سبق أن قلنا في مقال سابق أن نكير ومنكر على مذهب الإثني عشرية، وذلك استنباطا مما قرأناه في قصة علي بن أبي حمزة البطائني حين توقف عند إمامه جعفر بن موسى فضربوه بأرزبة وألقوا على قبره نارا فهو يلتهب إلى يوم القيامة، وهذه المرة نقدم ملكان وهابيان عكس الأولان، لم يتجاوزا بسؤالهما ما ورد في كتب أهل السنة، وكذلك المجيب لم يتجاوز بجوابه ما ورد في كتب السنة أيضا، ولم يسألاه عن الأئمة لانتمائهما إلى الوهابية.
روى الكليني في كتاب الكافي (3/232) عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، وعدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، والحسن بن علي جميعا، عن أبي جميلة مفضل ابن صالح، عن جابر، عن عبد الأعلى، وعلي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن إبراهيم، عن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: إن ابن آدم إذا كان في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة مثل له ماله وولده وعمله فيلتفت إلى ماله فيقول والله إني كنت عليك لحريصا شحيحا فما لي عندك فيقول خذ مني كفنك فيلتفت إلى ولده فيقول والله إني كنت لكم لمحبا وعليكم لمحاميا فما ذا لي عندكم فيقولون نؤديك إلى حفرتك نواريك فيها قال فيلتفت إلى عمله فيقول والله إني كنت فيك لزاهدا وإن كنت علي لثقيلا فماذا لي عندك فيقول أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربك قال فإن كان لله وليا أتاه أطيب الناس ريحا وأحسنهم منظرا وأحسنهم رياشا فقال أبشر بروح وريحان وجنة نعيم ومقدمك خير مقدم فيقول له: من أنت فيقول: أنا عملك الصالح أرتحل من الدنيا إلى الجنة وأنه ليعرف غاسله ويناشد حامله أن يعجله فإذا أدخل قبره أتاه ملكا القبر يجران أشعارهما ويخدان الأرض بأنيابهما (وعند البعض: ويخدان الأرض بأقدامهما بدلا من: بأنيابهما) أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف فيقولان له: «من ربك وما دينك ومن نبيك» فيقول: «الله ربي وديني الإسلام ونبيي محمدr» فيقولان: ثبتك الله فيما تحب وترضى وهو قوله سبحانه ]يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة[ثم يفسحان له في قبره مد بصره ثم يفتحان له بابا إلى الجنة ثم يقولان له نم قرير العين نوم الشاب الناعم فإن الله يقول أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا قال وإذا كان لربه عدوا فإنه يأتيه أقبح خلق الله زيا وأنتنه ريحا فيقول أبشر بنزل من حميم وتصلية جحيم وإنه ليعرف غاسله ويناشد حملته أن يحتبسوه فإذا أدخل القبر أتاه ملكا القبر فألقيا أكفانه ثم يقولان له من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول لا أدري فيقولان له لا دريت ولا هديت فيضربان يافوخة بمرزبة معهما ضربة ما خلق الله من دابة إلا تذعر لها ما خلا الثقلين ثم يفتحان له بابا إلى النار ثم يقولان له نم بشر حال فيه من الضيق مثل ما فيه القناة من الزج حتى أن دماغه ليخرج من بين ظفره ولحمه ويسلط الله عليه حيات الأرض وعقاربها وهوامها فتنهشه حتى يبعثه الله من قبره وأنا ليتمنى قيام الساعة مما هو فيه من الشر نعوذ بالله من عذاب القبر.