French | English | Thai (ภาษาไทย) | Shqipe | Türkçe | Indonesian | Tagalog | اردو | عربي | فارسي
 
 
القائمة البريدية
أدخل بريدك الإلكتروني من أجل الاشتراك معنا في القائمة البريدية
عداد الزوار
المتواجدون الآن على الموقع الرئيسي :

( 13644 )



















الشيعة الإمامية --> تاريخ التشيع
    أرسل لصديق

إغلاق النافذة

المقالات --> المادة المختارة

سورة الصمد في عهد الأسد / حمد الماجد

 

أضيفت في: 19 - 7 - 2011

عدد الزيارات: 1256

المصدر: الشرق الأوسط اللندنية

شبكة الدفاع عن السنة /لا أنسى عندما زرت سوريا في التسعينات شاهدت صورة ضخمة للرئيس حافظ الأسد كتب عليها، حسب ذاكرتي: «قل هو الله أحد الله الصمد خلق شعبا عظيما واصطفى منه الأسد»، ربما انتشى الأسد حينها بهذا التلاعب الوقح بالقرآن الكريم، وربما أحضر صاحب هذه الفكرة الدعائية وسلمه مكافأة على ما تفتقت به عبقريته الدعائية، لكن الوقائع على الأرض والمآلات التي وصلت إليها سوريا هذه الأيام، تثبت يقينا أن مثل صاحب هذه الدعاية الفجة كان معول هدم في بناء حكمه، الذي إن نجا من السقوط في عهده، فقد أصبح آيلا للسقوط في عهد ابنه. والوزير الذي قال للرئيس المخلوع، حسني مبارك، حين بدأت بواكير الحشود الغاضبة في ميدان التحرير، يا سيادة الرئيس «دول شوية عيال»، هو الآخر إحدى القنابل الناسفة لأساسات حكم مبارك. والذي يدفع بالجماهير الليبية هذه الأيام للتجمهر القسري؛ للتصفيق للقذافي، والهيام بحب «الفاتح»، هو في الحقيقة يدفع بالزعيم إلى هاوية السقوط. والذي كان ينظم القصائد الغنائية في تمجيد الرئيس اليمني، ويختزل الوطنية في حب الزعيم، ويملأ بها ساعات البث في التلفزيون الرسمي، كان غاشا للرئيس وغاشا للوطن. والكتاب والمثقفون والصحافيون والإعلاميون في هذه الأقطار وغيرها، الذين يصمون بالخيانة أو انعدام الوطنية كل من صدق في التنبيه لمواقع الخلل، وحذر من الفساد والاستبداد وظلم الناس، هم في الحقيقة من يجر البلاد إلى أتون الفتنة وزعزعة الاستقرار.
كنت سأستشهد بالأسلوب الحضاري الذي يربط الراعي بالرعية في العالم الغربي، حيث تكاد تنعدم تعظيم الزعامات، وتضخيم الإنجازات، وتخوين الناقدين والمعارضين، لكن خشيت أن يقول أحد: قياس مع الفارق؛ بسبب السنوات الضوئية التي تفصل عالمنا النامي عنهم. لذا يكفي العالم الثالث فخرا وجود نموذجين عالميين لزعيمين ترجلا من مركب السلطة، وقد حفرا حبهما في قلوب الجماهير، دون الحاجة إلى حشد الجماهير، ونظم قصائد المديح، وبث الأهازيج، وتعليق الصور الضخمة، وتدبيج عبارات التمجيد في المانشيتات الضخمة، الرئيس نلسون مانديلا والرئيس مهاتير محمد. هذا الزعيمان حفرا في قلوب الجماهير حبا لا يمحى، وتقديرا لا يزول، جعلا من الإنجازات والنزاهة والشفافية والصدق مع شعوبهما الطريق الوحيد إلى القلوب، فدخلا التاريخ من أجمل وأوسع أبوابه، وختما حياتهما السياسية باستقالة طوعية وهما في عز عطائهما، وها هما يستقران في بيتين بسيطين، ومن دون حراسة مشددة ولا حشم ولا خدم، عدلا فأمنا فناما.
طلبت موعدا مع الرئيس مهاتير محمد بعد استقالته عام 2006، وجاءني الرد سريعا والتقيته في مكتب صغير، يملأه رجل كبير، فأدركت من صدق حديثه وعمق أطروحاته أن عظمة الزعامات تكمن في الإنجازات والصدق مع الشعوب، لم نسمع بمطالبات جماهيرية لمحاكماتهما بتهم تتعلق بالفساد وسوء استغلال السلطة والقمع وسفك الدماء، كما يحصل هذه الأيام للزعماء الذين سقطوا أو يترنحون، مهاتير ومنديلا ليسا ملائكيين فلهما أخطاؤهما ولهما خصومهما، وكان من الممكن أن يدخل الخصوم مع هذين الزعيمين التاريخيين في معركة قذرة، وتقديمهما للمحاكمة لتشويه صورتهما بأية وسيلة، لكن خصومهما أذكى من أن يدخلوا في معركة خاسرة مع هذين الرمزين، ومن المؤسف أن بعض الزعامات الديكتاتورية العربية التي سقطت، أو هي آيلة للسقوط هذه الأيام، لم تحتذ هذين النموذجين المشرفين، بل جعلت من الزعامات السوفياتية والأنظمة الشمولية في شرق أوروبا، مثالا يحتذى في القمع، والقبضة الحديدية في تثبيت النظام وتخوين الناقدين والناصحين، وإعدامهم أو الزج بهم في السجون، وتضخيم الذات والدعايات الإعلامية الضخمة في تمجيد الزعيم، ولم تدرك أن هذا الأسلوب هو التركيبة الناجحة لإسقاط أي نظام.
 


سجل تعليقك