شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   منتدى نصرة سنة لبنان (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=88)
-   -   الحصار الإيراني لاهل لبنان (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=189071)

سيد قطب 10-12-18 07:27 PM

الحصار الإيراني لاهل لبنان
 
خلال محاولة تأليف الحكومة اللبنانية يقوم حزب الله التابع لإيران بمضايقة وفرض شروط وضغوطات على رئيس الحكومة الذي هو من الطائفة السنية..
وهو يعتمد أسلوب التهجم والشتم والتهديدات في خطاباته السياسية
وهو يستعين بفريق عمل من عدة جماعات متنوعة الطوائف والانتماء السياسي لكي لا يظهر مباشرة على الساحة،،وحيث أن هؤلاء الأطراف التي تتهجم هم جماعة يقبضوا أموال ودعم ورواتب من ايران
وبلغت الهجمات حد التعرض الشخصي من تحقير واساءات لفظية غير مقبولة في مجتمعنا
مثلا يقول أحدهم وهو وئام وهاب ومعروف بأنه موظف بسيط يكتب تقارير وتحقيقات لرؤساءه في دمشق والولي الفقيه يكتب اشاعات وتحريض رخيص
مثلا خطب وئام : سعد الحريري لديه عائلة تعاني من مشاكل وفضيحة جنسية؟؟
وان والده لم يموت مثل باقي الناس واهلنا اي هو مات حريق وغريق وعلى الطريق؟؟؟؟
ثم في خطاب ثاني جلب ناس ملثمين هددوا الحريري بالقتل
وعندما ذهب موظفين من الدولة لتسليمهم أوراق استدعاء المحكمة أطلقوا النار عليهم ورفضوا استلام اي استدعاء
وهناك عميل ثاني كتب :سنغلق بيت الحريري في لبنان أجلا أو عاجلا...

سيد قطب 11-12-18 09:17 PM

رفض سعد الحريري مطالب إيرانية ثلاثة. كان المطلب الأوّل السماح للإيرانيين بدخول لبنان من دون تأشيرة أسوة بأيّ مواطن عربي. أما المطلب الثاني فكان توقيع معاهدة دفاعية لبنانية – إيرانية، على غرار تلك التي بين إيران والنظام السوري. كان المطلب الثالث فتح النظام المصرفي اللبناني أمام إيران. يبدو تحقيق هذا المطلب الذي لا تزال إيران متمسّكة به، من رابع المستحيلات في الظروف الراهنة.ما يفسّر الهجمة المتجددة على سعد الحريري التراجع الإيراني في غير منطقة

سيد قطب 21-12-18 04:59 AM

يتقدم حزب الله بصفته شريكا يزاحم الآخرين لتحسين شراكة الشيعة في الثروة والسلطة، بل بصفته ممثل الولي الفقيه في لبنان بصفته جزءا من نفوذ الجمهورية الإسلامية في المنطقة.

يحتاج حزب الله إلى تحويل سلوكه من طابع الاستثناء وهرطقات الأعراف، إلى نصّ دستوري يحظى بغطاء محلي وإقليمي واعتراف دولي. توقف الحزب عن التلميح بمؤتمر تأسيسي يعيد صياغة دستور جديد، لكنه، ومن خلال ما يجاهر به من نفوذ على رئاسة الجمهورية ومن قدرة أثبتها على شلّ البرلمان، ومن تذكيره بالإمساك بمفاتيح الحكومة وهوية رئيسها، يودّ أن يجعل مما اعتبر دائما عرضيا، قاعدة بنيوية دائمة هي أساس لبنان المستقبل.

سيد قطب 06-01-19 05:02 PM

لقد بلغ السيل الزبى!!!
صدر عن ادارة اذاعة الرسالة الاسلامية التابعة لحركة أمل قرارٌ قضى بإيقاف برنامج الاعلامي حسين شمص على خلفية زيارته الى المملكة العربية السعودية ضمن وفد اعلامي ضم الى شمص عددا من اعلاميّي الممانعة كان على رأسهم مدير عام قناة nbn التابعة للحركة المدعو قاسم سويد، والمحلل السياسي المقرب من حزب الله طارق الترشيشي، وغيرهم من الاعلاميين الممانعين.

ايقاف برنامج شمص جاء بعد ضغط كبير مارسته قيادة حزب الله على المجلس الشيعي ومؤسسات الحركة، وبعد حملة اعلامية مركزة نفذتها مواقع وصفحات واعلامييون وتنسيقيات تدور في فلك حزب الله يحركها محمد عفيف وجواد نصر الله ووفيق صفا وغيرهم، وكل ذلك بسبب انتقاد شمص الدائم لسياسة الحزب وفساد مسؤوليه ورفضه المساومة على دم اخيه الذي قتلته شاحنة الدفاع المدني التابعة لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت اضافة الى اتهام الحزب لشمص بادارة احدى الصفحات الوهمية على الفايسبوك التي تكشف فساد بعض مسؤوليه، وقد تبثث براءته من الصفحة المذكورة.

والجدير بالذكر انها ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها شمص لحملات مماثلة، فقد تم ايقافه منذ سنوات على احد حواجز الحزب قرب المجلس الشيعي، كما تم اعتقال شقيقتيه في محلة الجاموس من قبل جهاز امني تابع لحزب الله واقتيادهما الى مجمع المجتبى في الحدث، وغيرها من محاولات الضغط والتهديد، ولكن هذه المرة كان الهجوم هو الاشرس والاكثر قذارة.

ونحن هنا سنسمي الامور بأسمائها لأن الموقف ما عاد يحتمل مواربة ولا مسايرة ولا نفاقا بعد اذ بلغ السيل الزبى، فنسأل :
١- الى متى سيبقى ابن البقاع بالنسبة الى المنظمتين الجنوبيتين (حزب الله وحركة أمل) مواطنا من الدرجة العاشرة يُستبعد من الوظائف المحترمة ويسهل اذلاله وطرده من وظيفته، ولا ينال الا فضلات مكاسبهم من الدولة، ولا يتولى في الحزب والحركة الا المواقع الدنيا التي لا علاقة لها بالقرار، ويقتصر دوره على القتال وحمل السلاح؟!

٢- هل باتت حركة امل تعتبر السعودية عدوا؟ وان كان الأمر كذلك فلماذا يستقبل نبيه بري والشيخ قبلان سفيرها بشكل دوري، ولماذا يقبلون بالعلاقة المميزة بين السعودية والسيدة رباب الصدر؟ ولماذا يزور نواب امل سفارتها؟ ولماذا لم يطردوا قاسم سويد مدير قناة nbn واقتصر الامر على حسين شمص ...؟

٣- هل وصل نفوذ وفيق صفا ومحمد عفيف وغيرهما من أمنيي الحزب الى مؤسسات الحركة وتغلغلوا فيها وباتوا يملون قراراتهم على قيادتها؟

٤- هل سيبقى السيد نصر الله في غيابة الجب فيما وفيق صفا وغيره من فراعنة الحزب وشبيحته يسرحون ويمرحون ويعيثون في الارض فسادا؟ ام انه -أي نصر الله- هو رأس الفساد الاول؟

٥- الا تتعظ قيادة حزب الله التي بلغ استكبارها عنان السماء من سنن الاولين من فرعون وهامان وقارون واصحاب الايكة وقوم تبع، وغيرهم؟ أولا يعلمون أن الله مذل المتكبرين؟

٦- هل صدّق السيد نصر الله انه ولي معصوم بفعل الحملة الاعلامية النفسية التي يعتمدها المقربون منه للتأثير بالسذج من العوام؟

٧- هل سيبقى جمهور الحزب كالأعمى والاصم يسير خلف المرياع الى الهاوية فيخسر الدنيا والأخرة؟

أن أصحاب البصيرة يوقنون أن سقوط القوم بات قريبا بعد اذ نازعوا الله في عظمته وكبريائه، ولا اسفا على القوم الطاغين.

سيد قطب 07-01-19 06:05 PM

هذا المقال حذفته إدارة الفايسبوك والآن أعيد نشره ولا أعلم ما إذا سيتعرض للحذف .
هل تأخر ظهور الإمام المهدي مليون سنة ؟
1 - قائد حزب أنصار الله في اليمن عبد الملك الحوثي أقنعه خامنئي ورجال ولاية الفقيه في الأجهزة الأمنية الإيرانية بأنه هو اليماني الذي سَيُمَهِّد لخروج الإمام المهدي لتحرير مكة من حكم آل سعود بعدما منحوه مئات الملايين من الدولارات الأميركية مسلوبة من أفواه الفقراء الإيرانيين ! ! ! .
والحوثي هو اليماني الذي ستكون رايته بجانب راية الإمام المهدي الذي سيحكم الأرض كلها ودول العالم كافة أميركا ، وروسيا ، والصين ، وأوروبا ، واليابان ، وأوستراليا ، وكندا ، والهند ، وسائر بقاع الدنيا بعد إتمام إزالة إسرائيل من الوجود - ( وتحرير مزارع شبعا اللبنانية ) - كما ورد في كتب الروايات الدينية عند شيعة ولاية الفقيه ! ! ! .
" يا طائفة ضحكت من جهلها الأمم "
2 - وقائد حزب الله في لبنان حسن نصر الله أقنعه خامنئي وقاسم سليماني ورجال ولاية الفقيه في الأجهزة الأمنية الإيرانية بأنه هو الحسني النفس الزكية الذي سيستشهد في مكة المكرمة أثناء تحريرها على يد الحوثي قبل ظهور الإمام المهدي بأيام معدودات كذلك بعدما جعلوا له 100 مليون دولار شهريا مسلوبة من أفواه الفقراء الإيرانيين ليصنع بها زعامته ولقد صنعها .
فاقتنع الحوثي ونصر الله بأنهما يعيشان في زمن ظهور المهدي بين يوم وآخر .
واقتناع حسن نصر الله بهذه العقيدة هو الذي دفعه للذهاب إلى قرية في بعلبك ادعى فيها رجل بأنه رأى الإمام المهدي باليقظة وجها لوجه في عقد التسعينات وكان نصر الله يومها أمينا عاما للحزب ليستخبر منه عن أحوال المهدي !!!!! .
وبعدها فتح فرعا في مكتب خامنئي في حارة حريك متخصصاً بتفسير منامات الناس الذين يتصلون بالمكتب يوميا عسى ولعل يكتشفون زمن ظهور المهدي من خلالها بتحديد الساعة واليوم !!!!
وأعرف قيادات شريكة في صناعة القرار السياسي داخل الحزب صَدَّقَت شابا يملك قوة خارقة بالدهاء زعم أنه المهدي فَتَبَيَّن لها لاحقا بأنه كاذب !!!!!!.
لقد تأخر ظهور الإمام المهدي نحو مليون سنة بعدما أبرم الحوثي اتفاق صلح مع السعودية تنازل به عن مدينة الحديدة وعن سيطرته على مينائها الذي هو الشريان الوحيد لليمن تنازل عنه للأمم المتحدة التي وصفها الحوثي مرارا وتكرارا بأن الأمم المتحدة هي مؤسسة من مؤسسات أميركا والموت لأميركا !!!!!!.
وغدا سيتنازل عن مطار صنعاء للسيدة الجليلة أميركا !!!!!.
أنا على قناعة بأن حسن نصر الله والحوثي ليسا من المنافقين بل هما ضحية ألاعيب منافقين وأرباب بالنفاق هم رجال ولاية الفقيه الإيراني .
ملاحظة : إن حسن نصر الله يكذب كثيرا لكنه يكذب بخلفية التقية التي أباحت له ذلك حسب معتقده وذلك لصالح الإسلام المحمدي الأصيل ومذهب التشيع الحق والطائفة الشيعية الناجية وحدها من النار !!!!!!
يا طائفة ضحكت من جهلها الأمم
............................................
الشيخ حسن سعيد مشيمش .،،شيخ لبناني شيعي معارض

سيد قطب 10-01-19 09:19 PM

الرئيس عون مديون لايران


إيران التي حملته لكرسي قصربعبدا، وقد بدأ بوفاء أجزاء من الدين:
*ترحيل نازحين سوريين قسرا.
*مشاركة حزب الإرهاب بإيقاع الفتنة بين مسلمي لبنان.
*تعقيد تأليف الحريري للحكومة الجديدة في محاولة الحزب إستبداله بموالي له.
*إفقار لبنانيين كانوا من الطبقة الوسطى فأصبحوا معدمين بهدف تركيعهم وجعلهم بحاجة ماسّة للإلتحاق بأية جهة توفّر لهم نمط الحياة التي اعتادوها، حتى لو تحوّلوا أتباعا للحزب.
*تطفيش الإستثمارات المحلية والخارجية في خطة خبيثة لا يتقن شرّها سوى الملالي لجعل لبنان ينهار إقتصاديا ويصبح ذيلا للإنتداب الإيراني بإدارة حزب الفتنة والإرهاب.
*دفع العديد من المصانع والمؤسسات الإنتاجية الأهلية للإغلاق ضمن خطة إلغاء دور لبنان الإقتصادي سواء على الصعيد المحلي أو التصدير للخارج.
*نقض وعود مكافحة الفساد لأن أغلب المتورّطين هم من حزب الإرهاب ومن أنصار حليفيه "ميليشيا حركة أمل" ومن قطيع تيار الجنرال الموالي له رغم انشقاق كثيرين انضمّوا لكتل وأحزتب أخرى منافسة.
*تهجيرما أمكن من اللبنايين لبلاد الإغتراب بدواع صحيّة وبيئيّة واجتماعية وثقافية نتيجة الأمراض الخطيرة التي انتشرت بين الناس وأبرزها "السرطان" بسبب تراكم تلال الزبالة وحشراتها وجرذانها، وتلوّث المياه بشكل غير صالح للإستعمال، واستمرار قطع الكهرباء وتداعيات هذا الإنقطاع على المعيشة اليومية وتسهيل أنشطة أعمال مافيات المولّدات بأجور خيالية لمنح الكهرباء في ساعات محددة، كذلك عدم صيانة الطرقات التي يسقط فيها كل يوم ضحايا، وإهمال تام ومتعمّد للبنية الأساسية لتصريف المياه بخاصة في موسم الأمطار حيث تقطع الطرقات والأنفاق تحت الجسور، ما أدى الى انتشار العصبية والتوتّر الشديد لمئات آلاف المواطنين المساكين، والغلاء الفاحش بكافة السلع والخدمات وأقساط المدارس.. وهذه العوامل مجتمعة في آن واحد تنغّص المعيشة اليومية للبنانيين بوطنهم الذي أصبح كثيرون يجرأون على التصريح علنا بأنهم باتوا يكرهونه نتيجة إستعصاء هذه المشاكل والأزمات بلا أية حلول مرتجاة في عهد حكم حزب الإرهاب وجنراله "الروبوت"..!
بالطبع، لإيفاء دين الجنرال لإيران بقية يرى صعوبة أدائها بالسرعة التي يطلبها حزب الإرهاب الإيراني، منها (مثلا) زيارته لطاغية سورية في مخبئه بدمشق وتوقيع معاهدات معه ضد رغبات أكثرية اللبنايين، والمشاركة الفعّالة مع الحزب في استهداف حاكم مصرف لبنان لتطلّع إيران الى تعيين موالي لحزبها بدلا من الحاكم الحالي الذي أثبت طيلة قيامه بمسؤوليات مصرف لبنان أنه أكفأ من تسلّم هذا المنصب والجدير بإعادة ثقة اللبنانيين بعملتهم الوطنية حيث يريد لها حزب الإرهاب السقوط أمام الدولار كما سقطت عملة إيران وعدة عملات محلية في بعض الدول الأخرى وصمود الليرة يعني صمود لبنان بوجه الكارثة الإقتصادية- المالية التي يسعى الحزب لأجلها.

سيد قطب 27-01-19 06:15 PM

لبنان مرشح للمزيد من التداعيات السياسية في المرحلة المقبلة، ففي ظل التعطيل الحكومي المستمر منذ ما بعد الانتخابات النيابية في مايو من العام الماضي، تجري عملية متقدمة من تطويع ما تبقى من عوائق أمام السيطرة الكاملة على الجغرافيا والديمغرافيا اللبنانية بوسائل باتت تنذر بأن لبنان يدخل، سياسيا، في العصر الإيراني.

‏لم يعد خافياً أن الانكفاء الإيراني النسبي عن الأراضي السورية، يتم في اتجاه لبنان وناحية العراق، ونشير إلى نسبيته، لأن النفوذ الإيراني في سوريا يتعرض لنوع من الحصار، الذي تشكل المصالح الروسية والإسرائيلية عنصرا ضاغطا في جعل القيادة الإيرانية أكثر اهتماما بالبحث عن خيارات بديلة من دون أن يعني ذلك أن جحافل الميليشيات التابعة لها، باتت على أهبة الخروج من هذا البلد، بل عبر التأكيد على وضع خيار الاضطرار إلى الخروج من سوريا، كواقع جدي في المدى المتوسط.

‏من هنا يكتسب لبنان أهمية إضافية، على صعيد ترسيخ النفوذ والسيطرة، عبر محاولة تفكيك كل ما تعتبره القوى الموالية لإيران ألغاما يمكن أن تنفجر لاحقاً. لذا كان التعطيل الحكومي أحد أبرز الوسائل التي يراد من خلالها تثبيت معايير جديدة في تشكيل الحكومات، تقوم على ثابتة أن لا سلطة في لبنان يمكن أن تمارس دورها على مستوى الدولة، من دون أن تخضع لسلطة أعلى هي سلطة “الدويلة” أو الذراع الإيرانية المتمثلة في حزب الله في هذا البلد.

‏وإلى جانب هذه الرسالة الانقلابية على الدستور والأعراف والتي ألمح إليها رئيس الجمهورية قبل أسبوعين، برزت فرصة ثانية التقطها حزب الله من خلال القمة الاقتصادية العربية، فكان لا بد من إطلاق إشارات إلى كل من يعنيهم الأمر على المستوى العربي والدولي، بأن انعقاد القمة العربية هذه في بيروت تقرره حسابات إيرانية، فعمدت سلطة الوصاية على لبنان إلى افتعال مسألة دعوة سوريا إلى هذه القمة، والتهديد بإفشالها ومنعها فيما لو لم تدعَ سوريا، رغم إدراك الجميع أن مثل هذه الخطوة تبقى من اختصاص جامعة الدول العربية وحدها، ولبنان ليس هو من يقرر منفردا في هذه الخطوة.

‏الخطوة الثالثة تتركز في إعادة رسم موازين القوى الداخلية على إيقاع مختلف وجديد، أبرز معالم هذه الموازين الجديدة تتركز في تحجيم دور القوى ذات الوزن الطائفي والسياسي، التي يمكن أن تبرز كعنصر معرقل لتمدد نفوذ إيران ولتغوله على الدولة والقرار اللبنانيين.

من هنا يمكن فهم منع حزب الله لحليفه الرئيس ميشال عون من أن يكون له حضور مقرر في الحكومة، من خلال منعه بالتضامن والتكافل مع التيار الوطني الحر من الحصول على ثلث الوزراء. وهي خطوة يهدف حزب الله من خلالها إلى منع وجود أي سلطة مقررة في الحكومة حتى شكلاً، باعتبار أن أحداً لم يصل به التحليل السياسي إلى مرحلة يمكن أن تجعل الرئيس عون في موقع الخصم أو المنافس لسلطة حزب الله.

‏وفي السياق نفسه بدأ حزب الله باستخدام قناع النظام السوري، كوسيلة إضافية يجري اعتمادها لتطويق وتطويع بعض الحلفاء والخصوم. فمن جهة خصومه وجه حزب الله إلى بعض معارضيه رسائل مشفرة، مفادها أنتم أمام خيارين إما التسليم بوصاية إيران عبر حزب الله، وهذا يضمن لكم حصصكم في السلطة، ويوفر لكم الحماية من خطط انتقام النظام السوري، وإن لم توافقوا فاستعدوا لمواجهة النظام السوري الذي لن يتسامح مع كل من راهن وعمل على إسقاطه في لبنان.

‏لا شك أن هذين الخيارين، اللذين يقترحهما حزب الله، يشيران إلى ما ينتظر اللبنانيين في المرحلة المقبلة، وهي المرحلة التي سيعتمد فيها منهجية إدارة نفوذه من خلال استخدام العصا السورية والجبنة الإيرانية، بحيث يحصر الخيارات بين نظام الأسد وبين حزب الله، وهذه وسيلة يفهمها الجميع ولكن لن يستطيع أحد مواجهة “خبثها” طالما أن لا خيار آخر مطروحاً في مواجهة النفوذ الإيراني بوجهه اللبناني أو بوجهه الأسدي.

‏ولعل العمل على صناعة مركز قوة درزي في مقابل زعامة وليد جنبلاط، يظهر إلى حد بعيد كيف يعمل حزب الله على الإمساك بالطوائف ومنع انفجارها في وجهه، فما يجري فعله لدعم موقع وئام وهاب وجمعه مع قوة طلال أرسلان، وهما كانا خصمين لدودين وصارا اليوم حليفين بقدرة راعيهما وصانع نفوذهما، فقط لمحاصرة جنبلاط وللمزيد من ابتزازه وتطويعه.

‏الرئيس نبيه بري الذي التزم التزاما دقيقا بالخيارات الاستراتيجية لإيران، في مقابل المحافظة على دور في السلطة اللبنانية، هو اليوم نفسه يتعرض للمزيد من التحجيم والتطويع، وهذه المرة بالعصا السورية. فمقولة الغضب السوري من الرئيس بري، تتكرر في أوساط سياسية وإعلامية، لكن الرئيس بري ليس غافلا عن معرفة أن النظام السوري هو أقل من أن يستطيع التصرف في لبنان من خارج سلطة إيران وذراعها، لكن يدرك في المقابل خطورة استخدام القناع السوري من قبل إيران ضده.

‏لن نتحدث عن الرئيس سعد الحريري والطائفة السنية التي تبدو الحلقة الأضعف في معادلة الصراع القائمة. فالرئيس الحريري الذي قدم في الانتخابات النيابية الجزية السياسية لحزب الله، يدرك اليوم أنه في مرحلة انتقالية ليس هو من يستطيع رسم معالمها، بل ترسمها قواعد الصراع الإقليمي بالدرجة الأولى ونتائجه على دور إيران ونفوذها، فبخلاف عون وجنبلاط وبري هو مطمئن إلى وجوده الراسخ بامتداده الديمغرافي والإسلامي العام، وحتى الدولي، بينما الآخرون باتوا محكومين إلى وضعية حرجة تجعلهم أمام عجلة من أمرهم، فالانتظار مكلف سياسيا ووجوديا، كما أن الانضواء الكامل والنهائي بالمسار الإيراني ليس أقل خطرا.

‏حزب الله يسير في اتجاه وضع الجميع تحت وصايته، ويستمر في جعل الوجود في السلطة خارج الولاء له أمراً مستحيلاً وما يساعده على تنفيذ خططه سياسة إدارة الظهر الدولية والعربية للبنان، ذلك أن ما يريده الغرب الأميركي والأوروبي من لبنان ليس أكثر من الالتزام بأمن الحدود مع إسرائيل، وهذا واقع موجود برعاية حزب الله. والأمر الثاني ألا يكون ساحة رعاية لقوى الإرهاب السني وهذه حقيقة كان لحزب الله دور في توفيرها، والأمر الثالث ألا يكون ساحة اقتتال يمكن أن تنشأ من خلالها تداعيات على الأمن الدولي والإقليمي.

وسوى ذلك من معايير الديمقراطية والسيادة هو اليوم من باب الترف السياسي الذي لن يشكل نقطة استقطاب دولي للاهتمام بلبنان.

‏الثابت أن اللبنانيين هم أمام مصيرهم في مرحلة إعادة رسم معادلة دستورية وسياسية جديدة على وقع أزمة اقتصادية ومالية تنذر بمخاطر على النظام الذي يراهن حزب الله على أنه سيكون رهن وصايته في ظل انهيار ما تبقى من قوة للاقتصاد بعدما أمكن القول إن الدولة تداعت أمام سطوة الدويلة.

سيد قطب 28-01-19 11:35 AM

https://m.facebook.com/story.php?sto...00027801257385
شتم من اهل بريتال بعلبك ،الشيعة، لحسن نصرالله

سيد قطب 06-07-20 12:56 PM

مشكلة حسّان دياب بكلّ بساطة أنّه عاجز عن الإتيان بدليل واحد على مؤامرة أو انقلاب. إذا كان من مؤامرة على لبنان، فإنّ وجود حسّان دياب في موقع رئيس مجلس الوزراء هو المؤامرة بحدّ ذاتها. وإذا كان من انقلاب، فإنّ حسّان دياب يجسّد هذا الانقلاب. إنّه انقلاب على النظام الحرّ في لبنان وتحويله إلى ورقة إيرانية لا أكثر.

لا يفيد الكلام الكبير الذي يصدر عن رئيس مجلس الوزراء اللبناني في شيء. ما يفيد هو الأفعال. في حال كانت لدى حسّان دياب أيّ أدلّة تدعم كلامه، كلّ ما عليه هو كشف هذه الأدلّة بدل قوله إن “ما يحصل في البلد غير طبيعي (..) هناك قرار في مكان ما داخلي أو خارجي، أو ربما الإثنين معا للعبث بالسلم الأهلي، وتهديد الاستقرار الأمني”، مضيفا أنّ “ما يحصل يحمل رسائل كثيرة وخطيرة، ولم يعد مقبولا أن يبقى الفاعل مجهولا، وأن لا يكون هناك موقوفون من الممولين والمحرضين والمنفّذين. هذه لعبة خطيرة جدا، ويجب وضع حدّ لهذا الأمر”.

ذهب حسّان دياب إلى حدّ وصف المتظاهرين بـ”الزعران الذين يستبيحون الشوارع ويدمرون البلد ومؤسساته”، قائلا “هذه ليست احتجاجات ضد الجوع والوضع الاقتصادي” معتبرا الاحتجاجات التي شهدها لبنان في الفترة الأخيرة، “عملية تخريب منظّمة” وأنّه “يجب أن يكون هناك قرار حاسم وحازم بالتصدي لهذه الحالة التي تتزايد وتنتقل من منطقة إلى منطقة إلى منطقة”.

قال أيضا “يجب توقيف الذين يحرضون والذين يدفعون لهم والذين يديرونهم، من الداخل والخارج. إذا لم نفعل ذلك، سوف تخسر الدولة نفسها وهيبتها، وستتفلت الأمور من أيدينا جميعا ويذهب البلد إلى مكان مجهول. فلنتصرف بسرعة”. لم يطرح سؤالا في غاية البساطة. لماذا لم توقف القوى الأمنية أحدا وراحت تتفرّج على ما حصل أخيرا في بيروت؟ لماذا لم ينزل حسّان دياب إلى وسط بيروت لتفقد المحلات التجارية التي أحرقت انتقاما من بيروت وليس لأي سبب آخر.

وصل حسّان دياب إلى موقع رئيس مجلس الوزراء، لأنّ “حزب الله” أراده في هذا الموقع. ليست هناك شخصية سنّية ذات قدر وقيمة ووزن وتمتلك حدّا أدنى من الاحترام للذات تقبل أن تكون في موقع رئيس مجلس الوزراء وفق شروط “حزب الله”، أي أن يكون الرئيس الفعلي للحكومة جبران باسيل، صهر رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي يترأّس في الوقت ذاته “التيّار الوطني الحر”. يغطّي العونيون كلّ ممارسات “حزب الله” على الأرض ويغطّون سلاحه غير الشرعي. في مقابل ذلك، لا وجود لحكومة قادرة على تسمية من وراء “المؤامرة” أو من وراء “الانقلاب” اللذين يتحدّث عنهما حسّان دياب. يبدو أنّنا أمام رئيس للحكومة يطلق رواية لا تمت إلى الحقيقة بصلة ويصدّقها، على طريقة حكايات جحا.

هذه بعض الأدلّة على أن رئيس مجلس الوزراء في لبنان يعيش في عالم لا علاقة له بالواقع. يوم الجمعة الواقع فيه الثاني عشر من حزيران – يونيو 2020، نزلت عناصر من “حزب الله” إلى وسط بيروت وشاركت مع مجموعات يسارية وأخرى سنّية متطرّفة في تدمير محلات تجارية وإحراقها وغطت عمليا الشغب. لم تقدم قوات الأمن على أي خطوة لوقف التدمير والحرق. هذا الواقع ليس سرّا عسكريا. هناك الآلاف من الصور تؤكده وتؤكّد أن عناصر حزبية على دراجات نارية أشرفت على التدمير وإشعال الحرائق. وفّرت غطاء للحاقدين الذين لم يكن لديهم ما يفعلونه سوى تدمير وسط بيروت الذي وفّر في الماضي فرص عمل للآلاف من الشبان اللبنانيين من كلّ الطوائف والمناطق.

في الوقت الذي يتحدّث فيه حسّان دياب عن “مؤامرة” وانقلاب”، كان من الأفضل لو قدّم استقالته، مع ما يعنيه ذلك من استقالة لحكومته. كان كافيا أن يبلغه أن استقالة حكومته مرحّب بها في حال كان يريد ذلك، حتّى عاد إلى بيت الطاعة. عاد إلى الضغط على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من أجل ضخ دولارات في السوق. لا يدري أن ضخّ الدولارات لا يفيد في شيء من أجل المحافظة على سعر الليرة اللبنانية في غياب دولارات تأتي من خارج لبنان. لن تأتي مثل هذه الدولارات إلى لبنان لسببين على الأقلّ. الأوّل أن لبنان في عزلة عربية. في أساس هذه العزلة تحويل “حزب الله” البلد إلى قاعدة مناوئة لكل عربي خليجي. أمّا السبب الثاني فهو عائد إلى أنّ هناك عقوبات أميركية على “حزب الله” وبالتالي على لبنان. لم يعد هناك أيّ اهتمام أميركي بمساعدة لبنان ما دام البلد تحت سيطرة “حزب الله” وهيمنته. لن يساعد أحد لبنان قبل أن يساعد نفسه وقبل أن يتوقف تهريب الدولارات إلى سوريا.

لا يستطيع حسّان دياب الإقدام على أي خطوة لوقف الانهيار. كان تهديده بالاستقالة احتجاجا على ممارسات جبران باسيل وتعييناته آخر ورقة استخدمها لإظهار أنّه موجود. في النهاية وقّع على تعيينات ادّعى في تصريح علني أنّها “لا تشبهه”. تبيّن أن هذه التعيينات تشبهه إلى أبعد حدّ.

خ ي ر ا ل ل ه

سيد قطب 08-07-20 08:05 PM

لا وجود لهدف يخدم لبنان واللبنانيين غير ملء الفراغ القائم حاليا، وهو فراغ استطاع “حزب الله” الذي يمثّل إيران الاستفادة منه إلى أبعد حدود. صار “حزب الله” من يقرّر من هو رئيس الجمهورية اللبنانية المسيحي ومن هو رئيس مجلس الوزراء السنّي.

بكلام واضح، لا يمكن ملء الفراغ من دون فكّ أسر لبنان الذي تحوّل رهينة إيرانية ولا شيء آخر غير ذلك. هل يمكن لأي حوار أو لقاء وطني في قصر بعبدا أو غير قصر بعبدا أن يكون خطوة في هذا الاتجاه؟

في النهاية، وتفاديا لإضاعة الوقت، لا قيمة لأيّ حوار لبناني – لبناني من أي نوع في غياب القدرة على التعاطي مع الواقع. فقبل أي شيء، لا يوجد شيء اسمه الحوار من أجل الحوار، خصوصا في بلد يعاني من انهيار على كلّ الصعد. هناك بكلّ بساطة قيادة سياسية لا تستوعب معنى انهيار النظام المصرفي اللبناني وهي عاجزة عن فهم أبعاد ذلك وانعكاسه على مستقبل لبنان كبلد مستقل يمتلك دورا خاصا به في المنطقة.

أكثر من ذلك، لا وجود لقيادة سياسية تفهم معنى “قانون قيصر” وأبعاده وما يدور في المنطقة من تجاذبات، بما في ذلك الدور التركي المتزايد ليس في سوريا وليبيا فحسب، بل في المنطقة كلّها، بما في ذلك اليمن والصومال.

هناك شعارات مطلوب تفادي السقوط في فخّها، شعارات من نوع “الممانعة” و”المقاومة” و”التصدّي لإسرائيل” وما شابه ذلك. ليس أسهل من الهرب إلى إسرائيل لتفادي طرح الموضوع الأساسي الذي يهمّ جميع اللبنانيين. هذا الموضوع هو سلاح “حزب الله” ودوره في الحرب على السوريين وقمع اللبنانيين والسيطرة على الحياة السياسية بالبلد وتحديد موقعه الإقليمي خارج المنظومة العربية.

هل العهد جدّي في التعاطي مع موضوع شائك هو موضوع سلاح “حزب الله” أم لا؟ لا فائدة من أي لقاء وطني أو أي حوار خارج هذا الإطار. كلّ ما هو خارج هذا الإطار مضيعة للوقت، أي مزيد من الانهيار على الصعيد اللبناني ككلّ.. من النظام المصرفي، إلى التعليم، مرورا بكلّ ما له علاقة بتغيير طبيعة المجتمع اللبناني في ضوء تمكّن “حزب الله” من تغيير طبيعة المجتمع الشيعي.

ماذا يعني التعاطي مع الواقع في لبنان؟ يعني أوّل ما يعني أن لبنان يعاني من أزمة مصيرية في ظلّ فراغ سياسي. مثل هذا الفراغ السياسي المستمرّ سيؤدي إلى نهاية لبنان الذي عرفناه. المشكلة أن لا وجود، إلى إشعار آخر، لبديل من لبنان الذي عرفناه. كلّ كلام عن تقسيم للبلد أو عن فيدرالية لا يعني شيئا في ظلّ التداخل السكاني والطائفي والمذهبي. لا يستطيع المسيحيون العيش وحدهم. عندما كانوا يسيطرون على منطقة لبنانية حصلت حروب في ما بينهم. تقاتل ميشال عون وسمير جعجع طويلا في 1988 و1989 و1990. تقاسموا دبابات أرسلها إليهم صدّام حسين وراحوا يستخدمونها في حربهم الداخلية التي انتهت بانتصار سوري في 13 تشرين الأول- أكتوبر 1990.

من يتذكّر ذلك التاريخ الذي كان نقطة تحوّل في لبنان بعدما أصبح جيش النظام السوري في قصر بعبدا ووزارة الدفاع. انتهت الحرب المسيحية – المسيحية بسيطرة سوريّة على كل لبنان. لم ينه هذه السيطرة إلا اغتيال رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط – فبراير 2005. حصل شبه إجماع لبناني على استعادة السيادة والاستقلال. كانت تظاهرة الرابع عشر من آذار – مارس 2005. شارك كلّ لبنان في تلك التظاهرة باستثناء “حزب الله” وبعض توابعه. كانت النتيجة خروج الجيش السوري من لبنان لتحلّ مكانه، للأسف الشديد، الوصاية الإيرانية.

ليس لدى أي لقاء ينعقد في قصر بعبدا من خيار آخر غير خيار الذهاب إلى جذور الأزمة اللبنانية، أي إلى قضية اسمها سلاح “حزب الله” الذي أعلن الأمين العام للحزب أن لا مجال للتخلّي عنه.

فرض سلاح “حزب الله” أن يكون لبنان في “محور الممانعة” الذي يدار من طهران. فرض على حكومة حسّان دياب خيار “الذهاب شرقا”، أي إلى الصين وإيران، من منطلق أن في استطاعة لبنان الاستغناء عن الدولار. فرض سلاح “حزب الله” على لبنان خيارا غير موجود أصلا. لن تبيع إيران، التي هي تحت سيف العقوبات الأميركية، نفطا تقبض ثمنه بالليرة اللبنانية.. أما الصين فلن تستثمر دولارا واحدا في لبنان لاعتبارات مرتبطة بأنّه بلد غير مستقرّ من جهة وأنّ شركاتها ليست جمعيات خيرية كما يتصوّر حسن نصرالله وآخرون، من جهة أخرى.

قضيّة لبنان هي قضيّة مصير سلاح “حزب الله”. عزل سلاح “حزب الله” لبنان عربيا ودوليا. فوق ذلك كلّه، أخذ لبنان إلى سوريا أي إلى نار “قانون قيصر” الذي سيكرّس في غضون بضعة أشهر نهاية النظام السوري القائم بشكل رسمي. انتهى هذا النظام الذي على رأسه بشّار الأسد عمليا، لكنّه لا تزال لديه مهمات محدّدة. تتمثل هذه المهمّات في استكمال تفتيته لسوريا، بما يتناسب مع الخطوط العريضة لاتفاقات روسية – تركية – إسرائيلية بغطاء أميركي.

الوقت يمرّ وليس لدى لبنان وقت يضيّعه. بيان وزارة الخارجية الفرنسية الأخير أكثر من واضح. هناك خوف من انفجار في لبنان وهناك دعوة إلى إصلاحات وهناك دعوة إلى التزام لبنان بالقرارين 1559 و1701. هذا يعني أن فرنسا تعي تماما ماذا يعني بقاء سلاح “حزب الله” المرفوض عربيا ودوليا وماذا سيترتب على لبنان جراء التمسّك بهذا السلاح المشارك في الحرب على الشعب السوري.

خ ي ر

سيد قطب 08-07-20 08:12 PM

النظام الذي استملك سوريا ابتداء من العام 1971، قدم خطابا معروفا في طبيعته، وفي تفسيراته لمفردات من قبيل “المواجهة” و”الصمود” و”التصدي”، لتجسد سياسات انحصرت في مجملها على توفير مبررات لبقائه في السلطة، ومن خلفها لأعماله “العصبجية” الأخرى.

شيء من المرض النفسي، هو ما ظل يمنح تلك السلطة القدرة على أن تعيش أيامها وكأنها “نظام” و“دولة” و“مؤسسات”، بينما هي غير ذلك تماما.

فكل ذلك كان يندرج في خانة الوصف التقليدي للمؤامرة “الإمبريالية”.

الآن جاءت الإمبريالية، ربما لكي تُجمّل نفسها، ولكنها بكل تأكيد من ظلم الظالم على الظالم. يُسلط الواحد على الآخر، حتى لتنخسف الأرض بما قال وما فعل.

لا تقل شيئا. فقط ضع الصور أمام أركان هذا النظام لكي يقولوا فيها ما يشاؤون. دعهم يقدموا تفسيرا لكل ذلك الجمع الهائل، المنهجي، والعميم للطبيعة الوحشية التي انطوت عليها أعمالهم. دعهم يعترفوا أنها “أخطاء”، وأنها من أعمال “فردية”، وأنهم ما كانوا ليعلموا بها. دعهم يكذبوا حتى صباح اليوم التالي. ولكنهم لن يجرؤوا على القول إنها من أعمال “الإمبريالية”. لأنها بالدليل اليومي المشهود من أعمالهم. ولأنها من صنع مواليهم وأتباعهم، ومن صنع ثقافة “القول” الذي ما كان بوسعه أن يقدم نفسه إلا على ذلك النحو.

ولئن استعان القول بقول مماثل قادم من إيران ومن فرعها في لبنان، فقد اجتمع القولان على أخوية في الوحشية أثمرت كل الخراب الراهن، وكل المآسي التي انتهت إلى 12 مليون مشرد، وبلاد محطمة، و25 مليون جائع في سوريا

كل ذلك، ليكشف القولان إنهما ليسا من الزيف في شيء. بل إنهما من الطبيعة نفسها، التي لا تملك في مواجهة الظلم إلا ظلما أشد منه، وأكثر وحشية. ولكن ليس ضد “الإمبريالية” أو ما حولها، إنما ضد الذين اتخذوا منهم شعبا، وأرادوا تحويله إلى مطايا.

الآن، ماذا يمكن لهذا النظام أن يفعل، في مواجهة حصار أشد، وفشل أوسع، وانهيارات لن تتوقف؟ بل ماذا يمكن لذوي القول المماثل أن يفعلوا سوى أن يروا فيه نهايتهم نفسها؟

كم “قيصر” سيظهر في إيران الولي الفقيه؟ كم جريمة يمكن لحزب الله أن يغطيها بـ“المقاومة”؟ وكم من جوع وقهر يمكن للخطاب أن يُضمر ضد هذا الشعب أو ذاك؟

وحالهم اليوم أشبه بمتعوس يساند متعوسا مثله. فالفقر والحرمان والفشل هو نفسه في إيران، وهو نفسه في نظام حزب الله في لبنان. ومع كثرة “القول”، يكثر الضحايا، وتكثر الجريمة ويكثر الزيف.

سيد قطب 08-07-20 08:16 PM

بين حين وآخر تتمكن شرطة الإنتربول الدولية من القبض على عدد من أفراد الشبكة التي نشرها حزب الله حول العالم من أجل القيام بعملياته المالية القذرة. وهو ما أفقد الحزب الجزء الأعظم من إيراداته المالية إضافة إلى أن العقوبات الأميركية طالت حسابات عدد من عملائه ممن لم تتمكن الشرطة الدولية من القبض عليهم.

يهدد نصرالله بالتضحية بلبنان دفاعا عن مصالح الحزب.

تلك مصالح لا علاقة لها بالقدس ولا بالمقاومة ولا بالحرب على إسرائيل أو الولايات المتحدة ولا بالدفاع عن المذهب الشيعي. إنها مصالح المافيا التي يقودها حسن نصرالله مستعملا الخرافات الشعبية من أجل تمريرها على الناس البسطاء خدمة لوليه في طهران.

يلعب نصرالله دور العراب في المافيا. وهو يعتبر نفسه وصيا على الشعب اللبناني كله. لذلك فإنه يتهم خصومه بالطائفية. ذلك ما يمكن اعتباره قمة المهزلة والسخرية من الحقيقة. فنصرالله يعرف أن لا أحد سيسأله “بأي صفة تحكم قطيعك؟”.

بعد كل ما جرى في لبنان من احتلال إيراني تدريجي لم يعد نصرالله يعتبر نفسه ممثلا للطائفة الشيعية داخل لبنان في إطار النظام الطائفي. فهو في حقيقة أمره مندوب سلطة الاحتلال الإيراني في لبنان. لذلك فإنه يخلط في خطاباته بين لبنان وإيران. هما بالنسبة له الشيء نفسه.

وهو حين يعد اللبنانيين بأن إيران ستنقذهم من تداعيات قانون قيصر فإنه لا يدرك حجم السخرية التي ينطوي عليها وعده. فالرجل بالرغم من براعته في مزج الأوهام بالحقائق من أجل اختراع بطولات زائفة غاطس في مستنقع الخرافة الإيرانية. فهو على يقين من أن في إمكان إيران أن تقاوم العقوبات المفروضة عليها كما أنه يؤمن بأن في إمكان الميليشيا التي يتزعمها أن تشعل حربا في المنطقة إذا ما شعرت إيران بالضيق.

كل ما يهذي به من كلام لا يعبر عن لبنانيته بقدر ما يؤكد من خلاله إيمانه العميق بإيرانيته. وهو حين يكرر “سنقاتل” إنما يشير إلى مكانه على الجبهة الإيرانية. لبنان كله بالنسبة له هو جبهة إيرانية. وهو يقاتل باللبنانيين فذلك لأنه يعتبرهم من رعايا إمبراطورية فارس.


ف ا ر و ق

سيد قطب 08-07-20 08:21 PM

تمكن حزب الله من الهيمنة على لبنان حتى صار بمثابة وصي عليه. يقرر ما ينفعه وما يضره. وهو في الحالين يستعمل لبنان سدا يختبئ وراءه. حربه مع العالم هي حرب لبنان ولن يسمح للعالم أن ينفرد به ليعاقبه وحيدا بل إن كل محاولة عقاب تستهدفه سيدفع ثمنها الشعب اللبناني قبل أن تصل إليه.

ذلك ما أكده زعيم الحزب حسن نصرالله مرة أخرى في خطابه الأخير تعليقا على البدء بتنفيذ قانون قيصر الأميركي. وإذا ما كان ذلك الخطاب في مجمله ينطوي على رغبة صريحة في تهديد إسرائيل بالحرب، كونها من وجهة نظره تمثل الولايات المتحدة في المنطقة فإن ذلك التهديد كان موجها للبنانيين في الوقت نفسه. إذ ذكرهم بأنهم سيدفعون ثمن تلك الحرب.

يجمع نصرالله الإسرائيليين واللبنانيين الذين يطالبون بنزع سلاحه في جبهة واحدة ويهددهم بالحرب التي سيدفع لبنان ثمنها، كونه البلد المستضيف لها. وهو ما يمكن تخيله على النحو التالي. طرفان يتحاربان على أرض دولة لا علاقة لها بتلك الحرب، غير أنها ستكون ضحيتها حين تدفع ثمنها من بشرها وبنيتها التحتية. كان نصرالله واضحا حين قال “إما السلاح وإما الجوع”.

سيد قطب 08-07-20 08:50 PM

نضع أموال اللبنانيين وتحويلاتهم جانبا، هل يستطيع أيّ مسؤول لبناني يمتلك الحدّ الأدنى من الشجاعة أن يسأل نفسه لماذا لم تعد هناك دولة عربية على استعداد لمساعدة لبنان؟ الجواب بكلّ بساطة أن لبنان، حيث صار “حزب الله” الحزب الحاكم، تحوّل إلى قاعدة إيرانية وإلى قاعدة إعلامية مخصصة لشتم العرب. هناك بلد لا يدرك فيه “حزب الله” أنّ لبنان بلد عربي وأنّ مهاجمة أي دولة عربية، خصوصا المملكة العربية السعودية، لا يمكن أن تمرّ مرور الكرام، كما كانت عليه الحال في الماضي.

هناك مصدر آخر للدولار هو المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد. لدى هذه المؤسسات شروطها التي لا يوجد في لبنان، بين المسؤولين طبعا، من يستطيع التعاطي معها. تنقص المسؤولين عن القطاع المالي والاقتصادي عموما أيّ رؤية مستقبلية. يهرب هؤلاء من سؤال بسيط. لماذا لم يستطع لبنان الإقدام على أي إصلاحات تسمح له بالاستفادة من “مؤتمر سيدر” الذي انعقد في باريس في نيسان – أبريل 2018؟ لم يكن لهذا المؤتمر أن ينعقد لولا سعد الحريري رئيس الوزراء وقتذاك الذي يمتلك علاقات عربية ودولية لا يمتلكها غيره.

لم يستطع سعد الحريري القيام بأيّ إصلاحات في ظلّ حكومة برئاسته يرغب الطرفان الأساسيان فيها، أي “حزب الله” و”التيّار الوطني الحر” وضع كلّ العراقيل التي تقف في وجه أي إصلاحات من أيّ نوع وذلك كي يبقى لبنان في “جبهة الممانعة” التي تقودها إيران…

سيظلّ الدولار يهرب من لبنان، لا لشيء سوى لأن ليس فيه، في موقع المسؤولية، من يعرف شيئا عن العالم وكيف يشتغل العالم وما هي أميركا وأوروبا ولماذا لا يوجد عربي يريد مساعدة لبنان

خ ي ر ا ل ل ه

سيد قطب 13-07-20 03:13 PM

حسن نصر الله يريد تعليم الناس كيف يتجنبوا الجوع في لبنان،رغم جهله التام..

يملي حسن نصرالله على الحكومة اللبنانية ما تفعله من أجل إنقاذ الشعب اللبناني ولبنان من الأزمة الاقتصادية التي قد تؤدي إلى المجاعة.

عام 2006 استعمل نصرالله خبرته العسكرية في إشعال نار حرب أحرقت لبنان ودمرت بنيته التحتية وشردت مئات الآلاف من سكانه بعد أن هدمت بيوتهم وجعلتهم مثار شفقة دولية.

لقد اعترف نصرالله بعدها بأنه قد أخطأ في حربه الخاسرة. ولكنه لم يعترف بأن ذلك الخطأ قد حدث بسبب جهله بالأمور العسكرية وضعف درايته مما دفعه إلى ارتكاب واحدة من أبشع الحماقات التي لا يزال لبنان حتى اللحظة يدفع ثمن غبائها. لم يستعد لبنان عافيته بسبب تلك الحرب المكلفة.

غير أن نصرالله سرعان ما استعاد لغة التهديد والوعيد وهو يتحدث بثقة الخبير العسكري عن ميزان القوى الذي يميل لصالح حزبه استعدادا للحرب. ولو حدث ذلك في أي دولة غير لبنان لاستدعي الرجل وفق مذكرة اعتقال وقدم إلى محكمة قد تفضي إلى سجنه أو تحكم بعرضه على لجنة طبية باعتباره مجنونا.

ولكن السلاح الذي لم ينتصر على إسرائيل كان موجها إلى اللبنانيين، حكومة وشعبا. وكان احتلال بيروت عام 2008 من قبل فصائل حزب الله مجرد تمرين لما يمكن أن يحصل لو تم توجيه نقد إلى الحزب أو إلى زعيمه أو إلى إيران التي ترعاه وتموله وتديره ويدين لها بالولاء.

يومها صار واضحا أن حزب الله يستقوي على اللبنانيين في فرض وجوده غير المرخص باعتباره ميليشيا تقف فوق القانون.

في ظل الأزمة المالية الحالية التي تعصف بلبنان وتهدد أبناءه بالمجاعة ظهر نصرالله باعتباره خبيرا اقتصاديا. إنه لا يقدم نصائح بقدر ما يضع خطة عمل للحكومة، تتمكن من خلالها من معالجة المشكلات التي ترتبت بسبب الفساد الإداري والمالي الذي اخترق جسد الدولة اللبنانية وكانت تدخلات حزب الله في الدورة المالية واحدة من أهم مظاهر ذلك الفساد.

نصرالله وضع النقاط على الحروف في خارطة طريق مكتملة وما على الدولة اللبنانية سوى الشروع بالتنفيذ. لذلك فقد تحدث بثقة الخبير الاقتصادي ذي الكفاءة والمعرفة بشؤون الاقتصاد.

لست هنا بصدد مناقشة مشروعه في الاتجاه بالاقتصاد اللبناني شرقا أي ناحية الصين كما أنني لست معنيا بتفكيك حذلقته اللغوية حين تحدث عن الجهاد الزراعي فكل ذلك عبارة عن لغو فارغ ولكنني أقف أمام الوضع الهزيل الذي وصلت إليه الدولة اللبنانية حين صار مسموحا لرجل جاهل أن يوجهها من غير أن يملك أي من أطرافها الجرأة والشجاعة على أن يوقفه عند حده. على الأقل من خلال مساءلته عن الصفة السياسية التي تتيح له القيام بذلك.

غير أن تركيبة الحكم في لبنان تسمح لنصرالله بالقيام بما هو أسوأ وذلك لأن سيد المقاومة هو من وضع رئيسي الجمهورية والحكومة في منصبيهما كما أن رئيس مجلس النواب هو شريكه الطائفي في الجريمة.

ولأن نصرالله هو صانع تركيبة الحكم فإنه يتبوأ منصبا أكبر من أن يُسمى. مرجعيته في ذلك الدور الذي يلعبه سيده خامنئي في إيران. إنه يمهد الطريق لإقامة الجمهورية الإسلامية في لبنان والتي سيكون مرشدها.

الرجل الذي يلقي خطاباته من خلال الشاشات مختبئا في مكان مجهول يمهد من خلال خططه الاقتصادية لتطبيع الجوع خدمة لمصالح أسياده. فهو يرى أن على لبنان باعتباره بلد المقاومة أن يقتسم مع إيران زعيمة المقاومة في المنطقة آثار العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. فليس من حق اللبنانيين من وجهة نظره أن يعيشوا حياة كريمة فيما يعاني الإيرانيون من تداعيات الحصار الاقتصادي المفروض على بلادهم بسبب سياسات نظامهم الخطرة على السلم والآمن العالميين.

حسن نصرالله باعتباره خبيرا اقتصاديا يرى في الأخذ بالنموذج الإيراني حلا لكل أزمات لبنان

ف ا ر و ق ي و س ف

سيد قطب 13-07-20 03:22 PM

بعد خمسة عشر عاما ونصف عام، ستصدر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في السابع من آب – أغسطس المقبل حكمها في جريمة اغتيال رفيق الحريري ورفاقه، على رأسهم باسل فليحان. وقعت الجريمة في الرابع عشر من شباط – فبراير 2005.

في غياب مفاجأة من النوع الثقيل، يستبعد أن تكشف حيثيات الحكم أيّ أسرار. يعود ذلك إلى أنّ كلّ الظروف التي أحاطت بالجريمة باتت معروفة من خلال ما قدّمه الادعاء العام الذي وفّر في مطالعته معلومات في غاية الدقّة عن الإعداد للجريمة وكيفية تنفيذها وكيفية الاستعانة بشخص اسمه “أبوعدس” تبيّن لاحقا أنّه خطف من بيروت إلى مكان ما كي يسجل شريطا يتبنّى فيه اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الذي ارتكب جريمة إعادة الحياة إلى بيروت، ولبنان إلى خارطة الشرق الأوسط… ولبنانيين كثيرين إلى بلدهم مجددا.

لم يكن “أبوعدس”، الذي أخفي بطريقة ما، وراء الهجوم الانتحاري على موكب رفيق الحريري. من نفّذ العملية الانتحارية كان شخصا آخر ليس معروفا إلى الآن من أين جيء به. ما بات معروفا، بالتفاصيل المملّة، أن خليّة تابعة لـ”حزب الله” تولّت مراقبة رفيق الحريري وصولا إلى تنفيذ الجريمة في ذلك اليوم المشؤوم الذي شكّل منعطفا تاريخيا على الصعيدين اللبناني والإقليمي. فما قبل غياب رفيق الحريري ليس كما بعده.

بات معروفا أيضا أنّ النظام السوري لم يكن بعيدا عن الإعداد للجريمة. هذا ما سيكشفه الحكم الذي يستند، بين ما يستند إليه، إلى شبكة الاتصالات التي كشفت العلاقة بين المجموعات التابعة لـ”حزب الله” التي تولت ملاحقة رفيق الحريري طوال أشهر. كانت هذه المجموعات الحزبية على تواصل دائم مع الأجهزة الأمنية السورية. وهذا أمر أكدته المعلومات التي وفّرتها أجهزة مراقبة الاتصالات التي تتمّ بواسطة هواتف نقالة.

تبيّن من المعلومات التي قدّمها الادعاء العام أنّ كلّ شيء بات معروفا، إن عن المنفّذين وإن عن المحرّضين وإن عن الذين يعتبرون أنفسهم مستفيدين من الجريمة التي مهّدت لها محاولة اغتيال مروان حمادة في الأول من تشرين الأوّل – أكتوبر 2004، وذلك بكلّ ما كان يرمز إليه الرجل. كان مروان حمادة، وهو نائب درزي، قريبا إلى حد كبير من رفيق الحريري، كما كان محسوبا سياسيا على وليد جنبلاط. فضلا عن ذلك، كان خال جبران تويني الموجّه الأساسي لجريدة “النهار” بكل ما كانت تملكه في تلك المرحلة من قدرة على التأثير في الرأي العام من جهة وعلى اتخاذ مواقف جريئة وواضحة من الوجود السوري في لبنان من جهة أخرى.

كلّما مرّ يوم تزداد الصورة وضوحا. كلّما مرّ يوم يتكشّف أكثر لماذا كان مطلوبا التخلّص من رفيق الحريري، بصفة كونه رمزا للوطنية اللبنانية ببعدها العربي، ولماذا كانت تلك الحاجة إلى المزيد من الجرائم بغية تغطية جريمة لا يمكن تغطيتها بأيّ شكل. بعد رفيق الحريري، كانت الحاجة إلى التخلّص من كلّ صوت حرّ يمكن أن يشكّل عائقا في طريق وصول لبنان إلى ما وصل إليه في السنة 2020، أي إلى بلد مفلس يقيم في “عهد حزب الله” في ظلّ حكومة “حزب الله”.

اغتيل سمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني ووليد عيدو وأنطوان غانم وبيار أمين الجميّل ومحمد شطح. اغتيل أيضا الرائد وسام عيد الذي استطاع تفكيك لغز الاتصالات. اغتيل اللواء وسام الحسن أحد أبرز القيادات الأمنية اللبنانية. كانت هناك محاولتا اغتيال فاشلتين لإلياس المر ومي شدياق. كانت الحاجة إلى أحداث كبيرة أخرى لتغطية الجريمة ومتابعة القضاء على لبنان. افتعل “حزب الله” حرب صيف 2006 مع إسرائيل. وعندما تبيّن أن هذه الحرب لم تكن كافية، بل جاءت بالقرار رقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن، كان الاعتصام في وسط بيروت ثمّ غزوة بيروت والجبل من أجل إخضاع السنّة والدروز. جاءت أيضا في هذا السياق حرب مخيّم نهر البارد، وهو مخيّم فلسطيني في شمال لبنان. لم يكن من هدف لحرب مخيّم نهر البارد سوى إلصاق تهمة التطرّف بسنّة لبنان واستنزاف البلد أكثر واستنزاف جيشه الوطني وحرف الأنظار عن خطورة وجود سلاح غير شرعي في يد ميليشيا مذهبية تابعة لإيران اسمها “حزب الله”.

بين 2005 و2020، عاش لبنان أهوال الاغتيالات والحروب التي أوصلت البلد إلى ما وصل إليه، أي إلى الوصاية الإيرانية. كان رفيق الحريري قادرا على حمل لبنان على كتفيه. تبيّن لاحقا، في ضوء التجارب، أن لبنان كلّه لا يستطيع تحمّل غياب رفيق الحريري. لبنان كلّه لا يستطيع إعادة الكهرباء إلى البلد في غياب رفيق الحريري الذي استطاع في العام 1998 إضاءة لبنان 24 ساعة على 24، بالفعل وليس بالكلام الذي لا يتقن أعداؤه غيره. يتقن هؤلاء الكلام الفارغ والشعارات… ويتقنون القتل أيضا


خ ي ر ا ل ل ه


الساعة الآن 09:35 PM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "