French | English | Thai (ภาษาไทย) | Shqipe | Türkçe | Indonesian | Tagalog | اردو | عربي | فارسي
 
 
القائمة البريدية
أدخل بريدك الإلكتروني من أجل الاشتراك معنا في القائمة البريدية
عداد الزوار
المتواجدون الآن على الموقع الرئيسي :

( 11403 )



















صفحة الأخبار --> عنصر من ميليشيا الدفاع الوطني: ارتكبنا كل الفظائع أمام تصفيق قادتنا
    أرسل لصديق

إغلاق النافذة

عنصر من ميليشيا الدفاع الوطني: ارتكبنا كل الفظائع أمام تصفيق قادتنا

أضيف في :11 - 2 - 2015
التقت صحيفة "القدس العربي" مع أحد عناصر ما يسمى بـ"ميليشيا الدفاع الوطني" والتي شكلها نظام الأسد في سورية لمساندته في قمع المدنيين والمعارضين لحكمه والذين انتفضوا عليه منذ منتصف مارس /آذار 2011.

ويقول سهيل وهو اسم ذلك العنصر في حديث خاص للصحيفة: "قبل بدء الأحداث في سورية كنت صاحب حرفةٍ، وكان عملي دهّاناً، وفي تصميم ديكورات المنازل، وذلك قبل أن أندفع مع شبّان قريتي للانضمام إلى ميليشـيا الدفاع الوطني"، مبيناً أن الكثير من الوعود الطنّانة كانت تغريهم "كمن أتى ليخلّصك حتّى من عبء العمل، لينقلك لحياة الرفاهيّة، فجائزة من سيدافع عن الوطن كبيرة جداً، ظننا حينها أننا فعلاً نقوم بعملٍ بطولي".

ويتابع سهيل: "ما إن بدأت أولى مهامنا حتّى بدأنا نشعر أن ما نقوم به هو محض تدمير"، مستدركاً: "لم يبق شيء من الفظائع إلا وارتكبناه، كان الحقد هو ما يقودنا، وما كان من قادتنا القذرين سوى التصفيق لنا وتشجيعنا، ومن ثم بدأنا أعمال السرقة، فقد سرقنا كل شيء، كل ما يخطر في بالك وحتّى ذاك الذي لا يخطر في بال إبليس، لم نكن نترك خلفنا سوى الجدران العارية".

ويضيف "لا يجرؤ أحد على الإفصاح عن هذا، فلا زوجتك تغفر لك إن سرقت أو إن أطعمت أولادك دم أخوتك، كنا نظنهم طائفيين، وإرهابيين، لقد كانوا أناساً طيبين، لم نستطع الإكمال حتّى بعد الضغط والوعيد، هل تدري؟ لقد سجنوا أحد الذين كانوا في مجموعتي لأنّه ترك القتال، جلبوه من بيته مقيّداً، لكنّه رفض معاودة القتال رغم هذا، ورحنا نترك الواحد تلو الآخر".

يذكر أن النظام قام بتشكيل هذه الميليشيات من أهالي المناطق الموالية له، وأطلق يدها في سورية دون محاسبة، ووفقاً لصحيفة "واشنطن بوست" و"وول ستريت جورنال" أن هذه القوات التي شُكّلت في يناير/ كانون الثاني 2012 لعبت دوراً حاسماً في مساندة النظام في حربه منذ صيف 2012، وتفيد التقارير أن القوة كان قوامها 60 ألف مقاتل ومقاتلة اعتباراً من يونيو/حزيران 2013 وارتفعت إلى 100 ألف في أغسطس/آب 2013.

وعدا عن الراتب المغري الذي يقدمه النظام لمنتسبي هذه القوات، فإن أحد أهم الأسباب في جذب الشباب إليها هو حساب "فترة خدمة الفرد المتطوع في الدفاع الوطني من فترة خدمته الإلزامية في الجيش"، بالإضافة إلى أن أي فرد يستطيع التطوع في ميليشيا "الدفاع الوطني" حتى لو لم يكن يحمل أدنى شهادة دراسية.
من القتل إلى القطع

وتبيّن صحيفة "القدس العربي" أن سهيل بعد أن ترك ميليشيا "الدفاع الوطني"، وتوقف عن القتال هرب إلى بلدته الجبلية، وراح يعمل بمهنة تصنيع الفحم من الأشجار التي يقوم بقطعها من الحراج المحيطة ببلدته. ويقول: "ومن ثم ماذا سنفعل، الغلاء يأكل أجساد أطفالنا، وعيون زوجاتنا تغوص في وجهها، ما كان لي أنا وكل هؤلاء الذين يعملون هنا في أقصى البراري سوى الفحم، فهو مصدر الدخل الوحيد والمتاح، وليس لنا سوى هذه البراري السحيقة، لنقتات منها حتّى تنفرج أحوالنا".

وحول عدد الذين يعملون في تصنيع الفحم، يبين سهيل أن "كل الذين كانوا في الدفاع الوطني، كانوا بلا وظيفة قبل الأحداث والآن أيضاً بلا عمل، ولا سبيل لعملهم سوى الفحم".

وفيما يخص موقف الشرطة الحراجيّة من عملهم، يجيب: "كانت ستحصل هنا مجزرة، فهؤلاء يريدون منعنا من العمل، لكن ماذا تطعم أولادك، هل يبقى سوى الموت، فليكن الموت على كومة حطب أهون من الموت جوعاً، وهم تراجعوا بعد أن أحسّوا أن الأمر يتعدّى مخالفة قانون حراجي ليصل لحد مسألة الحياة أو الموت".

ويباع كيلو الفحم بـ 60 ليرة وهو المادة الوحيدة في السوق السوريّة التي تشهد انخفاضاً في الأسعار، إضافةً لكونها ربما المادة الوحيدة التي يتم تهريبها للخارج، كفائض عن السوق المحلي المفتقر لمصادر الطاقة.

وكانت صحيفة "البعث" الناطقة باسم نظام بشار الأسد ذكرت أن مساحات كبيرة من الغابات الحراجية في سورية تعرضت "لإعدامات جماعية" حيث تحول "قانون الحراج وتعليماته التنفيذية إلى مطيّة للتعديات والمخالفات من قبل المخربين والمعتدين على الثروة الحراجية".

وذكرت الصحيفة أن المخالفات من قطع وتشويه وتفحيم للثروة الحراجية "وصل عددها حتى الشهر العاشر من العام الماضي إلى أكثر من 1450 مخالفة منها 464 في طرطوس و298 في اللاذقية و211 في الغاب وغيرها في باقي المحافظات".

ويقول خبراء إن الخشية الآن من فقدان سورية لمخزونها الحراجي حيث تم قطع أشجار معمرة من الصعب تعويضها، دون أن يكون هناك أي جهة رقابية تحمي البيئة.
المصدر:
القدس العربي ـ السورية نت