|
|
السنة --> الدفاع عن أهل السنة
المقالات --> المادة المختارة
التزوير برعاية الملالي
أضيفت في: 15 - 6 - 2009
عدد الزيارات: 637
المصدر: | جمال سلطان |
كان لافتا في وسائل الإعلام الإقليمية والدولية مظاهر الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها العاصمة الإيرانية طهران أمس ، وعمليات الضرب بوحشية للمتظاهرين المؤيدين للإصلاحي مير حسين موسوي ، وقد تحدثت التقارير عن سقوط قتلى وجرحى وانتشار الغضب في مدن عديدة ، المفاجأة كانت بسبب عمليات التغطية الكبيرة لبعض القنوات العربية لهذه الانتخابات والتعامل معها وكأننا أمام الانتخابات الأمريكية مثلا ، وكان الغزل بارزا في شفافية الانتخابات وحماسة الناخبين والأجواء الديمقراطية التي تحيط بالحدث ، كان جوا احتفاليا أدهشني كلما ذهبت إلى إحدى هذه الشاشات ، خاصة وأني لم أكن مهتما كثيرا بتلك الانتخابات لإدراكي أن السياسة الإيرانية لا يحددها رئيس الجمهورية وإنما مرجعيات أخرى ، المفاجأة أن كلا المرشحين أعلن فوزه بالانتخابات بعد ساعات من انتهاء عملية التصويت ، وكلا منهما أكد على أن عمليات الفرز انتهت إلى فوزه بصورة حاسمة ، وكلاهما كانت له وكالات أنباء ومواقع وإذاعات تؤكد صدقية إعلانه ، ومع مرور الوقت بدأت الجهات الرسمية تسرب تقارير تشير إلى تقدم أحمدي نجاد ، وفي الوقت نفسه أصدر موسوي تصريحات نارية تحذر من التلاعب بالصناديق وتزوير النتائج ، وهدد أنصاره بأنهم سينزلون إلى الشوارع إذا لم يتم إعلان حقيقة فوز مرشحهم ، وقبل إعلان النتائج النهائية فوجئنا بتصريحات المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي يقول فيها أن فوز نجاد بالانتخابات يمثل عيدا للإيرانيين ، وهو تصريح لافت ، لأنه عدائي لملايين الإيرانيين الذين يؤيدون المرشح الإصلاحي موسوي ، كما أنه في مفهوم تعبيره أن فوز موسوي سيكون يوم حزن ومأتم لإيران مثلا ، هذا التصريح غير المسؤول يكشف عن إلقاء المؤسسة الدينية بثقلها الكامل وراء نجاد من أجل إنجاحه وتوظيف أجهزة الدولة لتحقيق هذه المهمة ، وبالتأكيد أن مثل هذه التصريحات تعزز من مصداقية اتهامات مير حسين موسوي لأجهزة الدولة بالتلاعب بالانتخابات لتمرير فوز مشبوه لمنافسه أحمدي نجادي ، موسوي في تصريحاته الغاضبة أمس قال ما نصه " لن أستسلم لهذه التمثيلية الخطيرة. مثل هذا التصرف من بعض المسؤولين سيهدد أركان الجمهورية الاسلامية وسيؤدي الى استبداد" وأضاف " الناس الذين انتظروا في صفوف طويلة يعلمون لمن أدلوا بأصواتهم... لقد فوجئوا ويتابعون خداع المسؤولين وهم يعلنون النتيجة" وفي النهاية هدد بأنه سوف يكشف "الاسرار وراء هذه التمثيلية الخطيرة.... واقترح على المسؤولين وقف هذا الاتجاه قبل أن يتأخر الوقت" ، موسوي كان أعلن عن مؤتمر صحفي له ظهر أمس يكشف فيه الحقائق ، لكن السلطات الأمنية أعلنت عن إلغاء المؤتمر بدون إبداء الأسباب وطردت الصحفيين من المكان ، وأغلب الظن أن المرجعية الدينية في طهران ستتدخل بقوة لوقف احتجاجات موسوي وقد صدرت تهديدات جدية من خامنئي تطالبه بوقف الاحتجاج والتوقف عن نقد العملية الانتخابية ، في محاولة للملمة الفضيحة المتصاعدة ، وخامنئي هو صاحب المرجعيتين الدينية والسياسية الأعلى في إيران ، فهل سيرفع موسوي الراية البيضاء ويوقف تحديه ويطوي ضميره على مرارة الإحساس بالظلم ، أم أنه لن يستسلم كما يقول وسيواصل تحديه لمحاولات طي ملف القضية وسيصر على طلب الكشف عن التزوير والتلاعب في الانتخابات ، كلا الموقفين له توابعه الخطيرة التي يمكن أن تؤدي إلى شرخ حقيقي وكبير في بنية السلطة في إيران ، بشقيها الديني والسياسي ، والقدر المستيقن في ذلك أن دولة ولاية الفقيه والنظرية التي قامت عليها أصبحت أمام مفارق تاريخية خطرة .
المصدر: صحيفة المصريون