French | English | Thai (ภาษาไทย) | Shqipe | Türkçe | Indonesian | Tagalog | اردو | عربي | فارسي
 
 
القائمة البريدية
أدخل بريدك الإلكتروني من أجل الاشتراك معنا في القائمة البريدية
عداد الزوار
المتواجدون الآن على الموقع الرئيسي :

( 13345 )



















السنة
السنة --> الدفاع عن أهل السنة
    أرسل لصديق

إغلاق النافذة

المقالات --> المادة المختارة

دلالات جريمة "داعش" في الكويت

 

أضيفت في: 28 - 6 - 2015

عدد الزيارات: 642

المصدر: جمال سلطان

كنت قد شرعت في الكتابة عن موضوع آخر ، يتعلق بالقضاء ، فإذا بالأخبار تداهمنا جميعا من الكويت وتونس وفرنسا ، عن سلسلة عمليات إرهابية مروعة ، حصدت أرواحا بريئة وأضافت المزيد من السواد إلى صورة المسلمين وأحوالهم ، بفعل النشاط الغامض والمكثف لما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ، ففي الكويت قام التنظيم من خلال أحد أعضائه بتفجير نفسه في مسجد للشيعة فقتل ثلاثة عشر شخصا ، حسب التقديرات الرسمية المعلنة حتى الآن ، وأصاب عشرات آخرين ، بنفس الطريقة التي تمت في مسجد آخر للشيعة في شرق السعودية ، وفي تونس هاجم التنظيم فندقين يقيم فيهما سياحا أجانب فقتل عددا منهم وكذلك عدد من المواطنين وربما بعض رجال الأمن المتواجدين ، ولا تعرف حصيلة نهائية حتى الآن ولا تفاصيل كافية عن العملية الوحشية . استهداف التنظيم المتطرف لمساجد شيعية في السعودية والكويت حاول تسويقه في بياناته التي أعقبت العمليات على أنه "ثأر" للسنة من المذابح الشيعية التي ترتكب ضدهم في العراق وسوريا ، وهو كلام مضحك ، لأن أكثر المذابح التي تعرض لها السنة في العراق وسوريا كانت على يد تنظيم "داعش" نفسه ، وخاصة في سوريا ، وعمليات التفجير للمواقع والاجتماعات والمعسكرات والشخصيات فيها كانت أغلبها الساحقة ضد مجاهدين من السنة في جماعات تقاتل ضد الطاغية بشار الأسد ، وقبل أيام أعلن التنظيم عن قتل أحد علماء السنة البارزين في العراق بدعوى أنه من "الحشد الشعبي" الشيعي ، بينما هو أستاذ في علوم الشريعة وينتمي إلى كتائب ثورة العشرين السنية ، ولكنهم قتلوه بصورة وحشية ، ولم يتورعوا عن دمه لخلافه مع التنظيم ، ومثله الكثير الكثير ، فمحاولة تبرير العملية الهمجية التي تمت في مساجد بالسعودية والكويت على أنها "جهاد" من أجل السنة لن تقنع أحدا ، وتضاعف الريبة حول محركات هذا التنظيم وأهدافه وحلفائه . تعاني المنطقة العربية حاليا من طوفان للعنف ، بعضه تمارسه أنظمة ، وبعضه تمارسه جماعات متطرفة ، وكلاهما أعمال إرهابية ، وعمليات إبادة وقتل المصلين في المساجد أو الأطفال والنساء في الأسواق بإلقاء البراميل المتفجرة على رؤوسهم من الطائرات المروحة ، وهي ما أصبحت برنامجا يوميا للديكتاتور الدموي بشار الأسد ، هي لا تختلف جوهريا عما يفعل "داعش" بتفجير المساجد بأهلها ، هذا يفجرها من الجو وذاك يفجرها من البر ، هي موجة عنف يتحمل مسؤوليتها بالمقام الأول المجتمع الدولي المنافق ، الذي تواطأ مع طاغية سوريا ضد شعبه ، من أجل إبقائه لأطول فترة ، في لعبة سياسية قذرة لاستنزاف عدة دول في المنطقة ، وتوريط إيران وحزب الله اللبناني في المستنقع السوري ، إضافة إلى روح الكراهية التي نشرتها إيران في المنطقة ، في سوريا ولبنان والعراق والسعودية واليمن ، بسبب تدخلها الفج بالسلاح والمال لنصرة المجموعات الشيعية المسلحة والمسيسة الموالية لها ، والتي تعمل لحساب مصالح التمدد الإيراني ولا تعمل لمصالح أوطانها وشعوبها ، فكان أن كثرت الشقوق والتصدعات والفراغات الاجتماعية والسياسية والأمنية التي سمحت لمثل داعش بأن تتمدد وتضرب في أعمال إرهابية مروعة ومفاجئة في أماكن كثيرة ، كما ساعد النفاق الأمريكي والعبث الإيراني في صناعة أجواء تسمح لداعش بتجنيد شبان جدد مستغلة الأجواء الطائفية المحتقنة ومشاعر الظلم التي يعيشها شباب المجتمع السني في بلدان كثيرة ، تحت وطأة الإحساس بالقهر والتهميش والظلم والاستباحة الأمنية من نظم لا تقل دموية وتطرفا عنه . تحتاج الشعوب الآن إلى التوحد لتشكيل حواضن اجتماعية ضد الإرهاب ، وهذا واجب عاجل رغم صعوبته بفعل الانقسام الشعبي والوطني على خلفية صراعات سياسية متشنجة وغير حكيمة ، ولكنه ـ رغم ذلك ـ لن يكون الحل لمواجهة وتفكيك هذا الإرهاب المتنامي ، فكما قالوا : لا بد من تجفيف المستنقع إذا أردت القضاء على البعوض ومنع تكاثره ، والقضاء على المستنقع لن يكون إلا بدعم توجهات الشعوب نحو الحرية والكرامة والعدالة والتداول السلمي للسلطة ووقف التواطؤ المشين بين الغرب وبين النظم القمعية في العالم العربي والإسلامي .
 


سجل تعليقك