هام / حول كيفية كتابة "الصلاة" على الرسول الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين . لفت نظري خطأ يرتكبه كثير من رواد المنتديات ، على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم ، يتعلق بكيفية كتابة لفظتي (صَلِّ) و(صَلَّى)، عند الصلاة على رسول الله ، عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام . -1- إن الكثيرين يكتبون ، عن حُسن نيّة : (اللهُمَّ صَلِّي على محمد) ، بالياء في كلمة (صَلِّي) . والقاعدة الصرفية تقول : * عند مخاطبة المفرد المذكّر ، يُبنَى فعل الأمر على السكون ، نحو : (اِصْعَدْ) (اِهْبِطْ) (اُدْخُلْ) . فإن كان مُعْتَلَّ الآخر ، بُنِيَ على حذف حرف العلّة ، فلا يُقال مثلاً : (اِسْعَى) (اُدْعُو) (اِمْشِي) ، بل يُقال : (اِسْعَ) (اُدْعُ) (اِمْشِ) . * وعند مخاطبة المفرد المؤنث ، يُبنَى فعل الأمر على حذف النون ، وتثبُت ياء المخاطبة في جميع الأحوال ، نحو : (اِصْعَدِي) (اِهْبِطِي) (اُدْخُلِي) ، ونحو : (اِسْعَيْ) (اُدْعِي) (اِمْشِي) . وعلى هذا ، يقال : (صَلِّ يا زيدُ) (صَلِّي يا فاطمةُ) . لنتأمّل الفرق بين هاتين الآيتين : - (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ) [الأعراف : 117] ؛ موسى مذكّر . - (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ ، فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي اليَمِّ) [القَصص : 7] ؛ أمّ موسى مؤنّث . و(صَلِّ) في عبارتنا السابقة : فِعْلُ دعاء ورجاء وطلب ، لأنه موجّه من الأدنَى إلى الأعلى ، من العبد الفقير إلى العليّ القدير ؛ إلا أنه يجري عليه من الأحكام ما يجري على فعل الأمر . والقاعدة الأُولى تقتضي أن يُبنَى فعلُ الدُّعاء هذا على حذف الياء . فلو كتبنا : (صَلِّي) بالياء ، فكأننا – والعِيَاذُ بالله – جعلْنا اللهَ (سبحانه وتعالى) مؤنّثاً ، وفقاً للقاعدة الثانية . وهذا ما لا يعتقده أيّ مسلم . فالصواب : (اللهم صَلِّ على محمد)، بحذف الياء كتابةً ولفظا . وفي القرآن الكريم : - (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ) [التوبة : 103] . - (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) [الكوثر : 2] . -2- ولكن ما ذكرتُه سابقا ينطبق على صيغة الدعاء وحدها . فلا ينبغي أن نُسيء فهم القاعدة ، فنكتب مثلا : (صَلَّ الله عليه وسلَّم ) ، بحذف ما يسمّى (الألف المقصورة) من كلمة (صَلَّى) . هذا خطأ ؛ لأن الفعل هنا فِعْلٌ ماضٍ ، فلا مُسَوِّغَ لحذف الألف من آخره . فالصواب : (صَلَّى اللهُ على محمد) ؛ لأن الفعل الماضي لا يُجزم أبدا . ومن الإجحاف أن نكتب : (صَلَّ) ، بحذف الحرف الأخير . وبالطبع ، لا يقع هنا أيُّ التباس بين المذكر والمؤنث ؛ لأننا نقول : (صَلَّى زَيْدٌ) (صَلَّتْ فاطمةُ) . وفي القرآن الكريم : - (فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى) [القيامة : 31] . - (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) [الأعلى : 15] . - (عَبْداً إِذَا صَلَّى) [العلق : 10] . -3- خلاصة المسألة : 1- عندما نوجّه الخطاب إلى الله عزّ وجلّ ، ونطلب منه الصلاة والسلام على نبيّه الكريم ، نقول : (اللهم صَلِّ وسَلِّمْ على محمد وآله) . (صَلِّ) : بكسر اللام مُشدَّدةً ، وحذف الياء بعدها كتابةً ونُطقاً . (وَسَلِّمْ) : بكسر اللام مُشَدَّدةً ، وإسكان الميم . فكِلا الفعلَيْن هنا فعلُ أمر يُرادُ به الطلب والدعاء . 2- أما عندما نُخْبِرُ عن الله عزّ وجلّ ، بصيغة الماضي التي تُفيد في حقيقتها الدعاء ، فنقول : (صَلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسَلَّمَ) . (صَلَّى) : بفتح اللام مُشَدَّدةً ، وإثبات ما يسمّى (الألف المقصورة) بعدها كتابةً . (وسَلَّمَ) : بفتح اللام مُشَدَّدةً ، وفتح الميم . فكِلا الفعلَيْن هنا فعلٌ ماضٍ يدلُّ في الحقيقة على الدعاء والطلب . وبالطبع ، لا تُلفَظُ ألِفُ (صَلَّى) عند وصْلِها باسم الجلالة (الله) ؛ لئلاّ يلتقي ساكنان (الألف المذكورة ، واللام الأولى من اسم الجلالة) . ولكنّ عدم لفظها لا يُسَوِّغُ لنا عدم كتابتها ؛ إذ الكتابة مبنية على الوقف ، لا على الوصل . نسأل الله الهدى والتقى والعفاف والغنى . أ. سعيد الزياتي |
بارك الله في الكاتب والناقل
|
جزاكم الله خير على التنويه |
غفر الله لكم ولوالديكم ...... نسأل الله أن ينفع بهذا الموضوع ، فيتنبه الناس لمثل هذه الأخطاء الدارجة و"الشائعة" .............. |
الساعة الآن 11:09 AM. |
Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "