تقارير: انتفاضة شعبية في "فارس" تستعصي على "الباسيج"

[اخت المسلمين]

ذكرت مواقع معارضة للنظام الإيراني يوم الأربعاء أن سكان مدينة "لار" الإيرانية الجنوبية بمحافظة فارس، توسعوا خلال اليومين الماضيين في انتفاضتهم ضد النظام الإيراني التي بدأوها قبل عدة أيام، حتى أن مليشات الحرس الثوري والباسيج لم تستطع مواجهتهم.
ونظم المتظاهرون مسيرات احتجاجية امتدت لكيلومترات تجمعوا بعدها أمام "حسينية الأعظم" في هذه المدينة التي يقطنها حوالى نصف مليون نسمة. وأطلق المتظاهرون شعارات مناوئة للنظام مثل : "كلنا معًا" و"أيها المسؤولون المعنيون عليكم الاستقالة" و"الموت للمساومين".
وفي طهران، أورد موقعي "سني نيوز" و"شبكة الدفاع عن السنة" تصريحات صحفية للمسؤول الإعلامي في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة قال فيها إن حوالى 1000 من أفراد عوائل المعتقلين السياسيين يواصلون منذ عشرة أيام تجمعاتهم أمام سجن "إيفين" سيء السمعة هاتفين "ألله أكبر" و"الصلاة على النبي وآله"، مطالبين بإطلاق سراح ذويهم.
وأوضح أن مليشيات البسيج حاولت تفريق المجتمعين، لكنها فشلت في ذلك بعد أن شكل المحتجون جدارًا بشريًا أمام عناصر هذه المليشيات مرددين شعارات ضد نظام الحكم.
وأضاف أن السلطات نتيجة تلك التظاهرات الواسعة والمستمرة إلى إطلاق سراح عدد قليل من المعتقلين الذين ألقي القبض عليهم خلال احتجاجات عاشوراء في 27 نوفمبر الماضي. وأكد أن الباقين يتعرضون حاليا لأبشع أساليب التعذيب على أيدي عناصر وزارة المخابرات في القفص رقم 5، من أقفاص سجن "كوهر دشت" في مدينة "كَرَج" غربي العاصمة طهران.
ويتعرض المعتقلين، بحسب المصدر إلى الضرب بالهراوات ليلاً ونهارًا وهم معصوبي الأعين ومكبلي اليدين والساقين، من قبل ثلاثة أو أربعة من الجلادين منهم "أمير آقايي"، قائد حرس السجن الذي يتولى حراسة الزنزانات الانفرادية. وأوضح أن هؤلاء السجناء قد تم نقلهم من سجن "إيفين" في طهران إلى هذا السجن بسبب ضيق المكان فيه.
وفي احتجاجات "لار"، شن عناصر الوحدة الخاصة الإيرانية ليلتي الخميس والجمعة الماضيتين هجومًا على المنتفضين بإطلاق الرصاص من بنادقهم الرشاشة، مما أدى إلى إصابة 40 من المتظاهرين بجروح نقلوا على أثرها إلى المستشفى الوحيد بالمدينة. كما قاموا بالاعتداء بالهراوات على العديد من المواطنين بينهم أطفال ونساء ورجال طاعنين في السن.
وأوضح المصدر أن هذه الأحداث انطلقت في البداية احتجاجًا على عمليات اختلاس للممتلكات العامة من قبل مسؤولين بذريعة تحويل قرية "غراش" التابعة للمدينة إلى قضاء.
وأضاف أن مواطنون غاضبون قاموا بالهجوم على مركز الشرطة في المدينة، ودوائر حكومية، ومصرفي "ملي" و"ملت" وحطموا نوافذها، واشتبكوا مع قوى الأمن الداخلي التي أطلقت النار والغاز المسيل للدموع على المحتجين.
وأشار إلى أنه في رد فعل على هذه الهجمات التي شنتها الوحدة الخاصة، اقتحم المواطنون الغاضبون مقر قوات الأمن الداخلي في المدينة، مما اضطر السلطات إلى إعلان الأحكام العرفية في المدينة. وأكد أن المدينة تعيش في حالة من الإضراب العام بحيث أن جميع المحلات والدوائر الحكومية والمدارس قد أغلقت أبوابها وسط أجواء من التوتر.
وأضاف المصدر إلى أن عناصر المخابرات شنت حملة اعتقالات واسعة خوفاً من اتساع نطاق الاحتجاجات. وألقت القوات القبض على 130 مواطنًا تم نقل 16 منهم إلى مدينة شيراز.
وفي مسعى للوقوف على تطورات تلك الاضطرابات وصل عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين إلى "لار"، من بينهم وزير الداخلية ورئيس لجنة الأمن القومي، كما تم إرسال تعزيزات قوامها 1000 من رجال الوحدة الخاصة إلى المدينة وهم مزودون بالهراوات الكهربائية والغازات المسيلة للدموع وسيارات خاصة لرشّ المياه.

http://almoslim.net/node/123832