العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-02-10, 02:18 AM   رقم المشاركة : 1
صاحب البرهان
عضو نشيط







صاحب البرهان غير متصل

صاحب البرهان is on a distinguished road


Post كم أتمنى أن يصل هذا لدعاة التقريب !

بسم الله الرحمن الرحيم
يخرج علينا في كل زمان , رجل يدعو للتقارب بين السنة و الشيعة , متحججا ً بقوله ( انظروا كيف أوربا توحدت ! ) , انظروا التقارب بين المسيحيين من أقباط و أرثودوكس و بروتستانت و كاثوليك ؟ ..
يا أخوان , والله على ما أقول شهيد , يا قادة , يا علماء , يا عامة , يا شيعة و يا سنة , والله العظيم أننا لا تهمنا المسميات , ولا تهمنا التوجهات السياسية و لا تهمنا المسميات , المسميات ظهرت بسبب الفرقة أصلا ً و علامة على الجماعات التي تفرقت.
أقول و قولوا معي , اللهم لا تغفر لمن تعمد في التدليس و تشويه التاريخ ليضل المسلمين , اللهم زد في عذابه , اللهم لا ترحمه , اللهم انهم أئمة ضلال , ضلوا و أضلوا ..
النصارى بجميع طوائفهم , متفقون على محبة المسيح , و ليس فيهم من يبني عقيدته على شتم و سب رموز الطائفة الأخرى.
كيف يريد الشيعة الإمامية أن نتقرب منهم و هم يشتمون أمنا عائشة رضي الله عنها , يا أخي اضرب بكلامي عرض الحائط , قرأت أن امرأة لوط كانت كافرة , و لم تقرأ قوله تعالى ( و أزواجه أمهاتهم ! ) أي أمهات المؤمنين ؟ هل تكون أم المؤمنين فاجرة و خارجية ؟ نعم , نقبل أن أم المؤمنين بشر يصيب و يخطئ , كما انتم تقبلون أن عالما ً قد قال بتحريف القرآن و تخطئونه و لكن تحترمونه و تجلونه ؟
كيف يريد الشيعة الإمامية أن نتقرب منهم , وهم يعتقدون أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه , قاتل الزهراء عليها السلام ؟
كيف يريدون أن نتقرب منهم , و لعن رموزنا بالنسبة لهم تقرب إلى الله ؟
يا أخوان , هل سمعتم بفتنة وقعت بين الصوفية و أهل السنة ؟ هل سمعتم بفتنة وقعت بين الزيدية و أهل السنة ؟ هل سمعتم بأي فتنة وقعت بين طائفتين إلا بين أهل السنة و النواصب ( اليزيديين ) و بين أهل السنة و الشيعة الإمامية ؟
أقصد فتنة بغيضة و مقيتة كالتي تحصل حاليا ً , والا المشاكل لا ننكر انها ربما حصلت في فترات قصيرة متباعدة
والله , لو أن الشيعة تقدس آل البيت فقط و تغلو في آل البيت فقط , و يحترمون رموزنا و يجلونهم , والله ما أظن أن يحدث ما يحدث الآن ؟
نعم , عندها , سنطبق آية ( لكم دينكم و لي دين ) , و لكن التاريخ يثبت (بطش) الشيعة الامامية في أهل السنة أينما حلوا , فتاريخ الدولة الفاطمية خير شاهد , و ما يحدث في إيران الآن خير شاهد.
ولا يقل أحدكم , أن الشيعة في السعودية مهمشين ,
أتعلمون من هو نظمي النصر ؟ نائب رئيس شركة أرامكو السعودية و المسؤول عن مشروع جامعة الملك عبدالله للعلوم و التقنية و هو (شيعي)
ألا تعلمون أن النسبة العظمى من موظفي أرامكو هم من الشيعة ؟
ألا تعلمون أن الكثير من مدراء فروع البنوك هم من الشيعة ؟
ليس في الشرقية فقط , بل حتى في الرياض ؟
شيء طبيعي , أن لا يصل شيعي لمناصب عليا أكبر , فما حدث في الثمانينات من ثورة مناصرة للخميني , بالتأكيد لا بد أن تترك ذاك الأثر و الحاجز لحفظ أمن الدولة التي لدغت , ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين .
فوالله , لو انكم تتزوجون المتعة , و تقدسون آل البيت كل تقديس , و تفعلون ما تفعلون , عقيدتكم و شأنكم , و لكن لا تتجرؤون على رموزنا و لا تتقربون إلى الله بشتمنا و سبنا و لعننا , عندها , سنرى وئاما ً و سنرى تقاربا ً و سنرى فعلا ً أننا شركاء في الوطن , اكان ذلك في الكويت او البحرين او المملكة.
ها هو حسين المؤيد , و غيره , اعترضوا و اعترفوا بعدم صحة الروايات التي تؤصل الكره و الحقد الدفين , ها هو صباح الخزاعي , و ها هو فضل الله في لبنان , و غيرهم الكثير .
نحن نحب آل البيت , و نحب علي بن أبي طالب , ولا نرضى على من يسبه و يشتمه , و نحب فاطمة الزهراء , و ذرية الزهراء .
يا اخوان , لو قلتم أن علي بن أبي طالب أفضل الخلق بعد الرسول عليه السلام و لكنكم رضيتم بخلافة ابي بكر و عمر و عثمان بلا تجريح ولا تكفير ولا تفسيق , لن نحاربكم في هذا , فهذا قول الزيدية , نعترض عليه و لكن سيكون هذا شأنكم , أما تتجرؤون على الصحابة و على قادة الامة و على من بنى تاريخها و على من فتح بلدان العالم , بالتأكيد , لن نرضى بهذا , و سنغضب لهم , وسنذب عن أعراضهم , فعائشة أغلى علينا من أمهاتنا و اخواتنا , كما هي فاطمة و الله على ما اقول شهيد , دعوا عنكم التقية , و انزعوا عنكم رداء الحقد و الضغينة , و لا تبنوا دينكم على سب و لعن و شتم , فكيف نتقارب مع عقيدة لعننا فيها هو من المستحبات ؟ .. لا والله , لا يرضى بذلك الله و رسوله و آل بيته ..
و أنتم , هل من العقل أنكم تريدون أن تتقاربوا مع م يحب أعداءكم ؟ هذا ليس من العقل و لا يصدقه عاقل .
قد يتعايش الهندوس و المسلمون , و يتعايش المسلمون والمسيحيون و اليهود في سلام و وئام و يتقاربون لمئات السنين , ولكن لن يتقارب السنة و الشيعة , ما دام الشيعة يسبون ويلعنون و يكفرون و يفسقون عائشة و أبا بكر و عمر .
فالذي يكره عمر , بالتأكيد أنه يكره من يحب عمر ! و يترضى على عمر !
اتقوا الله في أنفسكم ,
أما علماءنا الذين ما زالوا يعتقدون بالتقريب , فإنهم يضيعون وقتهم , كما أضاعه القرضاوي , و كما أضاعه علماء الأزهر و كما أضاعه القرني و العودة , سيصطدمون بالواقع المؤلم , و سأذكركم , باليوم الذي سيتبرأ فيه طارق السويدان من التقريب و من الدعوة إليه , عندما يكتشف ما اكتشفناه ,
اللهم اهد ضال المسلمين , اللهم لا ترحم من ضلهم و دلس عليهم عمدا ً و بغضا ً للإسلام و المسلمين.
تبرؤوا من سب و شتم رموزنا , و افعلوا ما شئتم , عندها سنتعايش ! و السلام على من اتبع الهدى







 
قديم 20-02-10, 02:37 AM   رقم المشاركة : 2
مؤدب
اعطوني ذا عقل
 
الصورة الرمزية مؤدب







مؤدب غير متصل

مؤدب is on a distinguished road


اقتباس:
أما علماءنا الذين ما زالوا يعتقدون بالتقريب , فإنهم يضيعون وقتهم , كما أضاعه القرضاوي , و كما أضاعه علماء الأزهر و كما أضاعه القرني و العودة , سيصطدمون بالواقع المؤلم , و سأذكركم , باليوم الذي سيتبرأ فيه طارق السويدان من التقريب و من الدعوة إليه , عندما يكتشف ما اكتشفناه


إن كان التقريب على حساب اعراض الصحابة وأمهات المؤمنين , فلا وألف لا ..

وإن كان التقريب لرمي المخلفات الموروثة والشركية , فأهلا وسهلا به .

مؤدب






التوقيع :
لمن يريد أن يسبني أو يشتمني أو يقلل من قدري فله ذلك . على هذا الإميل .


[email protected]

( ألا يسع الرافضة ما وسع أمير المؤمنين من السكوت عن الصحابة لو فرضنا ظلمهم له ) ؟
من مواضيعي في المنتدى
»» أخرجوا أحدهما / مؤدب
»» ماذا عن كلمة حسن نصر اللات / مؤدب
»» صور من مزاح الصالحين
»» من مؤدب الي من يحبني فقط
»» لماذا عقيدة السلف الصالح أولى بالإتباع ؟!
 
قديم 20-02-10, 02:40 AM   رقم المشاركة : 3
صاحب البرهان
عضو نشيط







صاحب البرهان غير متصل

صاحب البرهان is on a distinguished road


اقتباس:
إن كان التقريب على حساب اعراض الصحابة وأمهات المؤمنين , فلا وألف لا ..

صدقت..

اقتباس:
وإن كان التقريب لرمي المخلفات الموروثة والشركية , فأهلا وسهلا به .

سندعوهم إلى الحق ,, و نحاججهم و لكن سنقبل بهم و الله يتولاهم ,, ولكن على الأقل لا يبنوا دينهم على سب رموزنا و التجرؤ عليهم






 
قديم 20-02-10, 02:52 AM   رقم المشاركة : 4
أبو إلياس
عضو ماسي







أبو إلياس غير متصل

أبو إلياس is on a distinguished road


جزاكَ اللهُ خيرًا أخِي الحبيبُ صاحبُ البُرهانِ ...
فعلًا أمرٌ يكلُم القلبَ ويُدمِيه أن نرَى من يدعُو إلَى التَّقريبِ وينسَى أو يتناسَى ما يفعلهُ القَومُ وما يعتقدونهُ فِينَا ...
ومَا أسمِّي دعوَة التَّقريبِ إلَّا بدعَة العصرِ ...






التوقيع :
قال القاسم بن سلام :

عاشرت الناس ، وكلمت أهل الكلام ، وكذا ، فما رأيت أوسخ وسخا ،

ولا أقذر قذرا ، ولا أضعف حجة ، ولا أحمق ، من الرافضة .

[ أخرجه الخلال في السنة 1 / 499 ]

معرفِي بالبالتُوك :
abou_ilyass0163

هذِه أخلاقُنَا يَا أعضاء شبكَة الدِّفاعِ عَن السُّنَّة

اللهُمَّ اشفِ أمِّي ياااا ربُّ ...
من مواضيعي في المنتدى
»» الزَّمِيل الرَّافِضِيُّ مؤمن اليمَن تفضَّل هُنا
»» أنَــا أكفُرُ بهذَا ، فمَا حُكْمِي إذًا ؟! ...
»» الزُّملاء الرَّافضَة أبو إلياس ينتظرُكُم هنَا
»» لَكِ اللهُ يَا سُوريَّة ...!!
»» يـا رافِضَة آل البيتِ لِي معكُم وقفةً هل العقلُ أحبُّ إلى اللهِ من الإمامِ ؟
 
قديم 20-02-10, 03:58 AM   رقم المشاركة : 5
العصار1
موقوف







العصار1 غير متصل

العصار1 is on a distinguished road


بسم الله الرحمن الرحيم

مقومات العمل الوحدوي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين. أما بعد:

نعم إن المعاناة من آلام الافتراق والاختلاف على مر القرون والسنين والأيام بين المنتسبين إلى الملة الإسلامية القائمة على وحدانية الإله ووحدة المنهج وواحدية الإمامة والجماعة والحزب قاسية وشديدة إلا أن المعاناة من تبني أسباب الافتراق وصبغها بالشرعية واعتبارها المنهج القويم الواجب الاتباع في معرفة الهدى والوصول إلى الحق وفض النزاع لأشد إيلامًا ومضاضة وسلبية في الحياة الإسلامية من الاختلاف نفسه لأن الاختلاف نتيجة للسبب ولولا السبب ما كان للخلاف أثر في الوجود، ولذلك كان لابد من عمل جاد صائب يتبناه العلماء الربانيون لإنهاء واقع وحالات الاختلاف والافتراق المتجذرة والمتوالدة والمتكاثرة بشكل ملحوظ في حياة الأمة الإسلامية، ويوصل إلى استئصال واجتثاث أسباب الافتراق التي باتت شرعًا متبعًا ومنهجًا رئيسًا في تسيير الحياة وإقامة المواقف، واقتلاعها من جذورها، وإن لهذا العمل كما نراه مقومات يقوم عليها ولا يكون نافعًا مجديًا إلا بها، هذه المقومات:

1- العلم بأحكام الله في مسائل الخلاف بين علماء الفرق والمذاهب المنتسبة إلى الإسلام، لأن الحق في فض النزاع والخلاف هو تحكيم كتاب الله عز وجل، يقول تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}[النساء:59]، ويقول{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}[الشورى:10]، وهذا لا يتحقق إلا إذا قام بهذا العمل العلماء المجتهدون الربانيون الراسخون في العلم مراعين فيه التقيد بوحدة الدليل وقواعد الاستنباط. فهم وحدهم الأهل لذلك ولا أهل له سواهم قطُّ، يقول تعالى{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ}[آل عمران:7]، ويقول{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ . بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[النحل:43-44]، وما روي عن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده قال "سمع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قومًا يتدارءون فقال: إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضًا، فلا تكذبوا بعضه ببعض فما علمتم منه فقولوا، وما جهلتم فكِلُوه إلى عالمه"([1]) وفي رواية "وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه"، ولقد بينا ذلك في كتابنا الصراط المستقيم حيث ذكرنا في أسباب الفرقة والاختلاف الجهل بالأحكام والسطحية في فهم الأدلة واستنباط الأحكام منها بعد الاختلاف في مصادر التشريع وطرق ثبوتها، وأشرنا للخلاص من ذلك إلى لزوم الاتفاق على مصدرين للتشريع فحسب هما القرآن الكريم والسنة المطهرة وكذلك إلى لزوم تلقي السنة من وعاءيها ضمن ضوابط علم الجرح والتوثيق المنضبطة بالأدلة والبراهين الشرعية التي لا اختلاف فيها، ثم استنباط الأحكام بحسب قواعد الاستنباط الثابتة المقطوع بها. وإن سلوك العلماء طريقًا آخر غير هذا الطريق سيؤدي حتمًا إلى علم بالأحكام مبتور أو غير صحيح ثم انحراف في السلوك يزيد من البعد والبغض بين المفترقين المختلفين، يقول تعالى محذرًا من ذلك{يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ}[ص:26]، ويقول{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ.وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ}[المائدة:48-49]، ويقول{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ}[الرعد:37]، والأسوأ نتيجة بل والأخبث ثمرة لو سلك الطريق الآخر غير العلماء الربانيين من أنصاف أو أشباه أو ظلل المتعلمين أو علماء السوء وطلاب الدنيا وعباد الهوى وعشاق الزعامة وعذاب الألسن ذئاب القلوب، وهذا ما يقع غالبًا لذلك فإنك ترى الفرقة تزداد يومًا بعد يوم وجيلاً بعد جيل وقرنًا بعد قرن حتى صار الخلاف سمة المنتسبين إلى الإسلام من أول لحظة توفي فيها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بل في مرضه الذي توفي فيه وإلى يومنا هذا وإلى أن يشاء الله تعالى وتحقق بهم دليل من دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، عن العرباض بن سارية قال "وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل إن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول الله قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبد حبشي فإنه من يعش منكم يرى اختلافًا كثيرًا وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ"([2])، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ "افترقت اليهود والنصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة"([3]). ولذلك حذر الله تبارك وتعالى كل أولئك من التصدر لهذا العمل الشريف والمشروع العظيم الذي لا يقدرون عليه ولم يتأهلوا له وذمَّ وتوعد من فعل ذلك منهم أشد الوعيد فقال سبحانه{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}[الأعراف:33]، وقال{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}[الإسراء:36]، وقال{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ}[لقمان:20]، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ "سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل: وما الرويبضة؟ قال:الرجل التافه في أمر العامة"([4]).

2- العلم بحقيقة المسائل المختلف فيها وآراء المخالفين من مصادرهم المعتبرة المعتمدة لديهم، وبالوقوف على مراداتهم بأقوالهم وكتاباتهم بكل دقة من خلال سؤالهم أو التبين منهم بأي وسيلة ممكنة مشروعة، وطرح كل رأي فيهم من غيرهم سواء كان خصمًا أو محبًّا لظنيته وعدم قطعيته إلا أن يكون من معصوم أو عدل عالم منصف.والحقيقة أن هذا هو الذي جاء به الوحي من الله تبارك وتعالى والتزم به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مع مخالفيه دل على ذلك أدلة كثيرة منها:

1- قول الله تبارك وتعالى{كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}[آل عمران:93]، وفي هذه الآية يأمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم أن يحتج على بني إسرائيل بما هو مكتوب في التوراة التي يؤمنون بها لا بأقوال غيرهم فيهم، ومثل هذه الآية قول الله تعالى{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ}[آل عمران:23]، وقد فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وامتثل أمر ربه فحجهم بما يؤمنون به ومدون في مصادرهم المعتمدة لديهم، عن ابن عمر قال "أتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم برجل وامرأة من اليهود قد زنيا، فقال لليهود: ما تصنعون بهما؟ قالوا: نُسَخِّم وجوههما ونخزيهما، قال: "فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين" فجاءوا، فقالوا لرجل ممن يرضون أعور: اقرأ، فقرأ حتى انتهى إلى موضع منها فوضع يده عليه، قال: ارفع يدك. فرفع يده فإذا فيه آية الرجم تلوح، فقال: يا محمد إن عليهما الرجم، ولكنَّا نتكاتمه بيننا، فأمر بهما فرجما، فرأيته يجانئ عليها الحجارة"([5])، وعن البراء بن عازب قال "مر على النبيصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ بيهودي محمَّمًا مجلودًا فدعاهمصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فقال: هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ قالوا: نعم. فدعا رجلاً من علمائهم فقال: أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ قال: لا. ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك، فحده الرجم ولكنه كثر في أشرافنا فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد، قلنا: تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم. فقال رسول اللهصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه فأمر به فرجم فأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} إلى قوله{إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ} يقول ائتوا محمدًاصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإن أمركم بالتحميم والجلد فخذوه وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا فأنزل الله تعالى{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}، وقوله{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}، وقوله{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}"في الكفار كله"([6])،

2- وقوله{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[الأعراف:157]، وهنا يحتج القرآن الكريم لإثبات نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم على أهل الكتاب بما هو مكتوب في التوراة والإنجيل الكتابين اللذين يؤمنون بهما.

3-وقوله{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ.وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ . ثُمَّ أَنتُمْ هَـؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}[البقرة:83-85]، وهنا يحتج القرآن الكريم لإثبات فساد بني إسرائيل بواقعهم الذي لا ينكرونه ولا يمارون فيه المخالف لما هو ثابت من أحكام ألزمهم الله بها في التوراة التي أقروها وآمنوا بها.

4- وما روي عن زيد بن أرقم قال "كنت مع عمي، فسمعت عبد الله بن أبي ابن سلول يقول: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا، ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فذكرت ذلك لعمي، فذكر عمي للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فدعاني فحدثته، فأرسل إلى عبد الله بن أبي وأصحابه، فحلفوا ما قالوا، وكذبني النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصدقهم، فأصابني غم لم يصبني مثله قط، فجلست في بيتي، وقال عمي: ما أردت إلى أن كذبك النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومقتك؟ فأنزل الله تعالى{إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله}فأرسل إلي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقرأها وقال: إن الله قد صدقك"([7])، وفي هذا الحديث بيان واضح لالتزام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بهذا المنهج مع من صاحبوه وأظهروا له الإسلام فحكم على عبد الله بن أبي مع أنه رأس النفاق بما أظهره وأقره على نفسه لا بما قاله غيره فيه وذلك قبل أن ينزل الوحي بتكذيبه وتصديق من أخبر عنه.

ولقد واجه المشركون وأهل الكتاب دعوة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لهم إلى الالتزام بهذا المنهج في المحاججة والمحاورة والمناظرة للوصول إلى الحق وتحديد المحق من المبطل بالرفض والإنكار فرفضوا سماع قوله والنظر في دعوته وحجته بل وصدوا أتباعهم وغيرهم عن ذلك صدودًا وأمروهم وألزموهم ببناء التصور عنه وعن دينه وعقيدته ومنهجه من خلالهم لا من خلال أقواله الثابتة في مصادره المعتبرة المعتمدة لديه، لعلمهم اليقيني أنه سيقودهم لو التزموه إلى الإقرار بالحق والعمل به وهم لا يريدون ذلك ابتداء فرفضوا الطريق إليه، دل على ذلك أدلة منها قول الله تبارك وتعالى{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ}[فصلت:26]، وقوله{وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ .الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَـئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ}[إبراهيم:2-3]، وإن رفض الكافرين لهذا المنهج الحق و مواجهتهم له لم تكن بعد بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فحسب وإنما هي صفتهم الملازمة لهم حياتهم كلها قبل البعثة وبعدها، يقول تعالى{وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً}[نوح:7].

3- العدل والإنصاف والإقرار بنتائج النظر السديد والدراسة الممنهجة والنقد القويم، وعدم تبييت النتائج المسبقة المبنية على التقليد والموروث من الآراء والمذاهب، يقول تعالى في بيان لزوم ذلك{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}[المائدة:8]، ويقول{قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ}[الأعراف:29]، ويقول{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}[النحل:90]، ويقول{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً}[النساء:58]، ويقول{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً}[النساء:135]، ويقول{فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ}[الشورى:15]، وعن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ قال فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى أنه قال "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا"([8]). وهذا ينبني على مقدمتين الأولى: الخوف من الله تعالى والوقوف عند حدوده ابتغاء مرضاته والوصول إلى الحق من خلال البحث والمحاورة، يقول تعالى ملزمًا بذلك{فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}[هود:112]، ويقول{قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}[آل عمران:32]، ويقول{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً}[الأحزاب:36]، ويقول{تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[البقرة:229]، والثانية: العلم بأن ما عند العالم المجتهد ليس حقًّا مطلقًا وإنما هو في الظنيات حقُّ في رأيه محتمل للخطأ، كما أن رأي غيره خطأ في رأيه محتمل للصواب، يدل على ذلك ما روي عن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ "إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر"([9])، وما روي عن أنس رَضِيَ اَللهُ عَنْهُقال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"([10]).

وإننا باستقرائنا لمشاريع الوفاق والتوحد والتقريب والالتقاء بين مختلف الفرق والمذاهب الإسلامية ولاسيما بين المنتسبين إلى السنة والشيعة الإمامية الاثني عشرية نراها مفتقرة إلى هذه المقومات ولاسيما مقوم معرفة الفكر من مصادر أهله، لذلك لم تكلل بالنجاح ولم تنتج تغييرًا إلى الأفضل بل وكثير منها انعكس سلبًا على القائمين عليها بخاصة وعلى الأمة المحمدية بعامة، لذلك فإنني أدعو العلماء أصحاب المشاريع التوحيدية وأخص بالذكر منهم المنتسبين إلى أهل السنة إلى دراسة معمقة لآراء الآخرين وعلى رأسهم علماء الإمامية الاثني عشرية من مصادرها المعتبرة لديهم والرجوع إليهم للوقوف عند الفهم الصحيح لما يعتقدونه ويرونه من أحكام، ليتمكنوا من الوقوف على الحق في كل مسألة للالتزام به والدعوة إليه وجمع الأمة عليه بإذن الله تعالى ملفتًا النظر إلى خطأ جسيم قد يكون من أهم أسباب إصرار أهل السنة على الافتراق والاختلاف بين السنة والشيعة واعتقادهم استحالة الالتقاء والاتفاق وقع فيه جل العلماء المنتسبين إلى أهل السنة قديمًا وحديثًا وهو عدم دراسة مذهب الإمامية من مصادره المعتبرة عند أهله وإن شئت فقل عدم دراسته أو حتى الاطلاع عليه بالكلية والاكتفاء بالفرق بين الفرق للبغدادي أو الملل والنحل للشهرستاني أو الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم أو منهاج السنة لابن تيمية أو مقالات الإسلاميين للأشعري وغيرها من كتبهم التي دونوها في خصومهم وفي أوقات وظروف تفريقية وليست توحيدية أنتجت عقيدة عقيمة في الشيعة الإمامية الاثني عشرية تيئس من الالتقاء معهم والاتفاق على منهج الحق أوجزها ابن حزم ودعا إليها بقوله "إن الروافض ليسوا من المسلمين، إنما هي فرق أولها بعد موت النبي بخمس وعشرين سنة، وكان مبدؤها إجابة ممن خذله الله لدعوة من كاد الإسلام، وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب والكفر"([11])، وقوله "إن الشيعة ليسوا رشدة أو أنهم نوكى، أو أنهم شعبة ذوو جنون"([12])، والله العلي القدير أسال السداد والرشاد، وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين.


([1]) رواه البخاري(فتح) ج13ص180 وأحمد و البغوي في شرح السنة وهو حديث صحيح.

([2]) رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح ج2ص112-113، وابن ماجه رقم 43،44 وأبو داود رقم 4607، و أحمدج4 ص 126 و الحاكم ج1 ص 95-97 وصححه ووافقه الذهبي والدارمي ج 1 ص 44 – 45، و الطبراني في الكبير رقم15021-15027.


([3]) رواه أبو داود (عون المعبود) ج12ص341، والترمذي وقال: حسن صحيح ج5 ص25، وابن ماجة، والنسائي، وأحمد ج2 ص332، والسيوطي في الجامع الصغير ونوه بصحته.

([4]) رواه ابن ماجةج2ص1339-1340والحاكمج4ص512وأحمد ج2ص291وأحدأسانيدأحمدرواته ثقات

([5]) رواه البخاري (فتح) ج8 ص224.

([6]) رواه مسلم( شرح النووي)ج11ص209 -210 وأبو داود رقم 4448 و ابن ماجة ج2ص855 رقم 2558و البيهقي في السنن الكبرى ج8ص246 والطبري ج6ص164 وانظر فتح الباري ج12ص166- 167.

([7]) رواه البخاري (فتح) ج8ص648.

[8] - رواه مسلم(شرح النووي) ج16ص131-133 والمنذري في الترغيب ج2ص475 و الترمذي رقم 2490 و الحاكم ج4 ص241 وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة ، و الترمذي ج4ص656 ، و ابن ماجة ج2ص1422 رقم4257 ، و البيهقي في السنن الكبرى ج6ص93 و أحمد ج5ص154،160 .

([9]) رواه البخاري(فتح) ج13ص318 ومسلم(شرح النووي) ج12ص20-21.

([10]) رواه الترمذي ج4ص659 رقم2499 وابن ماجة ج2ص1420 رقم4251 وأحمد ج3ص198 والحاكم ج4ص244 والدارمي ج2ص393 وقوى سنده الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام. انظر سبل السلام ج4ص346 ورواه أحمد ج3ص198 والبغوي في شرح السنة ج5ص192.

([11]) الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم ج1ص290.

([12]) الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم ج5ص39.






 
قديم 20-02-10, 04:59 AM   رقم المشاركة : 6
ابو وئام
عضو فعال






ابو وئام غير متصل

ابو وئام is on a distinguished road


باختصار لايوجد تقريب بين دين ودين







 
قديم 20-02-10, 03:51 PM   رقم المشاركة : 7
صاحب البرهان
عضو نشيط







صاحب البرهان غير متصل

صاحب البرهان is on a distinguished road


أخي الاثني عشري ..

كل الذي قلته عمل نظري ,, و ان كان هناك من علماء السنة من يفسق و يكفر الشيعة فهناك من الطرف الآخر من يميتنا ميتة جاهلية فقط لأننا لا نعترف بامام العصر و الزمان .... أنا لا أقول غيروا دينكم و بدلوه .. انا اقول فقط .. احترموا الصحابةو أمهات المؤمنين .. و اتركوا لعننا خصوصا ً أن لعننا من المستحبات .. و بعد ذلك افعلوا ما تريدون أنتم و شأنكم و سنتعايش كما نتعايش مع كل الفرق و الطوائف







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:29 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "