شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=7)
-   -   العقبة (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=172309)

Talghmdi 15-07-14 07:48 PM

العقبة
 
السلام عليكم ورحمة الله ..

أعجبتني فأحببت نقلها ليستفيد الجميع


فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ
حديثنا اليوم عن العقبة، عن التحديات والمصاعب التي تواجهها النفس البشرية حين ترغب في الإنفاق،
إنها عقبة حقا تحتاج لنفس مؤمنة طموح تجتازها،
إنها أمام عشرات من الأفكار والأوهام الرديئة التي تحبط محاولاته للإنفاق
روى الإمام أحمد في مسنده: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يُخْرِجُ رَجُلٌ شَيْئًا مِنْ الصَّدَقَةِ حَتَّى يَفُكَّ عَنْهَا لَحْيَيْ سَبْعِينَ شَيْطَانًا
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُنْفِقِ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ مِنْ ثُدِيِّهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا فَأَمَّا الْمُنْفِقُ فَلَا يُنْفِقُ إِلَّا سَبَغَتْ أَوْ وَفَرَتْ عَلَى جِلْدِهِ حَتَّى تُخْفِيَ بَنَانَهُ وَتَعْفُوَ أَثَرَهُ وَأَمَّا الْبَخِيلُ فَلَا يُرِيدُ أَنْ يُنْفِقَ شَيْئًا إِلَّا لَزِقَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مَكَانَهَا فَهُوَ يُوَسِّعُهَا وَلَا تَتَّسِعُ

نتحدث اليوم عن بعض هذه التحديات:
أولها: الخوف من المستقبل وإيعاد الشيطان بالفقر والتحذير من مخاطر التقلبات الاقتصادية والأحوال قال تعالى:
الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
الرعب الذي يسكن النفوس من مخاطر المستقبل على النفس والأهل والذرية، إنه صوت الشيطان الذي يصيح عند كل إرادة للخير والإنفاق، إن المستقبل وخزائن الأرزاق كلها بيد الله سبحانه وتعالى، الذي وعد المنفقين بالمغفرة الفضل، إن أحسن إعداد نعده لمستقبلنا في الدنيا والآخرة هو الثقة بالله سبحانه والتصديق بموعوده،
ليس بأيدينا رزقنا ولا رزق أولادنا وأهلينا، إنما أرزاقهم بيد الله، وقد دلت النصوص أن أقوى تأمين يؤمنه الإنسان على نفسه وأولاده ومستقبله هو التجارة مع الله سبحانه، وإيداع المال في مصرف الآخرة قال تعالى:
وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (8) وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا
ثانيا:
الخوف من نقص المال،
وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - : أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَال ، وَمَا زَادَ اللهُ عَبْداً بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزّاً ، وَمَا تَواضَعَ أحَدٌ لله إِلاَّ رَفَعَهُ اللهُ - عز وجل - )) رواه مسلم .
إنه وعده لا يصدقه إلا المؤمنون ، إنه وعد أقوى في قلوبهم من عد أيديهم، وحسابات أرقامهم، إنه شعور يجتاز به الإنسان عوائق حسه إلى الإيمان بالغيب،
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ
أي شعور يتملك المؤمن حين يحس أن الله يأخذ صدقته، ويتقبلها ويربيها،
أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ

قال تعالى:
قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ
فهو يخلفه، ناد بها كلما روعك الشيطان بنقص مالك عند الصدقة، اهتف بها في روحك، ومن أصدق من الله قيلا،
وتأمل قوله سبحانه
وما أنفقتم من شيء
أي شيء صغيرا كان أو كبيرا ، نفيسا أو رخيصا، قليلا أو كثيرا، مالا أو عقارا ، طعاما أو شرابا، أوثيابا، أو مركبا
وأيم الله لو كان قرشا أو مليارا لأخلفه الغني سبحانه، إن الله لا يخلف الميعاد
مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ
ثالثا:
من أعظم العقبات عن الصدقة هو الجهل أو ضعف الإيمان بفضل الصدقة وأجرها، عند الله سبحانه، وعدم قراءة النصوص الكثيرة التي تحث عليها،
مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
في الصحيحين عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ دَعَاهُ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ كُلُّ خَزَنَةِ بَابٍ أَيْ فُلُ هَلُمَّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَاكَ الَّذِي لَا تَوَى عَلَيْهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ
قال الشراح أن من أنفق شيئين من صنف واحد، شاتين، درهمين، ثوبين، ونحو ذلك دعته خزنة الجنة إلى كل أبواب الجنة
رابعا:
الأمل، والتسويف، وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11)

إن كل مؤمن يحدث نفسه عن مشاريع الخير، لكن التسويف يقتلها، نؤجل، حتى نتزوج حتى نشتري السيارة، حتى نبني العمارة، حتى نؤسس لتجارة، وهكذا يمضي العمر، ويأتي الأجل
خامسا:
الأوهام والوساوس حول كل باب من أبواب الخير، فكلما أراد أن يتصدق أتي بشروط حتى يخرج هذه الصدقة، فلا تتوفر في أحد، فيمسك، ويمضي عمره ممسكا وهي من حيل الشيطان
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ
فإذا جاء ليتصدق على أحد قال ربما كان عنده مال يخفيه، أو له أولاد ينفقون عليه، أو ربما يستعملها في معصية، وهكذا
فإذا جاء ليتصدق على جمعية أو مؤسسة خيرية، نظر في إدارتها وموظفيها وبرامجها، ليجد سقطة واحدة أو تقصيرا يعذر به نفسه للتوقف عن الإنفاق، فإذا قيل أنفق في الخارج قال الداخل أهم، فإذا قيل أنفق في الداخل قال الناس في خير هنا، وهكذا من حيلة إلى حيلة



الشيخ د.عبدالله بلقاسم

سيوف العـز 16-07-14 09:58 PM

بارك الله فيك اخوي الفاضل تركي الغامدي على النقل الطيب
تم تثبيت الموضوع ......

محب ابو بكر و عمر 17-07-14 10:31 AM

اسكنكم الله الفردوس الاعلى في الجنة

شاكـر 17-07-14 01:14 PM

بارك الله فيكم ونفع بكم


الساعة الآن 10:50 AM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "