مصر تحتج لدى مدير مكتب رعاية المصالح الإيرانية على تجاوزات مسئوليها

مفكرة الإسلام: استدعى السفير محمد الزرقاني مساعد وزير الخارجية المصرية للشئون الآسيوية رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة السفير حسين رجبي، وأبلغه احتجاج مصر البالغ على تصريحات المسئولين الإيرانيين المتكررة ضد مصر.
وقال الزرقاني إنه واجه رجبي بملف تضمن تجاوزات المسئولين الإيرانيين تجاه مصر، ومنها تصريحات على لاريجانى رئيس البرلمان الإيراني بأن "كشف مصر مؤامرة "حزب الله" الشيعي اللبناني الأخيرة سيناريو سخيف ومتخلف".
وأضاف أنه واجه المسئول الإيراني أيضا بتصريحات وزير خارجية إيران منوشهر متقى بأن "الافتراءات والتهم المنسوبة من الحكومة المصرية للمقاومة اللبنانية وقائدها أصبحت بالية وقديمة".
وأشار الدبلوماسي المصري إلى تصريحات مشابهة تناقلتها الصحف الإيرانية، مثل "جمهوري إسلامي" و"كيهان"، وكذلك ما أوردته وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء من أن " الحكومة المصرية ضغطت على شيخ الأزهر لإصدار فتوى ضد الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، وأن رجال الموساد "الإسرائيلي" هم من يتولوا التحقيق مع الضالعين في الأحداث الأخيرة".
وصرح الزرقانى، وفق ما أوردته صحيفة "اليوم السابع"، بأنه أبلغ رجبي بأن المبدأ المصري الثابت في علاقاتها الخارجية هو عدم التدخل في الشئون الداخلية لأية دولة، وبالتالي فنحن لا نقبل التدخل في شوئننا الداخلية.
وأكد أنه نقل للمسئول الإيراني تحذير شديد اللهجة بأن مصر لن تقبل بأي حال من الأحوال مثل هذه التصريحات والأقوال العدائية ضد مصر، "ولا يمكن أن نقف ساكتين أو مكتوفي الأيدي أمام ذلك". وأشار إلى أن المسئول الإيرانى وعد بنقل هذه الرسالة إلى الحكومة الإيرانية في طهران.
تأخر رد الفعل المصري:
وعن سبب تأخر رد الفعل المصري على هذه التصريحات الإيرانية، قال الزرقانى: إننا انتظرنا حتى يتضح الخط الإيراني العام، مشيرا إلى أننا في مصر لاحظنا أن الخط العام الرسمي والإعلامي يسير في اتجاه واحد وهو تكريس محاولة التدخل في الشأن الداخلي المصري وترويج افتراءات.
وعلى صعيدٍ آخر، قال وزير الخارجية المصري، في وقت سابق، إن "تواجد إيران في صورة "حزب الله" على شاطىء البحر الأبيض المتوسط رسالة واضحة للعالم الغربي ولـ"إسرائيل" ولمصر ولكل العرب (مفادها) نحن هنا وسنؤثر في مصالحكم".
وأضاف أن "حزب الله" كشف منذ أعوام عدة عن وجه تابع بالكامل للسياسات الإيرانية".
واعتبر الوزير المصري أن إيران تهدف إلى زيادة قدرة تأثيرها "في اتجاه الإقليم العربي والخليج وأيضا في اتجاه أفغانستان، أي أن تقول نحن الثورة وحان الوقت كي ننطلق في الثورة الدائمة التي تعطلت ثلاثين عامًا".
وفي تصريح سابق له قال أبو الغيط إن "من ينتقدون الدور المصري داخل مصر وخارجها، هم أفراد يعبرون عن اتجاهات راغبة في أن تنضم مصر إلى الأجندة الإيرانية وتحقيق أهداف ثورية"، في إشارة إلى نصر الله.
وأضاف أبو الغيط "إن الثورات لا تستمر إلى الأبد والثورة التي تظن أنها باقية أبدًا، تسقط".
إيران تستخدم أوراق اللعب الإقليمية:
وكان أبو الغيط قد صرح بأن مصر ترى أن إيران تستخدم الكثير من أوراق اللعب الإقليمية السياسية والدبلوماسية بغض النظر عن المصالح العربية، وأن هذه الكروت السياسية التي تمسك بها إيران لا تمسك بها رغبة في الدفاع عن مصالح عربية ولكنها تمسك بها رغبة في الدفاع عن مصالح إيرانية.
وتدعم إيران ميليشيا حزب الله في لبنان, وبعد الغزو الأمريكي للعراق بات لها نفوذ قوي ببغداد.
وأردف أبو الغيط قائلًا: قد يكون هذا حق إيران, ولكن حق مصر أن تدافع عن القضايا العربية أيضًا. وأضاف "إيران في فورة وتتصور أنها قادرة على التأثير على الإقليم..ولعلهم قادرونع لى التأثير على الإقليم..لكننا دائمًا ما نقول فليكن التأثير على الإقليم تأثيرًا إيجابيًا".
وذكر أبو الغيط أن إيران تسعى لتكتسب نفوذًا يمكنها من المساومة بسبب نزاعها مع الولايات المتحدة وأوروبا وان المنطقة الوحيدة التي يمكن أن تكتسب نفوذًا فيها هي العالم العربي.