French | English | Thai (ภาษาไทย) | Shqipe | Türkçe | Indonesian | Tagalog | اردو | عربي | فارسي
 
 
القائمة البريدية
أدخل بريدك الإلكتروني من أجل الاشتراك معنا في القائمة البريدية
عداد الزوار
المتواجدون الآن على الموقع الرئيسي :

( 24995 )



















السنة
السنة --> الدفاع عن أهل السنة
    أرسل لصديق

إغلاق النافذة

المقالات --> المادة المختارة

ما بعد سقوط الأسد

 

أضيفت في: 28 - 8 - 2012

عدد الزيارات: 1373

المصدر: حمد الماجد

يجب ألا نشغل أنفسنا بالسؤال: هل سيسقط نظام بشار أو لا؟.. فكل المعطيات المحلية والإقليمية والدولية توحي بالسقوط الحتمي حتى لو تأخر، ويكفي لأي محلل محايد أن يقارن بين الرسم البياني المتصاعد للثورة والرسم البياني المتهاوي للنظام حتى يخلص إلى نفس النتيجة. باختصار، فإن الصراع الدائر بين الثورة السورية ذات الامتداد الشعبي القوي وبين نظام بشار المتداعي يشبه الصراع بين ملاكمين، أحدهما شاب قوي البنية ذو معنوية عالية، والآخر كهل مهدود القوى والمعنويات يقتات على تاريخه غير واع بعوامل التعرية الزمنية على جسده وقوته وإمكاناته.. نعم الملاكمان في الظاهر يتعاركان ويسجلان نقاطا لصالحهما، لكن الأغلبية الساحقة للمتابعين المحايدين تتوقع ضربة خطافية قاضية أي لحظة ينهار فيها الملاكم الكهل فجأة. ومن يرقب ويسبر سير الأحداث يلاحظ قوة لكمات الثوار مقارنة بالنظام، فتفجير الخلية كان حقا لكمة خطافية ضاربة لكنها لم تكن قاضية، ويستمر الصراع والخطافية القاضية تنتظر اللحظة المناسبة لينهار كل شيء.

لماذا إذن يصر النظام وحلفاؤه - إيران وحزب الله وروسيا والصين - على الاستمرار في معركة خاسرة، خاصة أنهم يرون النظام يتداعى يوما بعد يوم وتزداد عزلته العربية والإسلامية واقتصاده على حافة الانهيار، بل بدأ فعلا مرحلة الانهيار، والثوار يسيطرون فعليا على أغلبية الأرض السورية ويسيطرون على عدد من منافذها الحدودية؟! لم أجد في التحليلات سببا مقنعا إلا سببا واحدا، ويبدو بليدا جدا، وهو الرغبة في إطالة فترة البقاء لا أكثر.

إذن، يجب على المعنيين بشأن الملف السوري ألا ينجروا إلى فخ السؤال عن سقوط النظام من عدمه، وإنما المرحلة تتطلب تركيزا ملحا على تحليل السيناريوهات المحتملة بعد سقوط نظام بشار، والإعداد الجيد لهذه السيناريوهات، وكما يقول نظام بشار - وقد صدقنا وهو كذوب - إن سوريا ليست تونس ولا ليبيا ولا مصر، غير أنه كذب في قصده أن النظام غير قابل للسقوط كما حصل للأنظمة الأخرى، والصحيح أن أوضاع سوريا المحلية والإقليمية والدولية المتشابكة والمعقدة مختلفة تماما عن تلك الدول، وهذا بالتأكيد ما ساهم بصورة فاعلة في إطالة أمد الصراع، فالوعي العميق في هذه التشابكات المعقدة يمهد الطريق لرسم ملامح حقبة ما بعد سقوط النظام.

إن تشابكات المعارضة السورية لا تقل تعقيدا عن تشابكات الوضع الدولي والإقليمي للأزمة السورية، فالعمل على تقليص الفوارق بينها أو محاولة دمجها هو من أولى الأولويات التي يجب أن تسير بالتوازي مع عملية تحرير الشعب السوري من نظامه الوحشي، فنجاح مرحلة ما بعد سقوط النظام مرتبط بنجاح الجهود في تقليص الفجوة والجفوة بين الأطراف المؤثرة في المعارضة السورية: هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي، والمجلس الوطني السوري، والجيش السوري الحر، والأخير بالذات سيكون له موقف مؤثر وقوي في رسم مرحلة ما بعد سقوط الأسد.. فمقاومة نظام شرس دموي من الداخل ليست كمقاومته من ردهات الفنادق وتحت أضواء فلاشات الإعلام العالمي، ثم إن الجيش السوري الحر سيكون نواة الجيش القادم، وبالتالي ستكون له كلمته في الشأن السياسي.

الملف الطائفي هو ما يجب أن يوجه له كامل العناية هذه الأيام، فأحد السيناريوهات المتوقعة بعد سقوط نظام بشار، وإن كانت مرجوحة، أن يعمد إلى تقسيم البلاد تقسيما طائفيا وعرقيا، فيضغط على الطائفة العلوية للجوء إلى معاقلها في الجبال الساحلية الغربية ليقيم هناك دولة تسيطر على معظم الساحل، وهذا السيناريو الماكر المدمر يتطلب من القوى الثورية السورية ضرورة العمل على تفويت الفرصة على النظام، وذلك بطمأنة الأقلية العلوية على أوضاعها في مرحلة ما بعد سقوط النظام، والبعد عن الخطاب الطائفي، فليس كل الطائفة العلوية تؤيد بشار، وإن وجد من المؤيدين لبشار من غير المنتفعين من طائفة العلويين، فهو بسبب القلق الطبيعي من مرحلة ما بعد سقوط النظام.
المصدر: الشرق الاوسط

.

 


سجل تعليقك