شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الحوار مع باقي الفرق (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=62)
-   -   هشَام البُوزيدي فِي ردهِ على أحدِ المَلاحِدَة (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=155710)

سلالة الصحابه ... 07-10-12 03:07 PM

هشَام البُوزيدي فِي ردهِ على أحدِ المَلاحِدَة
 
مقامةُ ذبِّ الذبَّانِ عن جَنابِ القُرآن
حدَّثنَا أبُو النوادرِ السوسِي قَال:
لبِثْتُ بِمَوطِنِي قُرابةَ العَام, حتى أضْجرنِي المُقام, واشتهيتُ السَّفَر, فخرجتُ في نَفَر, و قد أظلَّنا صَفَر, فلقينا شيخاً ملثّماً يسْعى, رثَّ الهيئةِ لا يملك شِسْعاً, يلتحف بُرْنُساً كالَّليل في ظلْمته, يُجلِّلُ هَامَتُهُ بياضُ عِمامَتِه, أديبٌ أرِيب, فصيحٌ نصِيح, فقُلْنا مَنِ الشَّيْخ؟ فأجَاب: نشأتُ جَوَّالاً مُدْمِنَ تَرْحال, و ما زلتُ منذ صبايَ على هذه الحَال, فقلنا: حدِّثنا عن خبرِك, و بعض ما لقيتهُ في سفرِك فقال:
بينما أنا في "النِّتِّ" أمْخرُ عُبابُه, وأنْشُدُ لُبابَه, يَحْمِلُني ثَبجُه, و يلْفَحُني وهَجُه, أُحاذِرُ مَصَائِبه, و أعْتَزِلُ عَصائِبَه, ألْتَمِسُ لَبَدُهُ وسَبَدَه, وأتَحَاشى رغْوتَه و زَبَدَه, إذ زلَّتْ بِيَ الأنامِل, و هَوَتْ بيَ المحَامل, و ذاك دأْبُ النَّاقرين, فانْزلقْتُ في قَبْوِ قومٍ مُلْحِدين, يقُول أمْثَلُهم طريقةً إنَّا بِلا دِين, قومٌ إلى القِرَدَةِ انْتِسابُهُم, خَسُّوا فتلكَ أنْسابُهُم, تَأَسَّنُوا إبْلِيسَ تَأَسُّنا, فغَدوْا لخَبَثِهِ ألْسُنا, أوْشَاب أوباشٌ, أقْزَامٌ طَغَام, أخَفُّ من ريشِ الأزْلام, تألَّبُوا على أهْل الإسْلام, فلا يُسْمع لهم سوى فَحيحٍ و كَشِيش, و نَحِيطٍ و زِيَاط, قطَّع الله منهم النِّيَاط, أراذِلُ الورَى, يؤُمُّهمْ كلُّ زِبَعْرَى, في قلُوبهمْ غِمْرٌ و سَخِيمَة, كَعلْقَمِ أَرْضٍ وَخِيمَة, أولُو ألْسِنةٍ لَخْنَاء, و أقْلامٍ رعْناء, و قلوبٍ فُتِنَت, و جِيَفٍ أنْتَنَت, و أحْلامٍ خاوِيات, كَجِراءٍ عاوِيَات, يفْرَحُون بتُرَّهَات البَسَابِس, و يَهِيمُون في الحَنَادِس, فلا يعْرِفُون هِرًّا منْ بِرّ, و لا خيْراً منْ شَرّ, أهلُ هِيَاط ومِيَاط, و تخْبِيط و تخْليط, زعيمُهُمْ أرْذَلُهُم, و رأْسُهم أنْذَلُهُم, يقالُ لهُ المُدِير المُشْرِف, و لوْ أنْصفُوا لقالوا المبير المُسْرِف, عِرْبِيدٌ شِنْظِير, مَخْذُول مَرْذُول, إذا ما سُمِعَتْ مِنْهُ نَحْنَحَة, صَاحَتِ الغَوْغَاءُ: "ما أفْصَحَه!", و ما جَاءَ بزَنْدَقَة إلا نعَقَتْ الدَّهْماءُ"ما أصْدَقَه!", فأظْهَرْتُ مُوافَقَتَه, و طَلَبْتُ لِقَاءه, أبْغي شَقاءهَ, و أزْمعْتُ أن أفْضَحَه, و أعْدَدْتُ أَحْرُفًا كالنِّبَال لأَنْضَحَه, فدعَاني للإفْطارِ في مَلإٍ مِنْ شِرْذِمَته, فَخَرَجْتُ مُبكِّراً وأتيتهُ متَنَكِّرا, فوجدتهُ في مقهًى هوَ أشبهُ بالملْهى, تُظلِّلُه سحائبُ الدُّخان, و تئِنُّ أركانهُ من رَجَّةِ الألْحان, فاسْتَدْرَجْتُهُ قَائِلا: "عجِبْتُ لِلِسَانكَ الحدِيد, و جَلَدِكَ المَدِيد, و ثَقَافَتِكَ السَّابِغَة, أيُّها النَّابِغَة, لكِنَّكَ تنْطَحُ صخْرا, تَارَةً إثْرَ أُخْرَى, بِحَرْبِك المِلَّة, معَ الذِّلَّةِ و القِلَّة, فَأنْت تُحاولُ أمْراً إمْرا, قَصُرَتْ عنهُ القَياصِرَة, و انْكَسَرَتْ دونَهُ الأَكَاسِرَة؟ فكيفَ تُفْلِح في هَذا الأوَان, فيما أعْجَزَ صاحِبَ الإيوَان؟ فأجَابني:
إنِّي قبِلْتُ التَّحَدِّي و عارضْتُ التَّنْزِيل, و ساقَ كلاماً كالهَذَيَان, فقُلْتُ في نَفْسِي: "أقَاءَ القِرْدُ أمِ اسْتَقَاء؟" فلمَّا ذهبَ عنهُ ما يجِد, قلتُ بنبْرَةِ المُشْفِق: أَمَا و قد أسْمَعْتَنِي منكَ الهَلَاوِس, فأيْن المُعارَضَةُ يا غُلامَ القَسَاوِس؟ فقال لَأُعِيدَنَّها عَلَيْكَ مُرَتَّلَة؟ قلتُ هَجَاجَيْكَ يا لُكَع, و صَهْ يا أخا القِحَة, رَمَاكَ رَبِّي بكُلِّ جائِحَة, و هَاكَ سَجْعاً على السَّلِيقَة, يا شَرَّ الخَلِيقَة, يمْحَقُ سَفاسِفَك, و يَذْرو أَبَاطِيلَك, فإنِّي أراكَ على مِلَّةِ "يا ضفْدَعُ بنتَ ضِفْدَعَين", فَرَى اللهُ منْكَ الأَخْدَعَيْن, يا بعْرَةً بينَ بعْرَتيْن, يا منْ لا تُساوي فَلْسا, قدِ امْتْلأَ فوكَ قَلْسا, إنَّمَا مَثَلُك كمثل أرْعَنَ بَصَقَ بصْقَة, فمَرَّ بهِ رَجُلٌ فأمْسَكَ بتَلَابِيبِهِ قَائِلا: "إيَاك أنْ تغْرَقَ في هذا اليَمِّ القَلَمَّس!", فَلِمَ توَهَّمْتَ النَّباهَة, يا أبَا الفَهاهَة, و كيْفَ بَلَغَتْ بِكَ الجَرَاءَةُ غَايَتَها, وجَاوَزَتِ البَلادَةُ مُنْتَهَاهَا, حتَّى رُمْتَ مُجَارَاةَ أَحْسَنِ الحَديث, بِلَغْوِكَ الرَّكِيكِ أَيُّها الخَبِيث؟ و كَذَلك أنتُم يا آل النَّسَانِيس, ما نطَقْتُم إلاَّ قُلْنا قرودٌ زَقَحَت, و كِلابٌ تواقَحَت, و سَلاحِفُ تبَخْتَرَت, و هَوَامٌ تَكَبَّرَت, و ضَفَادِعُ زَمَخَتْ بأُنُوفِها و شَمَخَتْ, أما كفاكُمْ ما أنتُم فيهِ مِن الدَّخْدَخَة , فيا ليْتَ شعْرِي فيمَ الفَخْفَخَة؟ أما لَكُمْ في النَّسَانِيسِ عُمُومَة, و في الزَّوَاحِفِ أُمُومَة؟
فلأَثْلِبَنَّكُمْ ثَلْبا, و لأَبْسُطَنَّ عَيْبَكُمْ بِجَرَامِيزِه, و لأسْرُدَنَّ عَارَكُمْ بِحَذَافِيرِه, و لَأُجَمْلِحَنَّ رؤوسَكُمْ فأَذَرَهَا كالزَّلَقَة, و كالقِرَابِ المُعَلَّقَة, أَغَرَّكُمْ لُعَابُ الشَّمْس, حَتى حسِبْتم طحالِبَكُم بُسْتانا مُورِقا, و خِلْتُمْ جِفَانَ صَدِيدِكُمْ مَرَقَا, فبِعِزَّةِ منْزِلِ الكِتاب, و مَن إليهِ المَتَاب, لأُذْهِبَنَّ عنكمُ الوَسَاوِس, و لأُلْقِمَنَّكُمُ الحَجَر, و لأُسِفَّنَّكُم رِمال هَجَر, و لأُطْعِمَنَّكُم عَصِيدَةَ حَنْظَل, و لأَسْقِيَنَّكُمْ شرابَ عَلقَم, و لأُفْحِمَنَّكُمْ أيَّمَا إِفْحَام, و لأُقْحِمَنَّكُمْ الذِّلَّةَ أيَّمَا إقْحَام, و لأَتَخَيَّرَنَّ لكُمْ منَ الكَلِمِ أَقْذَعَه, و منَ الهِجاءِ أفْظَعَه, فَلَيْسَ يشْفِيكُمْ بعْدَ السِّنَان إلَّا طَعْنُ الِّلسَان, فهاكُم جوابِي يا رِعَاع: "يا وَزَغَةُ أتَسْمَعِين, يا منْ في رأْس الخَبِيثِ تَرْتَعِين, لَفِّقِي ما تُلَفِّقِين, مَغَصٌ وَجِيع, و قَيْءٌ و رَجِيع, مِرَاءٌ و هُرَاء, و جِيَفٌ بلا فِرَاء, أَعَسَلٌ نَسِيل؟ بلْ قَيْحٌ يسِيل, ألْسِنةٌ تَلَجْلَج, و صُدُورٌ تَرَجْرَج, فَلَأَلْحُوَنَّكُمْ لَحْوَ الْعَصَا, و لأَفْرِيَنَّكُمْ فَرْيَ الأَدِيم, حَتَّى أَتْرُكَكُمْ كَالسَّدِيم, فإِذَا تَنَسَّكَتِ الشَياطِين, و غَدَا العِلْمُ في الخَيَّاطِين, و عَادَ لِلْحَيْزَبُونِ شَبَابُهَا, و اقْتَتَلَ بالبَابِ خُطَّابُهَا, و وَلَجَ البَعِيرُ في سَمِّ الخِيَاط, و تَعَالَى مِنَ السَّمَكِ العِيَاط, فَحِينَذَاكَ يَلْتَبِسُ الكَلَامَان, كَلاَمُ الْخَلْقِ و وَحْيُ الرَّحْمَن."
فَهَذَا ذَبِّي عَن نُورِ رَبِّي, فَكُفَّ عَنَّا هُوَاعَكَ, و لُمَّ عَنَّا أبْعَارَك, خَسِئْتَ و لَزِمْتَ عَارَك؟
فَكَعَّ و حَاص, و رَكَضَ لِيَسْتَقِلَّ البَاص, و انْسَلَّ و لَهُ حُطاط, و فَرَّ و لَهُ أَصِيص.
فَدَنَوْتُ منَ الشَّيْخِ حِينَ فَرَغَ مِنْ حَدِيثِهِ و أَمَطْتُ عَنْ وَجْهِهِ اللِّثام, فإِذَا هُوَ و الله أَبو حُمَيْدٍ رَحَّال بنُ المَحْجُوب.


الساعة الآن 04:30 PM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "