شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الدفاع عن الآل والصحب (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=50)
-   -   الإصابة في فضائل وحقوق الصحابة (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=68055)

السليماني 04-12-07 06:22 PM

الإصابة في فضائل وحقوق الصحابة
 
مقدمـــة


الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين


وأشهد ألا إله إلا الله الملك الحق المبين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الصادق الأمين والناصح المبين المبعوث بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً للعالمين ورحمة للمؤمنين وحجة على الخلق أجمعين


وصلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون .

أما بعد

فإن مما اختص به الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أن جعلهم الله تعالى أصحاب محمد خاتم النبيين وسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم فهم خير قرون الأمة وأعلام الملة وسند الشريعة وأئمة الأمة في العلم والعمل وأعظمها جهاداً في سبيل الله عز وجل .



ومن براهين فضل وعلو منزلتهم :


–1أن الله تعالى قد أثنى عليهم في محكم القرآن وشهد لهم بالإسلام والإيمان والإحسان وبشرهم بالتوبة والرضوان وأصناف ماأعده الله تعالى لأهل طاعته من نعيم الجنان .



-2- شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم بالجنة وبيانه لفضلهم على سائر قرون الأمة وأنهم خير أمة إلى غير ذلك مما ثبت بصريح محكم القرآن ومتواتر السنة لفظاً ومعنى .




3ـ إجماع أهل الإسلام على فضلهم ورفعتهم ومكانتهم في الأمة .



فشرفهم وعلو منزلتهم ومكانتهم في الأمة مما لايمتري فيه عاقل منصف فضلاً عن مؤمن مكلف .


إلا أنه قد حدث في هذا الزمن أن تكلم فيهم متكلم وقدح فيهم قادح
بما حاصله الطعن في أعيان منهم أو تنقص لجملتهم

ومؤداه تكذيب الله تعالى والطعن في نبوة محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى والقدح في سند الشريعة والتشكيك في الثوابت


وتضليل شباب الأمة ومجاراة الزنادقة وسرور أعداء الإسلام

وهذا لا يصدر إلا من جاهل مركب يهرف بما لا يعرف أو مغموط بالنفاق تظاهر بالبحث والتحقيق ستراً لباطنيته وزندقته ونفاقه





والكل لا يجني إلا على نفسه إن لم يتب إلى الله قبل رمسه وهو ينبئ عن شقوته بخبث كتابته وكلمته المعبرة عن طويته


(( والله يعلم المفسد من المصلح ))


وهو تعالى (( لا يصلح عمل المفسدين ))


وقد قال تعالى (( إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أمن يأتي آمناً يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير))



وليعلم هؤلاء الأغبياء وغيرهم أن الصحابة رضوان الله عليهم كنجوم السماء يهتدي بهم أولوا الألباب ولا يضرها نباح الكلاب



وأن الله يدافع عنهم فهم أوفر الأمة حظاً من قوله تعالى


(( إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور ))


وقوله تعالى (( ليغيظ بهم الكفار ))

فلا يغتاظ منهم ويحقد عليهم ويتعدى على حرمتهم وهم في قبورهم ليتشفى منهم إلا منافق كافر أو ملحد فاجر .



لهذا كتبت هذه النبذة عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قياماً بحقهم ونصحاً للأمة بشأنهم وإشادة بفضلهم وهداية لمن لبس عليه في أمرهم


متضمنة التعريف بهم وبيان منزلتهم وفضلهم ومناقبهم وحقهم على الأمة وعقيدة أهل السنة والجماعة فيهم وقصدي الإشادة بفضل ذوي الفضل والتذكير لمن غفل والإغاظة لأهل الحقد والغل .



والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل .

الفقير إلى عفو ربه


عبد الله بن صالح القصير


10/ 4/1424 هـ

السيف الصـــــارم 04-12-07 06:30 PM

جزاك الله خيرا

وبارك الله فيك

واحسن الله اليك

ووفقك الى ما يحب ويرضا

فوالله صدقت فيما قلت

اقتباس:

ليعلم هؤلاء الأغبياء وغيرهم أن الصحابة رضوان الله عليهم كنجوم السماء يهتدي بهم أولوا الألباب ولا يضرها نباح الكلاب



وأن الله يدافع عنهم فهم أوفر الأمة حظاً من قوله تعالى

(( إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور ))


وقوله تعالى (( ليغيظ بهم الكفار ))

فلا يغتاظ منهم ويحقد عليهم ويتعدى على حرمتهم وهم في قبورهم ليتشفى منهم إلا منافق كافر أو ملحد فاجر .

ابوالوليد المهاجر 06-12-07 12:10 AM

جزاك الله خيرا

وبارك الله فيك

واحسن الله اليك

ووفقك الى ما يحب ويرضا


ورضي الله عن جميع الصحابة رغم انوف الرافضة الحاقدين
موتوا بغيظكم يارافضة

السليماني 01-03-08 11:10 PM

جزاكم الله خيراً

والكتاب للشيخ عبد الله القصير حفظه الله

السليماني 29-05-08 01:27 PM

أولاً :

تعريف الصحابة
الصحابة جمع صاحب وصحابي

والصحابي هو ( من لقي الرسول صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على ذلك )

قال الإمام البخاري رحمه الله :

( من صحب النبي صلى الله عليه وسلم أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه )

والمقصــــــــــــــــــــــــــود :

أن الصحبة فيها عموم وخصوص

وعمومها يندرج فيه كل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به

ولهذا يقال صحبه سنة وشهراً وساعة ونحو ذلك

ومن اختص من الصحابة بما يتميز به عن غيره يوصف بتلك الصحبة دون من لم يشركه فيها .

قال غير واحد من أهل العلم :

كل من صحب النبي صلى الله عليه وسلم أفضل ممن لم يصحبه مطلقاً

فإنه حصل له بالصحبة بالدرجة أمر لايساويه مايحصل لغيرهم بعلمه وعمله

ولم يبلغ أحد مثل منازلهم التي أدركوها بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم .

فائدة :

قيل عدد الصحابة رضي الله عنهم مائة وأربعة وعشرون ألفأ

وآخر من مات منهم أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي كما جزم به مسلم رحمه الله سنة مائة

وقيل مائة وعشر من الهجرة .

السليماني 31-08-08 01:21 PM

ثانياً : الغرض من ذكر الصحابة وفضلهم والواجب نحوهم في عقيدة أهل السنة والجماعة .


لما ظهرت بدعة الخوارج الذين كفروا علياً ومعاوية وعمرو بن العاص وغيرهم رضي الله عنهم في مسألة التحكيم وحدثت بدعة الرافضة في الغلو في علي رضي الله عنه وآل بيته خاصة وبعض آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وعدد يسير من الصحابة والبراءة ممن سواهم وظهر في الجملة من الخوارج والرافضة وغيرهم من الناصبة والغالية تنقص الصحابة رضي الله عنهم والنيل منهم بالسب والشتم والطعن في ديانتهم والتشكيك في ثباتهم على ماتركهم عليه وسول الله صلى الله عليه وسلم من الدين


وترتب على ذلك إنكار فضائلهم أو إدعاء أنهم جاءوا بما يناقضها ويبطلها حتى انتهى الأمر بأولئك المبتدعة إلى تكفير الصحابة رضي الله عنهم وقتالهم واستباحة دمائهم وأموالهم

قام أئمة السنة والجماعة فيما قاموا به من نصرة دين الله بأمرين :



أحدهما : بيان فضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفضائلهم ومقامهم في الدين ومنزلتهم من الأمة وتبرئتهم مما نسبه إليهم الخوارج والرافضة وغيرهم من أهل البدع والأهواء .



ثانيهما : بيان الواجب نحو أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وما شجر بينهم من خلاف والرد على سائر أهل البدع والأهواء في ذلك .

منزلة الصحابة رضي الله عنهم في الأمة


•لامقام بعد النبوة أعلى وأشرف من مقام قوم ارتضاهم الله تعالى لصحبة محمد صلى الله عليه أشرف رسله وخاتم أنبيائه ونصرة دينه .


•فهم- رضي الله عنهم – خير أصحاب الأنبياء والمرسلين على الإطلاق قال صلى الله عليه وسلم ( خير الناس قرني )


• ولذا اتفقت الأمة على أن الصحابة رضوان الله عليهم أفضل ممن بعدهم من الأمة علماً وعملاً وتصديقاً وصحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسبقاً إلى كل خصلة جميلة فلاشك أنه حازوا قصبات السبق واستولوا على الأمد – أي الغاية – وبلغوا في الفضل والمعروف والعلم وجميع خصال الخير مالم يبلغه أحد .


•فإن الذين سبقوا إليه من الإيمان بالله ورسوله والهجرة والنصرة والدعوة إلى الله تعالى والجهاد في سبيل الله ومعاداة أهل الأرض وموالاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتصديقه وطاعته قبل أن تنتشر دلائل نبوته وتظهر دعوته ويقوى أعوانه وأنصاره مع قلة المؤمنين وكثرة المكذبين من أهل الكتاب والمشركين وإنفاقهم أموالهم وبذلهم أنفسهم ابتغاء وجه الله تعالى في مثل تلك الحال أمر لايمكن أن يحصل ولامقدار ثوابه مثله لأحد من الأمة وفي الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

( لاتسبوا لأصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً مابلغ مد أحدهم ولانصيفه ))


•فالسعيد من اتبع صراطهم واقتفى آثارهم .

تالله لقد نصروا الدين ووطد الله بهم قواعد الملة

وفتحوا القلوب والأوطان وجاهدوا في الله حق جهاد فرضي الله عنهم وأرضاهم .

السليماني 02-09-08 12:33 AM

ثالثاً : فضل الصحابة رضي الله عنهم ومناقبهم

امتاز الصحابة رضي الله عنهم على سائر قرون الأمة بالسبق إلى الإسلام أول ظهوره والجهاد في إظهاره وتبليغه الأمة فهم أول من آمن بالله ورسوله فآمنوا وقت الغربة وجاهدوا وقت العسرة ودعوا إلى الله تعالى بالحكمة وبذلوا النفس والنفيس وصبروا على عداوة القريب والبعيد


فاجتمعت لهم فضائل كثيرة ومناقب كبيرة وهي :

1)السبق إلى الإسلام .

2)الصبر وقت الشدة .

3)الصحبة للنبي صلى الله عليه وسلم .

4)الهجرة والإيواء .

5)النصرة والجهاد .


6)الإمامة في العلم والعمل .

7)التبليغ للدين .


والأدلة على فضل الصحابة رضي الله عنهم وفضائلهم الكبيرة كثيرة منها :


أ‌-ماورد في القرآن من الآيات التي فيها الثناء عليهم بجليل الأعمال وجميل الخلال ووعدهم بالفوز العظيم ورضوان الرب الكريم كقوله تعالى :


( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كمثل زرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً )) ( الفتح 29)


وقوله تعالى (( والذين تبوءو الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولايجدون في صدروهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ))


( الحشر 9)

وقوله تعالى (( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم )) ( التوبة 100)


فأهل هذا الوعد الكريم قد علم الله تعالى أنهم لايفارقون الدين أبداً بل يموتون عليه وماقد يرتكبونه من الذنوب فإنهم لايصرون عليه بل يوفقون للتوبة منه ثم يتوب الله عليهم لصدق توبتهم ولما لهم من الحسنات الماحية ورفعة الدرجة .


ب‌-ورد في السنة في بيان فضائلهم كقوله صلى الله عليه وسلم (( لاتسبوا أصحابي فإن أحدكم لو انفق مثل أحد ذهباً مابلغ مد احدهم ولانصيفه )) وكقوله صلى الله عليه وسلم ((خير القرون قرني الذي بعثت فيهم ...)) الخ .


ج- وفي الجملة فكل ماذكرالله تعالى في القرآن من صفة المتقين والمؤمنين والمحسنين ومدحهم والثناء عليهم ووعدهم بالثناء العاجل والآجل فأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أول وأفضل من دخل فيه من هذه الأمة ولهم منه أوفر حظ وأكمل نصيب .


د- وماتواتر في الكتاب والسنة من فضائلهم ومناقبهم والشهادة لهم بعلو الدرجات وكمال الصفات أمر معلوم من الدين بالضرورة فلايعارض بماقاله الضالون المفترون من الرافضة والخوارج والمعتزلة وأشباههم وورثتهم في ضلالهم أو إفكهم .

السليماني 02-09-08 04:37 PM

خامساً : تفاوت الصحابة رضوان الله عليهم في الفضل ومراتبهم فيه

من الثابت لدى أهل العلم والإيمان أن الصحابة رضي الله عنهم ليسوا على درجة واحدة في الفضل بل للواحد منهم والطائفة من الفضائل والمراتب بحسب سبقهم للإسلام والهجرة والإيواء والنصرة والجهاد وبحسب ما قاموا به من أعمال تجاه دينهم ونبيهم صلى الله عليه وسلم .


أ – فأفضلهم جملة من انفق من قبل صلح الحديبية –الذي سماه الله فتحاً – وقاتل فإنهم أفضل من الذين أنفقوا من بعده وقاتلوا والدليل على التفضيل قوله تعالى (( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى ) ( الحديد 10) وهؤلاء هم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار .


ت‌-ودلت النصوص على تقديم جملة المهاجرين على جملة الأنصار من الصحابة فمن ذلك قوله تعالى (( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار )) ( التوبة 117)



وقوله جل وعلا في الفئ تعالى (( والذين تبوءو الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولايجدون في صدروهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون )) ( الحشر 9)

فأثنى الله سبحانه وتعالى على الجميع وقدم المهاجرين على الأنصار في الذكر –والتقديم في الذكر يدل على التقدم في المنزلة والفضل – فذلك يدل على تقدمهم في المرتبة والفضل رضي الله عنهم وذلك لما اختصوا به من ترك الأوطان والأموال والأهل والأولاد والهجرة إلى الله ورسوله فراراً بالدين ونصرة لله ورسوله وطلباً للجهاد في سبيله وإعلاء كلمته .


فضل أهل بدر على غيرهم :



وقد اختص أهل بدر من المهاجرين والأنصار بفضيلة أن الله اطلع عليهم فقال ((إ عملوا ما شئتم فقد غفرت لكم )) وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر كما جاء في الصحيحين وغيرهما قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى (( وهذا –والله أعلم – لأن الله سبحانه وتعالى علم أنهم لا يفارقون دينهم بل يموتون على الإسلام و ما قد يقارفونه – أي يرتكبونه – من الذنوب كما يكون من غيرهم فإن الله سبحانه يوفقهم للتوبة النصوح والاستغفار الصادق والحسنات الماحيات التي يغفر الله لهم بموجبها )


ج – ولأهل أحد والأحزاب وغيرهما من البلاء والجهاد والصبر

ما فاقوا به من لم يشهد تلك المشاهد ممن بعدهم وفضل الله عظيم .

فضل أهل بيعة الرضوان :


ومما خص الله به أهل بيعة الرضوان – التي جرت في الحديبية – من المهاجرين والأنصار أن الله تعالى رضي عنهم وأنه لا يدخل النار أحداً بايع تحت الشجرة وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة وجاء ذلك صريحاً في القرآن في قوله تعالى (( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة )) ( الفتح 18) وفي صحيح مسلم من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة )) فمذهب أهل السنة والجماعة أن أهل بدر وأهل بيعة الرضوان يشهد لهم بالجنة والنجاة من النار على وجه أخص من الشهادة بذلك لجميع الصحابة الذين يعمهم قوله تعالى (( وكلاً وعد الله الحسنة ))



فضل العشرة المبشرين بالجنـــة

ومن أعظم الفضائل التي اختص بها العشرة المبشرون بالجنة تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة لهم بالجنة وهم : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة عامر بن الجراح .


فضل أعيان من الصحابة غير العشرة



وهكذا غير هؤلاء من الصحابة ممن شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة مثل ثابت بن قيس بن شماس وعكاشة بن محصن وعبد الله بن سلام والحسن والحسين وأمهات المؤمنين وغيرهم رضي الله عن الجميع فشهادة النبي صلى الله عليه وسلم لهؤلاء بالجنة فضيلة خصوا بها دون غيرهم وهي من أعظم الفضائل .



والشهادة لهؤلاء المعينين من جملة براهين رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فإن جميع من عينهم النبي صلى الله عليه وسلم بالشهادة لهم بالجنة لم يزالوا مستقيمين على الإيمان حتى وصلوا إلى ما وعدوا به فأهل السنة والجماعة يشهدون لهؤلاء بالجنة لأن النبي صلى الله عليه وسلم شهد لهم بذلك على وجه التحديد والتعيين فإن الشهادة لأحد بالجنة أو النار مما ليس للعقل فيها مدخل بل هي موقوفة على الشرع .



والشرع قد جاء بالشهادة لأولئك فيشهد لهم بما شهد لهم به الشرع .


وأما من لم يشهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة فلا يشهد له بالجنة لأن في ذلك تقلاً على الله عز وجل لكن يرجى للمحسنين من أهل الإسلام الثواب ويخاف على المسيئين منهم العقاب .

•فضل الخلفاء الراشدين وترتيبهم فيه :


•اتفق أهل السنة والجماعة على أن الخلفاء الراشدين الأربعة المهديين هم أفضل المهاجرين فهم أفضل الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم فهم وزراء النبي صلى الله عليه وسلم وأصهاره وثبت لكل واحد منهم عن النبي صلى الله عليه وسلم فضائل اختص بها دون غيره ولم يلحقهم فيها غيرهم رضي الله عن الجميع .



•وقد أجمع أهل السنة والجماعة على ما تواتر به النقل عن على رضي الله عنه وغيره أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر واختلفوا في عثمان وعلى أيهما أفضل ؟ فقدم قوم عثمان وسكتوا وربعوا بعلي وقدم قوم علياً وقوم توقفوا وأشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى ترجيح الرأي الأول وهو تقديم عثمان على علي في الأفضلية لأمور منها :



1)أن هذا هو الذي دلت عليه الآثار الواردة في مناقب عثمان رضي الله عنه .


2)إجماع الصحابة على تقديم عثمان في البيعة بالخلافة وما ذلك إلا لأنه أفضل في نظرهم فترتيبهم في الأفضلية كترتيبهم في الخلافة روى البخاري رحمه الله عن ابن عمر رضي الله عنهما ((كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنخير أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم )) وعند أبي داود ( نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي أفضل أمة النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان )).



3)أنه استقر أمر أهل السنة على تقديم عثمان ثم علي كما قدموه في البيعة قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ( إني نظرت في أمر الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان ) قال غير واحد من السلف : من لم يقدم عثمان على علي فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار . فهذا دليل على تقديم عثمان على علي رضي الله عنهما وأنه أفضل لأن الصحابة رضي الله عنهم قدموه باختيارهم بعد تشاورهم وكان علي رضي الله عنه من جملة من بايعه وكان يقيم الحدود بين يديه .


•واتفاقهم على تقديم عثمان على علي رضي الله عنهم يدل على أن علياً رضي الله عنه هو الأفضل بعد عثمان والأحق بالخلافة بعده فإنه رضي الله عنه كان أفضل أهل زمانه وذلك هو الذي كان والحمد لله رب العالمين .



•وخلاصة مذهب أهل السنة والجماعة في المفاضلة بين الصحابة بعد الاعتراف بفضل الجميع أن أفضل الصحابة أبو بكر الصديق ثم عمر الفاروق ثم عثمان ذو النورين ثم علي المرتضى ثم بقية العشرة المشهود لهم بالجنة ثم أهل بدر ثم أهل بيعة الرضوان ثم بقية الصحابة ممن أسلم قبل الفتح ثم من أسلم من بعد الفتح وقاتل .

السليماني 22-09-08 01:06 AM

سادساً : حقوق الصحابة رضي الله تعالى عنهم على الأمة

حقوق الصحابة رضي الله عنهم على الأمة من أعظم الحقوق وأوجبها ومنها :


الأول : الاعتراف بما ثبت من فضلهم وفضائلهم وسلامة القلوب من بغضهم أو الغل أو الحقد على أحد منهم .

الثاني : محبتهم بالقلب والثناء عليهم باللسان بما لهم من السابقة و ما ثبت لهم من الفضل وما أسدوه من المعروف والإحسان وتحبيبهم إلى الأمة من أجل ذلك .



الثالث : التلقي عنهم وحسن التأسي بهم في العلم والعمل والدعوة والأمر والنهي ومعاملة عامة الأمة والغلظة على خصوم الملة فإنهم رضي الله عنهم أعلم الأمة بمراد الله تعالى في كلامه ومراد الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته وأوفقهم عملاً بالكتاب والسنة وأكمل نصحاً للأمة وأبعد الأمة عن الهوى والبدعة .



الرابع : الترحم عليهم والاستغفار لهم تحقيقاً لقوله تعالى (( والذين جاءو من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم )) ( الحشر 10)


الخامس : الكف عن الخوض فيما شجر بينهم من خلاف واعتقاد أنهم مجتهدون مأجورون فالمصيب له أجران والمخطئ له أجر وخطأه مغفور لاجتهاده .



السادس : الحذر من إشاعة ما قد نسب إلى أحد منهم من مساوئ فإن جملته كذب مختلق من أهل الأهواء والغلو والعصبية .



وما قد يثبت ظاهره فلايدرى ماوجهه وإشاعة ذلك من دواعي تسويد القلوب بالغل عليهم والوقيعة فيهم وأسباب بغضهم والقدح فيهم وتلك من كبائر الذنوب وأعظم أسباب غضب علام الغيوب .



السابع : اعتقاد حرمة سبهم أو أحد منهم – ولعنهم أشد حرمة – لأن ذلك من تكذيب الله تعالى في تزكيتهم والثناء عليهم ووعدهم بالحسنى ولما فيه من سوء أدب مع النبي صلى الله عليه وسلم الذي نهى عن سبهم .


ومافيه من ظلمهم والتعدي عليهم وهم خاصة أولياء الله تعالى بعد النبيين والمرسلين


وقد قال تعالى (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير مااكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناًَ )) ( الأحزاب 85)


وفي الحديث القدسي الصحيح يقول تعالى (( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب )) .

السليماني 23-10-08 05:14 PM

سابعاً : عدالة الصحابة رضي الله عنهم

الصحابة رضي الله عنهم هم المخاطبون بقوله تعالى (( كنتم خير أمة أخرجت للناس )) ( آل عمران 110)


وقوله سبحانه وتعالى (( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس )) ( البقرة 143)


فهم أول وأفضل وأحق من يدخل في هذا الخطاب وصح الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم خير قرون هذه الأمة وأنهم خير الناس وأنهم يوم القيامة يوفون سبعين أمة هم خيرها وأكرمها على الله عز وجل والنصوص من الكتاب والسنة في بيان فضل الصحابة وفضائلهم والثناء عليهم ووعدهم بالأجر العظيم والثواب الكريم أكثر من أن تحصر .

ومن نظر في سيرتهم وتأمل أحوالهم وما جاء من النصوص بشأنهم وما هم عليه من الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله وبذل النفس والنفيس في سيبل الله لإعلاء كلمته ونصرة رسوله صلى الله عليه وسلم وإظهار دينه مع ما هم عليه من الإيمان بالله والصدق مع الله والمسارعة إلى الخير والعلم النافع والعمل الصالح إلى غير ذلك من صفاتهم الفاضلة علم يقيناً أنهم خير الخلق بعد الأنبياء والمرسلين وأنهم أفضل هذه الأمة علماً وعقلاً وديناً وأنهم كانوا على الهدى المستقيم – وأن ما كان ولا يكون ولن يكون مثلهم في خصائصهم ومناقبهم رضي الله عنهم .



لذا اتفق أهل السنة والجماعة على أن الصحابة رضي الله عنهم كلهم عدول ثقات لايفتش عن عدالة أحد منهم وذلك لما ورد في نصوص الكتاب والسنة من تزكيتهم والثناء عليهم ووصفهم بالخيرية والوسطية والصدق إلى غير ذلك من خصائصهم وفضائلهم –فلا يترك العلم المتيقن المحقق الثابت لأمر مشكوك فيه بل مقطوع بكذبه مما اختلقه وتفوه به أهل الأهواء وأشباههم والجهال وأعداء الإسلام .


ومايروى في حقهم من المثالب :

1)إما أن يكون كذباً محضاً .


2)وإما أن يكون محرفاً قد دخله من الزيادة والنقصان ما يخرجه إلى الذم والطعن .


3)والصحيح من ذلك هو من موارد الاجتهاد التي إن أصاب فيه المجتهد فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد وخطؤه مغفور .


فما وقع منهم رضي الله عنهم إن ثبت فهو عن اجتهاد هم فيه معذورون ومأجورون على كلا الحالين .

ولهذا اتفق أهل الحق ممن يتعد به في الإجماع على قبول شهادتهم وروايتهم وثبوت عدالتهم وانه يجب تزكية جميعهم ويحرم الطعن فيهم ويجب اعتقاد أنهم أفضل الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم


قال أبوزرعة الرازي رحمه الله تعالى

( إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق وذلك أن القرآن حق والرسول حق وما جاءا به حق وما روى ذلك النبأ كله إلا الصحابة فمن جرحهم فإنما أراد إبطال الكتاب والسنة ) .


أنواع سب الصحابة وحكم كل نوع :


وسب الصحابة رضوان الله عليهم أقسام :

الأول : سب معين من الصحابة رضي الله عنهم ممن نزل القرآن بتزكيته أو تواترت الأحاديث الصحيحة بفضله أو خصوصيته بالنبي صلى الله عليه وسلم كأبي بكر وعمر وعائشة وبقية أمهات المؤمنين رضي الله عنهم فهذا السب كفر تكذيب يقتضي خروج الساب من الإسلام وردته ويوجب قتله إذا بين وأصر عليه .

الثاني : سبهم بما يقتضي كفر أكثرهم أو أن عامتهم فسقوا كما عليه معظم الرافضة فهذا كفر لأنه تكذيب لله ورسوله بالثناء عليهم والترضي عنهم بل من شك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين لأن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق .


الثالث : سبهم باللعن والتقبيح ففي كفره قولان لأهل العلم وعلى هذا القول بأنه لا يكفر يجب أن يؤدب أو يحبس حتى يموت أو يرجع عما قال ويشهد بكذب نفسه وجرمه .


الرابع : سبهم بما لا يقدح في دينهم كالجبن والبخل فلا يكفر ولكن يعزر بما يردعه وغيره عن ذلك ذكر معنى هذا شيخ الإسلام في الصارم المسلول


ونقل عن أحمد رحمه الله قوله (( لا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساوئهم ولا يطعن على أحد منهم فمن فعل ذلك أدب فإن تاب وإلا خلي في الحبس حتى يرجع )).


الساعة الآن 01:35 PM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "