French | English | Thai (ภาษาไทย) | Shqipe | Türkçe | Indonesian | Tagalog | اردو | عربي | فارسي
 
 
القائمة البريدية
أدخل بريدك الإلكتروني من أجل الاشتراك معنا في القائمة البريدية
عداد الزوار
المتواجدون الآن على الموقع الرئيسي :

( 22784 )



















السنة
    أرسل لصديق

إغلاق النافذة

المقالات --> المادة المختارة

بشار والسلفيون

 

أضيفت في: 29 - 10 - 2008

عدد الزيارات: 1040

المصدر: المختصر

 (الانتساب إلى التيار السلفي هو شرف كبير ومدعاة فخر)

هذا ما أعلنه الشيخ داعي الإسلام الشهال مؤسس التيار السلفي في لبنان في مؤتمر صحفي عقده في طرابلس الشهر الماضي، وأضاف الشهال: الدعوة السلفية ناصعة مشرقة، وما يزعج أعداءنا هو بعدنا عن التطرف، فنحن لطالما دعونا إلى الحوار ونبذ العنف ونزع الفتائل التي تؤسس لفتن وحروب مذهبية، وما يوتر الموتورين والحاقدين هو عدم وجود أي هفوات يستطيعون النفاذ منها.

ويأتي دور مفتي لبنان... فقد استنكر  المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى خلال اجتماع عقد برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني بشدة محاولات التشهير والتخويف والاستهداف للطائفة الإسلامية السنية في مختلف المناطق اللبنانية وخصوصًا في طرابلس والشمال ومرجعياتها ومسئوليها ومحاولة إلصاق تهمة الإرهاب بهذه الطائفة، تنفيذًا لتوجهات معروفة، ونوه بترفع هذه المرجعيات والمسئولين وعدم انجرارهم إلى السجال العقيم، منعًا لأصحاب هذه الحملات من تحقيق أهدافهم المشبوهة.

وتأتي تصريحات الشهال المدعومة من مفتي لبنان وهو أعلى مرجعية سنية في لبنان في إطار الرد على تصريحات مضادة للرئيس السوري بشار الأسد الذي أعلن في بداية القمة الرباعية التي جمعته مع أمير قطر وكل من الرئيسين الفرنسي والتركي في الشهر الماضي إن الموقف في لبنان مازال هشًا، وأنه قلق مما يحدث في طرابلس بشمال لبنان. واستطرد إن أي شيء إيجابي تحقق في لبنان سيصبح بلا قيمة دون حل للتطرف والقوى السلفية التي تتحرك في لبنان قائلاً: إن هناك دولاً تدعم هذه القوى رسميًا.

والمعروف عن النظام السوري براعته في استخدام الأوراق السياسية على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، ولذلك يمكن تفسير تصريحات النظام السوري باتجاه السلفية أنها في الواقع عبارة عن محاولة من النظام لتجاوز ثلاث أزمات رئيسة:

الأزمة الأولى: موقعه داخل الإستراتيجية الإسرائيلية والأمريكية، فقد كشفت تقارير صحفية نقلاً عن جهات سياسية واسعة الاطلاع في واشنطن أن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية تشتركان وعلى مستويات إدارية واستخبارية  في عملية تهدف إلى إعادة تقييم شاملة للوضع في سوريا من مدخل جدوى الرهان على نظام الرئيس بشار الأسد. وتُفيد هذه الجهات بأن تقريرًا سيتم وضعه بنتيجة العملية التقييمية ليكون بمثابة توصية تُرفع إلى الرئيس الأمريكي الجديد كان جمهوريًا أم ديمقراطيًا حول الطريقة الواجب التعاطي بها مع النظام السوري، بعيدًا من التجاذبات التي ميّزت الولاية الأخيرة للرئيس الأمريكي جورج بوش؛ حيث برز تباين بين الرؤية الإسرائيلية من جهة وبين القرار الأمريكي من جهة أخرى.

واللافت في المعطيات التي بدأت تتكرس أن القراءة الإسرائيلية تقترب من النظرة الأمريكية المعدّلة بحيث يُجمع الطرفان على أن مبدأ عدم تغيير النظام السوري الحالي هو من الثوابت المشتركة، ولكنهما باتا مقتنعين بأن اعتماده كخيار وحيد من شأنه أن يرتد سلبًا على الولايات المتحدة الأمريكية ويتسبب بكارثة لإسرائيل.

الأزمة الثانية: هي غموض الموقف الداخلي السوري؛ حيث تشير كثير من التقارير الصحفية عن وجود خلافات عميقة بين أركان النظام، كل يستخدم فيها أجهزته الأمنية الواقعة تحت يديه، فهذه التقارير تُفيد بأنّ ما يحصل في الداخل السوري يدعو إلى الريبة، فكل شيء غامض وملتبس. لا يعود هذا الغموض والالتباس إلى نقص في المعطيات، إنما إلى الواقع السوري في ظل نظام الأسد  بحيث لم يعد أحد قادرًا على معرفة حدود الصراع القائم بين الأجهزة السورية المختلفة من جهة وبينها وبين القصر الرئاسي من جهة أخرى، وتاليًا مدى تأثير هذه الفوضى السرية على تفلت الشبكات الجهادية التي سبق للمخابرات السورية أن أسّستها وتمكنت من الإمساك بمصيرها وبوجهة عملها بيد من حديد.

الأزمة الثالثة: مدى قوة روابط العلاقات الإيرانية السورية ومدى تأثرها بالضغوط الغربية الإسرائيلية على النظام لقطع هذه الروابط، وتشير بعض التقارير الصحفية إلى أن المسئولين الإسرائيليين ووسط تأكيد تركي تبلغوا من الأسد بأنه مستعد للانفصال نهائيًا عن إيران في حال تم التوصل إلى تصور مشترك للحل بين دمشق وتل أبيب بضمانة الإدارة الأمريكية  وتثبيتًا لصدقية هذا الوعد أطلق الأسد مواقف أوضح فيها أنه غير معني عسكريًا بأي حرب يمكن أن تشنها الولايات المتحدة الأمريكية ضد إيران أو إسرائيل ضد حزب الله، وعندما دُعي إلى تقديم دليل ميداني وقعت جريمة اغتيال العميد محمد سليمان بعدما جرى تقديمه على أنه صلة الوصل العسكرية بين دمشق وطهران.

فالواضح إذن أن النظام السوري يتعرض لضغوط إسرائيلية وأمريكية ضخمة لتقديم تنازلات في ملفات عديدة، وما عملية الإنزال الأمريكية الجوية على الحدود السورية العراقية إلا مثال واقعي لهذه الضغوط المستمرة والتي تطالبه بقطع روابطه مع إيران لنزع بعض أوراقها التفاوضية في إطار الصفقة الكبرى المزمع عقدها بين المحورين العام القادم، والتي تحاول فيها الولايات المتحدة بتقليص بعض المطالب الإيرانية فيما يتعلق بحدود دورها الإقليمي الكبير التي تريد إيران الاضطلاع به في المنطقة.

ولكن النظام السوري يريد مزيدًا من الجزرة الأمريكية أو على الأقل ضمانات لدور إقليمي ما في لبنان، لذلك يسارع النظام في استخدام أوراقه وهي التلويح باجتياح لبنان واستخدام ورقة الإرهاب لتبرير ذلك الاجتياح عبر السلفيين الذين يعتبرون القوى الفاعلة داخل أهل السنة في لبنان، فتحجيمهم هو تحجيم لدور السنة في لبنان الذين باتوا حجر عثرة في سبيل إتمام المشروع السوري للبنان المطلوب إذن قطع الذراع العسكرية لسنة لبنان وهم السلفيون، ليسهل بعد ذلك قبول السنة لدولة حزب الله  خاصة بعد عدم قبولهم للتوافق مع حزب الله والذي قادته مجموعة صفوان الزعبي أو قل رفضهم للاحتواء الشيعي.

لذلك تأتي مبادرات القيادات اللبنانية للمصالحة وتحجيم القوى السلفية الغير منضبطة لقطع الطريق على العودة السورية إلى لبنان وفي هذا السياق يمكن تفسير حالة التعاطي الواسع للحكومة المصرية مع لبنان وخاصة قوى الموالاة عبر استقبال سمير جعجع ووليد جنبلاط لتتوسط بينهما، وإنهاء الخلافات بينهما على الدوائر الانتخابية، وفي نفس الوقت محاولة إيجاد تفاهم داخل الصف السني باستقبال عمر كرامي والسنيورة، ثم إيفاد نائب رئيس المخابرات المصري إلى بيروت وكل هذه التحركات هي لدعم القوى اللبنانية التي تحاول قطع الطريق على بشار الأسد للعودة مرة أخرى إلى لبنان سواء عن طريق صفقة أمريكية أو استباق للأحداث مستغلاً العجز الأمريكي في نهاية إدارة بوش.


 

 


سجل تعليقك