العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-02-10, 11:50 PM   رقم المشاركة : 1
سالمييين
اثني عشري






سالمييين غير متصل

سالمييين is on a distinguished road


سؤال الى اهل السنة وفقهم الله

بسم الله لرحمن الرحيم

الى الاخوة اهل السنة والجماعة

ممكن تفيدوني بسبب نزول سورة النجم
( اول ايات السورة تحديدا) من التفاسير
المعتبرة لديكم_____________________وفقكم الله






 
قديم 14-02-10, 11:55 PM   رقم المشاركة : 2
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


هو نزول قولـه تعالى: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)) [النجم:1] الآيات، في شأن علي رضي الله عنه، وسنذكر أولاً الروايات من طرق القوم وندرس أسانيدها، ثم نتكلم في القصة:


الرواية الأولى: الصدوق، قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أحمد بن يحيى، قال: حدثنا بكر بن عبدالله، قال: حدثنا الحسن بن زياد الكوفي، قال: حدثنا علي بن الحكم، قال: حدثنا منصور بن أبي الأسود، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه قال: لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم مرضه الذي قبضه الله فيه اجتمع إليه أهل بيته وأصحابه، فقالوا: يا رسول الله، إن حدث بك حدث فمن لنا بعدك؟ ومن القائم فينا بأمرك؟ فلم يجبهم جواباً وسكت عنهم، فلما كان اليوم الثاني أعادوا عليه القول فلم يجبهم عن شيء مما سألوه، فلما كان اليوم الثالث قالوا له: يا رسول الله، إن حدث بك حدث فمن لنا بعدك؟ ومن القائم فينا بأمرك؟ قال لهم: إذا كان غداً هبط نجم من السماء في دار رجل من أصحابي فانظروا من هو فهو خليفتي عليكم بعدي، والقائم فيكم بأمري، ولم يكن فيهم أحد إلا وهو يطمع أن يقول له: أنت القائم من بعدي، فلما كان اليوم الرابع جلس كل رجل منهم في حجرته ينتظر هبوط النجم إذ انقض نجم من السماء قد غلب ضوؤه على ضوء الدنيا حتى وقع في حجرة علي، فهاج القوم، وقالوا: والله لقد ضل هذا الرجل وغوى، وما ينطق في ابن عمه إلا بالهوى، فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى)) [النجم:1-4] إلى آخر السورة([1]).



أقول: القطان، قال فيه الخوئي: هو من مشايخ الصدوق، وتوهم بعضهم حسن الرجل من ترحم الصدوق عليه، وهو عجيب! كيف وقد ترحم الأئمة لعموم الزائرين لقبر الحسين؟ بل أفرط بعضهم فذكر أن الصدوق وصفه بالعدل، وهذا أعجب! فإن الصدوق لم يصفه بالعدل، إنما ذكر أنه كان معروفاً بأبي علي بن عبدربه [عبدويه] العدل، ومعنى أن هذا العدل كان لقباً له -وكلمة العدل، وكلمة الحافظ والمقرئ ونحوهما من الألقاب- وأين هذا من وصفه بالعدالة؟ ولا يبعد أن يكون الرجل من العامة، كما استظهر بعضهم([2]).



وأحمد بن يحيى هو ابن زكريا القطان أبو العباس، وهو مجهول الحال([3])، وكذا بكر بن عبدالله بن حبيب المزني عند القوم([4]).



أما الحسن بن زياد فلم أجد من ترجم له، ولا أظنه الصيقل أو العطار الكوفي، فإنهما من أصحاب الصادق، وصاحبنا يروي عن الصادق بواسطتين([5]).



الرواية الثانية: الصدوق، حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي، قال: حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن علي الهمداني، قال: حدثني الحسين بن علي، قال: حدثني عبدالله بن سعيد الهاشمي، قال: حدثني عبد الواحد بن غياث، قال: حدثنا عاصم بن سليمان، قال: حدثنا جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس قال: صلينا العشاء الآخرة ذات ليلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سلَّم أقبل علينا بوجهه، ثم قال: أما إنه سينقض كوكب من السماء مع طلوع الفجر، فيسقط في دار أحدكم، فمن سقط ذلك الكوكب في داره فهو وصيي وخليفتي والإمام بعدي، فلما كان قرب الفجر جلس كل واحد منا في داره ينتظر سقوط الكوكب في داره، وكان أطمع القوم في ذلك أبي، العباسُ بن عبد المطلب، فلما طلع الفجر انقض الكوكب من الهواء فسقط في دار علي بن أبي طالب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: يا علي، والذي بعثني بالنبوة لقد وجبت لك الوصية والخلافة والإمامة بعدي، فقال المنافقون عبدالله بن أبي وأصحابه: لقد ضل محمد في محبة ابن عمه وغوى، وما ينطق في شأنه إلا بالهوى، فأنزل الله تبارك وتعالى: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)) [النجم:1]([6]).



أقول: الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي لم يرد فيه سوى القول بأنه من مشايخ الصدوق، وقد ذكرنا لك قول الخوئي في هؤلاء([7])، وأضيف هنا -أيضاً- قول الصدوق نفسه في أحد مشايخه وهو أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد الضّبي المرواني: ما لقيت أحداً أنصب منه، وبلغ من نصبه أنه كان يقول: اللهم صل على محمد فرداً، ويمتنع من الصلاة على آله.([8])

وعلى هذا فأي حجة لمن يقول بتوثيق مشايخ الصدوق إذا كان يروي عن أمثال هذا الناصبي الكافر النجس عندهم؟!

أما فرات بن إبراهيم الكوفي، فهو صاحب التفسير، وقد مرَّ الكلام فيه.

والهمداني والحسين بن علي والهاشمي. لم أقف على ذكرهم في كتب الرجال، وجويبر ضعيف جداً، والضحاك صدوق كثير الإرسال.

الرواية الثالثة: الصدوق، حدثنا أحمد بن محمد بن الصقر العدل، قال: حدثنا محمد بن العباس بن بسام، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن أبي الهيثم السعدي، قال: حدثني أحمد بن أبي الخطاب [أحمد بن الخطاب]، قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن عبدالله بن عباس، بمثل الرواية السابقة إلا أنه قال في حديثه: يهوي كوكب من السماء مع طلوع الشمس فيسقط في دار أحدكم([9]).

أقول: أحمد بن محمد بن الصقر لم يرد فيه سوى كونه من مشايخ الصدوق([10])، وقد عرفت آنفاً أن ذلك لا يدل على وثاقة الرجل وعلى ذكر مشايخ الصدوق، فالصدوق نفسه لم يسلم من الطعن فيه، والخلاف في توثيقه، حتى توقف البعض فيه بحجة أنه لم يصرح بتوثيقه أحد من علماء الرجال، ونعته البعض بالكذب، حيث قال: الصدوق كذوب، وذكر آخر وهو أسد الله الكاظمي في (كشف القناع) أن الصدوق يقوم بالتغيير في الأحاديث مما يورث سوء الظن به، وخلص إلى القول بأن أمره مضطرب جداً، أما ابن بسام والسعدي والخطاب فلم أجد من ترجم لهم عند القوم.

الرواية الرابعة: الصدوق، حدثنا أحمد بن الحسن القطان المعروف بأبي علي بن عبدالله عبدربه [عبدويه] العدل، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن زكريا القطان، قال: حدثنا بكر بن عبدالله بن حبيب، قال: حدثنا محمد بن إسحاق الكوفي الجعفي، قال: حدثنا إبراهيم بن عبدالله السنجري [السحري] أبو إسحاق، عن يحيى بن الحسين المشهدي، عن أبي هارون العبدي، عن ربيعة السعدي، قال: سألت ابن عباس عن قول الله عز وجل: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)) [النجم:1]؟

قال: هو النجم الذي هوى مع طلوع الفجر فسقط في حجرة علي بن أبي طالب، وكان أبي العباسُ يحب أن يسقط ذلك النجم في داره، فيحوز الوصية والخلافة والإمامة، ولكن أبى الله أن يكون ذلك غير علي بن أبي طالب([12]).

أقول: أما أحمد بن الحسن، وأبو العباس القطان، وابن حبيب، فقد مرت ترجمتهم في تخريج الرواية الأولى، والسنجري أو السحري والمشهدي غير معروفين، والعبدي مجهول الحال عند القوم([13])، كذاب ومتروك الحديث عند أهل السنة، وكذا السعدي عند القوم([14])، ولم يرد في حقهما توثيق إلا ما قيل عن وثاقة كل من ورد في أسانيد تفسير القمي، وقد بينا بطلان هذه الدعوى فيما سبق، فراجعها.

الرواية الخامسة: فرات بن إبراهيم، حدثني جعفر بن أحمد معنعناً، عن عائشة قالت: بينا النبي صلى الله عليه وسلم جالس إذ قال له بعض أصحابه: من أخير الناس بعدك يا رسول الله؟ فأشار إلى نجم في السماء، فقال: من سقط هذا النجم في داره، فقال القوم: فما برحنا حتى سقط النجم في دار علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال بعض أصحابه ما قالوا: ما أشد ما رفع بضبع ابن عمه، فأنزل الله تعالى: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)) [النجم:1]([15]).

أقول: حسب الرواية هذه أنها من روايات تفسير فرات، فضلاً عن كونها معنعنة.

الرواية السادسة: فرات، حدثنا أبو الحسن أحمد بن صالح الهمداني معنعناً، عن عبدالله بن بريدة الأسلمي، عن أبيه رضي الله عنه قال: انقض نجم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من وقع هذا النجم في داره فهو الخليفة، فوقع النجم في دار علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقالت قريش: ضل محمد، فأنزل الله تبارك وتعالى: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)) [النجم:1] ([16]).

الرواية السابعة: فرات، حدثنا علي بن أحمد بن خلف الشيباني معنعناً، عن نوف البكالي، عن علي بن أبي طالب قال: جاءت جماعة من قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، انصب لنا علماً يكون لنا من بعدك لنهتدي ولا نضل كما ضلت بنو إسرائيل بعد موسى بن عمران، فقد قال ربك: ((إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ)) [الزمر:30]، ولسنا نطمع أن تعمر فينا ما عمر نوح في قومه، وقد عرفت منتهى أجلك ونريد أن نهتدي ولا نضل، قال: إنكم قريبو عهد بالجاهلية، وفي قلوب أقوام أضغان، وعسيت إن فعلت أن لا تقبلوا، ولكن من كان في منزلـه الليلة آية من غير ضير فهو صاحب الحق، قال: فلمَّا صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء وانصرف إلى منزلـه سقط في منزلي نجم أضاءت له المدينة وما حولها، وانفلق بأربع فلق انشعبت في كل شعبة فلقة من غير ضير، قال نوف: قال لي جابر بن عبدالله: إن القوم أصروا على ذلك وأمسكوا، فلمَّا أوحى الله إلى نبيه أن ارفع ضبع ابن عمك، قال: ياجبرئيل، أخاف من تشتت قلوب القوم، فأوحى الله تعالى إليه: ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ)) [المائدة:67] قال: فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالاً أن ينادي بالصلاة جامعة، فاجتمع المهاجرون والأنصار، فصعد المنبر فحمد الله تعالى وأثنى عليه، ثم قال: يا معشر قريش، لكم اليوم الشرف صفوا صفوفكم، ثم قال: يا معشر العرب، لكم اليوم الشرف صفوا صفوفكم، ثم قال: يا معشر الموالي، لكم اليوم الشرف صفوا صفوفكم، ثم دعا بدواة وقرطاس فأمر فكتب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله محمد رسول الله، قال: شهدتم؟ قالوا: نعم، قال: أفتعلمون أن الله مولاكم؟ قالوا: اللهم نعم، قال: فقبض على ضبع علي بن أبي طالب، فرفعه للناس حتى تبين بياض إبطيه، ثم قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، فأنزل الله تعالى: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)) [النجم:1] ([17]).

الرواية الثامنة: فرات، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم معنعناً، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت جالساً مع فتية من بني هاشم عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ انقض كوكب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من انقض هذا النجم في منزلـه فهو الوصي من بعدي، فقام فتية من بني هاشم، فإذا الكوكب قد انقض في منزل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، قالوا: يا رسول الله، كل هذا رويت في علي، فأنزل الله تعالى: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)) [النجم:1] ([18]).

الرواية التاسعة: فرات، حدثنا محمد بن عيسى بن زكريا معنعناً، عن جعفر بن محمد قال: لما أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يوم غدير خم، فذكر كلاماً، فأنزل الله تعالى على لسان جبرئيل عليه السلام، فقال له: يا محمد، إني منزل غداً ضحوة نجماً من السماء يغلب ضوؤه على ضوء الشمس، فأعلم أصحابك من سقط النجم في داره فهو الخليفة من بعدك، فأعلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه غداً يسقط من السماء نجم يغلب ضوؤه ضوء الشمس، فمن سقط ذلك النجم في داره فهو الخليفة من بعدي، فجلسوا كلهم كل في منزلـه يتوقع أن يسقط النجم في منزلـه، فما لبثوا أن سقط النجم في منزل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة عليهما السلام، واجتمع القوم وقالوا: والله ما تكلم فيه إلا بالهوى، فأنزل الله تعالى على نبيه: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)) [النجم:1] ([19]).

جميع الروايات السابقة من تفسير فرات بن إبراهيم، وقد أوقفناك على قيمة تفسيره هذا، وكذا حال فرات نفسه، ومعظم رجال الأسانيد السابقة -رغم أنها مبتورة ومعنعنة- مجاهيل عند القوم([20]).
الرواية العاشرة: الماهيار، عن جعفر بن محمد العلوي، عن عبدالله بن محمد الزيات، عن جندل بن والق، عن محمد بن أبي عمير، عن غياث بن إبراهيم، عن جعفر بن محمد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا سيد الناس ولا فخر، وعلي سيد المؤمنين، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، فقال رجل من قريش: والله ما يألو يطري ابن عمه، فأنزل الله سبحانه: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)) [النجم:1] ([21]).

فالزيات ليس له ذكر في كتب الرجال، وابن والق لم يترجم له القوم، وعند أهل السنة هو صدوق يغلط.

الرواية الحادية عشرة: الماهيار، حدثنا أحمد بن القاسم، عن منصور بن العباس، عن الحصين، عن العباس القصباني، عن داود بن الحصين، عن فضل بن عبد الملك، عن أبي عبدالله قال: لما أوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم أمير المؤمنين يوم غدير خم افترق الناس ثلاث فرق، قالت فرقة: ضل محمد، وفرقة قالت: غوى، وفرقة قالت: بهواه يقول في أهل بيته وابن عمه، فأنزل الله سبحانه: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)) [النجم:1]([22]).

أقول: ابن القاسم مجهول([23])، ومنصور بن العباس لم يوثقه أحد، وقال البعض باضطرابه([24]).

ولا تغتر بقول الخوئي بوثاقة الرجل؛ لأنه وقع في إسناد كامل الزيارات لابن قولويه، لأن مبعث هذا القول عنده هو ما ذكره ابن قولويه في مقدمة كتابه المذكور من أنه لا يذكر فيه إلا ما ورد من طرق الثقات([25]).

وقد استظهر البعض فساد هذا القول باعتبارات عدة، منها: أن قولـه -أي: ابن قولويه- إنما هو محمول على مشايخه الذين صدر بهم سند أحاديث كتابه، لا كل من ورد في إسناد الروايات([26]).

وعلى أي حال، يذكر البعض أن الخوئي قد تراجع عن توثيقه لكل من وقع في أسانيد الكتاب المذكور.

والحصين اختلفت نسخ المصادر في ذكره، بين: الحصين، كما مرَّ عن البرهان وبعض نسخ تأويل الآيات، وبين: منصور بن العباس الحصين، كما في بعض نسخ التأويل، وبين: داود بن الحصين، كما في البحار والكنز والتأويل، ولا أظنه داود بن الحصين الأسدي الكوفي الوارد في السند نفسه، وهو رغم الاختلاف فيه يروي عن الصادق، أما صاحبنا فروايته عن الصادق بثلاث وسائط([27])، ولا يبعد أن يكون الحصين الأول إنما هو من سهو النساخ.

على أي حال السند كله ظلمات ,,

هذه كل الروايات التي جاءت بأسانيدها من طرق القوم في نزول قولـه عز وجل: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)) [النجم:1]، في شأن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ورأيت أنه لم يصح منها شيء، ولعلك رأيت أيضاً خلو مصادر القوم المعتبرة منها، واقتصارها على كتب الصدوق وتفسير فرات والماهيار.. فتأمل!

أما المتون فإليك التعليق عليها:

لن نتكلم بطبيعة الحال عن اختلاف الألفاظ، لأنك لن تجد روايتين متشابهتين، سواء التي ذكرناها أو تلك التي أعرضنا عنها لعدم ورودها بأسانيدها، وهذا بيّن.

وإنما حسبك الاضطراب في وقت نزول النجم.
ففي رواية: مع طلوع الفجر.
وفي رواية: بعد طلوع الفجر.
وفي رواية: أن وقت نزوله ضحوة حتى غلب على ضوء الشمس كما في الرواية التاسعة.


وأيضاً: الاضطراب بين كون القصة في أوائل العهد المكي -باعتبار أن سورة النجم من أوائل ما نزل من القرآن- وبين كونها في المدينة بعد الهجرة.

وأيضاً: الاضطراب بين كونها في فتح مكة، أو عند عودته من الفتح ونزوله صلى الله عليه وسلم غدير خم، أو في مرض موته صلى الله عليه وسلم، وهذا الأخير كما في الرواية الأولى -وهي أن نزولها كان في مرض موته صلى الله عليه وسلم- لا أظن أن القوم يسرهم ثبوتها؛ ذلك أنه على فرض ثبوتها يسقط كل ما يورده القوم من استدلالات في إثبات الإمامة قبل هذا النص بما في ذلك روايات غدير خم، وقد تحدثنا بعض الشيء عن هذه الرواية في الباب الأول وأوردنا هناك بعض الشبهات.

وإذا عرفت -أيضاً- أن سورة النجم من أوائل ما نزل من القرآن في مكة، حيث نزل بعدها [63] سورة مكية، و[28] سورة مدنية، كما يعرف ذلك من تسلسل نزول القرآن الكريم؛ عرفت استحالة رواية عبدالله بن عباس رضي الله عنهما لهذه القصة، فابن عباس رضي الله عنهما كان مولده بشعب بني هاشم قبل عام الهجرة بثلاث سنين، وعلى هذا فإما أنه لم يكن قد ولد بعد عند نزول هذه الآية، أو أن روايته لهذه القصة كانت في إحدى هذه السنين الثلاث في مكة، وهذا لا يقول به أحد.

كما لم يختلف أحد من المسلمين شيعة كانوا أم سنة في أن سورة النجم من السور المكية إلا الآية [32] على خلاف؛ وهي قولـه: ((الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ)) [النجم:32]، وإذا عرفت هذا أيضاً -أي: من شأن نزول هذه السورة في أوائل العهد المكي- فاعلم بأن الاستدلال بهذه القصة مخالف لادعاء القوم أن الإمامة آخر ما نزل من الأركان، وأن ذلك كان بعد فريضة الحج، حيث أنزل الله فيها بزعمهم: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً)) [المائدة:3]، أما في قصتنا هذه فلم تكن الزكاة والصوم والحج قد فرضت بعد.

وإذا تأملت هذا الاختلاف الشديد بين الروايات علمت أنها قد وضعت ونسبت إلى الأئمة، وكل ذلك لمحاولة إثبات هذه العقيدة المنحرفة؛ وقد قال سبحانه: ((وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً)) [النساء:82].

وبعيداً عن هذا كله: فمن المعلوم -حتى لدى الصغير- أن النجم عبارة عن كتلة مستديرة من غازات شديدة الحرارة، وأن هناك فرقاً بين الكواكب والنجوم، حيث إن النجوم ذات إضاءة ذاتية، بينما الكواكب تعكس ضوء النجوم، ولا ينبغي أن يكون النازل في أو على دار علي رضي الله عنه والذي غلب ضوؤه ضوء الدنيا أو الشمس لا ينبغي أن يكون كوكباً كما في بعض الروايات السابقة، لأنه كتلة حجرية غير مضيئة، إنما المضيء هو النجم، ولو افترضنا أن أصغر نجم هو بحجم الأرض، فأين تكون دار أمير المؤمنين رضي الله عنه في مكة أو المدينة من ذلك.

فضلاً عن أن النجوم والكواكب لا تزول عن مستقرها ومداراتها، وإنما قيل بانفصال شهب من الكواكب تكون رجوماً للشياطين، وليست فضيلة أو كرامة لأحد.

ولأجل كل هذا وغيره، فقد نزه الكثير من علماء القوم مصنفاتهم -رغم احتوائها على الكثير من المآخذ- عن إيراد مثل هذه السفاسف([28]).

بل ذهب بعضهم إلى التهكم بهذه الرواية قائلاً: إن أصغر النجوم هو أكبر من الأرض..فكيف يعقل استيعاب دار علي لنجم لا تستوعبه الأرض بأكملها([29])؟!

ومن الطرائف في قصتنا هذه، تحديد البعض لهذا النجم، فقد ذكر صاحب المناقب أن النجم كان الزهرة، وقيل: الثريا([30]).

ومن الروايات الطريفة في موضوعنا، رواية ذكرها صاحب إرشاد القلوب، عن الباقر قال: اجتمع التسعة المفسدون في الأرض في دار الأقرع بن حابس التميمي وكان يسكنها في ذلك الوقت صهيب الرومي، وهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وطلحة، والزبير، وسعد، وسعيد، وأيضاً ابن عوف الزهري، وأبوعبيدة بن الجراح([31])، فقالوا: لقد أكثر محمد في حق علي حباً حتى لو أمكنه أن يقول لنا: اعبدوه لقال، فقال سعد بن أبي وقاص: ليت محمداً أتانا فيه بآية من السماء كما آتاه الله في نفسه من الآيات مثل انشقاق القمر وغيره، وباتوا ليلتهم تلك، فنزل نجم من السماء حتى صار في ذروة جدار أمير المؤمنين معلقاً يضيء في سائر المدينة، حتى دخل ضياؤه في البيوت وفي الآثار وفي المغارات وفي المواضع المظلمة من بيوت الناس، فذعر أهل المدينة ذعراً شديداً، وخرجوا وهم لا يعلمون ذلك النجم على دار من نزل ولا هو متعلق، لكن يرونه على بعض منازل رسول الله، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ضجيج الناس خرج إلى المسجد ونادى في الناس: ما الذي أرعبكم وأخافكم، هذا النجم على دار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: أفلا تقولون لمنافقيكم التسعة الذين اجتمعوا في أمسكم في دار صهيب الرومي وقالوا فِيَّ وفي أخي علي بن أبي طالب ما قالوا؟

وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر مغلساً بها، وأقبل الناس يقولون: ما بقي نجم في السماء، وهذا النجم معلق، فقال لهم رسول الله: هذا حبيبي جبرئيل عليه السلام قد أنزل علي النجم قرآناً تسمعونه، ثم قرأ صلى الله عليه وسلم: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)) [النجم:1] الآيات، ثم ارتفع النجم وهم ينظرون إليه والشمس قد بزغت وغاب النجم في السماء، فقال بعض المنافقين: لو شاء لأمر هذه الشمس فنادت باسم علي، وقالت: هذا ربكم فاعبدوه، فهبط جبرئيل عليه السلام وأخبر محمداً صلى الله عليه وسلم بما قالوا، فاستدعى علياً وقال له: يا أبا الحسن، إن قوماً من منافقي أمتي ما قنعوا بآية النجم حتى قالوا: لو شاء محمد لأمر الشمس أن تنادي باسم علي وتقول: هذا ربكم فاعبدوه، وأمره أن يخرج إلى بقيع الغرقد في الغد ليخاطب الشمس وتخاطبه، فسمع الناس ما قال رسول الله وسمع التسعة المفسدون في الأرض، فقال بعضهم لبعض: لا تزالون تغرون محمداً بأن يظهر في ابن عمه كل آية ولبئس ما قال محمد في هذا اليوم، فقال اثنان منهم، وأقسما بالله جهد أيمانهما -وهما أبو بكر وعمر-: لا بد أن نحضر البقيع حتى ننظر ونسمع ما يكون من علي والشمس، فذكر خروجه ومخاطبته للشمس قائلاً: السلام عليك يا خلق الله الجديد، فأنطقها الله بلسان عربي مبين، فقالت: السلام عليك يا أخا رسول الله ووصيه، أشهد بأنك الأول والآخر والظاهر والباطن، وأنك عبدالله وأخو رسوله حقاً... والقصة طويلة([32]).

أما الروايات الصحيحة في تفسير هذه الآية فإليك ما يلي:

ذكر الطبرسي أن هناك أقوالاً في قوله تعالى: ((وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)) [النجم:1]، منها: أن الله أقسم بالقرآن إذ أنزل نجوماً متفرقة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاث وعشرين سنة، فسمي القرآن نجماً لتفرقه في النزول.

ومنها: أنه أراد الثريا، أقسم بها إذا سقطت مع الفجر، والعرب تطلق اسم النجمة على الثريا خاصة.

ومنها: أن المراد به جماعة النجوم إذا هوت، أي: سقطت وغابت وخفيت عن الحس وأراد به الخنس.

ومنها: أنه يعني به الرجوم من النجوم، وهو ما يرمى به الشياطين عند استراق السمع([33]).

ويقول الطباطبائي: إن المراد بالنجم هو مطلق الجرم السماوي المضيء، وقد أقسم الله في كتابه بكثير من خلقه.

ومنها: عدة من الأجرام السماوية كالشمس والقمر وسائر السيارات، وعلى هذا فالمراد بهويّ النجم سقوطه للغروب([34]).

ويقول مغنية: المراد بالنجم كل نجم؛ لأن الألف واللام للجنس، وأن معنى هوت النجوم أنها تسقط وتتناثر في الفضاء يوم القيامة بدليل قوله: ((وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ)) [الانفطار:2]([35]). وغيرها.

وكلها تدل دلالة واضحة على بُعد ما جاء في الروايات التي في موضوع الباب.

وعلى أي حال، ما كان أغنانا عن كل هذا لو لا أننا لازلنا نرى البعض يسود كتبه بأمثال هذه التخرصات التي لم يحتج بها الأمير نفسه في مواطن الاحتجاج في إثبات إمامته بزعم القوم.

وأخيراً فهذا الاستدلال يسقط الاستدلال السابق -أعني: حديث بدء الدعوة- لأن فيه أن الأمر الأول لم يكن أصلاً.. فتدبر!

http://www.dd-sunnah.net/forum/showt...t=89690&page=2







التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» [ المير حامد حسين ] يكذب على أهل السنة في [ أبان بن عياش ] .
»» حتى البسملة لم تسلم من الرافضة
»» حديث " من سب عليا " ضعيف عند التحقيق ... !!
»» سلسلة التحديات اليامية ( 4 ) هل إحتج علي بآية الولاية وحديث الغدير ؟
»» هدية لأخي إبن الإسلام تخريج حديث [ من أحب عليا ]
 
قديم 15-02-10, 12:02 AM   رقم المشاركة : 3
أبو إلياس
عضو ماسي







أبو إلياس غير متصل

أبو إلياس is on a distinguished road


نبدأ أوَّلا بتفسير بن كثير ...


والنجم إذَا هوَى

سُورَة النَّجْم : قَالَ الْبُخَارِيّ حَدَّثَنَا نَصْر بْن عَلِيّ أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَد - يَعْنِي الزُّبَيْرِيّ - حَدَّثَنَا إِسْرَائِيل عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَنْ الْأَسْوَد بْن يَزِيد عَنْ عَبْد اللَّه قَالَ أَوَّل سُورَة أُنْزِلَتْ فِيهَا سَجْدَة وَالنَّجْمِ قَالَ فَسَجَدَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَجَدَ مَنْ خَلْفَهُ إِلَّا رَجُلًا رَأَيْته أَخَذَ كَفًّا مِنْ تُرَاب فَسَجَدَ عَلَيْهِ فَرَأَيْته بَعْد ذَلِكَ قُتِلَ كَافِرًا وَهُوَ أُمَيَّة بْن خَلَف . وَقَدْ رَوَاهُ الْبُخَارِيّ أَيْضًا فِي مَوَاضِع وَمُسْلِم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ مِنْ طُرُق عَنْ أَبِي إِسْحَاق بِهِ وَقَوْله فِي الْمُمْتَنِع إِنَّهُ أُمَيَّة بْن خَلَف فِي هَذِهِ الرِّوَايَة مُشْكِل فَإِنَّهُ قَدْ جَاءَ مِنْ غَيْر هَذِهِ الطَّرِيق أَنَّهُ عُتْبَة بْن رَبِيعَة . قَالَ الشَّعْبِيّ وَغَيْره : الْخَالِق يُقْسِم بِمَا شَاءَ مِنْ خَلْقه وَالْمَخْلُوق لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُقْسِم إِلَّا بِالْخَالِقِ رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم . وَاخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي مَعْنَى قَوْله " وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى " فَقَالَ اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ مُجَاهِد يَعْنِي بِالنَّجْمِ الثُّرَيَّا إِذَا سَقَطَتْ مَعَ الْفَجْر وَكَذَا رُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس وَسُفْيَان الثَّوْرِيّ وَاخْتَارَهُ اِبْن جَرِير وَزَعَمَ السُّدِّيّ أَنَّهَا الزُّهْرَة وَقَالَ الضَّحَّاك " وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى " إِذَا رَمَى بِهِ الشَّيَاطِين وَهَذَا الْقَوْل لَهُ اِتِّجَاه . وَرَوَى الْأَعْمَش عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى " وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى " يَعْنِي الْقُرْآن إِذَا نَزَلَ وَهَذِهِ الْآيَة كَقَوْلِهِ تَعَالَى " فَلَا أُقْسِم بِمَوَاقِعِ النُّجُوم وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيم إِنَّهُ لَقُرْآن كَرِيم فِي كِتَاب مَكْنُون لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنْزِيل مِنْ رَبّ الْعَالَمِينَ " .

مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى

هَذَا هُوَ الْمُقْسَم عَلَيْهِ وَهُوَ الشَّهَادَة لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّهُ رَاشِد تَابِع لِلْحَقِّ لَيْسَ بِضَالٍّ : وَهُوَ الْجَاهِل الَّذِي يَسْلُك عَلَى غَيْر طَرِيق بِغَيْرِ عِلْم وَالْغَاوِي هُوَ الْعَالِم بِالْحَقِّ الْعَادِل عَنْهُ قَصْدًا إِلَى غَيْره فَنَزَّهَ اللَّه رَسُوله وَشَرْعه عَنْ مُشَابَهَة أَهْل الضَّلَال كَالنَّصَارَى وَطَرَائِق الْيَهُود وَهِيَ عِلْم الشَّيْء وَكِتْمَانه وَالْعَمَل بِخِلَافِهِ بَلْ هُوَ صَلَاة اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِ وَمَا بَعَثَهُ اللَّه بِهِ مِنْ الشَّرْع الْعَظِيم فِي غَايَة الِاسْتِقَامَة وَالِاعْتِدَال وَالسَّدَاد ...

وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى

أَيْ مَا يَقُول قَوْلًا عَنْ هَوًى وَغَرَضٍ .

إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى

أَيْ إِنَّمَا يَقُول مَا أُمِرَ بِهِ يُبَلِّغهُ إِلَى النَّاس كَامِلًا مَوْفُورًا مِنْ غَيْر زِيَادَة وَلَا نُقْصَان كَمَا رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا يَزِيد حَدَّثَنَا جَرِير بْن عُثْمَان عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن مَيْسَرَة عَنْ أَبِي أُمَامَة أَنَّهُ سَمِعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " لَيَدْخُل الْجَنَّة بِشَفَاعَةِ رَجُل لَيْسَ بِنَبِيٍّ مِثْل الْحَيَّيْنِ - أَوْ مِثْل أَحَد الْحَيَّيْنِ - رَبِيعَة وَمُضَر " فَقَالَ رَجُل يَا رَسُول اللَّه وَمَا رَبِيعَة مِنْ مُضِرّ ؟ قَالَ" إِنَّمَا أَقُولُ مَا أُقَوَّلُ " وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن سَعِيد عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن الْأَخْنَس أَخْبَرَنَا الْوَلِيد بْن عَبْد اللَّه عَنْ يُوسُف بْن مَاهَك عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو قَالَ كُنْت أَكْتُب كُلّ شَيْء أَسْمَعهُ مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيد حِفْظَهُ فَنَهَتْنِي قُرَيْش فَقَالُوا إِنَّك تَكْتُب كُلّ شَيْء تَسْمَعهُ مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشَرٌ يَتَكَلَّم فِي الْغَضَب فَأَمْسَكْت عَنْ الْكِتَاب فَذَكَرْت ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ " اُكْتُبْ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا خَرَجَ مِنِّي إِلَّا الْحَقّ" وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَنْ مُسَدَّد وَأَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة كِلَاهُمَا عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد الْقَطَّان بِهِ . وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو بَكْر الْبَزَّار حَدَّثَنَا أَحْمَد اِبْن مَنْصُور حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن صَالِح حَدَّثَنَا اللَّيْث عَنْ اِبْن عَجْلَان عَنْ زَيْد بْن أَسْلَمَ عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " مَا أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّهُ مِنْ عِنْد اللَّه فَهُوَ الَّذِي لَا شَكَّ فِيهِ " ثُمَّ قَالَ لَا نَعْلَمهُ يُرْوَى إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا يُونُس حَدَّثَنَا لَيْث عَنْ مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن أَبِي سَعِيد عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ " لَا أَقُول إِلَّا حَقًّا " قَالَ بَعْض أَصْحَابه فَإِنَّك تُدَاعِبُنَا يَا رَسُول اللَّه ؟ قَالَ " إِنِّي لَا أَقُول إِلَّا حَقًّا " .

عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى

يَقُول تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ عَبْده وَرَسُوله مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ عَلَّمَهُ الَّذِي جَاءَ بِهِ إِلَى النَّاس " شَدِيد الْقُوَى " وَهُوَ جِبْرِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام كَمَا قَالَ تَعَالَى " إِنَّهُ لَقَوْل رَسُول كَرِيم ذِي قُوَّة عِنْد ذِي الْعَرْش مَكِين مُطَاع ثُمَّ أَمِين ...

ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى

قَالَ هَهُنَا " ذُو مِرَّة " أَيْ ذُو قُوَّة قَالَهُ مُجَاهِد وَالْحَسَن وَابْن زَيْد وَقَالَ اِبْن عَبَّاس : ذُو مَنْظَر حَسَن وَقَالَ قَتَادَة ذُو خَلْق طَوِيل حَسَن وَلَا مُنَافَاة بَيْن الْقَوْلَيْنِ فَإِنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام ذُو مَنْظَر حَسَن وَقُوَّة شَدِيدَة وَقَدْ وَرَدَ فِي الْحَدِيث الصَّحِيح مِنْ رِوَايَة اِبْن عُمَر وَأَبِي هُرَيْرَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " لَا تَحِلّ الصَّدَقَة لِغَنِيٍّ وَلَا لِذِي مِرَّة سَوِيّ " وَقَوْله تَعَالَى " فَاسْتَوَى " يَعْنِي جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام قَالَهُ الْحَسَن وَمُجَاهِد وَقَتَادَة وَالرَّبِيع بْن أَنَس.

وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى

يَعْنِي جِبْرِيل اِسْتَوَى فِي الْأُفُق الْأَعْلَى . قَالَهُ عِكْرِمَة وَغَيْر وَاحِد . قَالَ عِكْرِمَة : وَالْأُفُق الْأَعْلَى الَّذِي يَأْتِي مِنْهُ الصُّبْح وَقَالَ مُجَاهِد هُوَ مَطْلَع الشَّمْس وَقَالَ قَتَادَة هُوَ الَّذِي يَأْتِي مِنْهُ النَّهَار وَكَذَا قَالَ اِبْن زَيْد وَغَيْرهمْ وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَة حَدَّثَنَا مُصَرِّف بْن عَمْرو الْيَامِيّ أَبُو الْقَاسِم حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن طَلْحَة بْن مُصَرِّف حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ الْوَلِيد هُوَ اِبْن قَيْس عَنْ إِسْحَق بْن أَبِي الْكَهْتَلَةِ أَظُنّهُ ذَكَرَهُ عَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَرَ جِبْرِيل فِي صُورَته إِلَّا مَرَّتَيْنِ أَمَّا وَاحِدَة فَإِنَّهُ سَأَلَهُ أَنْ يَرَاهُ فِي صُورَته فَسَدَّ الْأُفُق وَأَمَّا الثَّانِيَة فَإِنَّهُ كَانَ مَعَهُ حَيْثُ صَعِدَ فَذَلِكَ قَوْله " وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى " وَقَدْ قَالَ اِبْن جَرِير هَهُنَا قَوْلًا لَمْ أَرَهُ لِغَيْرِهِ وَلَا حَكَاهُ هُوَ عَنْ أَحَد وَحَاصِله : أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ الْمَعْنَى فَاسْتَوَى أَيْ هَذَا الشَّدِيد الْقُوَى ذُو الْمِرَّة هُوَ وَمُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى أَيْ اِسْتَوَيَا جَمِيعًا بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى وَذَلِكَ لَيْلَة الْإِسْرَاء كَذَا قَالَ وَلَمْ يُوَافِقهُ أَحَد عَلَى ذَلِكَ ثُمَّ شَرَعَ يُوَجِّه مَا قَالَهُ مِنْ حَيْثُ الْعَرَبِيَّةُ فَقَالَ وَهُوَ كَقَوْلِهِ " أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا " فَعَطَفَ بِالْآبَاءِ عَلَى الْمُكَنَّى فِي كُنَّا مِنْ غَيْر إِظْهَار نَحْنُ فَكَذَلِكَ قَوْله فَاسْتَوَى وَهُوَ قَالَ وَذَكَرَ الْفَرَّاء عَنْ بَعْض الْعَرَب أَنَّهُ أَنْشَدَهُ : أَلَمْ تَرَ أَنَّ النَّبْع يَصْلُب عُودُهُ وَلَا يَسْتَوِي وَالْخِرْوَعُ الْمُتَقَصِّفُ وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ مِنْ جِهَة الْعَرَبِيَّة مُتَّجِهٌ وَلَكِنْ لَا يُسَاعِدهُ الْمَعْنَى عَلَى ذَلِكَ فَإِنَّ هَذِهِ الرُّؤْيَة لِجِبْرِيلَ لَمْ تَكُنْ لَيْلَة الْإِسْرَاء بَلْ قَبْلهَا وَرَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَرْض .

ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى

هَبَطَ عَلَيْهِ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَتَدَلَّى إِلَيْهِ فَاقْتَرَبَ مِنْهُ وَهُوَ عَلَى الصُّورَة الَّتِي خَلَقَهُ اللَّه عَلَيْهَا لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاح ثُمَّ رَآهُ بَعْد ذَلِكَ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْد سِدْرَة الْمُنْتَهَى يَعْنِي لَيْلَة الْإِسْرَاء وَكَانَتْ هَذِهِ الرُّؤْيَة الْأُولَى فِي أَوَائِل الْبَعْثَة بَعْدَمَا جَاءَهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام أَوَّل مَرَّة فَأَوْحَى اللَّه إِلَيْهِ صَدْر سُورَة اِقْرَأْ ثُمَّ فَتَرَ الْوَحْي فَتْرَة ذَهَبَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا مِرَارًا لِيَتَرَدَّى مِنْ رُءُوس الْجِبَال فَكُلَّمَا هَمَّ بِذَلِكَ نَادَاهُ جِبْرِيل مِنْ الْهَوَاء يَا مُحَمَّد أَنْتَ رَسُول اللَّه حَقًّا وَأَنَا جِبْرِيل فَيَسْكُن لِذَلِكَ جَأْشُهُ وَتَقَرُّ عَيْنه وَكُلَّمَا طَالَ عَلَيْهِ الْأَمْر عَادَ لِمِثْلِهَا حَتَّى تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيل وَرَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَبْطُحِ فِي صُورَته الَّتِي خَلَقَهُ اللَّه عَلَيْهَا لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاح قَدْ سَدَّ عِظَمُ خَلْقه الْأُفُقَ فَاقْتَرَبَ مِنْهُ وَأَوْحَى إِلَيْهِ عَنْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ مَا أَمَرَهُ بِهِ فَعَرَفَ عِنْد ذَلِكَ عَظَمَة الْمَلَك الَّذِي جَاءَهُ بِالرِّسَالَةِ وَجَلَالَة قَدْره وَعُلُوّ مَكَانَته عِنْد خَالِقه الَّذِي بَعَثَهُ إِلَيْهِ فَأَمَّا الْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو بَكْر الْبَزَّاز فِي مُسْنَده حَيْثُ قَالَ حَدَّثَنَا سَلَمَة بْن شَبِيب حَدَّثَنَا سَعِيد بْن مَنْصُور حَدَّثَنَا الْحَارِث بْن عُبَيْد عَنْ أَبِي عِمْرَان الْجَوْنِيّ عَنْ أَنَس بْن مَالِك قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " بَيْنَا أَنَا قَاعِد إِذْ جَاءَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَوَكَزَ بَيْن كَتِفَيَّ فَقُمْت إِلَى شَجَرَة فِيهَا كَوَكْرَيْ الطَّيْر فَقَعَدَ فِي أَحَدهمَا وَقَعَدْت فِي الْآخَر فَسَمَتْ وَارْتَفَعَتْ حَتَّى سَدَّتْ الْخَافِقَيْنِ وَأَنَا أُقَلِّب طَرْفِي وَلَوْ شِئْت أَنْ أَمَسَّ السَّمَاءَ لَمَسِسْت فَالْتَفَتَ إِلَيَّ جِبْرِيلُ كَأَنَّهُ جَلَسَ لاطىء فَعَرَفْت فَضْل عِلْمه بِاَللَّهِ عَلَيَّ وَفُتِحَ لِي بَاب مِنْ أَبْوَاب السَّمَاء وَرَأَيْت النُّور الْأَعْظَم وَإِذَا دُون الْحِجَاب زَفْزَفَة الدُّرّ وَالْيَاقُوت وَأَوْحَى إِلَيَّ مَا شَاءَ اللَّه أَنْ يُوحِيَ " ثُمَّ قَالَ الْبَزَّار لَا يَرْوِيه إِلَّا الْحَارِث بْن عُبَيْد وَكَانَ رَجُلًا مَشْهُورًا مِنْ أَهْل الْبَصَر" قُلْت " الْحَارِث بْن عُبَيْد هَذَا هُوَ أَبُو قُدَامَة الْإِيَادِيّ أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِم فِي صَحِيحه إِلَّا أَنَّ اِبْن مَعِين ضَعَّفَهُ وَقَالَ لَيْسَ هُوَ بِشَيْءٍ وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد مُضْطَرِب الْحَدِيث وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ يُكْتَب حَدِيثه وَلَا يُحْتَجّ بِهِ وَقَالَ اِبْن حِبَّان كَثُرَ وَهْمُهُ فَلَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ إِذَا اِنْفَرَدَ فَهَذَا الْحَدِيث مِنْ غَرَائِب رِوَايَاته فَإِنَّ فِيهِ نَكَارَةً وَغَرَابَةَ أَلْفَاظ وَسِيَاقًا عَجِيبًا وَلَعَلَّهُ مَنَام وَاَللَّه أَعْلَم وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا حَجَّاج حَدَّثَنَا شَرِيك عَنْ عَاصِم عَنْ أَبِي وَائِل عَنْ عَبْد اللَّه أَنَّهُ قَالَ : رَأَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيل فِي صُورَته وَلَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاح كُلّ جَنَاح مِنْهَا قَدْ سَدَّ الْأُفُق يَسْقُط مِنْ جَنَاحه مِنْ التَّهَاوِيل وَالدُّرّ وَالْيَاقُوت مَا اللَّه بِهِ عَلِيم . اِنْفَرَدَ بِهِ أَحْمَد وَقَالَ أَحْمَد حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن آدَم حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن عَيَّاش عَنْ إِدْرِيس بْن مُنَبِّه عَنْ وَهْب بْن مُنَبِّه عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : سَأَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيل أَنْ يَرَاهُ فِي صُورَته فَقَالَ اُدْعُ رَبّك فَدَعَا رَبّه عَزَّ وَجَلَّ فَطَلَعَ عَلَيْهِ سَوَاد مِنْ قِبَل الْمَشْرِق فَجَعَلَ يَرْتَفِع وَيَنْتَشِر فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صُعِقَ فَأَتَاهُ فَنَعَشَهُ وَمَسَحَ الْبُزَاق عَنْ شِدْقِهِ . تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَد وَقَدْ رَوَاهُ اِبْن عَسَاكِر فِي تَرْجَمَة عُتْبَة بْن أَبِي لَهَبٍ مِنْ طَرِيق مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَنْ عُثْمَان بْن عُرْوَة بْن الزُّبَيْر عَنْ أَبِيهِ عَنْ هَنَّاد بْن الْأَسْوَد قَالَ : كَانَ أَبُو لَهَب وَابْنه عُتْبَة قَدْ تَجَهَّزَا إِلَى الشَّام فَتَجَهَّزْت مَعَهُمَا فَقَالَ اِبْنه عُتْبَة وَاَللَّهِ لَأَنْطَلِقَنَّ إِلَى مُحَمَّدٍ وَلَأُوذِيَنَّهُ فِي رَبّه سُبْحَانه وَتَعَالَى فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا مُحَمَّد هُوَ يَكْفُر بِاَلَّذِي دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَاب قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اللَّهُمَّ سَلِّطْ عَلَيْهِ كَلْبًا مِنْ كِلَابك " ثُمَّ اِنْصَرَفَ عَنْهُ فَرَجَعَ إِلَى أَبِيهِ فَقَالَ يَا بُنَيَّ مَا قُلْت لَهُ ؟ فَذَكَرَ لَهُ مَا قَالَهُ فَقَالَ فَمَا قَالَ لَك قَالَ : قَالَ " اللَّهُمَّ سَلِّطْ عَلَيْهِ كَلْبًا مِنْ كِلَابك " قَالَ يَا بُنَيَّ وَاَللَّه مَا آمَنُ عَلَيْك دُعَاءَهُ فَسِرْنَا حَتَّى نَزَلْنَا أَبْرَاه وَهِيَ فِي سُدَّةٍ وَنَزَلْنَا إِلَى صَوْمَعَة رَاهِب فَقَالَ الرَّاهِب يَا مَعْشَر الْعَرَب مَا أَنْزَلَكُمْ هَذِهِ الْبِلَاد فَإِنَّهَا يَسْرَحُ الْأَسَدُ فِيهَا كَمَا تَسْرَحُ الْغَنَم فَقَالَ لَنَا أَبُو لَهَب : إِنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمْ كِبَرَ سِنِّي وَحَقِّي وَإِنَّ هَذَا الرَّجُل قَدْ دَعَا عَلَى اِبْنِي دَعْوَة وَاَللَّهِ مَا آمَنُهَا عَلَيْهِ فَاجْمَعُوا مَتَاعَكُمْ إِلَى هَذِهِ الصَّوْمَعَة وَافْرِشُوا لِابْنِي عَلَيْهَا ثُمَّ اِفْرِشُوا حَوْلَهَا فَفَعَلْنَا فَجَاءَ الْأَسَد فَشَمَّ وُجُوهَنَا فَلَمَّا لَمْ يَجِدْ مَا يُرِيدُ تَقَبَّضَ فَوَثَبَ وَثْبَة فَإِذَا هُوَ فَوْق الْمَتَاع فَشَمَّ وَجْهَهُ ثُمَّ هَزَمَهُ هَزْمَة فَفَسَخَ رَأْسه فَقَالَ أَبُو لَهَب قَدْ عَرَفْت أَنَّهُ لَا يَنْفَلِت عَنْ دَعْوَة مُحَمَّد . وَذَكَرَ الْحَافِظ اِبْن عَسَاكِر بِسَنَدِهِ إِلَى هَبَّار بْن الْأَسْوَد رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّ عُتْبَة بْن أَبِي لَهَب لَمَّا خَرَجَ فِي تِجَارَة إِلَى الشَّام قَالَ لِأَهْلِ مَكَّة اِعْلَمُوا أَنِّي كَافِر بِاَلَّذِي دَنَا فَتَدَلَّى فَبَلَغَ قَوْلُهُ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ " سَيُرْسِلُ اللَّه عَلَيْهِ كَلْبًا مِنْ كِلَابه " قَالَ هَبَّار فَكُنْت مَعَهُمْ فَنَزَلْنَا بِأَرْضٍ كَثِيرَة الْأُسْد قَالَ فَلَقَدْ رَأَيْت الْأَسَد جَاءَ فَجَعَلَ يَشُمّ رُءُوس الْقَوْم وَاحِدًا وَاحِدًا حَتَّى تَخَطَّى إِلَى عُتْبَة فَاقْتَطَعَ رَأْسه مِنْ بَيْنهمْ. وَذَكَرَ اِبْن إِسْحَاق وَغَيْره فِي السِّيرَة أَنَّ ذَلِكَ كَانَ بِأَرْضِ الزَّرْقَاء وَقِيلَ بِالسَّرَاةِ وَأَنَّهُ خَافَ لَيْلَتَئِذٍ وَأَنَّهُمْ جَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ وَنَامُوا مِنْ حَوْله فَجَاءَ الْأَسَد فَجَعَلَ يَزْأَرُ ثُمَّ تَخُطَّاهُمْ إِلَيْهِ فَضَغَمَ رَأْسه لَعَنَهُ اللَّه .






التوقيع :
قال القاسم بن سلام :

عاشرت الناس ، وكلمت أهل الكلام ، وكذا ، فما رأيت أوسخ وسخا ،

ولا أقذر قذرا ، ولا أضعف حجة ، ولا أحمق ، من الرافضة .

[ أخرجه الخلال في السنة 1 / 499 ]

معرفِي بالبالتُوك :
abou_ilyass0163

هذِه أخلاقُنَا يَا أعضاء شبكَة الدِّفاعِ عَن السُّنَّة

اللهُمَّ اشفِ أمِّي ياااا ربُّ ...
من مواضيعي في المنتدى
»» أكثروا يا نواصب من سورة الرعد وستنجُون على رقبة المجلسي
»» إغلاق قنوات الناس والحافظ والخليجية والصحة والجمال ، حسبنا الله ونعم الوكيل
»» الزَّمِيلة نجمَة الرِّضَا ممكن تتفضَّلِي هُنَا
»» حيَّاكَ اللهُ شيخنَا الحبيبُ ...
»» معاوية إسم من أسماء أعداء الله والأئمة وهم من الثقات الأفاضل تفضلوا بالدخول
 
قديم 15-02-10, 12:03 AM   رقم المشاركة : 4
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


بارك الله تعالى فيك ونفع الله بك يا أبا إلياس ,,







التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» أئمة أهل البيت وفرية علم الغيب مع الأشتر النخعي
»» القول والفصل في اية إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إماماً
»» كذب الرافضي فقال [ تحريف في كتاب المنتظم لأبن الجوزي ] قصة إحتضار إسماعيل الحميري .!
»» حديث قتال علي رضي الله عنهُ على التأويل
»» اللامرادي " وجعفر الخلدي " فرية تشفيهِ بتربة الحسين
 
قديم 15-02-10, 12:07 AM   رقم المشاركة : 5
خادم الطاهر عائشه
عضو






خادم الطاهر عائشه غير متصل

خادم الطاهر عائشه is on a distinguished road


بااااااااااااااااااااااارك الله فيكم رد ممتاز







 
قديم 15-02-10, 12:15 AM   رقم المشاركة : 6
سالمييين
اثني عشري






سالمييين غير متصل

سالمييين is on a distinguished road


شكرا لكما على الاستجابة السريعة






 
قديم 15-02-10, 12:19 AM   رقم المشاركة : 7
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


الحق واضح وبين زميلي الكريم سالمييين وأسأل الله لك النجاة والسلامة من النار ,,
بإتباع دين الله حق الإتباع ولا تتطاول على الصحابة الأخيار فالمحبة بينهم وبين الآل
لا ينكرها إلا جاهد وجاهلٌ بقواعد العلم في الشريعة والأنساب ,,







التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» العلاقة الحميمة بين الصحابة وال البيت رضي الله عنهم اجمعين
»» " تحقيق كتاب " مقتل الحسين لــ " أبو مخنف الأزدي "
»» تاروت فداك يا حسين محب الولاية الصدري الرافضة إلي هنا سؤال خفيف لطيف
»» بحث حديثي إثباتُ شرك الرافضة وطعنهم في النبي ونسبهم إليه الأمر بالشرك عياذاً بالله
»» من يشرح كلام أحد ( أطفال ) شبكة نجران وأغبيائها .. ؟
 
قديم 15-02-10, 12:29 AM   رقم المشاركة : 8
أبو إلياس
عضو ماسي







أبو إلياس غير متصل

أبو إلياس is on a distinguished road


تفسيرُ الطَّبرِيِّ ...

وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَالنَّجْم إِذَا هَوَى } اخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيل قَوْله : { وَالنَّجْم إِذَا هَوَى } فَقَالَ بَعْضهمْ : عَنَى بِالنَّجْمِ : الثُّرَيَّا , وَعَنَى بِقَوْلِهِ : { إِذَا هَوَى } { : إِذَا سَقَطَ , قَالُوا : تَأْوِيل الْكَلَام : وَالثُّرَيَّا إِذَا سَقَطَتْ . ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 25090 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْحَسَن , قَالَ : ثنا وَرْقَاء جَمِيعًا , عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله : { وَالنَّجْم إِذَا هَوَى } قَالَ : إِذَا سَقَطَتْ الثُّرَيَّا مَعَ الْفَجْر . * -حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان { وَالنَّجْم إِذَا هَوَى } قَالَ : الثُّرَيَّا . وَقَالَ مُجَاهِد : { وَالنَّجْم إِذَا هَوَى } قَالَ : سُقُوط الثُّرَيَّا . 25091 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ : ثني أَبِي , قَالَ : ثني عَمِّي , قَالَ : ثني أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْن عَبَّاس , قَوْله : { وَالنَّجْم إِذَا هَوَى } قَالَ : إِذَا انْصَبَّ . وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى ذَلِكَ : وَالْقُرْآن إِذَا نَزَلَ . ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 25092 - حَدَّثَنِي زِيَاد بْن عَبْد اللَّه الْحَسَّانِيّ أَبُو الْخَطَّاب , قَالَ : ثنا مَالِك بْن سُعَيْر , قَالَ : ثنا الْأَعْمَش , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله : { وَالنَّجْم إِذَا هَوَى } قَالَ : الْقُرْآن إِذَا نَزَلَ. 25093 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { وَالنَّجْم إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبكُمْ وَمَا غَوَى } قَالَ : قَالَ عُتْبَة بْن أَبِي لَهَب : كَفَرْت بِرَبِّ النَّجْم , فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَمَا تَخَاف أَنْ يَأْكُلَك كَلْب اللَّه " قَالَ : فَخَرَجَ فِي تِجَارَة إِلَى الْيَمَن , فَبَيْنَمَا هُمْ قَدْ عَرَّسُوا , إِذْ سَمِعَ صَوْت الْأَسَد , فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ إِنِّي مَأْكُول , فَأَحْدَقُوا بِهِ , وَضُرِبَ عَلَى أَصْمِخَتِهِمْ فَنَامُوا , فَجَاءَ حَتَّى أَخَذَهُ , فَمَا سَمِعُوا إِلَّا صَوْتَهُ . 25094 - حَدَّثَنَا ابْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن ثَوْر , قَالَ : ثنا مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَا : { وَالنَّجْم إِذَا هَوَى } فَقَالَ ابْنٌ لِأَبِي لَهَب حَسِبْته قَالَ : اسْمه عُتْبَة : كَفَرْت بِرَبِّ النَّجْم , فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " احْذَرْ لَا يَأْكُلْك كَلْبُ اللَّهِ " ; قَالَ : فَضَرَبَ هَامَته . قَالَ : وَقَالَ ابْن طَاوُس عَنْ أَبِيهِ , أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أَلَا تَخَاف أَنْ يُسَلِّطَ اللَّه عَلَيْك كَلْبَهُ ؟ " فَخَرَجَ ابْن أَبِي لَهَب مَعَ نَاس فِي سَفَر حَتَّى إِذَا كَانُوا فِي بَعْض الطَّرِيق سَمِعُوا صَوْت الْأَسَد , فَقَالَ : مَا هُوَ إِلَّا يُرِيدُنِي , فَاجْتَمَعَ أَصْحَابه حَوْله وَجَعَلُوهُ فِي وَسَطِهِمْ , حَتَّى إِذَا نَامُوا جَاءَ الْأَسَد فَأَخَذَهُ مِنْ بَيْنهمْ , وَكَانَ بَعْض أَهْل الْمَعْرِفَة بِكَلَامِ الْعَرَب مِنْ أَهْل الْبَصْرَة يَقُول : عَنَى بِقَوْلِهِ : { وَالنَّجْم } وَالنُّجُوم , وَقَالَ : ذَهَبَ إِلَى لَفْظ الْوَاحِد , وَهُوَ فِي مَعْنَى الْجَمِيع , وَاسْتَشْهَدَ لِقَوْلِهِ ذَلِكَ بِقَوْلِ رَاعِي الْإِبِل : فَبَاتَتْ تَعُدُّ النَّجْمَ فِي مُسْتَحِيرَةٍ سَرِيعٌ بِأَيْدِي الْآكِلِينَ جُمُودُهَا وَالصَّوَاب مِنَ الْقَوْل فِي ذَلِكَ عِنْدِي مَا قَالَهُ مُجَاهِد مِنْ أَنَّهُ عَنَى بِالنَّجْمِ فِي هَذَا الْمَوْضِع : الثُّرَيَّا , وَذَلِكَ أَنَّ الْعَرَب تَدْعُوهَا النَّجْم , وَالْقَوْل الَّذِي قَالَهُ مَنْ حُكِينَا عَنْهُ مِنْ أَهْل الْبَصْرَة قَوْلٌ لَا نَعْلَم أَحَدًا مِنْ أَهْل التَّأْوِيل قَالَهُ , وَإِنْ كَانَ لَهُ وَجْه , فَلِذَلِكَ تَرَكْنَا الْقَوْل بِهِ .

مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى

وَقَوْله : { مَا ضَلَّ صَاحِبكُمْ وَمَا غَوَى } يَقُول تَعَالَى ذِكْرُهُ : مَا حَادَ صَاحِبكُمْ أَيّهَا النَّاس عَنِ الْحَقّ وَلَا زَالَ عَنْهُ , وَلَكِنَّهُ عَلَى اسْتِقَامَةٍ وَسَدَاد . وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ : { وَمَا غَوَى } : وَمَا صَارَ غَوِيًّا , وَلَكِنَّهُ رَشِيد سَدِيد ; يُقَال : غَوَى يُغْوِي مِنَ الْغَيّ , وَهُوَ غَاوٍ , وَغَوِيَ يَغْوَى مِنَ اللَّبَن : إِذَا بَشِمَ , وَقَوْله : { مَا ضَلَّ صَاحِبكُمْ } جَوَاب قَسَم وَالنَّجْم .

وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَمَا يَنْطِق عَنِ الْهَوَى } يَقُول تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَمَا يَنْطِق مُحَمَّد بِهَذَا الْقُرْآن عَنْ هَوَاهُ { إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } يَقُول : مَا هَذَا الْقُرْآن إِلَّا وَحْي مِنَ اللَّه يُوحِيهِ إِلَيْهِ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 25095 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَمَا يَنْطِق عَنِ الْهَوَى } : أَيْ مَا يَنْطِق عَنْ هَوَاهُ { إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْي يُوحَى } قَالَ : يُوحِي اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى جَبْرَائِيل , وَيُوحِي جِبْرِيل إِلَى مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقِيلَ : عَنَى بِقَوْلِهِ : { وَمَا يَنْطِق عَنِ الْهَوَى } بِالْهَوَى .

إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى

يَقُول تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَمَا يَنْطِق مُحَمَّد بِهَذَا الْقُرْآن عَنْ هَوَاهُ { إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْي يُوحَى } يَقُول : مَا هَذَا الْقُرْآن إِلَّا وَحْي مِنَ اللَّه يُوحِيهِ إِلَيْهِ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 25095 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَمَا يَنْطِق عَنِ الْهَوَى } : أَيْ مَا يَنْطِق عَنْ هَوَاهُ { إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْي يُوحَى } قَالَ : يُوحِي اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى جَبْرَائِيل , وَيُوحِي جِبْرِيل إِلَى مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقِيلَ : عَنَى بِقَوْلِهِ : { وَمَا يَنْطِق عَنِ الْهَوَى } بِالْهَوَى .

عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى

وَقَوْله : { عَلَّمَهُ شَدِيد الْقُوَى } : يَقُول تَعَالَى ذِكْرُهُ : عَلَّمَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الْقُرْآن جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام , وَعَنَى بِقَوْلِهِ : { شَدِيد الْقُوَى } شَدِيد الْأَسْبَاب , وَالْقُوَى : جَمْع قُوَّة , كَمَا الْجُثَى : جَمْع جُثْوَة , وَالْحُبَى : جَمْع حَبْوَة , وَمِنَ الْعَرَب مَنْ يَقُول : الْقِوَى : بِكَسْرِ الْقَاف , كَمَا تَجْمَع الرِّشْوَة رِشَا بِكَسْرِ الرَّاء , وَالْحَبْوَة حِبَا , وَقَدْ ذُكِرَ عَنِ الْعَرَب أَنَّهَا تَقُول : رُشْوَة بِضَمِّ الرَّاء , وَرِشْوَة بِكَسْرِهَا , فَيَجِب أَنْ يَكُون جَمْع مَنْ جَمَعَ ذَلِكَ رِشَا بِكَسْرِ الرَّاء عَلَى لُغَة مَنْ قَالَ : وَاحِدهَا رِشْوَة , وَأَنْ يَكُون جَمْع مَنْ جَمَعَ ذَلِكَ بِضَمِّ الرَّاء , مِنْ لُغَة مَنْ ضَمَّ الرَّاء فِي وَاحِدهَا وَإِنْ جَمَعَ بِالْكَسْرِ مَنْ كَانَ لُغَتُهُ مِنْ الضَّمّ فِي الْوَاحِدَة , أَوْ بِالضَّمِّ مَنْ كَانَ مِنْ لُغَته الْكَسْر , فَإِنَّمَا هُوَ حَمْل إِحْدَى اللُّغَتَيْنِ عَلَى الْأُخْرَى . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي تَأْوِيل قَوْله : { عَلَّمَهُ شَدِيد الْقُوَى } قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 25096 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { عَلَّمَهُ شَدِيد الْقُوَى } يَعْنِي جِبْرِيل. 25097 - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا حَكَّام , عَنْ أَبِي جَعْفَر , عَنِ الرَّبِيع { عَلَّمَهُ شَدِيد الْقُوَى } قَالَ : جَبْرَائِيل عَلَيْهِ السَّلَام . * - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا مِهْرَان , عَنْ أَبِي جَعْفَر , عَنْ الرَّبِيع , مِثْله ...

ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى

وَقَوْله : { ذُو مِرَّة فَاسْتَوَى } اخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيل قَوْله : { ذُو مِرَّة } فَقَالَ بَعْضهمْ : مَعْنَاهُ : ذُو خَلْق حَسَن . ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 25098 - حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثنا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنِ ابْن عَبَّاس , فِي قَوْله : { ذُو مِرَّة } قَالَ : ذُو مَنْظَر حَسَن. 25099 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { ذُو مِرَّة فَاسْتَوَى } : ذُو خَلْق طَوِيل حَسَن . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : ذُو قُوَّة . ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 25100 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثني الْحَسَن , قَالَ : ثنا وَرْقَاء جَمْعِيًّا , عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد { ذُو مِرَّة فَاسْتَوَى } قَالَ : ذُو قُوَّة جِبْرِيل . 25101 - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا مِهْرَان عَنْ سُفْيَان { ذُو مِرَّة } قَالَ : ذُو قُوَّة . 25102 - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب , قَالَ : قَالَ ابْن زَيْد , فِي قَوْله : { ذُو مِرَّة فَاسْتَوَى } قَالَ : ذُو قُوَّة , الْمِرَّة : الْقُوَّة . 25103 - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا حَكَّام عَنْ أَبِي جَعْفَر عَنِ الرَّبِيع { ذُو مِرَّة فَاسْتَوَى } جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام . وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْل مَنْ قَالَ : عَنَى بِالْمِرَّةِ : صِحَّةَ الْجِسْم وَسَلَامَتَهُ مِنَ الْآفَات وَالْعَاهَات , وَالْجِسْم إِذَا كَانَ كَذَلِكَ مِنَ الْإِنْسَان , كَانَ قَوِيًّا , وَإِنَّمَا قُلْنَا إِنَّ ذَلِكَ كَذَلِكَ ; لِأَنَّ الْمِرَّة وَاحِدَة الْمِرَر , وَإِنَّمَا أُرِيد بِهِ : ذُو مِرَّة سَوِيَّة , وَإِذَا كَانَتِ الْمِرَّة صَحِيحَةً , كَانَ الْإِنْسَان صَحِيحًا , وَمِنْهُ قَوْل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَحِلّ الصَّدَقَة لِغَنِيٍّ , وَلَا لِذِي مِرَّة سَوِيّ " . وَقَوْله : { فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى } يَقُول : فَاسْتَوَى هَذَا الشَّدِيد الْقَوِيّ وَصَاحِبكُمْ مُحَمَّد بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى , وَذَلِكَ لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَوَى هُوَ وَجِبْرِيل عَلَيْهِمَا السَّلَام بِمَطْلَعِ الشَّمْس الْأَعْلَى , وَهُوَ الْأُفُق الْأَعْلَى , وَعَطَفَ بِقَوْلِهِ : " وَهُوَ " عَلَى مَا فِي قَوْله : " فَاسْتَوَى " مِنْ ذِكْر مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَالْأَكْثَر مِنْ كَلَام الْعَرَب إِذَا أَرَادُوا الْعَطْف فِي مِثْل هَذَا الْمَوْضِع أَنْ يُظْهِرُوا كِنَايَة الْمَعْطُوف عَلَيْهِ , فَيَقُولُوا : اسْتَوَى هُوَ وَفُلَان , وَقَلَّمَا يَقُولُونَ اسْتَوَى وَفُلَان وَذَكَرَ الْفَرَّاء عَنْ بَعْض الْعَرَب أَنَّهُ أَنْشَدَهُ : أَلَمْ تَرَ أَنَّ النَّبْع يَصْلُب عُودُهُ وَلَا يَسْتَوِي وَالْخِرْوَعُ الْمُتَقَصِّفُ فَرَدَّ الْخِرْوَع عَلَى " مَا " فِي يَسْتَوِي مِنْ ذِكْر النَّبْع , وَمِنْهُ قَوْل اللَّه : { أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا } 13 5 فَعَطَفَ بِالْآبَاءِ عَلَى الْمُكَنَّى فِي كُنَّا مِنْ غَيْر إِظْهَار نَحْنُ , فَكَذَلِكَ قَوْله : { فَاسْتَوَى وَهُوَ } , وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ الْمُسْتَوِي : هُوَ جِبْرِيل , فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ , فَلَا مُؤْنَة فِي ذَلِكَ ; لِأَنَّ قَوْله : { وَهُوَ } مِنْ ذِكْر اسْم جِبْرِيل , وَكَأَنَّ قَائِل ذَلِكَ وَجَّهَ مَعْنَى قَوْله : { فَاسْتَوَى } : أَيْ ارْتَفَعَ وَاعْتَدَلَ . ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ : * - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا حَكَّام , عَنْ أَبِي جَعْفَر , عَنِ الرَّبِيع { ذُو مِرَّة فَاسْتَوَى } جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 25104 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى } وَالْأُفُق : الَّذِي يَأْتِي مِنْهُ النَّهَار . 25105 -حَدَّثَنَا ابْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا ابْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنِ الْحَسَن , فِي قَوْله : { وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى } قَالَ : بِأُفُقِ الْمَشْرِق الْأَعْلَى بَيْنهمَا . 25106 - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا حَكَّام , عَنْ أَبِي جَعْفَر , عَنِ الرَّبِيع { وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى } يَعْنِي جِبْرِيل . * - قَالَ : ثنا مِهْرَان , عَنْ أَبِي جَعْفَر , عَنِ الرَّبِيع { وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى } قَالَ : السَّمَاء الْأَعْلَى , يَعْنِي جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام.

وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى

قَوْله : { فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى } يَقُول : فَاسْتَوَى هَذَا الشَّدِيد الْقَوِيّ وَصَاحِبكُمْ مُحَمَّد بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى , وَذَلِكَ لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَوَى هُوَ وَجِبْرِيل عَلَيْهِمَا السَّلَام بِمَطْلَعِ الشَّمْس الْأَعْلَى , وَهُوَ الْأُفُق الْأَعْلَى , وَعَطَفَ بِقَوْلِهِ : " وَهُوَ " عَلَى مَا فِي قَوْله : " فَاسْتَوَى " مِنْ ذِكْر مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَالْأَكْثَر مِنْ كَلَام الْعَرَب إِذَا أَرَادُوا الْعَطْف فِي مِثْل هَذَا الْمَوْضِع أَنْ يُظْهِرُوا كِنَايَة الْمَعْطُوف عَلَيْهِ , فَيَقُولُوا : اسْتَوَى هُوَ وَفُلَان , وَقَلَّمَا يَقُولُونَ اسْتَوَى وَفُلَان وَذَكَرَ الْفَرَّاء عَنْ بَعْض الْعَرَب أَنَّهُ أَنْشَدَهُ : أَلَمْ تَرَ أَنَّ النَّبْعَ يَصْلُبُ عُودُهُ وَلَا يَسْتَوِي وَالْخِرْوَعُ الْمُتَقَصِّفُ فَرَدَّ الْخِرْوَع عَلَى " مَا " فِي يَسْتَوِي مِنْ ذِكْر النَّبْع , وَمِنْهُ قَوْل اللَّه : { أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا } 13 5 فَعَطَفَ بِالْآبَاءِ عَلَى الْمُكَنَّى فِي كُنَّا مِنْ غَيْر إِظْهَار نَحْنُ , فَكَذَلِكَ قَوْله : { فَاسْتَوَى وَهُوَ } , وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ الْمُسْتَوِي : هُوَ جِبْرِيل , فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ , فَلَا مُؤْنَة فِي ذَلِكَ ; لِأَنَّ قَوْله : { وَهُوَ } مِنْ ذِكْر اسْم جِبْرِيل , وَكَأَنَّ قَائِل ذَلِكَ وَجَّهَ مَعْنَى قَوْله : { فَاسْتَوَى } : أَيْ ارْتَفَعَ وَاعْتَدَلَ . ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ : * - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا حَكَّام , عَنْ أَبِي جَعْفَر , عَنْ الرَّبِيع { ذُو مِرَّة فَاسْتَوَى } جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 25104 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى } وَالْأُفُق : الَّذِي يَأْتِي مِنْهُ النَّهَار . 25105 - حَدَّثَنَا ابْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا ابْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ الْحَسَن , فِي قَوْله : { وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى } قَالَ : بِأُفُقِ الْمَشْرِق الْأَعْلَى بَيْنهمَا . 25106 -حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا حَكَّام , عَنْ أَبِي جَعْفَر , عَنِ الرَّبِيع { وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى } يَعْنِي جِبْرِيل . * - قَالَ : ثنا مِهْرَان , عَنْ أَبِي جَعْفَر , عَنِ الرَّبِيع { وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى } قَالَ : السَّمَاء الْأَعْلَى , يَعْنِي جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام.

ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى } يَقُول تَعَالَى ذِكْرُهُ : ثُمَّ دَنَا جِبْرِيل مِنْ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَدَلَّى إِلَيْهِ , وَهَذَا مِنَ الْمُؤَخَّر الَّذِي مَعْنَاهُ الْقَدِيم , وَإِنَّمَا هُوَ : ثُمَّ تَدَلَّى فَدَنَا , وَلَكِنَّهُ حَسُنَ تَقْدِيم قَوْله : { دَنَا } , إِذْ كَانَ الدُّنُوّ يَدُلّ عَلَى التَّدَلِّي وَالتَّدَلِّي عَلَى الدُّنُوّ , كَمَا يُقَال : زَارَنِي فُلَان فَأَحْسَنَ , وَأَحْسَنَ إِلَيَّ فَزَارَنِي وَشَتَمَنِي , فَأَسَاءَ , وَأَسَاءَ فَشَتَمَنِي لِأَنَّ الْإِسَاءَة هِيَ الشَّتْم : وَالشَّتْم هُوَ الْإِسَاءَة . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 25107 - حَدَّثَنَا ابْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا ابْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنِ الْحَسَن { ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى } قَالَ : جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام . 25108 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى } يَعْنِي : جِبْرِيل . 25109 - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا مِهْرَان , عَنْ أَبِي جَعْفَر , عَنِ الرَّبِيع { ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى } قَالَ : هُوَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : ثُمَّ دَنَا الرَّبّ مِنْ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَدَلَّى . ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 25110 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن الْأُمَوِيّ , قَالَ : ثنا أَبِي , قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن عَمْرو , عَنْ أَبِي سَلَمَة , عَنْ ابْن عَبَّاس { ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى } قَالَ : دَنَا رَبّه فَتَدَلَّى . 25111 - حَدَّثَنَا الرَّبِيع , قَالَ : ثنا ابْن وَهْب , عَنْ سُلَيْمَان بْن بِلَال , عَنْ شَرِيك بْن أَبِي نَمِر , قَالَ : سَمِعْت أَنَس بْن مَالِك يُحَدِّثُنَا عَنْ لَيْلَة الْمَسْرَى بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ عَرَجَ جَبْرَائِيل بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة , ثُمَّ عَلَا بِهِ بِمَا لَا يَعْلَمهُ إِلَّا اللَّه , حَتَّى جَاءَ سِدْرَة الْمُنْتَهَى , وَدَنَا الْجَبَّار رَبّ الْعِزَّة فَتَدَلَّى حَتَّى كَانَ مِنْهُ قَاب قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى , فَأَوْحَى اللَّه إِلَيْهِ مَا شَاءَ , فَأَوْحَى اللَّه إِلَيْهِ فِيمَا أَوْحَى خَمْسِينَ صَلَاة عَلَى أُمَّته كُلّ يَوْم وَلَيْلَة , وَذَكَرَ الْحَدِيث .






التوقيع :
قال القاسم بن سلام :

عاشرت الناس ، وكلمت أهل الكلام ، وكذا ، فما رأيت أوسخ وسخا ،

ولا أقذر قذرا ، ولا أضعف حجة ، ولا أحمق ، من الرافضة .

[ أخرجه الخلال في السنة 1 / 499 ]

معرفِي بالبالتُوك :
abou_ilyass0163

هذِه أخلاقُنَا يَا أعضاء شبكَة الدِّفاعِ عَن السُّنَّة

اللهُمَّ اشفِ أمِّي ياااا ربُّ ...
من مواضيعي في المنتدى
»» معتقل إسلامي مغربِي يدعو إلى تنفيذ حكم الإعدام في حقه ...
»» رسالةُ من أخيكُم تقيُّ الدِّين السنِّي إلى أحبابهِ
»» لَيلَةُ القَدرِ خيرٌ مِن ألفِ شهْرٍ ...
»» لَكِ اللهُ يَا سُوريَّة ...!!
»» مَوضُوع متجدِّد / فضائل فاطمة عَليهَا السَّلامُ المُضحِكةُ مِنْ كُتُبِ القَومِ
 
قديم 15-02-10, 12:29 AM   رقم المشاركة : 9
أبو إلياس
عضو ماسي







أبو إلياس غير متصل

أبو إلياس is on a distinguished road


سنرَى إلَى ما ترمِي إليهِ يا زمِيلِي ولن تفلِح بإذنِ اللهِ تعالَى ...






التوقيع :
قال القاسم بن سلام :

عاشرت الناس ، وكلمت أهل الكلام ، وكذا ، فما رأيت أوسخ وسخا ،

ولا أقذر قذرا ، ولا أضعف حجة ، ولا أحمق ، من الرافضة .

[ أخرجه الخلال في السنة 1 / 499 ]

معرفِي بالبالتُوك :
abou_ilyass0163

هذِه أخلاقُنَا يَا أعضاء شبكَة الدِّفاعِ عَن السُّنَّة

اللهُمَّ اشفِ أمِّي ياااا ربُّ ...
من مواضيعي في المنتدى
»» حسَن شحَّاتَة قبلَ رِدَّتِه ، دعوَة للتأمُّل وطلبِ الثَّباتِ علَى الحَقِّ ...
»» الزُّملاء الرَّافضَة أبو إلياس ينتظرُكُم هنَا
»» يَا رافِضَة هَل توالُونَ الخلِيفَة المَأمُون أم تعادُونهُ ؟
»» هكذَا يُعبَدُ اللهُ في المَسَاجِدِ عِندَ الصُّوفِيَّة
»» الإِمَـــامُ الذّهبِيُّ وكأَنَّهُ يَصِفُ حَالَنَـــا ..!!
 
قديم 15-02-10, 12:43 AM   رقم المشاركة : 10
المهندس احمد السامرائي
عضو ماسي







المهندس احمد السامرائي غير متصل

المهندس احمد السامرائي is on a distinguished road


قال تعالى : ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ) الأحزاب/
37
صاحب الموضوع
ارجو منك مقرنة الامور التاليه
عتاب من الله لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لانه احرج في امر يمسه شخصيا في ان يطلق زينب بنت جحش من زيد ربيبه وان يتزوج هو السيدة زينب بنت جحش
ذكر الله الامر وانه واجب عليك يامحمد بتنفيذه وانه امر الاهي
ذكر الواقعة بلتفصيل وذكر اسم زيد هو الشخص المراد ان يطلق السيدة زينب وبين الله انه تشريع لكي لايحرج من تبنى ابن ليس من صلبه في ان يتزوج طليقته

هنا السوال:
هل زواج زوجة الربيب اهم ام الامامة ومايترتب عليها من امرديني ودنيوي
هل كانت مشكلة زيد اهم من امامة سيدنا علي بحيث ذكر زيد ولم يذكر علي
اذن من هنا تستنتج ان الله لايستحي ولا يخشا من احد لو قال يامحمد بلغ رسالتي في ولاية علي وابنائه الاثنى عشر
ولم يقلها
والسبب لاتوجد ولاية
فانت وما ترمي اليه فند قبل ان تبداء بطرحه






التوقيع :
يا الله عليك بالفرس الصفوين فانهم قتلوا اهلي في العراق
ربي لاتدع على الارض منهم ديارا
من مواضيعي في المنتدى
»» الله يقول لمحمد ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان وعلي يولد يقراء القران
»» سامراء في مهب المؤامرة الشعوبية ومخطط التشييع الفارسي
»» يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ
»» سوال لكل اعضاء الشبكة...بمناسبة العيد المب
»» ثم رفع لهم نارا فقال أدخلوها بإذني فكان أول من دخلها محمد
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:57 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "