وقال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى
في منهاج السنة النبوية 1 /108 - 110:
[ فقد قال الله تعالى :
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ
وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا
وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ {2}
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {3}
أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا
لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ {4} }
سورة الأنفال
فشهد لهؤلاء بالإيمان
من غير ذكر للإمامة
وقال تعالى:
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ {15}}
سورة الحجرات
فجعلهم صادقين في الإيمان
من غير ذكر للإمامة
وقال تعالى:
{لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ
وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ
وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ
وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ
وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ
أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا
وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ {177}}
سورة البقرة
ولم يذكر الإمامة
وقال تعالى:
{ الم {1} ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ {2}
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {3}
والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ
وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ {4}
أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ
وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {5} }
سورة البقرة
فجعلهم مهتدين مفلحين
ولم يذكر الإمامة
وأيضا فنحن نعلم بالاضطرار
من دين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
كانوا إذا أسلموا لم يجعل إيمانهم موقوفا على معرفة الإمامة،
ولم يذكر لهم شيئا من ذلك،
وما كان أحد أركان الإيمان
لا بد أن يبينه الرسول لأهل الإيمان
ليحصل لهم به الإيمان،
فإذا علم بالاضطرار
أن هذا مما لم يكن الرسول يشترطه في الإيمان
عُلم أن اشتراطه في الإيمان
من أقوال أهل البهتان.
فإن قيل
قد دخلت في عموم النصوص
أو هي من باب مالا يتم الواجب إلا به
أو دل عليها نص آخر
قيل
هذا كله لو صح
لكان غايته أن تكون من بعض فروع الدين
لا تكون من أركان الإيمان،
فإن ركن الإيمان مالا يحصل الإيمان إلا به كالشهادتين
فلا يكون الرجل مؤمنا
حتى يشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله،
فلو كانت الإمامة ركنا في الإيمان
لا يتم إيمان أحد إلا به
لوجب أن يبين ذلك الرسول بيانا عاما قاطعا للعذر
كما بين الشهادتين والإيمان بالملائكة
والكتب والرسل واليوم الآخر،
فكيف ونحن نعلم بالاضطرار من دينه
أن الناس الذين دخلوا في دينه أفواجا
لم يشترط على أحد منهم في الإيمان
الإيمان بالإمامة لا مطلقاً ولا معيناً. ]
```````````````````````````````