ما علاقة حزب الله اللبناني بالخميني؟ ومن هو الخميني وما هي عقيدته؟

علاقة حزب الله بالخميني هي علاقة الروح بالجسد، فقد اتخذ حزب الله اللبناني من الخميني أسوة للسير على منهجه واتّباع طريقته في نشر التشيع وتصديره للعالم الإسلامي.

ويُعدّ الخميني المرشدَ الروحي والسياسي لتحرّكات الحزب وأعماله، وكلّف مجموعة من المسؤولين الإيرانيين بأن يطلعوه دائماً على تحرّكات العمل الشيعي في لبنان، وكلف مجلس الدفاع الأعلى[1] بمباشرة توجيه «حزب الله» ونقل أوامره وتوجيهاته - أي الخميني- إلى الحزب، ويتمّ تعيين قادة هذا الحزب مِن قبل الخميني[2].

وقد نشر موقع إيراني على الإنترنت نص الوكالة الشرعية النادرة التي كان الإمام الخميني الهالك منحها بصفته مرجعاً دينياً، لحسن نصر الله ليصبح وكيلاً عنه في لبنان، في المسائل الشرعية وجباية الحقوق الشرعية وصرفها في مواردها.

وقال موقع «بازتاب» الذي يصدره القائد العام السابق للحرس الثوري محسن رضائي: أن الخميني استقبل عام 1981 نصر الله عندما كان شاباً يافعاً عمره 21 عاماً، وبرفقته مجموعة من قياديي حركة أمل، وذلك في حسينية جماران شمال طهران.

وذكر الموقع أن الإمام الخميني أبلغ حسن نصر الله ومن معه بأنهم سيكونون قادرين إذا أرادوا، على إذلال القوى الكبرى في لبنان.

وفي ذلك الاجتماع، نقل الموقع أن الإمام الخميني منح نصر الله إجازة شرعية لتلقي أموال الخُمس والزكاة والكفارات والتصرف بالأمور الحسبية والشرعية حسبما يراه مناسباً في ترويح الشريعة المقدسة، وهو أمر لم يكن مألوفاً عن الخميني الذي كان يحتاط كثيراً في منح الإجازات لعلماء الدين الشيعة، وهذا ما يشير إلى ثقته البالغة بنصر الله..

وستجد في ملحقات الكتاب، النص العربي للإجازة والوكالة وتأريخها بالتقويم الهجري الشمسي الذي يستخدمه الإيرانيون حيث خاطب الإمام الخميني المعمم الشاب بــ: حجة الإسلام الحاج سيد حسن نصر الله، وهو لقب يدلّ على مكانة دينية رفيعة وتحصيل علمي كبير في الحوزة العلمية الشيعية.

وبعد هلاك الخميني أصبح مرشد الثورة الإيرانية: علي الخامنئي، هو الوليُّ الفقيه، الذي يرجع إليه «حزب الله» دينياً وسياسيّاً.

وقد عيّن مرشد الثورة الإيرانية الحالي: علي الخامنئي كُلًّا من الشيخ محمد يزبك - العضو في حزب الله -، والسيد حسن نصر الله (وكيلين شرعيين) عنه في لبنان في الأمور الحسبية والشرعية فيستلمان عنه الحقوق ويصرفانها في مصالح الشيعة ويعيّنان الوكلاء من قِبلهما[3].

أما الخميني[4] فهو مؤسس فكرة (ولاية الفقيه) بحيث أن الفقيه المعتبر عندهم له الحق في القيام بما يقوم به الإمام الغائب في كل شيء عدا الجهاد الأكبر، علماً أن هذه الفكرة ليس لها أي مستند نصّي في دين الرافضة.

والخميني رافضي إمامي اثنا عشري يقول بتفضيل أئمة الشيعة على الأنبياء والرسل فهو القائل: «فإن للإمام مقاماً محموداً، ودرجة سامية، وخلافة تكوينية، تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون، وإن من ضروريات مذهبنا: أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرّب ولا نبي مرسل»[5].

والخميني يقول بوحدة الوجود فيقول: «لنا مع الله حالات هو نحن، ونحن هو، وهو هو، ونحن نحن»[6].

والخميني يعترض على قدر الله ويتبرأ من ربه جل وعلا، لأنه شاء بحكمته سبحانه أن يحكم عثمان ومعاوية ويزيد، فهذا الرب الذي شاء هذا الأمر - الخميني- يتبرأ منه ولا يريده والعياذ بالله فيقول: «نحن نعبد إلهاً نعرف أن أعماله ترتكز على أساس العقل ولا يعمل عملاً يخالف العقل، لا إلهاً يبني بناء شامخاً من التأله والعدالة والتدين، ثم يخربه بيده ويعطي الإمارة ليزيد ومعاوية وعثمان وأمثالهم من المهاجمين، ولا يحدد المطلوب من الناس بعد النبي إلى الأبد حتى لا يساعد في تأسيس بناء الظلم والجور»[7].

والخميني يعتقد أن صحائف الأعمال تعرض على مهدي الشيعة فيقول: «إن صحائف أعمالنا تعرض على الإمام صاحب الزمان (سلام الله عليه) مرتين في الأسبوع حسب الرواية»[8].

والخميني اتّهم النبي صلى الله عليه و سلم بأنه «لم يوفق في دعوته»!! فقال: «فكل نبي من الأنبياء إنما جاء لإقامة العدل وكان هدفه هو تطبيقه في العالم لكنه لم ينجح، وحتى خاتم الأنبياء صلى الله عليه و سلم الذي كان قد جاء لإصلاح البشر وتهذيبهم وتطبيق العدالة فإنه هو أيضاً لم يوفَّق، وإن من سينجح بكل معنى الكلمة ويطبق العدالة في جميع أرجاء العالم هو المهدي المنتظر»[9].

والخميني يطعن في خلفاء النبي صلى الله عليه و سلم فيتهم أبا بكر الصديق وعمر الفاروق رضي الله عنهما بأنهما قد خالفا القرآن وأن الناس كانت تقبل منهم ذلك، أي أن الخميني قد كفر وضلَّل جميع الصحابة رضوان الله عليهم لأنهم قبلوا تلك المخالفات التي يدَّعيها، ونسي الخميني أن من جملة أولئك الناس (آل البيت) رضي الله عنهم!![10].

والخميني يطعن في أهل السُّنة ويسمِّيهم: نواصب[11] ويحكم بنجاستهم ويستبيح أموالهم، فيقول: «والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم، وتعلق الخمس به، بل الظاهر جواز أخذ ماله أين وجد وبأي نحو كان ووجوب إخراج خمسه»[12]، ويقول أيضاً: «وأما النواصب والخوارج لعنهما الله تعالى فهما نجسان من غير توقف»[13].

وطامات الخميني كثيرة جداً، وللمزيد راجع كتاب (الخميني والوجه الآخر) للدكتور زيد العيص وغيرها من الرسائل، أو زيارة موقع حقيقة الخميني على الإنترنت .(http://www.khomainy.com).

 

1) المجلس الأعلى للدفاع يضم: علي الخامنئي، وعلي أكبر هاشمي رفسنجاني، ومحسن وفائي. وهؤلاء يتنابون في مهمة الإشراف على الحزب وأعماله.

2) مجلة الشراع، ملف عن حزب الله، 17/3/1986 م، ص 19. [نقلاً عن أمل وحزب الله، لتوفيق المديني، ص 140 - 141].

3) جريدة السفير 18/5/1995 م.

4) لقد ناصره بعض أهل السنة في بداية ثورته منخدعين بشعاراته الزائفة التي كان يطلقها في المنفى، وعندما قامت دولته أعلن الحرب على أهل السنة في إيران، وقتل كثيراً من علمائهم، ومن أبرزهم (أحمد مفتي زاده) الذي طالب ببناء مسجد لأهل السنة في طهران، فأدخله السجن حتى مات، علماً أن طهران هي العاصمة الوحيدة في العالم التي لا يوجد فيها مسجد لأهل السنة، وفي المقابل هناك بِيع لليهود، وكنائس للنصارى، ومعابد للمجوس الزرادتشية.

  ثم إن الخميني الذي يُطلق على أمريكا في خطاباته: (الشيطان الأكبر)، قد تورّطت حكومته في فضيحة شراء أسلحة من أمريكا إبّان الحرب العراقية الإيرانية وهي ما يطلق عليها (إيران جيت) في عهد الرئيس الأمريكي ريغان.

  وكذلك نشرت صحيفة (الصنداي تايمز - 26/7/1981 م) خريطة تحرك الطائرة الأرجنتينية التي نقلت الأسلحة من إسرائيل إلى إيران، كما أنّ جامعة الدول العربية قد أدانت في قراراتها الصادرة عنها هذا التعاون التسليحي بين إيران وإسرائيل، وأن هذا التعاون، وتهديد إيران لدول الخليج والدول العربية، يكشف زيف ادعاءات النظام الإيراني في تحرير القدس.

  انظر: قرارات جامعة الدول العربية (ق 4715 - د.ع 88 - ج 3 - 22/9/1987 م.

  وللمزيد حول العلاقات الإسرائيلية الإيرانية، وصفقات الأسلحة التي تمّت بينهم، راجع كتاب الشيخ محمد مال الله (موقف الشيعة من أهل السنة) ص 126 وما بعدها. وأيضاً: التعاون التسليحي الإيراني الصهيوني عرض وتحليل، من إعداد: منسي سلامة وحافظ عبدالإلـه.

5) انظر كتابه «الحكومة الإسلامية» - طبعة مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني - الطبعة الرابعة - ص 75.

6) انظر كتابه «شرح دعاء السحر» ص 103.

7) انظر كتابه «كشف الأسرار» ص 116.

8) انظر كتاب «المعاد في نظر الإمام الخميني» ص 368.

9) انظر كتاب «مختارات من أحاديث وخطابات الإمام الخميني» (2/42).

10) انظر كتابه «كشف الأسرار» ص 122.

11) النواصب هم من يعادي أهل البيت - رحمهم الله -، ولكنّ الشيعة يُطلقون وصف «الناصبي» على كلِّ من كان من أهل السنة، وقد اعترف بذلك شيخهم: حسين الدرازي في كتابه «المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية» ص 147 ، فقال:

  (بل أخبارهم عليهم السلام تنادي بأن الناصب هو ما يقال له عندهم «سنياً»)، ثم قال المؤلف في الصفحة نفسها: (ولا كلام في أن المراد بالناصبة هم أهل التسنن).

  وروى الصدوق في كتاب علل الشرائع بإسناد معتبر عن الصادق قال: (ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لأنك لا تجد رجلا يقول أنا أبغض محمد وآل محمد . لكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا وأنكم من شيعتنا).

12) انظر كتابه «تحرير الوسيلة» (1/318).

13) انظر كتابه «تحرير الوسيلة» (1/107).