ينسب القراطمة الى ابي طاهر سليمان بن حسن القرمطي الجناحي الأعرابي الزنديق ، ملك البحرين ( ت 332هـ ) .
سار هذا الزنديق إلى مكة في سبع مائة فارس ، فاستباح الحجيج كلهم في الحرم ، واقتلع الحجر الأسود ، وردم زمزم بالقتلى ، وصعد على عتبة الكعبة يصيح :
أنا بالله وبالله أنا ***** يخلق الخلق وأفنيهم أنا
حيث أنه لم يشعر الناس إلا وقد وافاهم عدو الله أبو طاهر القرمطي بجيشه ، فدخلوا المسجد الحرام وأسرف هو أصحابه في قتل الحجيج في الحرم وفعل أفعالاً منكرة لم يسبقه إلى فعله هذا أحد .
فَقَتَلَ في سكك مكة وما حولها زُهاء ثلاثنين ألفاً ، حيث قتل في المسجد الحرام نحو ألف وسبعمائة من الرجال والنساء وقد فروا منه وتعلقوا بأستار الكعبة ، فلم يجزي ذلك عنهم ، فقتلوهم وهم كذلك ، و قد كانوا يطوفون فيقتلون في الطواف ، و كان بعض أهل الحديث يومئذ يطوف ، - عبد الرحمن بن عبد الله بن الزبير أبو بكر الرهاوي - فلما قضى طوافه أخذته السيوف ، فلما سقط إلى الأرض أنشد وهو كذلك :
نرى المحبين صرعى في ديارهم ***** كفتية الكهف لا يدرون كم لبثوا
وسبى الذرية ، وأقام بالحرم ستة أيام .. بذل السيف في سابع ذي الحجة ، ولم يعرف – أي لم يقف على جبل عرفة – أحد تلك السنة ، فلله الأمر ، وقتل أمير مكة ابن محارب ، وعري البيت ، وأخذ بابه ، تقدم إلى الحجر الأسود و ضربه بدبوس فكسره ثم اقتلعه بعد صلاة العصر من يوم الاثنين لأربع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة وانصرف إلى بلده هجر وحمل معه الحجر الأسود .. ، وقيل : أن الذي اقتلعه صاح : يا حمير أنتم قلتم : من دخله كان آمناً ، فأين الأمن ؟
قال رجل : فلويت رأس فرسه واستسلمت للقتل وقلت له : اسمع إن الله أراد ومن دخله فأمنّوه ، فلوى رأس فرسه وخرج ما كلمني . وامتلأت فجاج مكة بالقتلى .
ثم أمر القرمطي أن يدفن القتلى ببئر زمزم فدفنوا بها ، ودفن كثير منهم في أماكنهم في أزقة مكة وشعابها .. ( وياحبذا القتلة في تلك الضجعة ) .. ولم يغسلوا ولم يكفنوا ولم يصل عليهم لأنهم شهداء في نفس الأمر .
وهدم القرمطي قبة زمزم وأمر بقلع باب الكعبة ونزع كسوتها عنها ، وفرقها بين أصحابه ، وأمر رجلاً أن يصعد إلى ميزاب الكعبة فأراد ذلك الرجل أن يقتلعه من موضعه فسقط على أم رأسه فمات ، قال محمد بن الربيع بن سليمان : كنت بمكة سنة القرمطي ، فصعد رجل ليقلع الميزاب وأنا أراه ، فعيل صبري وقلت : يارب ما أحلمك ، وتزلزلتُ ، قال : فسقط الرجل على دماغه فمات ، فانكف القرمطي عن ذلك الميزاب ، ثم أمر بقلع الحجر الأسود وجاء رجل بمفتل – أي حبل لشد الحجر – في يده ، وقال : أين الطير الأبابيل ؟ أين الحجارة من سجيل ؟ - في قول هذا المارق دليل على كفر القرامطة واستهزائهم بالله وآياته ورسوله - .
المصدر
و المتأمل للاحداث الحالية و تهديد الايرانيين باثارة الشغب في الحج و دعوتهم لتغيير القبلة ما هو الا محاولة لتكرار ما فعله اجدادهم القرامطة عند البيت الحرام ، مستهترين بقدرة الله عليهم و غضبه ،و لسان حالهم يقول: اين الطير الابابيل ، اين الحجارة من سجيل.
نسأل الله أن يجعل كيدهم في نحورهم و أن يمر الحج بسلام
و نرجو من القائمين على الحج بأن يتخذوا الاجراءات الأمنية اللازمة لحماية الحجاج من جرائم القرامطة الجدد؟