French | English | Thai (ภาษาไทย) | Shqipe | Türkçe | Indonesian | Tagalog | اردو | عربي | فارسي
 
 
القائمة البريدية
أدخل بريدك الإلكتروني من أجل الاشتراك معنا في القائمة البريدية
عداد الزوار
المتواجدون الآن على الموقع الرئيسي :

( 15002 )



















صفحة الأخبار --> في بغداد.. عمر صار عماراً ولم يسلم من القتل
    أرسل لصديق

إغلاق النافذة

في بغداد.. عمر صار عماراً ولم يسلم من القتل

أضيف في :28 - 4 - 2015


اعتقد أن تغيير اسمه سينجيه من الموت، إلا أن جثته التي عثر عليها في منطقة "الدورة" جنوب بغداد، تؤكد أن قاتليه لم يصدقوا كذبة الاسم الجديد، فقد تعرض للتعذيب قبل أن تستقر خمس رصاصات في رأسه واثنتين في صدره؛ تلك ببساطة قصة "عمر" سابقاً، "عمار" حالياً.

هذه القصة ليس بالقصة الجديدة على بغداد ما بعد 2003، فمنذ أن دخلت المليشيات على خط الصراع، وهي تتصيد أصحاب هذه الأسماء، ومعهم بكر وعثمان ومروان وسفيان، وهي أسماء لها دلالتها عند طالبيها، فهي تشير من وجهة نظرهم إلى مغتصبي حق الخلافة التي كانت من نصيب علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه)، في رواية تاريخية لم تجد لها نصيباً من الدقة، سوى عند الشيعة الاثني عشرية.

يقول الرائد إبراهيم الساعدي، من دائرة هوية الأحوال المدنية في بغداد: إنه ومنذ يونيو/ حزيران من العام الماضي، عند سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على الموصل، استقبلت الدائرة الآلاف من طلبات تغيير الأسماء، ومعها أيضاً الألقاب.

ويضيف في حديث لـ"الخليج أونلاين": "ليست هناك إحصاءات دقيقة بهذا الخصوص، ولكن الأكيد أننا تلقينا الآلاف من طلبات تغيير الأسماء، أغلبها من عمر إلى عمار، وكانت الإجراءات تتم بسلاسة، فلقد أصدرت الحكومة تعميماً على كافة دوائر الجنسية في العراق بتسهيل إجراءات تغيير الأسماء وأيضاً تسهيل طلبات تغيير الألقاب".

ويتابع الساعدي: "ندرك خطورة ما يتعرض له البعض من مخاطر بسبب أسمائهم، وبالتالي فإن من واجبنا مساعدتهم، فإجراءات تغيير الاسم لا تأخذ وقتاً طويلاً، يمكن خلال ثلاثة أيام أن يتم تغيير الاسم، أهم شيء نحتاجه صورة الإعلان بالجريدة".

الصحف العراقية، وتحديداً صحيفة الصباح الحكومية، تضج يومياً بإعلانات تغيير الأسماء، أمر بات لافتاً خلال الأشهر القليلة الماضية، ولم يتوقف الأمر عند موضوع الأسماء وإنما امتد إلى الألقاب، وهو أكثر تعقيداً، غير أن البعض يعتقد أنه مضطر خشية على حياته.

مصادر إعلامية عراقية تحدثت عن ثلاثة آلاف طلب تغيير اسم ترد يومياً إلى دوائر الجنسية والأحوال المدنية في بغداد، وأكدت أن الأمر لا يتعلق بأسماء صحابة يجد فيها قادة الموت ببغداد أسماء تستحق القتل، وإنما أسماء تحمل دلالات مرحلة معينة من تاريخ العراق أيضاً، فصدام، أحد الأسماء التي انتشرت في العراق خلال حقبة النظام السابق، بات هو الآخر اسماً مطلوباً يستحق صاحبه القتل.

يقول طلال الملحمي: إنه طلب تبديل لقبه، من الدليمي إلى الملحمي، لأنه بات يخشى على حياته كثيراً بسبب هذا اللقب.

ويضيف لـ"الخليج أونلاين": "أنا أسكن وأعيش في بغداد، عمري اليوم 35 عاماً، المشكلة الأكبر التي تواجهني هي لقبي، دليمي، فالمليشيات الشيعية تتحين الفرصة لخطف أو اعتقال أي دليمي في بغداد، فلم أجد أمام ذلك سوى تغيير اللقب".

ويتابع: "اخترت أن أطلق على نفسي لقب الملحمي، وهو اسم الفخذ الذي أنتمي إليه ضمن عشيرة الدليم، وبذلك أتخلص من الشعور بالخوف الذي ينتابني كلما مررت بسيطرة حكومية أو ملشياوية".

طلال الملحمي حالياً، والدليمي سابقاً، يقول: لا شيء يمكن أن يشعر السني بالاطمئنان في بغداد، "ستبقى تعيش حالة رعب وخوف، إنهم يدققون بكل شيء، يسألوني ما هذا اللقب الغريب، فأبدأ أختلق لهم قصصاً يمكن أن تصيب ويمكن أن تخيب، ولكن ماذا عساني أن أفعل؟".

عائشة وحفصة، أسماء نسوية، باتت هي الأخرى مطلوبة للقتل، وعليه كان الحل لدى حاملاتها هو تغييرها، فعائشة تحولت إلى فاطمة وحفصة صارت زينب، بحثاً عن الخلاص.

عمر، ابن بغداد، لم يشفع له تغيير اسمه إلى عمار الخلاص من جرائم المليشيات، فقبل أيام وعند نقطة تفتيش في منطقة "أبو دشير" قرب الدورة، اختفى كما تقول عائلته، وما هي إلا أيام قلائل حتى عثر على جثته جنوب بغداد وعليها آثار تعذيب.

العائلة تعتقد أن اللقب كان يجب أن يتغير أيضاً، "غيّر الاسم وأبقى على اللقب؛ الهيتي".