French | English | Thai (ภาษาไทย) | Shqipe | Türkçe | Indonesian | Tagalog | اردو | عربي | فارسي
 
 
القائمة البريدية
أدخل بريدك الإلكتروني من أجل الاشتراك معنا في القائمة البريدية
عداد الزوار
المتواجدون الآن على الموقع الرئيسي :

( 24967 )



















السنة
السنة --> الدفاع عن أهل السنة
    أرسل لصديق

إغلاق النافذة

المقالات --> المادة المختارة

نصر الله من قائد إلى ظاهرة صوتية... هزلت

 

أضيفت في: 2 - 9 - 2011

عدد الزيارات: 1094

المصدر: مهى عون

منذ مدة غير بعيدة كان لخطاب السيد حسن نصر الله وقع مختلف, على آذان مستمعيه, بغض النظر عن كونهم من محبيه, مناصريه, أو مناهضين له, ولإيديولوجيته, ولانتمائه وارتباطه العضوي بالحرس الثوري الإيراني, والملفت أنه أصبح اليوم وبعد أن كانت تترقب مختلف وسائل الإعلام خطبه, وظهوراته المتلفزة, بات اليوم, كاليتيم في ظل الأزمة التي يتخبط فيها النظام السوري حاميه وراعيه, أو ككومبارس في مسرحية متشعبة الفصول, أنى له التحكم بمراحلها أو فصولها أو تداعياتها. أما الصورة التي تبادرت إلى الذهن عند آخر ظهور متلفز لنصر الله, بمناسبة ذكرى يوم القدس, هي صورة الخروف الضالٍ الذي فقد أو ابتعد عن راعيه, فراح ينادي على مشارف الأودية, ولا يرد عليه سوى الصدى... فهل تحول نصر الله إلى ظاهرة صوتية? ولماذا? في سياق الكلام عن هذا الدور الجديد الذي بات يتلبسه السيد نصر الله, لا بد من استذكار ظواهر صوتية مماثلة مرت في تاريخ الأمة العربية, وبقيت ذكراها عالقة بالأذهان. من هذه النماذج نتذكر المذيع أحمد سعيد, الذي لمع نجمه في حقبة الخمسينات والستينات من القرن الماضي, في إذاعة "صوت العرب" في عهد عبد الناصر من سنة 1953 إلى 1967, واشتهر بنقله الحماسي لفصول الحرب الدائرة على الحدود وتطوراتها التي كانت تصب حسب تقييمه لمصلحة الجيش المصري. وخلال الغزو الأميركي للعراق عام 2003, أطلت على العالم العربي ظاهرة صوتية أخرى بشخص وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف, والذي كان قبل سقوط بغداد بلحظات, يُعلن اندحار القوات الأميركية أو "العلوج", على أبواب بغداد. جئنا على ذكر هذه النماذج, لنقيم المقارنة بينها وبين موقف السيد حسن نصر الله اليوم, والفرق يكمن في أن هؤلاء الأشخاص إنما بدأوا حياتهم المهنية وأنهوها كظاهرة صوتية, أي كأناس انحصر نطاق عملهم بترداد مجموعة من الأقاويل البعيدة عن الواقع, فيما لا يملكون أي قدرة على إحداث أي تغيير في معطيات هذا الواقع. أما بالنسبة الى السيد حسن نصر الله فهو بدأ حياته كقائد عسكري وأسس حزباً مسلحاً بهدف مقاومة إسرائيل, وها هو حالياً على مشارف التحول إلى ظاهرة صوتية أسوة بالنماذج الشهيرة التي ذكرناها في هذا المضمار. وتوصيفنا له بالظاهرة الصوتية اليوم يأتي من إصراره على التمسك بلهجته العالية المعهودة, فيما حليفه الأقرب والمباشر هو في حالة نزاع سريري, ليس لأنه لا يدرك حقيقة ومدى خطورة الأوضاع في سورية بالنسبة الى مصير النظام, ولكنه يضمر ويخفي ذلك, تحت وابل من التهديد والوعيد العالي النبرة, تماماً كما فعل أحمد سعيد والصحاف في زمانهما. وقد يندرج هكذا تصرف أيضاً تحت عنوان إخفاء العجز الحقيقي عن التأثير بمجرى الأحداث كما في السابق. عجز يلي فترة من التحكم الديكتاتوري بسياسة لبنان والجوار, حيث كان وحتى البارحة هو الآمر, والناهي في مختلف الملفات الإقليمية, من غزة, إلى العراق, إلى سورية, ولبنان, وصولاً إلى الداخل المصري في المرحلة الأخيرة من عنترياته التوسعية. المرحلة الجديدة المقبلة على "حزب الله" قد لا تكون زهرية مثل السابقة. خيوط اللعبة استردتها طهران من يدي قادة الحزب. هي باتت تتحكم بها إلى إشعار آخر. والإشعار الآخر هو احتمال تغيير ما قد يطرأ على سياستها الخارجية خصوصا في ما يتعلق بعلاقتها الستراتيجية مع النظام السوري. ولكن في المرحلة الحالية لا يضيم طهران تحول نصر الله ظاهرة صوتية بانتظار, تبلور قرارها حيال مجريات الأحداث في الداخل السوري, كما لا يزعجها على ما يبدو أن تتشوه صورة الحزب نتيجة أي انعطافة قد ترد ضمن ستراتيجيها المقبلة تجاه النظام السوري. وكلام وزير الخارجية علي اكبر صالحي الأخير إنما يشكل مؤشراً مهماً على احتمال حصول هذا النوع من التغيير. أما السؤال فهو هل يذهب الحزب إلى الأخير في ارتباطه بالجمهورية الإسلامية? أي باتجاه استدارة دراماتيكية كاملة على طريق استدارات جنبلاط الموصوفة, للحاق بتغير ما قد يحصل على صعيد سياسة طهران? قد يقول قائل بأن ترسانة نصر الله هي حالياً في أوج قوتها, وتهابها إسرائيل كما يهابها الشعب اللبناني حيث أن "حزب الله" يستعملها أيضاً على صعيد السياسة الداخلية في لبنان لفرض إرادته وشروطه في صناعة القرار. وهو بالتالي ليس بحاجة الى أي وسائل أو أطراف خارجية تدعم استقلالية قراره. والجواب هو ضمن السؤال, إذ كيف لأي ترسانة أن تستمر وتحافظ على قدرتها ومستواها الحربي والقتالي في ظل غياب الدعم اللوجيستي والمادي, وفي غياب انقطاع طريق تأمين الإمدادات الدائمة لها? ومعروف أن طريق هذه الإمدادات هو عبر الأراضي السورية, وهو طريق لم يعد آمنا بالنسبة الى "حزب الله", وقابل للإغلاق بوجهه ووجه إمداداته العسكرية بين ليلة وضحاها. ولكن انقطاع الإمدادات قد لا يكون فقط بسبب هذا الإغلاق المحتمل, قد يتأتي من جراء قرار يصدر عن طهران بقطع هذا الوارد للحزب, أسوة بالقرار الذي صدر منذ فترة وجيزة, حول وقف الدعم اللوجيستي للنظام السوري. في النهاية قد لا تتردد طهران في ترك وليدها "حزب الله", كما هي بصدد فعله بالنسبة الى حليفها النظام السوري إذا اعتبرت أن ذلك يخدم مصلحتها في عقد صفقة مع المجتمع الدولي, على حسابهما. وكلمة حق تقال بشار الأسد لم يتخل عن حلف الممانعة, بل حلف الممانعة هو الذي سوف يتخلى عنه. سوف ينفرط عقد الممانعة وسوف يأخذ معه في انفراطه "حزب الله" وتصمد طهران. هكذا تقوم القاعدة في السياسة. فإن كان لا بد لجسم سياسي من الاستمرار, فلتكن التضحية بأحد الأطراف ليبقى الرأس. نصر الله ظاهرة صوتية اليوم?.. ربما.. ولكن أكثر من ذلك "حزب الله" غداً بكل مقوماته قد يتحول ظاهرة يطويها التاريخ. * كاتبة سياسية لبنانية

 


سجل تعليقك