French | English | Thai (ภาษาไทย) | Shqipe | Türkçe | Indonesian | Tagalog | اردو | عربي | فارسي
 
 
القائمة البريدية
أدخل بريدك الإلكتروني من أجل الاشتراك معنا في القائمة البريدية
عداد الزوار
المتواجدون الآن على الموقع الرئيسي :

( 21094 )



















السنة
السنة --> الدفاع عن أهل السنة
    أرسل لصديق

إغلاق النافذة

المقالات --> المادة المختارة

هل أصبح البعث مشجباً للمالكي؟

 

أضيفت في: 31 - 10 - 2011

عدد الزيارات: 1179

المصدر: أنس الشيخ مظهر

على الرغم من وجود عدد لا يستهان به من القوات الاميركية في العراق، وعلى الرغم من ضعف الحكومة المركزية في بغداد وقوة التأثير السياسي الاميركي فيها، فان اميركا فشلت في الضغط على المالكي من اجل تمديد بقاء القوات الاميركية في العراق بعد نهاية العام الحالي وفشلت كل محاولاتها الترغيبية والترهيبية في هذا الصدد.
وحقيقة فان هذه المعركة السياسية اسفرت عن نصر ساحق للنفوذ الايراني في العراق واظهرت ان العراق على ابواب الدخول في مرحلة جديدة قد تكون اصعب بكثير من السنوات التي تبعت ازالة حكومة البعث في هذا البلد.
انتصار ايران في جولة الصراع هذه في العراق لا يعني ان اميركا سوف تدع هذا البلد لكي تسرح فيه ايران وتجعله منطقة نفوذ رئيسية لها امام التهديدات التي تواجهها بعد التغيرات التي طرأت في المنقطة جراء الثورات العربية والتي افقدت ايران الكثير من اوراقها الرابحة بعد ترنح النظام السوري.
ويمكن ان يكون المالكي قد ارتكب هذه المرة خطأ فادحاً قد يؤثر على الوضع السياسي في العراق على المدى الطويل ويقلب المعادلة السياسية فيه لمنحى لا يروق للساسة الشيعة والذين وضعوا في النهاية بيضهم كله في السلة الايرانية وركنوا للسياسة المتعاطفة لإيران بشكل كامل لإدراكهم هذه المرة ان الصراع المستقبلي في المنطقة سوف يضعهم امام مسئولية الدفاع عن مذهبهم الذي ينتمون اليه امام المذهب الآخر والذي تشير كل التوقعات الى ان بروزه هذه المرة سوف يكون قوياً وعلنياً على الساحة السياسية في المنطقة.
فمن المؤكد ان اميركا سوف تحاول تقوية الجانب الاخر من المعادلة السياسية لكي تحافظ على التوازن الذي يحفظ لها قسماً من منجزاتها التي اكتسبتها في العراق طوال الثمان سنوات الماضية.
ومن المؤكد ان الدعم الاميركي للجانب السني بكافة مشاربه سوف يزداد في الفترة اللاحقة الامر الذي ادى بالحكومة العراقية والتي تمثل الشيعة بالقيام بحملات اعتقال واسعة شملت قطاعات واسعة من الجماهير وذلك لسحب البساط من تحت الاميركان لأي تصرف بهذا الاتجاه مستقبلاً.
فبعد ثمانية سنوات من زوال حكم البعث في العراق وبعد ان سلم البعثيون بغداد الى القوات الاميركية في معركة لم يقاموا فيها اكثر من يومين ليخرجوا مستسلمين بفانيلاتهم البيضاء، يظهر علينا الساسة الحاليون (الشيعة) في بغداد ليعلنوا عن احباط مؤامرة كان يخطط لها البعثيون هدفها الاطاحة بالحكومة الحالية والعملية السياسية.
وكعادتهم كل مرة فقد فشل الساسة العراقيون العرب في وضع خيالاتهم السياسية هذه في قالب معقول يصدق به الشعب، فلقد تعددت الروايات واختلفت التصريحات بين من قال ان الوفد الليبي الذي زار بغداد في الفترة الاخيرة هو الذي كشف هذه المؤامرة وبين من قال ان سوريا هي التي اعطت المعلومات هذه للحكومة العراقية، وطبعاً هذا التشتت الاعلامي للحكومة العراقية ليس بالشيء الجديد ويظهر ان الحكومة العراقية تريد ان تبقي المجال مفتوحاً لخيال المواطن العراقي لكي يختار ما يجده مناسباً من مسببات ونتائج وتحليلات ايماناً من حكومتنا الموقرة "جداً" بحرية الفكر عند الشعب.
أياً من يكن الجانب الذي كشف هذه "المؤامرة" فإن الحكومة المركزية في بغداد تثبت يوما بعد يوم عدم اهليتها لادارة أي ازمة سواء كانت داخلية او خارجية، وان السنوات الثمانية السابقة لم تكن كافية لكي يتعلموا كيف يصرحون ومتى يصرحون ولا النقاط التي يكسبوها وراء أي فبركة اعلامية.
والغريب ان حملة الاعتقالات التي اعقبت هذا الاعلان قد شملت مدناً في الجنوب العراقي والتي تمثل المنطقة الشيعية التي ينتمي اليها الاحزاب الحالية الحاكمة، وهذا يدل على فشل سياسي كبير لهذه الاحزاب نفسها والا فكيف يبقى البعثي الشيعي متمسكاً ببعثيته حتى بعد ثماني سنوات من هزيمة هذا الحزب وهو المعروف بأطروحاته النظرية الخالية من أي افكار سياسية قابلة للتطبيق ومن السهولة بمكان ان يجتث البعثي من "فكره الحزبي" خصوصاً وان الاحزاب الشيعية الحالية تعتمد على افكار عقائدية ترتبط بصميم وجود المذهب الشيعي بينما الفكر البعثي هو فكر طوباوي يعتبر غير ناضج من الناحية الفكرية والسياسية.
ومن ناحية اخرى فان كل الدلائل تشير إلى أن المنتمين لحزب البعث المنحل قد انكفأوا في اشغالهم الحياتية بعيداً عن كل تحرك سياسي في الوقت الذي يعاني فيه حزب البعث خارج العراق من انقسامات كبيرة يستحيل معها القيام باي عملية انقلاب لا في العراق ولا في أي دولة اخرى، ناهيك عن ان الظروف التي تحيط بالعراق فيما يخص الثورات العربية تشير الى ان زمن الانقلابات الحزبية قد ولى وانه ليس بمقدور أي حزب بعد الآن ان تمسك بزمام الامور في أي دولة عربية.
والمعروف ثانياً عن البعثيين انهم "ثوار اعلام" لا أكثر ولا يمتلكون الجرأة الكافية لخوض صراع سياسي حقيقي، وحتى في الستينات فان هذا الحزب لم يتسلم السلطة في تلك الفترة ولمرتين الا بعد ان تواطأ مع مؤسسات استخباراتية عالمية واستغل احزاب وشخصيات عراقية ليس لهم علاقة بالبعث واستولى على الحكم بأساليب تشبه اساليب العصابات المسلحة، والاعلان عن مؤامرة يقوم بها البعث يعطيهم اكثر من حجمهم ويحسن صورة البعث ومؤيديه بإظهارهم كناس مبدئيين وعقائديين وهذا عكس حقيقتهم بالتأكيد.
واخيراً فان هذه التصريحات تدفع البعثيين الى واجهة الاعلام مرة اخرى بعد سنين من السبات الحقيقي لهذا الحزب.
بمعنى آخر فان تصريحات الحكومة العراقية بخصوص المؤامرة هذه لا تصب في صالح الحكومة العراقية نفسها ولا في صالح العراق ومستقبله.
فهل ستكون الايام العراقية الآتية حبلى بالمؤامرات والدسائس بعد الانسحاب الاميركي؟

 


سجل تعليقك