French | English | Thai (ภาษาไทย) | Shqipe | Türkçe | Indonesian | Tagalog | اردو | عربي | فارسي
 
 
القائمة البريدية
أدخل بريدك الإلكتروني من أجل الاشتراك معنا في القائمة البريدية
عداد الزوار
المتواجدون الآن على الموقع الرئيسي :

( 13527 )



















السنة
السنة --> الدفاع عن أهل السنة
    أرسل لصديق

إغلاق النافذة

المقالات --> المادة المختارة

التحرك الشيعي بالبقيع في دائرة السياسة

 

أضيفت في: 2 - 3 - 2009

عدد الزيارات: 3582

المصدر: أمير سعيد / المسلم

لم أكن حتى اللحظة أعلم أن تصوير المنتقبات في مكان مكشوف ـ كالمقابر ـ هو فعل محرم في الفقه الجعفري ونوع من انتهاك الأعراض، ولم أكن أتفهم الصراخ والعويل الذي استمعت إليه وشاهدته في التصوير المنتشر على موقع يوتيوب الشهير، والكلمة المتحشرجة في حنجرة إحداهن "أين أنت يا رسول الله؟!" إلا بعد أن انتبهت إلى أن التصوير من سطح المبنى للزوار محرم عند الطائفة الشيعية، والتصوير منهم لبعضهم البعض وللمصور أعلى المبنى مروراً بصور النساء الشيعيات ليس محرماً عندهم، أو ربما كان مكروهاً فقط لأن الزاوية فيه مختلفة!! (أي أن المصور إذا كان شيعياً جاز له تصوير النساء، وإذا كان سنياً ورسمياً لم يجز، مع أن المنطقي أن التوثيق من قبل الجهات الرسمية فيه مندوحة؛ فيما الدعائي ليس كذلك على الأقل من الشق الواقعي، من دون الدخول في الفقه وأحكامه) لكن مهما يكن من أمر؛ فالمسألة الفقهية هذه لا أحسنها ولا أدري مكنوناتها، ولا أعلم ما إذا كان كشف الوجه لدى نساء الشيعة في العالم هو نوع من الموبقات في فقه الملالي أم أنه بحاجة إلى تطوير ليتلاقى مع فقه الأحساء والقطيف الذي لم يكن يحسب الناس له حساباً عندما واجهوا هذه الجموع الغاضبة، كما أنني لا أفقه كذلك سر الغضب الشديد الذي اعترى النسوة ـ على فرض أن هذه الرواية صحيحة ـ عندما سمعن من يقول لهن يا بنات المتعة، مع أنني أستنكر بشدة هذه اللغة التحاورية مع الآخر، ما دام القوم يعتبرونه زواجاً شرعياً على سنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم!! لن أتحدث إذن عن مسألة التصوير، ولا الثياب التي يرتديها النساء في المقابر، ولا عن حكم الهتافات والصراخ والعويل والتظاهر في المقابر ولا آدابها الشرعية، ولن أتجاوز إلى الأحكام المتعلقة بالحرم المدني، ورفع الصوت عند النبي ـ وقبره ـ صلى الله عليه وسلم؛ فهذا كله من شأن الفقهاء ولست منهم، وإنما ما يستوقفني حقيقة، هو ذاك المشهد الذي تبدى به المتظاهرون والمتناوشون على أعتاب مقابر الصحابة رضوان الله تعالى عليهم وفي ساحة المسجد النبوي، في مغزاه السياسي. ففي المغزى السياسي لابد من استدعاء عدة زوايا لإكمال صورة لا تبدو واضحة ما لم يتبين بعض معالمها المصاحبة: الزاوية الأولى: التوقيت، وهو يعقب التهديد الإيراني المباشر للبحرين، والأزمة التي نجمت عنه بين مصر والسعودية من جهة، وإيران من جهة أخرى، والتي بدت لحد الآن دون مستوى التصعيد، وهي الأزمة التي فجرها علي أكبر ناطق نوري عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام حين صرح هذا الأسبوع بأن مملكة البحرين تابعة تاريخيا لبلاد فارس، وأنها تعد الولاية 14 من إيران وكان لها تمثيل في برلمانها، وهي التي تراجعت طهران عنها تكتيكياً بالقول عبر الناطق باسم خارجيتها حسن قشقوي أن "موقفنا من البحرين واضح.. أكدنا مرارا على أننا نحترم سيادة واستقلال كافة الدول المجاورة والمنطقة خاصة البحرين"، وهو ما طمأن دولاً عربية ربما تتجاهل عمداً أن قشقوي لا يقارن أهمية بصاحب التصريح علي نوري في التراتبية السياسية الإيرانية. اللحظة تفرض على طهران تصعيداً في أكثر من ملف، وهي تستعد في أي لحظة للإعلان عن تجربتها النووية المنتظرة وهي في وقت بحاجة فيه إلى استخدام أكثر من ورقة في تعاملها مع المحيط والقوى الدولية، وليس أيسر من تذكير العالم بقدرة إيران على إحداث فوضى في الخليج الاستراتيجي. (وهي بالمناسبة حلقة لا بداية لها ولا نهاية، بمعنى أن السؤال هو: هل تصعد إيران في الخليج للحصول على القنبلة النووية، أم تلوح بورقتها الخليجية الطائفية للحصول على حصة في حكم الخليج لقاء تخليها عن الشق العسكري من برنامجها؟!). الزاوية الثانية: الإخراج الحقوقي للمسألة المتعلقة بالفوضى التي أحدثتها الطائفة في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما ظهر بسرعة عبر تحريك كل الأدوات "الحقوقية" الطائفية في العالم لإدانة التصدي المرن للسلطات السعودية للفوضى الطائفية، وقد تعددت الإدانات "الحقوقية" الشيعية في كافة أرجاء العالم، ويتوقع أن يتم "تدويل هذه الإدانات" عبر العلاقات مع جهات غربية مساندة، وهو ما دعا إليه المدرس في الحوزة العلمية بالنجف العراقي فرحان الساعدي الزاوية الثالثة: المساندة الإعلامية المتميزة للأكاذيب التي حيكت عن المسألة، والتي اعتمدت أسلوب الدعاية الجوبلزية؛ إذ أفرطت الطائفة وأدواتها الإعلامية سواء أكانت قنوات فضائية أو مواقع أو صحف في تسويق رواية على فرض صحتها لا تستأهل رد الفعل هذا الذي لا ينم إلا عن حنق داخلي كبير ونفسية تسكنها مشاعر ماضية وهمية عن مظلومية لا تنتهي، تجعل معتنقها لا يرى في العالم عدواً إلا هذه الأسماء والهيئات، "الأمويين" و"الوهابيين" و"التكفيريين" الخ، ولا سواهم يستأهل هذا العداء الذي يستحق الصراخ والعويل و"أين أنت يا رسول الله" كما ورد في كليب اليوتيوب!! الأهم، أن الجميع قد تنادى لتغطية الأحداث وفقاً للرواية الشيعية، وضرب الذكر صفحاً عن الرد الرسمي عليها (تستضيف الأقمار الصناعية العربية هذه الفضائيات وتمنحها التراخيص للترويج لفكرها). والرواية هذه تعتمد على أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد اعتدت على زوار البقيع، وأن أحد أفرادها قد قام بتصوير النساء في البقيع، مع أن المقاطع المنتشرة جميعها تعرض صور النساء المنتقبات من قبل كاميرات تصوير لشيعة في المكان، ولم يبث ما تم تصويره عبر الكاميرا التوثيقية التي قيل إنها مملوكة لأحد أفراد الهيئة، كما وأن هذه المقاطع التي يبثها الشيعة ذاتهم لم تثبت أن اعتداءً قد حصل، فلم يتضح فيها إلا هتافات وشعارات طائفية تدل على الممارسات المرفوضة من قبل النظم السعودية العائدة إلى الشريعة الإسلامية، والتي تتناول هتافات مثل "لبيك يا حسين" (أما الروايات الأخرى فتتناول تبرك بالقبور وطواف حولها وما إلى ذلك مما تأباه الشريعة الغراء). لكن بعيداً عن مناقشة المسألة شرعياً؛ فالدلالة هنا، أن الإعلام الشيعي بدا موحداً ومصطفاً خلف الملالي وبكل اندفاع وانتظام وحماسة، لتأييد تلك الرواية التي راجت دون أن تكون "عاقلة" فضلاً عن أن تكون صادقة!! ونلحظ أن الآلة الإعلامية الشيعية عجزت تماماً عن تصوير أي صورة تدين خصومها المسلمين أو تلتقط أي صورة لتجاوز أمني أو اعتداء بأي أداة على الرغم من أن بعض الصور التي وفرتها الوكالات الشيعية تصور بعض أفراد الطائفة في حالة تأهب، مع أن هذه الآلة وفرت كثيراً من الصور والمقاطع المرئية، وبوسع الباحثين مراجعة ذلك على كل حال. الزاوية الرابعة: الدعم الهائل الذي لاقته الطائفة في الداخل السعودي والخارج المحيط، ويكفي التجول لوقت قصير بين المواقع الشيعية لنلتقط هذه المعاني والعناوين؛ فقد صدر بيان منسوب لمن دعوا أنفسهم بعلماء القطيف والأحساء اعتبر أن "سكوت الدولة المريب" سيفضي إلى إدخال "الوطن في دوامة العنف والعنف المضاد"، وهو معنى يحمل تهديداً واضحاً بمزيد من الفوضى في تلك الأماكن ذات الاعتبار الديني الخاص والتي يربأ بها المسلمون عن جعلها ساحة لتصفية الحسابات السياسية أو جعلها عرضة لتمرير صفقة مع الولايات المتحدة أو غيرها. داخلياً كذلك، دعا حسن النمر أحد القيادات الدينية الشيعية إلى "الإقرار بالتعددية المذهبية"، متهماً من أسماهم بالحرس القديم في الدولة السعودية بافتعال هذه الأحداث، واصفاً الطرف الآخر (الذي لم يكن إلا هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) بالسفهاء و"التيار الذي قام بأحداث البقيع بأنه هو نفس التيار الذي أحدث الجرائم في العراق وأفغانستان و11 سبتمبر وما أحدث في كل مواضع هذه الأمة التي تعرضت للأذى."، وداخلياً أيضاً، تحدث حسن الصفار كزعيم شيعي يفرض إملاءاته على الدولة متبنياً وجهة نظر الفوضويين، متخذاً من الحادثة ذريعة لتحقيق مكاسب سياسية لطائفته. أما خارجياً؛ فالمرجع الشيعي صادق الحسيني الشيرازي في مدينة قم التي يقدسها الشيعة في إيران أدان "التكفيريين" المسؤولين عن الأحداث الذين يحاولون "فرض معتقدات التكفيريين على أتباع المذاهب وخاصة أتباع أهل البيت عليهم السلام" ، والمرجع محمد تقي المدرسي في مدينة كربلاء التي يقدسها الشيعة في العراق طالب السلطات السعودية "بتحقيق سريع في تلك الاعتداءات الطائفية و إدانة الجهات التكفيرية المارقة عن الدين وإجراء القصاص فيمن ثبت إدانته منهم"، وفي لبنان دعا مرجعها الشيعي الأعلى محمد حسين فضل الله إلى "معاقبة أفراد الشرطة السعودية (الذين اعتدوا على زوار البقيع)"، بحسب الوقت البحرينية 1 مارس الحالي. وما يسمى بمجلس الثقافة والإعلام الإسلامي في لندن (شيعي) وصف الهيئة بـ"الميليشيا الطائفية"، واعتبر "هذه الهيئة مصدرا من مصادر تفريخ الإرهاب في العالم."، وطالب "المنظمات الدولية والمؤسسات الحقوقية بممارسة الضغط على الحكومة السعودية لوقف هذه الميلشيا من الاعتداء على المواطنين"!! هل هو إذن استغلال لموقف طارئ قد حدث على غير ما تقدير من الطائفة الشيعية؟! إنه أبعد الاحتمالات توقعاً بطبيعة الحال، تعويلاً على ما تقدم، وردود الأفعال المصاحبة، التي تجعلنا نتساءل: أكانت المراجع على أهبة الاستعداد للحديث عن الحاجة إلى التمثيل في هيئة كبار العلماء، وحقوق مدعاة في نشر البدع في الأماكن المقدسة وحول قبور الصحابة رضوان الله عليهم الذين هم ليسوا موضع تقدير شيعي بالأساس؟ أكانوا بانتظارها للحديث عن نسبة وهمية تصل إلى 30% من سكان السعودية وعن وجود النفط في أماكن شيعية مثلما رافقت الوكالة الشيعية تقاريرها بالحديث عنها؟! أكانوا بانتظار الحادثة لكي يتحدثوا عن تمثيلهم وحقوقهم ورغبتهم في إلغاء الهيئة؟! أكانوا كذلك، أم أنهم لهم يدٌ فيما حدث من فوضى وشغب في توقيت لا يخلو من ذكاء وظرف لا يفتقر إلى فرصة؟! إنها لحظة ضعف للعرب ولنظامهم الرسمي، وهاهنا حانت اللحظة الإيرانية.. و"لبيك يا حسين"!!

 

روابط ذات صلة :




سجل تعليقك