بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين واله وصحبه اجمعين
لو أردت الحقيقة وأنت في الدنيا وقبل أن تصل إلى يوم الفصل فتعرفها ، من الثوابت : الكون ثابت والقرآن ثابت وكلام النبي ثابت ، هذا هو الحق . تركت فيكم اثنين ما إن تمسكتم بهما فلن تضلوا بعدي أبداً : كتاب الله وسنة نبيه . وبكل قضية تسمع أحياناً فكرة، وتقرأ مقالة في مجلة ، وتسمع محاضرة ، اِعْرِضْ هذا على كتاب الله ، فأهم عمل تفعله وقبل كل شيء ، وقبل أن تأكل أن تفهم كلام الله ، لأنه هو المقياس ، هو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وهو الكتاب المقرر ، فيه النجاة ، فلذلك عندما يجلس الإنسان في مجلس علم ليفهم كلام الله يقوم بأخطر عمل في حياته ، ولا شيء يعلو على هذا العمل إطلاقاً ، أنت الآن تتعلم كلام الله ، فهو منهجك ، ومقياسك ، فلو أردت الحقيقة تعرفها في الدنيا قبل يوم الفصل ، لو أردتها صادقاً ، لو أردتها مخلصاً ، تعرفها قبل يوم الفصل ، لكن لو ركب الإنسان رأسه وجر الحقائق إلى صالحه ولعب بالأفكار وزور ودجل وحاور لمصلحة يريدها ، هذا يقول له في حسابه يوم الفصل .
إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ(41 )يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (42إِلَّا مَن رَّحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ43
يوم القيامة يأتي كل إنسان ربه فرداً :
الحياة الدنيا مبنية على العلاقات والجماعات والتحزبات والكتل ، هذا من جماعتنا وهذا ضدنا وهذا معنا وهذا ليس معنا وهكذا الحياة الدنيا ، لكن يوم القيامة : يا فاطمة بنت محمد ، يا عباس عم رسول الله ، أنقذا نفسيكما من النار ، أنا لا أغني عنكما من الله شيئاً ، لا يأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم ، من يبطئ به عمله لن يسرع به نسبه :
أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ(19)الزمر
يا محمد ، تنقذ من في النار .