لفظ الجاهلية المعاصرة أو جاهلية القرن العشرين:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
فقد رأيت لبعض الإخوة الطيبين وفقهم الله وبارك فيهم وفي علمهم من ينقل عن كتاب (خصائص وسمات الجاهلية المعاصرة)، والنقل إذا كان نافعاً لا بأس به ولكن لفظ (الجاهلية المعاصرة) أو (جاهلية القرن العشرين) ونحو هذه الألفاظ لا ينبغي لأن الجاهلية زالت بمبعث محمد صلى الله عليه وسلم، وقد يبقى شيء من رواسبها، لكن ينبغي عند ذكرها أن تقيد ولا تطلق وهذا هو أسلوب القرآن الكريم والسنة النبوية حيث يقيدها الله ورسوله أو يذكران الشيء مضافاً إليهما كما في قوله تعالى: (يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية)وقوله: (ولا تبرجن تبرج الجاهلية) وقوله: (إذا جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية) و (أفحكم الجاهلية).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ودعا بدعوى الجاهلية) وقال: (أربع فى أمتي من أمر الجاهلية)، وتأمل في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنك امرؤ فيك جاهلية) ولم يقل: إنك رجل جاهلي.
وقد انتقد العلماء على سيد قطب إطلاق لفظ الجاهلية على العموم وأول من انتقده الشيخ الألباني كما في "معجم المناهي اللفظية" فيما أذكر، وكذلك أخوه محمد قطب في رسالته: (جاهلية القرن العشرين).
هذا وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.