الحمد لله تعالى , والصوات الطيبات الزاكيات على محمد وآله تتوالى . .
قال الشيخ الإثني عشري كاشف الغطاء ( زعيم الحوزة العلمية سابقا ) في كتابه ( أصل الشيعة وأصولها ) ص 122 ما نصه : ولا أقول إن الآخرين من الصحابة وهم الأكثر الذين لم يتسموا بتلك السمة قد خالفوا النبي ( ص ) ولم يأخذوا بإرشاده , كلا ومعاذ الله أن يظن بهم ذلك وهم خيرة من على وجه الأرض يومئذ , لكن لعل تلك الكلمات لم يسمعها كلهم , ومن سمع بعضها لم يلتفت إلى المقصود منها , وصحابة النبي الكرام أسمى من أن تحلق إلى أوج مقامهم بغاث الأوها . أهـ
أولا : مقصودنا من هذا النص بالدرجة الأولى الكلام على [ الصديق والفاروق ] ضجيعي الصطفى في قبره صلى الله عليه وآله وسلم . وليس مقصودنا مدح وثناء مثلا من وقعت بينه وبين علي فتنة فتنبه , فالذي قد بايعوا مثلا الصديق رضوان الله عليه وإن لم يكونوا عند القوم من الشيعة بزعمهم فهذا لا ينقص من قدر البيعة بل وقعت بيدي من كانوا خيرة من على وجه الأرض في ذلك الوقت .
ثانيا : أن قوله بأن ( هؤلاء [ خيرة من على وجه الأرض ] قد سمعوا النصوص لكنهم لم يلتفتوا إلى مقصودها ) كاشف عن أن النصوص التي يستدل بها القوم بها غير محكمة واضحة الدليل بل مجملة متشابهة حمالة أوجه , بدليل أن هذا العالم الإثني عشري لم يطعن على القوم بعد سماعهم تلك النصوص وعدم العمل بمقتضاها . . وهذه العبارة أيضا تفيد الرد على من قد يتأول النص بأن المقصود به من لم يسمع الادلة ولم تصله الحجة , فالقوم سمعوا وانصتوا فتدبر
ثالثا : هذا النص ينقض دعوى الإثني عشرية أن الصحابة من غير الشيعة كانوا متآمرين على علي وكانوا منافقين مرتدين كفرة فجرة والمؤمن الوحيد على وجه الأرض هم قومهم فقط وكأنهم هم شعب الله المختار . . ! ولا أدري واقعا كيف وصل الإسلام إلى أجدادهم في فارس ومن الذي جعلهم يمسكون القرآن بعد أن كانوا يمسكون النار يعبدونها إلا الصحابة الكرام بفضل الله ؟!
رابعا : هذا النص يلقّي القوم درسا في كيفية التعامل مع أصحاب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأقصد [ عهد الشيخين ] , وكيف يتعامل معهم بأدب وأحترام وحسن ظن ونية , لا بسوء الظن والحقد والغل الأسود وكأنهم قطاع طريق ومصاصي دماء وخفافيش الظلام وأنه هو المؤمن العارف بالله ! وإلا فهو سيفتح الباب للخوارج والنواصب أن يطبقوا عين نظرياته وموازينه على الكرار رضوان الله عليه وخاصة على الحرق بالنار وعدم المحو في صلح الحديبية واعتراضه على بقاؤه في المدينة والتحكيم وغيرها من المواقف التي حملها أهل السنة والجماعة على أفضل محمل وأحسنه اللائق بمقام سيدنا الكرار رضوان الله عليه واعتذروا له بأفضل الأعذار حتى اصبح بعض الإثني عشرية يقتبس جوابنا على هذه الشبهات حول الكرار ويدعيها لنفسه وهذا كاشف عن إنصافنا مع هؤلاء الأكارم من الخلفاء الراشدين ومنهم الكرار الشجاع الذين قضوا بالحق وبه يعدلون
خامسا : أخذ الدين ونقله من المعصوم إلينا لا يشترط فيه أن يكون فقط من العترة وأن يكون معصوما , فمثلا هؤلاء الصحابة وهم [ الأكثــــــــر ] لم يكونوا من [ الشيعة ] ومع هذا كانوا [ خير من على وجه الأرض يومئذ ] فهل لو أخذنا الدين عن طريقهم نكون ضلالا ؟! مع العلم أن أهل السنة يأخذون كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أهل البيت وغيرهم لا أنهم فقط يحصرون الطريق بأهل البيت فقط . . , وإلا لوجب على أهل اليمن أن يردوا معاذا حين أرسله النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لأنه لم يكن من العترة ولم يكن معصوما ! وللزمهم أيضا ان يردوا جميع مروياتهم عن الأئمة لأن الطريق إليها رواة غير معصومين ولا من العترة , فإن جاز لهم أن ياخذوا كلام معصوميهم ممن هكذا صفته فكيف لا يجوز لنا أن ناخذ ديننا من اهل البيت وغيرهم عن معصومنا صلى الله عليه وآله وسلم ؟! مع العلم أن القوم يوثقون من يعتقدون كفره وفسقه وفساد مذهبه كما نص على ذلك الحر العاملي وهم مع كل ذلك ثقات . . .
وهناك فوائد كثيرة يمكن أن يخرجها المتأمل في النص , لا نريد الإستئثار بها سنتركها للقارئ الكريم
وأخيرا : فهل يمكن للقوم أن يعددوا لنا أسماء هؤلاء ؟!
ملاحظة : من لم تفتح معه الصور فليحملها من هنا في المرفقات :
http://www.edharalhaq.com/vb/showthread.php?t=10607