًا سَــــارِ

تَرك الزواج تَعجُّلاً للــقاء حُــــــور *** العِـيـــــن تَـــحــــت الظِّــــــلِّ والأشــــجــــار

وبعد ظهور جماعة فتح الإسلام في شمال لبنان انضم إلى الجماعة وبايع أميرها أسد الشرق الشيخ أبا حسين شاكر العبسي، وكان من أهم العناصر التي تنشط خارج مخيَّم نهر البارد، وكانت مهمته التجنيد والدعم للجماعة من الخارج، وقد نجا من عدة كمائن نُصبت له من أمن المعلومات ومخابرات الجيش في لبنان، وكان أبو عبد الله يبتغي إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة؛ فكانت الأخرى واصطفاه الله أن يكون شهيدًا في سبيله –نحسبه والله حسيبه-.

ففي صباح يوم الأحد الموافق 20/5/2007م حوصر مع مجموعةٍ من الإخوة في شقة في طرابلس بشارع المائتين، وطلُب منهم الاستسلام فأبوا ذلك ودارت رحى معركةٍ قويةٍ بين قوى الإيمان والكفر دامت من الساعة الثالثة فجرًا حتى العصر، وقُتل على أثرها شهيدنا الحبيب وارتقى إلى جنان الخلد -إن شاء الله-، وكانت هذه أمنيته فبلَّغه الله إيَّاها، فرحمك الله يا صدام أيُّها البطل المقدام.

هنيئًا لك أبا عبد الله
فلَكَم كنت تتمنَّى الشهادة في سبيل الله ولَكَم كنت تشتاقها فأحسبك والله حسيبك قد نلت ما تتمنَّى.

هُوَ الفارسُ المقدام في كُلِّ هَيعةٍ *** مُجيب وغايات المنايا مَـــنــــازِله




كميٌّ كَريمُ الطَّبـــــع أروع ماجـــــــد *** صَبور وَقــــور لا تُعَدُّ شـــــمــــائــــــله




ووالله ما مــــات الشــهيد وإنــــمـــــا *** جهاد العِدى ماضٍ وتلك قوافله




ووالله يكفيكم أن تعلموا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِلشَّهِيدِ عِنْدَ الله خِصَالاً: أَنْ يُغْفَرَ لَهُ مِنْ أَوَّلِ دَفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ, ويُرَى مَقْعَده مِنَ الجَنَّةِ، وَيُحَلَّى حِلْيَةَ الإِيْمَانِ، وَيُجَارَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَيَأْمَنَ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ, وَيُوضَعَ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوقَارِ؛ اليَاقُوتَةُ مِنْهُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزوَّجَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِنَ الْحُورِ الْعينِ، وَيُشفَّعَ في سَبْعِينَ إِنْسَانًا مِنْ أَقَارِبهِ) [رواه أحمد]. فيا لله ما أجملها مِن خِصال! والله لأنْ أفوز بواحدةٍ مِن هَذهِ الخِصال خَيرٌ لي مِن الدُّنيا بِما فيها.


أسال الله العظيم ربِّ العرش الكريم أن َيجمعنا بأخينا الحبيب أبي عبد الله في الفِردوس الأعلى مع النبيِّين والصدِّيقين والشهداء والصالحين وحَسُن أولئك رفيقًا.
اللهم أكرم نزله، ووسِّع مدخله، وتقبَّله في الشهداء. اللهم إنَّا نشهد له بالخير شهادةً نلقاك بها فتقبَّل شهادتنا. اللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب،ونقِّه من الخطايا كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدنس، واغسله بالماء والثلج والبرَد.اللهم اجعله مع الصدِّيقين والشهداء والصالحين وألحقنا بهم يا ربَّ العالمين. اللهم تقبله شهيدًا..اللهم تقبله شهيدًا.. اللهم تقبله شهيدًا.






التوقيع :
تابعونا دوما فور كل جديد نقدمه في قسم الانتاج ..
من مواضيعي في المنتدى
»» سيرة علي بن ابي طالب عن اهل السنة والجماعة
»» فضح جرائم محاولة انقلاب الشيعة في البحرين على الحكم / صور فيديو متجــدد
»» جبهة النصرة ( تنفي تفجيرات دمشق الأخيرة ) .
»» قراءة هادئة في أحداث العامية ( إنتاج بسيط جد) ارجو ان ينال اعجابكم
»» تحدي كبير .. سؤال واحد سوف أسقط به دين الإمامية !!