تعرض أحد الليبراليين لضغوط نفسية ووعكات صحية وبدنيـة , قضت مضجعة فلم يعد يشعر بالراحـة ولا الهدوء أو النوم وأصيب بالاكتئاب والضجر , ذهب الى عدد من المستشفيات منها النفسية ولكن دون فائدة تذكر , لأن المهدئات لا تأثر في جسمة بسبب شربه للدخان والحشيش وتعاطيـه للممنوعات وادمانه على المشروبات !
فقال له بعض أصدقائة الليبراليين في أحد المواقع الليبرالية بعد أن شكى لهم حالته , عليك أن تجرب الطب الشعبي طالما أن الطب الحديث لم يأتي بنتيجة , وأفضل المعالجين الشعبيين هم الايرانيين والصينيين وايران قريبة ننصحك بها , سألهم أين في ايران , قالوا لــه في قــم , مدينة فاضلة ومتسامحة وفيها أطباء معروفين بسحرهم العلاجي تأكد أنك ستستفيد ومنها سياحة .
بعد وصوله الى طهران أخذ تاكسي وذهب الى مدينة قــم , وفي الطريق سأله السائق من أنت ؟
قال ليبرالي متسامح , فبدت الفرحة على وجه السائق ومد يده ليصافحـه وقال معك أخوك في الانسانية وملحد أيضا , فعانقا بعضهما البعض من شدة الأنسنـة وكاد السائق أن يصطدم ببعض السيارات الا أن الله لطف بهما والحمد لله .
وبعد وصوله الى قم سأل عن عنوان أعطاه اياه أحد الليبراليين وهو أحد أشهر مراكز العلاج الشعبي في تلك المدينة
مركز العلاج الشعبي
فقابل أحد المعالجين في فناء المركز مبتسما
ورحب به لأنه رآه غريبا حائرا , فتبادلا الترحيب وسأله لم أنت هنا وما الذي أتى بك
قال : أنا ليبرالي مريض
فرد عليه : مشكلة هذا المرض مستعصي ويبدو أنك أتيت هنا طلبا للعلاج
الليبرالي: نعم , الطب الحديث لم يجدي نفعا فقلت لم لا أجرب الطب الشعبي ؟
قال له أنا أحد المعالجين وستشفى قريبا
الليبرالي : من هيأتك تبدو طبيبا شعبيا ولكن لم تعرفني على نفسك
قال له , أنا علماني وأمارس الشعوذة أقصد الطب الشعبي منذ عقود طويلـة منذ أن كنت فتيا .
الليبرالي : لربما شفائي على يديك
العلماني: تعال معي الى السرداب ..... صمت .... وأخفض رأسه وهو يبكي
الليبرالي : ما بك
العلماني : أبكي بسببك فأنا لا أتحمل معاناة المرضى
فذهبا سويا الى سرداب الحوزة , وفي طريقة عبر الدهاليز المظلمـة شاهد عددا من المعالجين والبعض منهم أمامهم بلورات ويتمتمون بكلمات غير مفهومة مع بعض الرجفات وهز المتون
وشاهد أيضا منهم من يطير على مكنسة ويهبط !!
وبعد وصولهم الى غرفة شديدة الظلمة أغلق الباب وكان بها ثلاثة أطباء , أخبرهم صاحبهم العلماني ما يعاني منه
فقال كبيرهم الذي علمهم السحر العلاجي دعوه لي
كبير المعالجين
سأل الليبرالي ما اسمك وما اسم أمك , وأعطني بعض الشعرات من رأسك ؟؟
فأجابه وأعطاه بعض الشعرات من رأسه
فقال كبيرهم : مرحلة العلاج تحتاج الى وقت والى عملية تخدير أيضا , هل تملك مال العملية وهل تريد تخديرا غالي الثمن أم رخيص الثمن ؟؟
الليبرالي : لا أملك الكثير من المال فقد أنفقته على المشروبات والسفرات والمستشفيات
كبيرهم : اذا سنخدرك بمخدر رخيص الثمن
عدة تخدير غير مكلفة !!
وسأل الليبرالي عن هذه الآلة بم يستخدم
كبيرهم : هذه آلة تخدير نستخدمها بكثرة في العراق وهي لا تناسبك .
الدنيا مظلمة وتدور وألوان وعصافير تحوم حول رأس الليبرالي , العملية بدأت أحدهم ضربه بالهراوة على رأسه ليخدر الليبرالي , فأغمي عليه وحملوه ووضعوه على سرير حجري
فقال كبيرهم لأحد المعالجين اذهب وحضر لنا وصفة العلاج لهذا المريض من كتاب ( شمس المعارف )
فأخذ يقلب الكتاب ليجد وصفة تناسب الليبرالي
والى أن تأتي الوصفة ارتدى كبيرهم ملابس العمليات وهي سوداء من الجلد مقلمة باللون الأحمر مع عصى ذات ثلاث شوكات , فرفع يده أمام الليبرالي وأخذ يردد
شالوم شالوم عج
فاق الليبرالي وقال : لا أرى غبارا
فأخذ الضربة الثانيـة على رأسه , لأن الضربة الأولى كانت ضعيفة من يد طاعن في السن
وبعد انتهاء مراسم وطقوس العمليـة , أصبح يخيل اليه أن شخصا ما بقربه ويردد في أذنه :
أنسنه , متحرر , حر , شالوم , ديموقراطي , أرثذوسكي وغيرها من المصطلحات
فدخل عليه أحد الأطباء متخصص في علاج الحالات العاطفية والنفسية وقام بدوره لاكمال رحلة العلاج
فغضب الليبرالي وقال ماذا تفعل ؟
أجاب : لا فرق بين الرجل والمرأة ويظهر لي من خلال خبرتي أنك مؤدلج بسبب المجتمع الذي تعيش فيه , قليلا من الوقت وستكون من مناهضي التمييز العنصري فكلانا جنسين من البشر .
وبعد مضي عدة أشهر على الرزالـه = البهدله , وجعله كفأر تجارب يمارسون عليه كل ألوان السحر أو ما يسمى علاج تأقلم مع الوضع ورفض العودة الى وطنـة وأستقر في قم
وتزوج وعاش حيات تعيسـة ولم يخلف نبات وبنات , لأن كلا الزوجين ذكور !!