احذروا البهائية

احذروا البهائية

 

محمد بن علي بن جميل المطري



 

قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 115].

هذه الآية الكريمة كافية في التحذير مِن كل مَن يخالف الرسول محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم، وكافيةٌ لكل مسلم عاقل ليحذر مِن كل بدعة لم يعلمها ولم يعملها السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، وفي هذه الآية بيانٌ واضح بأن مَن يشاقق الرسول صلى الله عليه وسلم، ويتبع غير سبيل المؤمنين، فإن الله يزين له الباطل في عينَيْه، فيظن أنه يحسن صنعًا، ويجادل بغير علم، ويظن أنه على هدى!

 

وإن مِن أسباب انتشار البدع والملل الضالة الجهلَ بحقائقها، وإحسان الظن بدُعاتها، والاغترارَ بما يُظهِرون لهم من الشبهات، ومكرهم بالتدرج في إغواءِ مَن يسمع لهم، وربما قارن ذلك شهواتٌ مع حب الدنيا وضعف الإيمان، وانعدام الإخلاص، والله المستعان.

 

وكنت قد ناقشتُ في صنعاءَ قبل خمسَ عشْرةَ سنةً تقريبًا بعضَ رؤوس البهائية، قبل أن يكون بهائيًّا، فوجدته ينكر وجوب الصلوات الخمس، ويكذب بالسُّنة النبوية، ويجادل في الثوابت الشرعية المجمع عليها بغير علم، فطلبتُ منه المباهلة ففرَّ، ثم تفاجأت بأنه صار مِن كبار دعاة البهائية في صنعاء، ولا عجب، فمَن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور.

 

((والإيمان يمانٍ، والحكمة يمانية))، فلن يجد البهائيون لهم مكانًا في بلد الإيمان، وهذه نبذة مختصرة عن البهائية، أكتبها نصحًا للمسلمين، ونسأل الله أن يهدينا جميعًا إلى الصراط المستقيم:

مؤسس البهائية هو: الميرزا علي محمد رضا الشيرازي، الذي ولد في إيران سنة 1235 هـ، الموافق 1819م.

ادَّعى هذا الشاب أنه الباب الموصل إلى الحقيقة الإلهية، وأنه رسولٌ مِن عند الله، وفي آخر أمره ادَّعى الميرزا حلول الله في شخصه! وناقشه العلماء فحكموا بردَّته، وحكموا بقتله ونُفِّذ فيه حكم الإعدام بحكم قضائي شرعي، وهو في عمر الواحد والثلاثين، وذلك سنة 1266هـ، الموافق1850م.

 

ثم قام خليفته ميرزا حسين علي المازندراني من بغداد، فلقَّب نفسه "بهاء الله"، وادَّعى أنه رسول الله، وادَّعى أن الإله حل في جسده.

ويلاحظ الباحث في الدين البهائي أن البهائية في مختلف مراحلها تلقَّت دعمًا وتشجيعًا من بعض الدول الاستعمارية، ومن اليهود خاصة، وقد حضر عباس أفندي بن البهاء الملقِّب لنفسه بعبدالبهاء المؤتمرَ الصِّهْيَوني في بال في سويسرا سنة 1911م، وعندما مات شوقي أفندي حفيد عبدالبهاء في لندن دفن في أرض قدَّمتها الحكومة البريطانية هدية للطائفة البهائية، ويُقدَّر عدد البهائيين في الولايات المتحدة الأميركية حوالى 2 مليون شخص، ينتسبون إلى 600 جمعية، ولهم ممثِّل في الأمم المتحدة!

 

فالدول الاستعمارية والصِّهْيَوْينة العالَمية يدعمون البهائية بسخاءٍ؛ لعلمهم بأنها تخالف الدين الإسلامي، وبسبب هذا الدعم انتشر هذا الدين الجديد بين كثير من الناس الجهال.

 

وهذا الدين البهائي محدث منذ ظهوره أقل من مائتي سنة، وكل محدثة في الدين بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

وهذه بعض معتقدات البهائية:

1- يقولون بالحلول، وأن الله حل في الميرزا والبهاء!

 

2- يُعظِّمون كتاب (البيان)، الذي ادَّعى فيه الميرزا أن ما فيه شريعة منزَّلة من السماء، وابتدع لأتباعه أحكامًا تخالف أحكام الإسلام، ويُفضِّلون كتاب البيان على القرآن الكريم، وكتاب البيان مليء بالأخطاء اللُّغوية، وأسلوبه ركيك سخيف.

 

3- الصلاة عندهم تسع ركَعات، ثلاث مرات في اليوم والليلة، والوضوء بماء الورد، وإن لم يوجد فالبسملة بسم الله الأطهر الأطهر خمس مرات، والقِبْلة عندهم التوجُّه إلى قبر ميرزا حسين المسمَّى بهاء الله، المدفون في مدينة عكا بفلسطين!

 

4- لا يحجُّون البيت الحرام، ولا يُعظِّمونه، ولا يستقبلونه في صلاتهم وذبائحهم.

 

5- يعظمون العدد (19)، ويجعلون الصوم تسعة عشر يومًا، ويكون عيد الفطر هو يوم النيروز على الدوام، وجاء في كتاب البيان: (أيام معدودات، وقد جعلنا النيروز عيدًا لكم بعد إكمالها)، والصوم عندهم يجب مِن سن 11 إلى سن 42 فقط.

 

6- يُنكِرون بعث الأجساد بعد الموت، ويعتقدون أن الثواب والعقاب يكون للأرواح فقط على وجه يشبه الخيال!

 

7- يقولون بنبوَّة بوذا، وكونفوشيوس، وبراهما، وزرادشت، وأمثالهم من حكماء الهند والصين والفرس، ويتحمَّسون لحوار الأديان.

 

8- يوافقون اليهود والنصارى في القول بصلب المسيح عيسى ابن مريم، ويُكذِّبون قول الله في كتابه: ﴿ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 157، 158].

 

9- يتلاعبون بآيات القرآن، ولا يؤمنون بدلالاتها الواضحة، ويُؤوِّلونها تأويلات باطنية، ويدعون أن ذلك هو المراد بها ضحكًا على أنفسهم وعلى أتباعهم، مثل تكذيبهم بقول الله تعالى: ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾ [الأحزاب: 40] فينكرون أن محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم هو خاتم النبيين والمرسلين، ويقولون: معنى الآية: محمد كالخاتم في اليد!

 

10- يقولون: إن دين البهائية ناسخ لشريعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

 

أماكن وجودهم:

تقطن غالبية البهائيين في إيران، والعراق، وسوريا، ولبنان، وفِلَسْطين المحتلَّة - وفيها مقرُّهم الرئيس - والحبشة، وأوغندا، وجنوب أفريقيا، وأستراليا، ولهم حضور في الدول الغربية؛ مثل: لندن، وفيينا، وفرانكفورت، وفي شيكاغو بالولايات المتحدة الأميركية أكبر معابدهم.

 

بعض فتاوى العلماء في البهائية:

جاء في فتاوى دار الإفتاء المصرية (1/ 324):

1- البهائية أو البابية مذهب مصنوع مزيج من أخلاط الديانات البوذية والبرهمية والوثنية والزرادشتية واليهودية والمسيحية والإسلامية، ومِن اعتقادات الباطنية.

 

2- البهائيون لا يؤمنون بالبعث بعد الموت، ولا بالجنة ولا بالنار، وهم بهذا لا يعترفون بنبوَّة سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه خاتم النبيين، وبهذا ليسوا من المسلمين.

 

3- أجمع المسلمون على أن العقيدةَ البهائية أو البابية ليست عقيدةً إسلامية، وأن مَن اعتنق هذا الدين ليس من المسلمين، ومرتدٌّ عن دين الإسلام.

 

4- اتَّفق أهل العلم كذلك على أن عقد زواج المرتد يقع باطلًا، سواء عقد على مسلمة أو غير مسلمة.

 

5- لا يحل للمسلمة الزواج ممن اعتنق البهائية دينًا، والعقد إن تم يكون باطلًا شرعًا، والمعاشرة بينهما تكون زنًا محرَّمًا في الإسلام.

 

الخاتمة:

أختم هذا المقال المختصر بقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ * كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 85 - 89].

 

وللتوسع في معرفة عقائد البهائية والاطِّلاع على ما يقولونه في كتبهم وكشف أسرارهم وطرقهم في إضلال العوام، والتدرج معهم في الضلال، ينظر هذه الكتب:

1- البهائية تاريخها وعقيدتها، وصلتها بالباطنية والصِّهْيَوْنية؛ للشيخ المصري، عبدالرحمن الوكيل رحمه الله.

2- البهائية أضواء وحقائق؛ للشيخ الباكستاني، إحسان إلهي ظهير رحمه الله.

3- البابية عرض ونقد؛ لإحسان إلهي ظهير.

4- البيانات؛ للعلامة الهندي، أبي الأعلى المودودي رحمه الله.

5- البابيون والبهائيون، ماضيهم وحاضرهم؛ لعبدالرازق الحسين.

6- خفايا الطائفة البهائية؛ للدكتور محمد أحمد عوف.

7- البهائية إحدى مطايا الاستعمار والصِّهْيَوْنية؛ لعبدالقادر شيبة الحمد.

8- الموسوعة الميسرة في المذاهب والأديان المعاصرة.

9- خطب عبدالبهاء في أوروبا وأمريكا؛ طبع المحفل الروحاني المركزي للبهائية بشمال شرق أفريقيا، أديس أبابا - الحبشة.

10- الألواح المباركة للبهاء.