شبكة الدفاع عن السنة - نواب الشيعة.. في الكويت و المأساة السورية / خليل حيدر

نواب الشيعة.. والمأساة السورية

2013/02/10

ماذا سيفعل النائبان الدشتي والشطي إذا غيرت إيران موقفها أو تكشفت حقائق الوضع في سورية؟

تعاطف النائبين الفاضلين عبدالحميد الدشتي وخالد الشطي مع وجهة النظر السورية الرسمية والموقف الإيراني المساند لها، من الحرب الدامية هناك والدمار المتواصل في العديد من مدن وأرياف سورية منذ قرابة العامين، يستدعي نقاشاً موضوعياً، قبل ان نقول انه موقف يجافي الديموقراطية والانسانية ولا يفهم أحد مبرراته.
-1 يتوقع المواطن والناخب الكويتي من نائبين في مجلس امة كويتي قائم على حرية الانتخاب والاعلام وحرية الترشيح وغير ذلك، ان يكون هذان النائبان في مقدمة المدافعين عن الديموقراطية والتعددية السياسية والاعلان العالمي لحقوق الانسان والتشريعات الدولية في هذا المجال. وبخاصة ان كان عضو المجلس هذا محامياً وخريج قانون! ويعرف النائبان جيداًَ ان النظام في سورية يفتقر الى كل هذه الاسس البديهية لقيام الحكومات وبخاصة الجمهوريات.
-2 للشعب السوري حق التخلص من نظام الحزب الواحد وهيمنة أجهزة القمع والاستخبارات المعروفة، وله كذلك حق التعبير عن رأيه وارسال ممثلين الى برلمان حر. ولا يعقل ان يتمتع النائبان والكويتيون عموماً رجالاً ونساء، وتتمتع شعوب عربية اخرى بنفس الحريات، ثم تغمض العيون عن الكوارث والجرائم وانتهاك الحقوق في سورية، فهذا في اقل ما يوصف به، كيل بمكيالين، وإدانة علنية للنفس.
-3 ثمة سؤال مبدئي ينبغي للنائبين ان يطرحاه، وهو هل يحق لاي نظام قائم ان يرتكب اي جريمة فردية وجماعية بحق شعبه، في سبيل البقاء في الحكم؟ فان كان الجواب بنعم، فلماذا كان النائبان وكنا جميعا ضد دكتاتور العراق المقبور وضد جرائم الصرب وضد الشاه والسافاك؟
-4 عنف النظام السوري بحق شعبه واستخدامه الاسلحة الثقيلة وقتل آلاف الابرياء وغير ذلك، ليس من قبيل الاتهامات السياسية بل وقائع موثقة مصورة تشهد عليها كذلك المنظمات الدولية وآلاف الخارجين من بيوتهم وسكنهم وديارهم في هذا الشتاء الثلجي، الممطر، الشديد البرد.. ليسكنوا الخيام على الحدود التركية والعراقية والاردنية.
-5 يحترم النائبان بلاشك الاعلام الحر او على الاقل هذا ما يحتمه احترام الديموقراطية والدستور وروح العصر. فلماذا لم تفتح سورية منذ بداية الاحداث عام 2011، او ما بعدها المدن السورية، كدمشق وحلب، للصحف والمحطات العربية والدولية كي تؤكد حسن نواياها، وانها فعلا تتعرض لهجمة من الارهابيين والمخربين. لقد كان بعض هؤلاء الارهابيين في ركاب الرئيس العراقي المدحور عام 2003، ومع هذا وافق كل من كان يتعاطف مع الشعب العراقي على اسقاط صدام حسين.
-6 الزعم بان سورية تقود جبهة المقاومة والممانعة والدفاع عن فلسطين، يذكرنا كذلك بموقف صدام حسين بعد احتلال الكويت عام 1990، عندما قيل بان قواته ستنسحب من الكويت اذا انسحبت اسرائيل من الضف الغربية! وهل يصدق النائبان الفاضلان، وهما من المتابعين لاوضاع العالم، ان سورية قادرة حقاً على ان تلعب دوراً كهذا بجيش متواضع واقتصاد بسيط ومشاكل معقدة مع كل جيرانها؟ وما قيمة المقاومة والممانعة هذه ان كان ثمنها دمار سورية ومقتل آلاف السوريين ومنافسة خيام اللاجئين السوريين لمخيمات الفلسطينيين؟
-7 يعرف النائبان بلاشك، وبموجب الدستور في المادة 108 ان «عضو المجلس يمثل الامة بأسرها ويرعى المصلحة العامة». فهما إذن يمثلان كل الشعب الكويتي لا طائفة منه او تياراً سياسياً داخل اتباع اي مذهب. فهل يعكس موقفها شيئاً من هذا الاستيعاب؟
وقد يتساءل ناخب كويتي: ماذا سيفعل النائبان الدشتي والشطي، إن غيّرت إيران موقفها، او تكشفت حقائق الوضع في سورية وإيران، او وقعت أية مفاجآت اخرى؟ ألن يدفع الناخبون الشيعة بالذات ثمناً باهظاً لهذا الموقف، وتجد الطائفة نفسها في وضع لا تحسد عليه؟
اما تكفي التجارب المعروفة الاليمة.. منذ 1979؟

خليل علي حيدر