الحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
فهذه دعوة عاجله لانقاذ نفوسنا من شراك الدنيا , والترفق بها لتنال رضا ربها ولتسعد بهدايتة جل وعلى , في طريق سلوكها , بنهح سلفنا الصالح
فال تعالى ( ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) ايه 104 سورة آل عمران , وقال ( وانيبوا الى ربكم واسلموا له من قبل ان يأتيكم العذاب ثم لاتنصرون ) آيه 54 سورة الزمر
فان على المسلم المداومه على الانابه والاستقامه وكثرة مراقبة ربه والاستغفار , ومرافقة الصالحين , فلا بد للنفس من متابعه واستعمالها في طاعة الله , والا فطريق الهوى والضلال اليها اقرب , قال رسول الله صلى عليه وسلم ( ان الشيطان اقرب لاحدكم من شسع نعله ) وقال صلى الله عليه وسلم ( ان الشيطان يسري من ابن ادم مسرى الدم ) , لذا فمتابعة النفس ومراقبة الله تعالى في السر والعلن دعامه اساسيه لاقتفاء اثر السلف , وهو نهج يوصل للنجاة وسبيل لمنع الغفله ومداخل الشيطان, ان مما يدعم ذلك حسن الاتباع للكتاب والسنه وترسيخ عقيدة التوجيد , وارتقاء العبد في مدارج خشيتة لله وتقواه , ليرقى الى درجة الاحسان , وفي ذلك يفهم العبد كيف يعبد ربه ولم يعبد ربه , ان ذلك ينير بصيرته ويوسع مداركه وعلومه , فتستقيم حياته ويصبح كل عمله ظاهرا وباطنا موصلا لرضى ربه , ويشعر بكامل سعادته , ففي ذلك تمام لكل حاجات نفسه وانسانيته وفطرته التي جبلها الله عليها , انها سعادة غير متوفره عند غيره وشعور لم يحس به احد الا من كان مثله , هذه مختصر ما قيل ( ان في ديننا لحلاوة او سعادة لو شعر بها الملوك لتقاتلوا عليها ) , لانها مرحلة الكمال التي يسعى الناس ويجدون ويجتهدون لاستحصالها , وما علم الكثير منهم انها لاتتحصل الا بهذا الطريق الذي ارتضاه الله لعباده من يوم خلقهم والى يوم الدين , فمنهم من وجدها فوجد السعادة الكامله في حدود حياته الدنيا , فيما سينال السعاده الابديه في المعاد عند مليك مقتدر , وكما وعد سبحانه في محكم كتابه وتنزيله وما ورد عن نبيه وخيرته من خلقه محمد صلى الله عليه وسلم , وتحصيل ذلك كله وكما ذكرنا آنفا يأتي من حسن الاعتقاد والعمل
وجزاكم الله خبرا في حسن الاستماع والعمل وصلى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين