شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   منتدى نصرة سنة العراق (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=86)
-   -   مستجدات وتطورات الساحة العراقية (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=188830)

سيد قطب 20-05-19 08:19 AM

في خطوة لافتة أعلنت شركة النفط الإيرانية افتتاح مكتب لها في العراق بهدف تسهيل التعاون في مجال صناعة النفط ونقل الخدمات الهندسية والفنية إلى العراق، ويأتي هذا الإعلان غداة بدء المرحلة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران والتي عنوانها تصفير صادراتها النفطية.

وفيما تؤكد أوساط عراقية قانونية، أن افتتاح المكتب لا يشكّل بذاته تحدّيا للعقوبات، طالما أن وظيفته استشارية ولا تتعداها إلى تصدير النفط الإيراني إلى العراق، إلا أن جهات عراقية نيابية، بدأت تُبدي قلقها من تداعيات العقوبات الأميركية على إيران، وما يسببه ذلك من نشاط إيراني تصفه هذه الجهات بالخطير، فإيران التي تتمتع بنفوذ لا يستهان به في العراق، بدأت باستثمار هذا النفوذ للحدّ من آثار الحصار الذي تعانيه، عبر تحميل العراق جملة أعباء سياسية واقتصادية، في سياق اعتبار العراق معبرا لتوجيه الرسائل المتنوعة

سيد قطب 20-05-19 08:20 AM

مجال ثانٍ ليس جديدا، لكنه اتخذ بعدا يتسم بالأولوية والجدية في السياسة الإيرانية داخل العراق، فإيران التي نجحت في تقسيم عدد من الأحزاب الشيعية، وشجعت على تفريخ مجموعات ميليشياوية وحزبية، من التيار الصدري الذي انشقت منه عدة مجموعات بدعم إيراني مثل عصائب أهل الحق وغيرها، وصادرت المجلس الأعلى الذي قاده عمار الحكيم، الذي أسس تيار الحكمة بعدما خرج المجلس عن سلطته بسبب الدعم الإيراني، وعملت على شق المجموعات العربية السنية بحيث نجحت في شق صفوف أحزابها ودعمت مجموعات تابعة لها صارت في البرلمان والحكومة. اليوم تعيد إيران حياكة قيادة جديدة لتنظيم حزب الدعوة العراقي بما يتناسب مع مصالحها.

وفي معلومة دقيقة ورد أن إيران تحاول مجددا السيطرة على حزب الدعوة من خلال أذرعها الاستخبارية. طهران ترى في حزب الدعوة حركة إسلامية تاريخية ومهمة يمكن الاستفادة منها وقت الحاجة. ولكن حزب الدعوة تاريخيا له قراره المستقل ولم يخضع للقرار الإيراني، وذلك بوجود قيادات تاريخية قديمة في الحزب لها رؤية في توجهات حزب الدعوة بعيدا عن التأثيرات الخارجية.

التوجّه الإيراني الجديد يتمثّل في إبعاد القيادات الحالية للحزب وجلب قيادات خلقتها الأذرع الاستخبارية لإيران للسيطرة عليه. وإحدى أهم هذه الشخصيات هو طارق نجم الشخصية الغامضة الذي كان بعيدا عن حزب الدعوة لسنوات، وبرز مؤخرا وبشكل مفاجئ كقيادي في “الدعوة”، وذلك من خلال ترؤسه لمكتب نوري المالكي عندما كان رئيسا لوزراء العراق.

سيد قطب 20-05-19 08:21 AM

ثلاثة مجالات عراقية تحاول إيران اختراقها في مواجهتها مع واشنطن، النفط وحزب الدعوة والجيش، وليس كل ذلك بغاية الحرب مع واشنطن، بل بهدف خلق واقع عراقي محرج لواشنطن، لاسيما أن إيران التي أعادت ترميم علاقتها مع الأكراد، واخترقت البيئة السنية، تحاول الإمساك بالورقة الشيعية من خلال السيطرة على حزب الدعوة، في محاولة لتهميش القيادات التي أظهرت مستوى من الاستقلالية عن النفوذ الإيراني، والغاية الإيرانية إعادة فرض حوار مع واشنطن ولو بواسطة أدواتها العراقية على حساب مصالح العراق.

سيد قطب 20-05-19 08:26 AM

فنون الجعجعة....

القول إن ميليشيات إيران في العراق يمكن أن تشكل تهديدا للمصالح الأميركية ولأمن قواتها هناك، مبالغ فيه. هذه الميليشيات تعرف حدودها، وتعرف أن “العين لا تعلو على الحاجب”. ليس لأنها صنيعة بول بريمر الحاكم “المدني” السابق للعراق، وهو الذي موّلها وأمسكها زمام السلطة وفتح أمامها أبواب الفساد، بل لأن إيران نفسها تجعجع بها دون أن تجرؤ على توظيفها ضد من فتح لها الطريق للاستيلاء على العراق. وهي تعرف أن واجبها “الجعجعة”، وهي بناء على ذلك، ترغي وتزبد.

إنهم حفنة زبانية محترمين. يخدمون السيد، ويعرفون العواقب. فحتى ولو اندلعت حرب ضد إيران، فإنهم لن يغامروا بالناقة والجمل. ولسوف يحرصون على جعل الجعجعة فارغة على قدر الإمكان فترضي الطرفين. الأميركيون لا تهمهم الجعجعة. والإيرانيون لا يريدون أكثر منها.

ولكن ذلك لا يعني أن مستوى الخطر يعادل صفرا. هناك صنائع جديدة على غرار داعش، يمكن أن تنشأ فتنسب لها الأعمال، إذا ما وقعت. أما ذوو الميليشيات المحترمون، فسيظلون محترمين، لكي يحافظوا على نصيبهم في السلطة وفي صنع الملوك، بدلا من أن يتحولوا إلى طرائد.

وبما أن ثمة سيدا للجعجعة يعدُ إسرائيل بالقصف إلى “ما بعد بعد حيفا”، فإن سيدا للجعجعة في العراق يمكن أن يظهر ليعد الولايات المتحدة بالقصف “إلى ما بعد بعد فلوريدا”. ولئن حمل الأول لقب “سيد المقاومة”، فإن الثاني يمكن أن يحمل لقب “حجي المقاومة”، بل وقد تتفتق عبقرية قاسم سليماني بأن يجد امرأة تتصدر الأضواء، فيُطلق عليها لقب “علوية المقاومة”.

وحيث أن مقاومة الاحتلال الأميركي كانت في الغالب، من نصيب المناطق خارج سيطرة الميليشيات الإيرانية، فقد تذهب العبقرية، لضرب عصفورين بحجر، إلى حد إنشاء “جبهة تحرير الفلوجة”، أو ربما إقامة تنظيم “إسلامي” آخر يرث داعش، فيستولي على معسكر من معسكرات الجيش العراقي، ويفوز بمحتويات بنك قبل تسليم الرواتب، ويهرب الجنود، ويتم قتل بعضهم بوحشية، وتبدأ القصة من هناك. وما هذا بفيلم هزلي مرعب. إلا أن فصله الثاني يظل ممكنا، طالما أن فصله الأول أثبت نجاحا أطول من “صراع العروش”. المهم، إن المجعجعين لن يكونوا هم أطراف “العملية”، وإنما بدائل لها يهمهم الصراع على القروش المتبقية في خزائن الولي الفقيه، بفرعيها الإيراني والعراقي.

سيد قطب 20-05-19 08:28 AM

من فضائل الجعجعة أنها لا تكلف الكثير، وتظل قادرة على أن تستقطب عواطف الذين يشترون شعارات فارغة. والمنطقة مليئة بهم. هم تدربوا عليها وهي تدربت عليهم حتى باتت سمة اجتماعية، أو “طبيعة ثانية” للكثيرين، ومنهم قادة أحزاب ومنظمات ما تركوا شعارا إلا وجعجعوا به، حتى غلبنا الظن أن المسافة بين النهر والبحر قريبة، وإننا لن نشرب من الأخير.

ولئن ظننا أن الهزائم قد علمتنا شيئا عن الذين قرروا أن يحتفظوا بحق الرد على العدوان “في الوقت والزمان المناسبين”، حتى ارتفعت فوق رؤوسهم الطير،

سيد قطب 20-05-19 08:32 AM

بالإمكان معرفة دوافع النظام الإيراني من وراء سياسة الاستخفاف أو الاستهزاء بالتهديدات الأميركية أو تبريرها على الأقل ولو على مستوى العلاقة بين نظام ولاية الفقيه والشعوب الإيرانية، نظراً لاقتراب خط الفقر من نسبة 50 بالمئة، في وقت أعلنت فيه السفارة الأميركية في بغداد عن حجم ثروة المرشد الإيراني علي خامنئي البالغة 200 مليار دولار.

يبدو أن هذه المفارقة استفزت ولاية الفقيه وفصائل الحرس الثوري في العراق وأيضاً الأحزاب المنتمية في ولائها للمرشد بما أطلق العنان لردة فعلها في مظاهر مسلحة يراد لها أن تكون مجهولة، وتحرش غير محسوب النتائج وضمن رصد الاستخبارات الأميركية

سيد قطب 20-05-19 08:53 AM

حتى من قبل أن تبدأ تحقيقات الخبراء في العمليات التخريبية التي وقعت في ميناء الفجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة توجهت الأصابع المحلية والإقليمية والدولية كلها نحو النظام الإيراني، متوقعة أنه، وليس غيره، مَن قام بها، حتى وإن لم تثبت عليه التهمة بالأدلة الملموسة الدامغة، وذلك لأنه النظام الوحيد الذي جعل الإرهاب والقتل والغدر والتخريب، منذ ولادته قبل أربعين سنة، هويته التي يعيش عليها، ويتمسك بها، ويكسب قوته برزقها.

فمن أربعين سنة وهو يرتكب الجريمة بعد الجريمة ضد معارضيه داخل إيران ذاتها، وفي الدول المجاورة والمنطقة والعالم، حتى صار العدو الأول والأوحد، والأكثر خطورة، للملايين من الناس في المنطقة والعالم، ولحكومات عديدة تسعى إلى إسقاطه وتخليص البشرية من تخلّفه وغبائه وهمجيته ودمويته، فيُريح ويستريح.

فقد ظل يتوهم، على امتداد زمن طويل وثقيل، بأنه قادرٌ على الاستمرار في خداع العالم، وقهر الشعوب، وتحدي الإرادة الدولية، إلى ما لا نهاية.

إن مشكلة علي خامنئي، وهو الحاكم المطلق الأوحد في إيران، تكمن في اعتقاده بأن أساليب الغدر والاحتيال والمراوغة والعنف والتطرف واستئجار الإرهابيين وتمويلهم وتسليحهم واستخدامهم في معاركه الخارجية لتحقيق مشاريعه الاحتلالية، ذكاءٌ وشطارة.

سيد قطب 20-05-19 08:54 AM

وها هو المرشد الأعلى، اليوم، في ذروة تسارع حشود الرئيس الأميركي دونالد ترامب المدمرة، وتضامن أغلب دول الإقليم وشعوبها معه، لأنه عدوّ عدوي، ومع اقتراب ساعة الانفجار الكبير، ما يزال منتفخا نافشا ريشه، ومعتقدا بخروجه سالما من هذه المعركة، وبأن مجاهدي حرسه الثوري ووكلاءه العراقيين واللبنانيين والسوريين واليمنيين سيقاتلون دفاعا عنه، حين تحين الساعة، وبأنه، بهم، سيقلب الأبيض أسود والأخضر أحمر على من يعاديه، حتى لو كان رئيس أميركا الجبارة، وريث الإسكندر المقدوني، أو طرزان.

ففي أول رد له على حشود ترامب الجوية والبحرية الضاربة في منطقة الخليج، تبجح وتذاكى وتفقه وقال إن “الأمة الإيرانية عازمة على مقاومة الشيطان الأكبر، وستُرغم أميركا على التراجع”.

تماما مثلما ظلَّ، قبله، حكامٌ عديدون صمٌ بكم عمي في السياسة والعسكرية وألاعيبها، مراهنين وهم يسمعون هدير البوارج من حولهم، وأزيز القاذفات المدمرة من فوقهم، على عدم قدرة أميركا على غزو بروجهم المشيدة، ومُصدقين بأن أبطال جيوشهم وشجعان حرسهم الجمهوري وكتائب فدائييهم والملايين من عشاقهم حول العالم، قادرون على تكسير رأس أميركا، وتركيع رئيسها، وردع جيوشها، فجاءهم الموج من حيث لم يحتسبوا، وفي ساعاتٍ كانوا من المُغرقين.

ومثلما خرجت ألوفٌ من مواطنيهم الذين كانوا إلى الأمس القريب يهتفون لهم بالروح بالدم نفديك يا زعيم يضربون تماثيلهم بالأحذية، ومثلما تبخرت جيوشهم وجحافلهم وجماهير عشاقهم مع أول دبابة أميركية تصل إلى قلب العاصمة، سيفعل الإيرانيون المجنّدون في الحرس الثوري وفيلق القدس، والألوف من وكلاء الولي الفقيه المبالغين في تعهداتهم بالدفاع عنه وعن ولايته حتى آخر نفس، وسيرتدون عباءات النساء، وسيندسّون بين جموع المحتفلين بسقوط الطاغوت.

فأيّ ذكاء هذا الذي أغلق البلاد على أهلها، واستدرج بعناده وصلفه وغروره، كلَّ هذه الجيوش المجيشة لقتل أبنائهم، وتدمير بلادهم، وقطع أرزاقهم، وتجفيف آخر موارد الدولة التي لم تكن، حتى وهي في عز عافيتها قبل العقوبات، كافية لسد حاجة الملايين الفقيرة من الإيرانيين الذين اعترف عضو اللجنة الاجتماعية البرلمانية، رسول خضري، في حديث لصحيفة اعتماد الإصلاحية بأن “أكثر من 40 مليون إيراني يعيشون الآن بشكل واضح تحت خط الفقر، وعلينا أن نقبل هذه الحقيقة”.

سيد قطب 20-05-19 08:57 AM

سؤال مهم. ألهذه الدرجة يشتعل قلب عادل عبدالمهدي نارا على سلامة رأس النظام الإيراني، ولا يخشى على أهله العراقيين من دمار جديد يضاف إلى ما حل به من دمار فيعلن عن فك ارتباطه بإيران، على الأقل حتى تمر العاصفة؟

ثم من الذي داس على طرف لإخوته في حزب الدعوة والتيار الصدري وميليشيات هادي العامري وقيس الخزعلي، وشلة نوري المالكي، وسنة السفارة الإيرانية في بغداد، لينتفضوا غضبا على ترامب وعلى حشوده العسكرية، ويخرجوا ملوحين ببنادقهم وسيوفهم وخناجرهم، مهدّدين متوعدين، ومتعهدين بالتضحية بالغالي والنفيس، وبالقتال حتى آخر نفس، حتى لو أحرقوا العراق كله، وجوعوا أهله، وتسببوا بتهديم ما تبقى من بيوتهم على رؤوسهم، وعلى رؤوس آبائهم وأجدادهم، وهم أبرياء؟

حسنا، ورب ضارة نافعة. فقد كشفوا أنفسهم أكثر مما كانوا مكشوفين، ونزعوا آخر ما بقي على وجوههم من أقنعة، وأعلنوا، بلا خوف ولا حياء، أنهم عملاء سفهاء وعبيد لأجانب، وخونة وطن أطعمهم من جوع، وآمنهم من خوف، وجعلهم رؤساء ووزراء وزعماء، بعد أن كانوا شحاذين جوالين دوارين على العواصم المجزية يستعطون حفنة دولارات، أو ريالات، أو دراهم، أو تومانات، وجائعين ومفلسين.

ألهذه الدرجة من العمالة والجهالة والضلالة أيها الإيرانيون المُرتَدُون ثيابَ عراقيين؟

سيد قطب 20-05-19 09:01 AM

لا بد من الاعتراف بهذه الحقيقة المؤلمة. فلا أدعى للأسف والحزن والانزعاج من أن نجد كثيرين من الفرس المسلمين، من قديم الزمان وإلى اليوم، يكنّون لإخوتهم العرب المسلمين عداوةً ضارية، ويحلمون بغزو العرب وإذلالهم، ثأرا لما فعله بملوكهم العربُ المسلمون الأوائل قبل قرون.

ومازال كثيرون منهم إلى اليوم يُسيِّرون التظاهرات ضد معاوية ويزيد، ويهتفون بخلافة الإمام علي والإمام الحسين، ويلعنون في حسينياتهم وإذاعاتهم وفضائياتهم الخلفاءَ الراشدين بدعوى حبّ الإمام علي وأبنائه وأحفاده المعصومين.

وللمرة الألف نكرر الأسف لأن هؤلاء المتخلّفين، على امتداد التاريخ الطويل، كانوا يقطعون ما بين الأمة العربية والأمة الفارسية من أواصر الأخوة والجيرة التي لا يستطيع ناكرٌ إنكارها.

والأكثر غرابة أن تلك الروح العدائية المتشددة لم تخف، ولم تتوقف، حتى عندما تولّى أمرهم رجالُ دين يُفترض فيهم أنهم مبرَّأون من الحقد والبغضاء، ومن التآمر والغدر والاعتداء، ومكلَّفون بنشر التوادّ والتراحم بين الناس، وأنهم، كما يزعمون، وكلاءُ إمامٍ غائب سيعود ليملأ الأرض عدلا بعد أن مُلئت جورا، وهم غير صادقين.

والذي أثبت أن بغضاءهم تلك عنصرية قومية، لا دينية ولا طائفية ولا مذهبية، هي أفعالهم. فهم في تنكيلهم وبطشهم وإعداماتهم وغزواتهم لم يفرّقوا بين عربيٍ من طائفة، وبين عربي من طائفة أخرى يدّعون بأنهم يجاهدون من أجل إنصافها وحمايتها وتعويضها عن مظلومية قرون.

وهاهم، منذ أن أقام الخميني دولته الفارسية المغلَّفة بالدين والطائفة، جعلوا غزو العراق واحتلاله، والانطلاق منه إلى سوريا ولبنان وفلسطين واليمن ودول الخليج، أول أهدافهم التي لا يُخفونها، بل يجاهرون بها، ويتغنون بأمجادها، ويحلمون باستمرارها إلى أبد الآبدين.

وها نحن، بعد ألف وأربعمئة سنة، في القرن الحادي والعشرين، برغم كل ما ذاقه المسلمون، وغير المسلمين، هنا وفي بقاع الدنيا النائية، من مرارات تلك العداوة، لم يقتنع أحدٌ من دعاتها بأنها عداوة عنصرية عبثية خاسرة لا نصر فيها لأحد.

ومن نكد الدنيا أن نعيش إلى زمن نرى فيه واحدا بعمامة بيضاء كبيرة، وبلحية طويلة وكثيفة، يخرج علينا بفوقية متعالية مغرورة لا ليدعو المسلمين إلى حقن دماء أبنائهم وبناتهم، ولا إلى الكف عن أحلام استعمار بلاد الآخرين، بل آمرا جيشَه وحرسه الثوري وكلَّ شعبه، ومستنفرا أعوانَه الميليشياويين خونةَ بلادهم التي يحتلها ويسوم أهلها سوءَ العذاب، ويدعوهم إلى قتل كل من يرفض استعماره وظلمه وعدوانه، وكل من يتمسك بسيادة بلاده وأمنها وحريتها واستقلالها، ثم يسمي ذلك إسلاما وجهادا في سبيل الله.


الساعة الآن 02:01 PM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "