--> قوات سعودية من "درع الجزيرة" تدخل البحرين طبقاً لاتفاقية الدفاع المشترك بين دول "الخليجي"
قوات سعودية من "درع الجزيرة" تدخل البحرين طبقاً لاتفاقية الدفاع المشترك بين دول "الخليجي"
أضيف في :15 - 3 - 2011
خادم الحرمين يشدد على رفض السعودية أي تدخل في شؤونها الداخلية
المعارضة البحرينية تعتبر دخول أي قوة خارجية إلى المملكة "احتلالاً"
الرياض, المنامة - وكالات: أعلنت السعودية, أمس, أنها تجاوبت مع "طلب البحرين الدعم" في مواجهة تهديد أمنها, وذلك بعد تأكيد مصادر متقاطعة وصول نحو ألف عسكري سعودي من قوات "درع الجزيرة" إلى البحرين للمشاركة في حفظ الأمن وحماية المنشآت الحيوية والحساسة, إثر الاضطرابات والاحتجاجات.
وفي أعقاب جلسة لمجلس الوزراء السعودي برئاسة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز, أعلن وزير الاعلام عبد العزيز خوجة, في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" أن المجلس شدد على ما تضمنه بيان المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من "تأكيد على رفض دول المجلس وشعوبها جملة وتفصيلاً أية محاولات للتدخل الأجنبي في شؤونها وأنها ستواجه بحزم وإصرار كل من تسول له نفسه القيام بإثارة النعرات الطائفية أو بث الفرقة بين أبناء المجلس ودوله أو تهديد أمنه ومصالحه".
وأضاف البيان "ان أي إضرار بأمن دولة من دوله (مجلس التعاون) يعد إضراراً بأمن جميع دوله, وفي هذا الإطار أكد مجلس الوزراء تجاوبه مع طلب البحرين الدعم في هذا الشأن".
وفي مستهل الجلسة, شدد خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز الله على "رفض المملكة لأي تدخل في شؤونها الداخلية يؤثر على مصالح الوطن والمواطنين وأنظمتها القائمة على الكتاب والسنة والهادفة إلى الحفاظ على أمن المجتمع السعودي واستقراره وسلامته من الفرقة والفتن".
وقال: "إن شعب المملكة العربية السعودية منذ توحيد هذه الدولة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ¯ رحمه الله ¯ أثبت في مختلف الظروف والأحداث حكمته ووفاءه وأنه في قمة التلاحم مع قيادته, وبالتالي لا يستغرب عدم انسياقه لمحاولات المغرضين والحاقدين لأنه يدرك الأهداف من وراء تلك الدعوات الباطلة المخالفة لتعاليم الكتاب والسنة", معرباً عن "الشكر والتقدير لشعب المملكة العربية السعودية على تمسكه بدستوره كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى ما يجسده من تلاحم وحرص على ثوابته وقيمه الإسلامية ووحدة وطنه".
وجاء موقف الرياض الرسمي, بعد تأكيد مصدر سعودي مسؤول لوكالة "فرانس برس" أن أكثر من ألف عسكري سعودي من قوات "درع الجزيرة", وهي قوات خليجية مشتركة أسسها مجلس التعاون في العام 1984, دخلت إلى البحرين.
وقال المصدر, طالباً عدم الكشف عن اسمه, ان "أكثر من الف عسكري سعودي من قوات درع الجزيرة الخليجية وصلوا مساء الاحد (اول من امس) الى البحرين", موضحاً أنه بموجب الاتفاقيات ضمن مجلس التعاون الخليجي, فإن "أي قوة خليجية تدخل الى دولة من المجلس تنتقل قيادتها الى الدولة نفسها".
وأشار المصدر الى انه "تمت الدعوة مرارا للحوار من قبل الحكومة البحرينية ولم تتم الاستجابة للدعوة".
من جهته, أكد مصدر سعودي رسمي لوكالة "رويترز" ان "نحو ألف جندي سعودي دخلوا البحرين في الساعات الأولى من الصباح (أمس) عبر الجسر المؤدي الى البحرين", موضحاً "أنهم جزء من قوة مجلس التعاون الخليجي التي ستحرس المنشآت الحكومية".
بدورها, أوضحت مصادر خليجية مطلعة في الرياض لوكالة "د ب أ" أن القوات الخليجية دخلت البحرين طبقاً لاتفاقية الدفاع المشتركة والحفاظ على الأمن في أي دولة خليجية, نافية أن تكون هذه القوات سعودية.
وأضافت إنها "ليست قوات أمن سعودية إنها من دول الخليج الست", مؤكدة أن ذهاب القوات إلى البحرين جاء بناء على طلب من مملكة البحرين, خاصة بعد التظاهرات التي شهدتها المنامة أول من أمس والتي امتدت إلى الجامعات وشهدت عمليات ضرب بالسيوف والآلات الحادة.
وفي البحرين, أفاد شهود أن القوات السعودية توجهت إلى منطقة الرفاع حيث تعيش الأسرة المالكة ويوجد مستشفى عسكري.
واضافوا أنهم رأوا 150 ناقلة جند مدرعة وزهاء 50 مركبة اخرى من بينها عربات اسعاف وصهاريج مياه وحافلات وسيارات جيب.
وفي أول تأكيد رسمي, أكد وزير الإعلام السابق المستشار الحالي في البلاط الملكي البحريني نبيل الحمر, في رسالة على موقع "تويتر", ليل أول من أمس, أن قوات من مجلس التعاون الخليجي بدأت تصل إلى البحرين للمشاركة في حفظ الأمن والنظام في البلاد.
بدوره, أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن في مجلس النواب البحريني عادل المعاودة, في حديث إلى راديو "سوا" الأميركي وصول قوات سعودية إلى البحرين, مشيراً إلى أن قوات أخرى خليجية ستصل لاحقاً في محاولة لتعزيز الأمن.
في المقابل, اعتبرت المعارضة البحرينية أي تدخل عسكري خارجي "احتلالاً سافراً", محذرة من "حرب" ضد المدنيين.
ودعت المعارضة التي تنضوي تحت لوائها سبع جمعيات سياسية أهمها جمعية الوفاق التي تمثل التيار الشيعي الأكبر في البلاد, المجتمع الدولي ومجلس الامن الى "حماية المدنيين" في البحرين من "خطر التدخل العسكري الخارجي".
ووجهت الجمعيات السبع نداء للامين العام للامم المتحدة بان كي مون في بيان مشترك اعتبرت فيه ان "شعب البحرين في خطر حقيقي يتهدده بشن حرب من قبل جيش مسلح ضد المواطنين البحرينيين دون اعلان حالة الحرب", معتبرة "دخول اي مجند او آلية عسكرية الى اقليم مملكة البحرين البري والجوي والبحري احتلالاً سافراً لمملكة البحرين وتآمراً على شعب البحرين الاعزل ويخالف الاتفاقيات والاعراف الدولية في السلم والحرب".
ودعت الجمعيات "الاسرة الدولية لتحمل مسؤولية السلام والامن الدوليين وذلك بصورة سريعة لحماية شعب البحرين من خطر التدخل العسكري الخارجي واتخاذ ما يلزم لحماية المدنيين بدعوة مجلس الامن للانعقاد لهذا الموضوع بصورة عاجلة".
وبدت الحياة شبه متوقفة في البحرين, أمس, حيث أغلقت غالبية المدارس والشركات والمصانع تلبية لدعوة الاضراب العام, فيما يسود توتر أمني وطائفي في المملكة غداة مواجهات قوية بين المتظاهرين وقوات الأمن دوار اللؤلؤة بوسط المنامة وبالقرب من مرفأ البحرين المالي, إضافة إلى صدامات في جامعة البحرين.
يذكر أن قوات درع الجزيرة هي قوات عسكرية مشتركة تأسست العام 1986 من السعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين وعمان, وبدأت بخمسة آلاف جندي وتجاوزت الآن الثلاثين ألفاً من الضباط والجنود بينهم نحو 21 ألف مقاتل, ويقيمون في حفر الباطن بالقرب من الحدود الكويتية - السعودية.
وتضطلع قوات "درع الجزيرة" بمهمة حماية أمن الدول الأعضاء في مجلس التعاون من أي عدوان خارجي لأي من هذه الدول.
السياسة