هل تجلى الله لموسى أم للجبل ؟

[محمد عبدالعزيز]

ردي السابق كان واضحا يا زميلي المحترم
و لو استدللت بالآية لكان أقوى لك من استدلالك بالرواية، فأنت ترى الآية التي أوردتُها محكمة و التي قبلها من المتشابه، و مثلها هذه الرواية
فالشيعة لديهم تعريفهم للرؤية، و هناك روايات أخرى يفهم من ظاهرها التجسيم، و لكن الشيعة ينزهون و يأولون
وحسب ذاكرتي أنه لديهم حتى حديث نزول الله .. إلخ، و لكن تفسيرهم له هو أمر آخر.

[سيف الدين_الهاشمي]

بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله في الاخ الحبيب صاحب الموضوع رفع الله قدرك في الدارين وفي الاخوة الاكارم جميعاً نفع الله بهم ..
وبعد سماح اخي الجالودي لي تعقيب صغير على اخر قول الزميل هداه الله حين قال:
ولكن خلافنا معكم في معنى هذه الرؤيا
فمعناها لدينا أننا نرى قدرة الله و عظمته و سلطانه

اقول:
الاية الشريفة تتحدث عن رؤية الله في الاخرة وفسرتها انت بالرؤيا في الدنيا اذ اننا في هذه الدنيا نرى قدرة الله وعظمته وسلطانه فما الميزة في الاية اذا فسرناها بتفسيرك؟!
فكما اسلفت لك اننا في هذه الدنيا نرى قدرة الله وعظمته وسلطانه قال تعالى(هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب) وقوله عز من قائل(سنريهم اياتنا في الافاق و في انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق ) فهذه الايات تدل على اظهار الله لقدرته وعظمته وسلطانه اما في الاخرة فشيء اخر لان ربنا قد قال (الى ربها ناظرة) فهنا وصله بالى وهي تدل على الرؤية ولا التفات لقول من خالف ذلك بلا اثبات لغوي او اصطلاحي ..
وكذا قوله تعالى (كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) ففيه دليل على الرؤية لانه خلاف ذلك لم يكن هناك فائدة من التخصيص فكما انهم محجوبون عن ربهم بالسخط فهنالك من يرونه بالرضا ..
اما من فسرها بالحجب عن رحمة ربه فيرد عليه ان الله سبحانه حين ذكر حجب الكافرين ذكر رؤية المؤمنين له حين قال(على الارائك ينظرون) فحجب اولئك عن النظر ومتع اولئك بالنظر ..
والحجب هو الستر فان الله سيحاسب هؤلاء الكافرين مع حجبهم عن رؤية الله خلاف المؤمنين الذين سيرون ربهم ينظرون اليه لما تقدم من القول..
وقول علي رضي الله عنه ان صح سنده فيعني الايمان بالله لما راى من اياته وعظمته وقدرته وهي كلها كما اسلفت لك حاصلة في الدنيا يراها المؤمن والكافر اما في الاخرة فيحجب الكافر عن رؤية ربه ويمتع المؤمن برؤيته نسأل الله ان يمتعنا بالنظر الى وجهه الكريم ..
واعتذر عن تدخلي وعن الاطالة الى الاخ الحبيب الجالودي نفع الله به

[الجالودي]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالعزيز     ردي السابق كان واضحا يا زميلي المحترم و لو استدللت بالآية لكان أقوى لك من استدلالك بالرواية، فأنت ترى الآية التي أوردتُها محكمة و التي قبلها من المتشابه، و مثلها هذه الرواية فالشيعة لديهم تعريفهم للرؤية، و هناك روايات أخرى يفهم من ظاهرها التجسيم، و لكن الشيعة ينزهون و يأولون وحسب ذاكرتي أنه لديهم حتى حديث نزول الله .. إلخ، و لكن تفسيرهم له هو أمر آخر.

عزيزنا
دعني من استنساخ تأويلات بني قومك
واني سائلك والاخوة شهود :

اقتباس: سالنك عن قوله تعالى " ولا تدركه الأبصار " محكم أو متشابه فقلت محكما وسنرد عليك فيما بعد وهنا قول الامام أسألك أمام الاخوة والأخوات اقتباس: فقال الله وتعالى : ( لن تراني ) في الدنيا حتى تموت فتراني في الآخرة ، ولكن إن أردت أن تراني في الدنيا فانظر إلى الجبل هل هو محكم أو متشابه ؟؟؟؟

دعك من الادراك فلنا معه رجعات ورجعات
ودعك من الوجوه الناضرة
فهي العمود الذي سنقيم عليه خيمة الرؤية
وأجبنا بالعقل والمنطق
فأنتم أهل المنطق كما تقولون

التأويل با عزيزي
يجب أن يحتمله المؤول
كيف أخرجتم كلام الامام المحكم عن ظاهرة
قرأت لعلمائكم حول تأويل هذا اللفظ
فكان كلاما لا يقبله والله الصغار
قبل أن يجليهم نور العلم
فهل بوسعكم تأويل ما كبرناه من نص الامام
تأويلا يمكن أن نمرره على سطحيي العقول ؟؟؟

[الجالودي]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيف الدين_الهاشمي     بسم الله الرحمن الرحيم بارك الله في الاخ الحبيب صاحب الموضوع رفع الله قدرك في الدارين وفي الاخوة الاكارم جميعاً نفع الله بهم .. وبعد سماح اخي الجالودي لي تعقيب صغير على اخر قول الزميل هداه الله حين قال: ولكن خلافنا معكم في معنى هذه الرؤيا فمعناها لدينا أننا نرى قدرة الله و عظمته و سلطانه اقول: الاية الشريفة تتحدث عن رؤية الله في الاخرة وفسرتها انت بالرؤيا في الدنيا اذ اننا في هذه الدنيا نرى قدرة الله وعظمته وسلطانه فما الميزة في الاية اذا فسرناها بتفسيرك؟! فكما اسلفت لك اننا في هذه الدنيا نرى قدرة الله وعظمته وسلطانه قال تعالى(هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب) وقوله عز من قائل(سنريهم اياتنا في الافاق و في انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق ) فهذه الايات تدل على اظهار الله لقدرته وعظمته وسلطانه اما في الاخرة فشيء اخر لان ربنا قد قال (الى ربها ناظرة) فهنا وصله بالى وهي تدل على الرؤية ولا التفات لقول من خالف ذلك بلا اثبات لغوي او اصطلاحي .. وكذا قوله تعالى (كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) ففيه دليل على الرؤية لانه خلاف ذلك لم يكن هناك فائدة من التخصيص فكما انهم محجوبون عن ربهم بالسخط فهنالك من يرونه بالرضا .. اما من فسرها بالحجب عن رحمة ربه فيرد عليه ان الله سبحانه حين ذكر حجب الكافرين ذكر رؤية المؤمنين له حين قال(على الارائك ينظرون) فحجب اولئك عن النظر ومتع اولئك بالنظر .. والحجب هو الستر فان الله سيحاسب هؤلاء الكافرين مع حجبهم عن رؤية الله خلاف المؤمنين الذين سيرون ربهم ينظرون اليه لما تقدم من القول.. وقول علي رضي الله عنه ان صح سنده فيعني الايمان بالله لما راى من اياته وعظمته وقدرته وهي كلها كما اسلفت لك حاصلة في الدنيا يراها المؤمن والكافر اما في الاخرة فيحجب الكافر عن رؤية ربه ويمتع المؤمن برؤيته نسأل الله ان يمتعنا بالنظر الى وجهه الكريم .. واعتذر عن تدخلي وعن الاطالة الى الاخ الحبيب الجالودي نفع الله به

أخي الكريم
شرفتنا وأتحفتنا بما يثري موضوعنا
بارك الله في علمك ونفع بك أخي الكريم

[الجالودي]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو نسيبة     بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه أما بعد, بغض النظر عما إذا كان العضو سني او رافضي أو غيره الحق أحق ان يتبع. العبد الضعيف (أبو نسيبة عفا الله عنه) يفهم ان: 1- نبي الله موسى عليه السلام لا يعقل أن يكون على الجبل الذي إندك. 2- نبي الله موسى عليه السلام لم ير ربه في هذه الحادثة. وهذا واضح من الشرط الذي شرطه الله سبحانه وتعالى وجل جلاله. وهو ربط الرؤية باستقرار الجبل. فلما لم يستقر الجبل علم أن موسى عليه السلام لم ير ربه تعالى. 3- صعق موسى عليه السلام كان بسبب هول الموقف. من تجلي الله تعالى (للجبل) لا لموسى عليه السلام واندكاك الجبل. 4- يفهم من الاية جواز رؤية الله تعالى للمخلوقات. وذلك واضح من أن الله تعالى سبحانه تجلى للجبل فلو كانت الرؤية ممتنعة لما تجلى الله جل جلاله للجبل وهو مخلوق. وهنا لم نتعرض لجواز الرؤية من النصوص الاخرى سواء من آيات الكتاب أو الاحاديث الصحاح التي وعد الله فيها المؤمنين بلذة النظر الى وجهه الكريم. (ويا حسرة على من لم يؤمن بها فربما حرم من أعظم نعمة في الوجود !!!) 5- توجد فوائد أخرى من الاية يستفاد منها في اثبات صفة العلو و صفة الرؤية البصرية لا القلبية. لكن هذا بحث آخر. إن كان صوابا فمن الله وإن كان خطأ فمن نفسي الامارة بالسوء ومن الشيطان والله أعلم وصل اللهم وسلم على رسوله الكريم و آله الطاهرين وصحبه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين و الحمد لله رب العالمين.

أخي الكريم
بارك الله فيك وأحسن اليك
اشارة الى بعض ما تفضلت به
نقل القرطبي :

اقتباس: وذكر القاضي عِياض عن القاضي أبي بكر بن الطّيب ما معناه: أن موسى عليه السلام رأى الله فلذلك خَرَّ صَعِقاً. وأن الجبل رأىٰ ربّه فصار دَكاًّ بإدراكٍ خلقه الله له. وٱستَنْبط ذلك من قوله: { وَلَـٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي }.

ما استبعدته يا عزيزي
من أن موسى لم يكن على الجبل
الذي دك ليس ببعيد
فموسى ليس أقل شأنا من الجبل
الذي لا يحس ولا يرى
ورغم ذلك دك
ومازاد موسى عن الصعق
سواء كان على نفس الجبل
أو على جبل قريب
فالعقل يقول :
ان صعق موسى بسبب الرؤية
أولى من القول بأن صعقه بسبب دك الجبل
لأن التجلي هو سبب الدك وسابق عليه
أما السؤال :
هل القول بأن موسى رأى ربه فصعق
مخالف لقول الله
" لن تراني "
نقول وبكل ثقة : لا مخالفة
فموسى : طلب أن ينظر الى الله
فأجابه الله " لن تراني "
الا في حال استقرار الجبل للتجلي
فلما كان التجلي
صعق موسى ودك الجبل
فتحقق قول الله لن تراني
فالرؤية التي قال بها ابن الطيب اذن
هي النظر من أجل الرؤية
فلما جاء التجلي
لم يطقه فصعق
وذلك مصداق قول الله
" لن تراني "
سلامنا

[الجالودي]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالعزيز     نعم هي آية محكمة

كانت تلك اجابة الزميل عن سؤالنا
" لا تدركه الأبصار "
هل هي من المحكم ؟؟؟
والمحكم : مالا يسوغ فيه خلاف
كقوله تعالى " قل هو الله أحد "
ولما رجعنا الى أصحاب التفاسير
الموافقة والمخالفة
لنبحث هل من خلاف حول تفسير
" لا تدركه الأبصار "
أم هي كقل هو الله أحد
فكان من ضمن ما أوجزناه




وروى العياشي بالأَسناد المتصل أن الفضل بن سهل ذا الرياستين سأل أبا الحسن علي ابن موسى الرضا (ع) فقال: أخبرني عما اختلف الناس فيه من الرؤية فقال من وصف الله بخلاف ما وصف به نفسه فقد أعظم الفرية على الله لا تدركه الأَبصار وهو يدرك الأَبصار وهذه الأَبصار ليست هي الأَعين إنما هي الأَبصار التي في القلوب لا يقع عليه الأَوهام ولا يدرك كيف هو.


علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق

--------------------------------------------------------------------------------
قراءة الآية
فتح صفحة القرآن
الانتقال الى صفحة القرآن
{ لاَّ تُدْرِكُهُ ٱلأَبْصَٰرُ وَهُوَ يُدْرِكُ ٱلأَبْصَٰرَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ }


قوله: { لا تدركه الأبصار } أي: لا تحيط به { وهو يدرك الأبصار } أي يحيط بها وخلق كل شيء { وهو اللطيف الخبير }.



تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق

--------------------------------------------------------------------------------
قراءة الآية
فتح صفحة القرآن
الانتقال الى صفحة القرآن
{ لاَّ تُدْرِكُهُ ٱلأَبْصَٰرُ وَهُوَ يُدْرِكُ ٱلأَبْصَٰرَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ }


{ لاَّ تُدْرِكُهُ ٱلأَبْصَارُ } لا ابصار العيون ولا ابصار القلوب لاحاطته وقصور المحاط عن ادراك المحيط، ولكن تدركه القلوب بحقيقة الايمان { وَهُوَ يُدْرِكُ ٱلأَبْصَارَ } لانّ شأن المحيط ادراك المحاط { وَهُوَ ٱللَّطِيفُ } لطفاً يقصر عن ادراكه الابصار لقصورها { ٱلْخَبِيرُ } بالاشياء ومنها الابصار ومثل هذا يسمّى فى البديع بتشابه الاطراف.


تفسير روح المعاني/ الالوسي (ت 1270 هـ) مصنف و مدقق

--------------------------------------------------------------------------------
قراءة الآية
فتح صفحة القرآن
الانتقال الى صفحة القرآن
{ لاَّ تُدْرِكُهُ ٱلأَبْصَٰرُ وَهُوَ يُدْرِكُ ٱلأَبْصَٰرَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ }


{ لاَّ تُدْرِكُهُ ٱلأَبْصَـٰرُ } جمع بصر يطلق كما قال الراغب «على الجارحة الناظرة وعلى القوة التي فيها / وعلى البصيرة وهي قوة القلب المدركة» وإدراك الشيء عبارة عن الوصول إلى غايته والإحاطة به، وأكثر المتكلمين على حمل البصر هنا على الجارحة من حيث إنها محل القوة. وقيل: هو إشارة إلى ذلك وإلى الأوهام والأفهام كما قال أمير المؤمنين علي كرم الله تعالى وجهه: التوحيد أن لا تتوهمه وقال أيضاً كل ما أدركته فهو غيره. ونقل الراغب عن بعضهم أنه حمل ذلك على البصيرة، وذكر أنه قد نبه به على ما روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه في قوله: يا من غاية معرفته القصور عن معرفته إذا كان معرفته تعالى أن تعرف الأشياء فتعلم أنه ليس بمثل لشيء منها بل هو موجد كل ما أدركته.


تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ) مصنف و مدقق

--------------------------------------------------------------------------------
قراءة الآية
فتح صفحة القرآن
الانتقال الى صفحة القرآن
{ لاَّ تُدْرِكُهُ ٱلأَبْصَٰرُ وَهُوَ يُدْرِكُ ٱلأَبْصَٰرَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ }


لقد اختلف العلماء عند هذه الآية، وتجلَّى خلافهم إلى أبعد حد؛ فمنهم مجيز للرؤية، ومنهم منكر لها، وأرى أن خلافهم في غير محل نزاع؛ لأنهم تكلموا عن الرؤية، والكلام هنا عن نفي الإدراك، والإدراك إحاطة؛ والرؤية تكون إجمالاً، إنما الإحاطة ليست ممكنة، وعلى تقدير أن الرؤية والإدراك متحدان في المفهوم نقول: لماذا يكون الخلاف في أمر الآخرة؟ لو أن الخلاف في أمر الرؤية في الدنيا لكان هذا كلاماً جميلاً، ولكن الخلاف جعلتموه في الآخرة.


تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق

--------------------------------------------------------------------------------
قراءة الآية
فتح صفحة القرآن
الانتقال الى صفحة القرآن
{ لاَّ تُدْرِكُهُ ٱلأَبْصَٰرُ وَهُوَ يُدْرِكُ ٱلأَبْصَٰرَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ }


في هذه الآية مسائل:

المسألة الأولى: احتج أصحابنا بهذه الآية على أنه تعالى تجوز رؤيته والمؤمنين يرونه يوم القيامة من وجوه: الأول: في تقرير هذا المطلوب أن نقول: هذه الآية تدل على أنه تعالى تجوز رؤيته.

وإذا ثبت هذا وجب القطع بأن المؤمنين يرونه يوم القيامة.

أما المقام الأول: فتقريره: أنه تعالى تمدح بقوله: { لاَّ تُدْرِكُهُ ٱلأَبْصَـٰرُ } وذلك مما يساعد الخصم عليه، وعليه بنوا استدلالهم في إثبات مذهبهم في نفي الرؤية.

وإذا ثبت هذا فنقول: لو لم يكن تعالى جائز الرؤية لما حصل التمدح بقوله: { لاَّ تُدْرِكُهُ ٱلأَبْصَـٰرُ } ألا ترى أن المعدوم لا تصح رؤيته. والعلوم والقدرة والإرادة والروائح والطعوم لا يصح رؤية شيء منها، ولا مدح لشيء منها في كونها بحيث لا تصح رؤيتها، فثبت أن قوله: { لاَّ تُدْرِكُهُ ٱلأَبْصَـٰرُ } يفيد المدح، وثبت أن ذلك إنما يفيد المدح لو كان صحيح الرؤية، وهذا يدل على أن قوله تعالى: { لاَّ تُدْرِكُهُ ٱلأَبْصَـٰرُ } يفيد كونه تعالى جائز الرؤية، وتمام التحقيق فيه أن الشيء إذا كان في نفسه بحيث يمتنع رؤيته، فحينئذ لا يلزم من عدم رؤيته مدح وتعظيم للشيء. أما إذا كان في نفسه جائز الرؤية، ثم إنه قدر على حجب الأبصار عن رؤيته وعن إدراكه كانت هذه القدرة الكاملة دالة على المدح والعظمة. فثبت أن هذه الآية دالة على أنه تعالى جائز الرؤية بحسب ذاته.

الوجه الثالث: في الاستدلال بالآية أن لفظ { ٱلأَبْصَـٰرِ } صيغة جمع دخل عليها الألف واللام فهي تفيد الاستغراق فقوله: { لاَّ تُدْرِكُهُ ٱلأَبْصَـٰرُ } يفيد أنه لا يراه جميع الأبصار، فهذا يفيد سلب العموم ولا يفيد عموم السلب.


تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق

--------------------------------------------------------------------------------
قراءة الآية
فتح صفحة القرآن
الانتقال الى صفحة القرآن
{ وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً وَمِنَ ٱلنَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّٰتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَٱلزَّيْتُونَ وَٱلرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَٰبِهٍ ٱنْظُرُوۤاْ إِلِىٰ ثَمَرِهِ إِذَآ أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذٰلِكُمْ لأَيَٰتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } * { وَجَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَآءَ ٱلْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَٰتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَٰنَهُ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ } * { بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَّهُ صَٰحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } * { ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ خَٰلِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَٱعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } * { لاَّ تُدْرِكُهُ ٱلأَبْصَٰرُ وَهُوَ يُدْرِكُ ٱلأَبْصَٰرَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ } * { قَدْ جَآءَكُمْ بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ } * { وَكَذٰلِكَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }


{ لاَّ تُدْرِكُهُ } أي لا تحيط به. { ٱلأَبْصَـٰرِ } جمع بصر وهي حاسة النظر وقد يقال للعين من حيث إنها محلها واستدل به المعتزلة على امتناع الرؤية وهو ضعيف، إذ ليس الإِدراك مطلق الرؤية ولا النفي في الآية عاماً في الأوقات فلعله مخصوص ببعض الحالات ولا في الأشخاص، فإنه في قوة قولنا لا كل بصر يدركه مع أن النفي لا يوجب الامتناع. { وَهُوَ يُدْرِكُ ٱلأَبْصَـٰرَ } يحيط علمه بها.



تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق

--------------------------------------------------------------------------------
قراءة الآية
فتح صفحة القرآن
الانتقال الى صفحة القرآن
{ لاَّ تُدْرِكُهُ ٱلأَبْصَٰرُ وَهُوَ يُدْرِكُ ٱلأَبْصَٰرَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ }


البصر: هو الجهر اللطيف الذي ركبه الله في حاسة النظر، به تدرك المبصرات، فالمعنى أن الأبصار لا تتعلق به ولا تدركه؛ لأنه متعال أن يكون مبصراً في ذاته، لأن الأبصار إنما تتعلق بما كان في جهة أصلاً أو تابعاً، كالأجسام والهيآت { وَهُوَ يُدْرِكُ ٱلاْبْصَـٰرَ } وهو للطف إدراكه للمدركات يدرك تلك الجواهر اللطيفة التي لا يدركها مدرك { وَهُوَ ٱللَّطِيفُ } يلطف عن أن تدركه الأبصار { ٱلْخَبِيرُ } بكل لطيف فهو يدرك الأبصار، لا تلطف عن إدراكه وهذا من باب اللطف.



تفسير فتح القدير/ الشوكاني (ت 1250 هـ) مصنف و مدقق

--------------------------------------------------------------------------------
قراءة الآية
فتح صفحة القرآن
الانتقال الى صفحة القرآن
{ وَجَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَآءَ ٱلْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَٰتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَٰنَهُ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ } * { بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَّهُ صَٰحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } * { ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ خَٰلِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَٱعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } * { لاَّ تُدْرِكُهُ ٱلأَبْصَٰرُ وَهُوَ يُدْرِكُ ٱلأَبْصَٰرَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ }


{ فَٱعْبُدُوهُ } أي من كانت هذه صفاته، فهو الحقيق بالعبادة فاعبدوه ولا تعبدوا غيره ممن ليس له من هذه الصفات العظيمة شيء.

قوله: { لاَّ تُدْرِكُهُ ٱلأبْصَـٰرُ } الأبصار: جمع بصر، وهو الحاسة، وإدراك الشيء عبارة عن الإحاطة به. قال الزجاج أي لا تبلغ كنه حقيقته، فالمنفيّ هو هذا الإدراك لا مجرّد الرؤية. فقد ثبتت بالأحاديث المتواترة تواتراً لا شك فيه ولا شبهة، ولا يجهله إلا من يجهل السنة المطهرة جهلاً عظيماً، وأيضاً قد تقرّر في علم البيان، والميزان أن رفع الإيجاب الكلي سلب جزئي، فالمعنى لا تدركه بعض الأبصار وهي أبصار الكفار، هذا على تسليم أن نفي الإدراك يستلزم نفي الرؤية، فالمراد به هذه الرؤية الخاصة، والآية من سلب العموم لا من عموم السلب، والأوّل تخلفه الجزئية، والتقدير: لا تدركه كل الأبصار بل بعضها، وهي أبصار المؤمنين. والمصير إلى أحد الوجهين متعين لما عرّفناك من تواتر الرؤية في الآخرة،


تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق

--------------------------------------------------------------------------------
قراءة الآية
فتح صفحة القرآن
الانتقال الى صفحة القرآن
{ لاَّ تُدْرِكُهُ ٱلأَبْصَٰرُ وَهُوَ يُدْرِكُ ٱلأَبْصَٰرَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلْخَبِيرُ }



{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّها ناظِرَةٌ }
وقال آخرون من أهل هذه المقالة: الآية على الخصوص، إلاَّ أنه جائز أن يكون معنى الآية: لا تدركه أبصار الظالمين في الدنيا والآخرة، وتدركه أبصار المؤمنين وأولياء الله. قالوا: وجائز أن يكون معناها: لا تدركه الأبصار بالنهاية والإحاطة وأما بالرؤية فبلى. قالوا: وجائز أن يكون معناها: لا تدركه الأبصار في الدنيا وتدركه في الآخرة، وجائز أن يكون معناها: لا تدركه أبصار من يراه بالمعنى الذي يدرك به القديم أبصار خلقه، فيكون الذي نفى عن خلقه من إدراك أبصارهم إياه، هو الذي أثبته لنفسه، إذ كانت أبصارهم ضعيفة لا تنفذ إلاَّ فيما قوّاها جلّ ثناؤه على النفوذ فيه، وكانت كلها متجلية لبصره لا يخفى عليه منها شيء. قالوا: ولا شكّ في خصوص قوله: { لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ } وأن أولياء الله سيرونه يوم القيامة بأبصارهم، غير أنَّا لا ندري أيّ معاني الخصوص الأربعة أريد بالآية. واعتلوا بتصحيح القول بأن الله يرى في الآخرة بنحو عِلَل الذين ذكرنا قبل.

وقال آخرون: الآية على العموم، ولن يدرك الله بصر أحد في الدنيا والآخرة ولكن الله يحدث لأوليائه يوم القيامة حاسة سادسة سوى حواسهم الخمس فيرونه بها.




هذا بعض الخلاف في تفسيرها
سؤالنا:
اذا كان هذا شأن المحكم
فكيف يكون المتشابه !!!!!!!!!!

[أبو نسيبة]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجالودي     أخي الكريم بارك الله فيك وأحسن اليك اشارة الى بعض ما تفضلت به نقل القرطبي : ما استبعدته يا عزيزي من أن موسى لم يكن على الجبل الذي دك ليس ببعيد فموسى ليس أقل شأنا من الجبل الذي لا يحس ولا يرى ورغم ذلك دك ومازاد موسى عن الصعق سواء كان على نفس الجبل أو على جبل قريب فالعقل يقول : ان صعق موسى بسبب الرؤية أولى من القول بأن صعقه بسبب دك الجبل لأن التجلي هو سبب الدك وسابق عليه أما السؤال : هل القول بأن موسى رأى ربه فصعق مخالف لقول الله " لن تراني " نقول وبكل ثقة : لا مخالفة فموسى : طلب أن ينظر الى الله فأجابه الله " لن تراني " الا في حال استقرار الجبل للتجلي فلما كان التجلي صعق موسى ودك الجبل فتحقق قول الله لن تراني فالرؤية التي قال بها ابن الطيب اذن هي النظر من أجل الرؤية فلما جاء التجلي لم يطقه فصعق وذلك مصداق قول الله " لن تراني " سلامنا

وفيكم بارك الله اخي الكريم
نسأل الله تعالى ان يرينا الحق جميعا على أيدينا او أيديكم او من يريد عز وجل.

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه أما بعد,
قال تعالى :
وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ

انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ

فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي

فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً - وَ - خَرَّ موسَى صَعِقاً

فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ [الأعراف : 143]

التحليل:

انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ (في هذا أمر لموسى عليه السلام بأن ينظر الى الجبل لا إلى الله عز وجل وقت التجلي )

فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي (في هذا شرط الرؤية باستقرار الجبل وقت التجلي للجبل لا لموسى عليه السلام وموسى ينظر -الى- الجبل لا الى الله تعالى)


فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً (في هذا اخبر الله تعالى جل شانه انه تجلى للجبل ولم يخبر بأنه تجلى لموسى عليه السلام = خص التجلي بالجبل اعمالا للشرط حتى يتحقق)

- وَ - خَرَّ موسَى صَعِقاً (في هذا اخبار من الله تعالى بأن موسى عليه السلام خر صعقا وقت التجلي للجبل لا اليه عليه السلام. والواو هنا ليس للترتب حسب الظاهر فهي للجمع بين اندكاك الجبل و صعق موسى في نفس اللحظة . والاندكاك لا يكون في لمح البصر كما يعقله الجميع )

فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ [الأعراف : 143] (في هذا اخبار بتوبة موسى عليه السلام لكن مما ؟ لو كان عليه السلام قد راى ربه جل جلاله لحمد الله تعالى وأثنى عليه شكرا ولم يقل إني تبت فالمقام يكون مقام مدح وثناء وحمد وشكر حينئذ في حال راى ربه عز وجل. فعلم من هذا انه لم ير ربه جل جلاله )


ما رأيك وفقنا الله وإياك الى الحق أخي الكريم


وإن كان صوابا فمن الله وحده وإن كان خطأ فمن نفسي الامارة بالسوء ومن الشيطان

والله أعلم
وصل اللهم وسلم على رسوله الكريم و آله الطاهرين وصحبه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين و الحمد لله رب العالمين.

[الجالودي]

اقتباس: ما رأيك وفقنا الله وإياك الى الحق أخي الكريم

أخي الكريم
حياك الله تعالى
عزيزنا
حتى الجبل لو كان مبصرا
فلا أحد يقول انه رآى الله
لأن الله لما تجلى
دكه قبل أن يراه لو كان مبصرا
ونحن نقول
ان لم يكن موسى على الجبل عند التجلي
فيجب أن يكون مشاهدا له
فالسؤال الذي يريحك
أيهما الأقوى
التجلي أم دك الجبل؟؟؟؟
فهل يصعق موسى من الأضعف دون الأقوى
والتجلي سابق لدك الجبل !!!
ولا سبيل للقول
بأن الله حجب رؤية التجلي عن موسى
قبل التجلي
والا لزمنا الاجابة عن سبب صعق موسى
سلامنا

[الجالودي]

نعود الى سؤالنا
من بعد أن تبين خطأ
اجابة زميلنا
الا أن يكون عنده
ما يضحد آراء المفسرين
" لا تدركه الأبصار "
قول محكم أم متشابه ؟؟؟؟

[أبو نسيبة]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجالودي     أخي الكريم حياك الله تعالى عزيزنا حتى الجبل لو كان مبصرا فلا أحد يقول انه رآى الله لأن الله لما تجلى دكه قبل أن يراه لو كان مبصرا ونحن نقول ان لم يكن موسى على الجبل عند التجلي فيجب أن يكون مشاهدا له فالسؤال الذي يريحك أيهما الأقوى التجلي أم دك الجبل؟؟؟؟ فهل يصعق موسى من الأضعف دون الأقوى والتجلي سابق لدك الجبل !!! ولا سبيل للقول بأن الله حجب رؤية التجلي عن موسى قبل التجلي والا لزمنا الاجابة عن سبب صعق موسى سلامنا

السلام عليكم اخي الكريم وفيكم بارك الله

نسأل الله تعالى ان يرينا الحق جميعا على أيدينا او أيديكم او من يريد عز وجل.

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه أما بعد,

اخي الفاضل

اثارتك لمسألة ابصار الجبل نقطة جيدة. لا يوجد دليل أن الجبل رأى ولو انه جائز من ناحية القدرة. لكن العبرة بالدليل ليس بالقدرة. لاننا نتكلم عن واقعة (حادثة) ونطلب الدليل لا عن ممكنات.

بالنسبة لمسألة أن التجلي سابق للاندكاك هناك اجمال ويحسن التفصيل. ليس هناك دليل قطعي على أن الاندكاك بدأ (بعد) (انتهاء) التجلي. فقد يبدأ الاندكاك مع التجلي وينتهي بعد التجلي. فقد قال تعالى وجل جلاله (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا) فإذا تاملت في الاية لم تجد فيها نص على تسلسل زمني ولا تنفي اشتراك الاندكاك مع التجلي. يمكنك البحث عن استخدام حرف (لما) في القرآن الكريم.


بالنسبة لمسألة أيهما أقوى التجلي أم الاندكاك.
فاقول وبالله التوفيق المسألة ليست في من أقوى في الصعق آلتجلي أم الاندكاك. الكل يتفق أن الصعق بسبب التجلي إن حصل أقوى من الاندكاك. اكرر ليس هذا هو السؤال. السؤال هو هل تجلى الله سبحانه لموسى ام للجبل.
الصعق كان بسبب الموقف العظيم أي الحدث الجلل أيا كان ما حدث فيه. سواء الاندكاك فقط او الاندكاك مع رؤية نور (وليس رؤية الله نفسه سبحانه و تعالى) او وجود رهبة خلقها الله تعالى مصاحبة للموقف . انظر الى قوله تعالى في اصحاب الكهف النيام : (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ

لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً [الكهف : 18] لاحظ انك ترتعب منهم وهم نيام فما بالك بموقف تجلي الله سبحانه وتعالى للجبل (وليس لموسى عليه السلام) .


بالنسبة لمسألة (ولا سبيل للقول بأن الله حجب رؤية التجلي عن موسى )
بل الظاهر الواضح من الايات هو عدم تجلي الله تعالى لموسى عليه السلام. والاصل في الكلام ظاهره. ولا محيد عن الظاهر إلا بدليل قاطع أو قوي واضح لا بمجرد ظن او دعوى.


ثم هناك شيئ آخر:
ما فائدة اشتراط الله تعالى الشرط. أي ما فائدة ربط الرؤية بوجود جبل عظيم وتجلي الله تعالى له و اندكاكه إن لم يكن لامتناع الرؤية لموسى عليه السلام. ومن أقوى خلقة آلجبل أم موسى عليه السلام ؟ إن الله تعالى أراد ان يخبر موسى عليه السلام بعظمة مسألة الرؤية وانه غير قادر في الدنيا على رؤية الله تعالى . والدليل ان جبلا عظيما اعظم من نبي الله موسى عليه السلام في الخلقة لن يصمد فما بالك بانسان ! فلو كان الاندكاك هو ما حل بجبل عظيم فماذا سيحدث لموسى عليه السلام لو تجلى الله له وهو انسان ضعيف البنية بالنسبة للجبل ؟! هل مجرد صعق أعقبه (فواق) !
الله لا يشترط شرط كهذا بدون حكمة جل جلاله . أعتقد أن الاجابة واضحة .


أعتقد أن مسالة أن موسى عليه السلام رأى ربه مجرد دعوى لا يوجد لها ما يسندها. بل رد واحد مما سبق يردها فكيف باجتماع كل الردود.


هذا والله اعلم


وإن كان صوابا فمن الله وحده وإن كان خطأ فمن نفسي الامارة بالسوء ومن الشيطان

والله أعلم
وصل اللهم وسلم على رسوله الكريم و آله الطاهرين وصحبه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين و الحمد لله رب العالمين.