الحمدالله عظيم المنة ناصر الدين بأهل السنة
وبعد ...
يحاول بعض الشيعة ان يفسروا بعض الاحاديث بناء على فهمهم السقيم
فإذا ما وجدوا حديث لم يفهموه ولم يحيطوا بظروفه وملابساته
وسوست لهم شياطينهم ليزينوا لهم أوهامهم ولكن خاب ظنهم .
سنأخذ الحديث المروي عن طريق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الذي جاء به ان النبي صلى الله عليه وسلم سب ولعن رجلان :
عن عائشة رضي الله عنها قالت:
دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان. فكلمها بشيء لا أدري ما هو. فأغضباه. فلعنهما وسبهما. فلما خرجا قلت: يا رسول الله! من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان. قال "وما ذاك" قالت قلت: لعنتهما وسببتهما. قال "أو ما علمت ما شارطت عليه ربي؟ قلت: اللهم! إنما أنا بشر. فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا .
مسلم
عن أبي هريرة، قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"اللهم إنما أنا بشر. فأيما رجل من المسلمين سببته، أو لعنته، أو جلدته. فاجعلها له زكاة ورحمة".
مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه:أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم فأيما مؤمن سببته، فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة).
البخاري
قبل شرح الحديث نرجع إلى القرآن الكريم
لنبحث عن شواهد تفيدنا لشرح الحديث من خلال طرح بعض الأسئلة :
أولاً
هل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه سلم بشر أم إله ؟
(قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي )
الكهف 110
ثانياً :
هل يمكن ان يغضب النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه سلم ؟
(ولما رجع موسى الى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي
أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره اليه…)
الاعراف150
ثالثاً :
هل يمكن أن يضرب النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه سلم ؟
( فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه…) القصص 15
( قال رب اني قتلت منهم نفسا فاخاف أن يقتلون)
القصص33
رابعاً :
هل يجوز للنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه سلم ان يلعن ؟
(لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم)
المائدة 88
وشواهد اخرى ،
المباهلة ما ذكر عنها في القرآن الكريم
فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا وابنائكم
ونسائنا ونسائكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله
على الكاذبين )
آل عمران61
(والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء الا انفسهم فشهادة احدهم اربع شهادات بالله انه لمن الصادقين والخامسة ان لعنت الله عليه ان كان من الكاذبين )
النور6-7
خامساً :
هل يمكن للنبي ان يكون غليظا على المنافقين والكفار ؟
(ياأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ..)
التوبة 73
الشاهد مما سبق :
(1)
اقول ان النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه سلم بطبيعته البشرية :
يفرح لنصر المؤمنين ويغضب لله
وتدمع عينة حين توفى ابنه ابراهيم عليه السلام
ونؤكد ان غضب النبي يكون لله مثلما غضب موسى ويونس وعيسي عليهم السلام .
وذكرنا امر الله للنبي بالغلظة على المنافقين والكفار وجهادهم
(2) :
تذكر انه لا أحد ولا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها التي روت الحديث علم ما دار بين الرسول ص والمسيئان و كما قلنا ان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه سلم يغضب وهذا الغضب لله .
(3) :
وعندما تكمل قراءة الحديث نجد أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه سلم دعا لمن سب او لعن من غضب عليه من ليس هو بأهل الدعاء عليه
فإن قيل :
كيف يدعو على من ليس هو بأهل الدعاء عليه أو يسبه أو يلعنه ونحو ذلك ؟
فالجواب ما أجاب به العلماء , ومختصره وجهان :
أحدهما
أن المراد ليس بأهل لذلك عند الله تعالى , وفي باطن الأمر , ولكنه في الظاهر مستوجب له , فيظهر له صلى الله عليه وسلم استحقاقه لذلك بأمارة شرعية , ويكون في باطن الأمر ليس أهلا لذلك , وهو صلى الله عليه وسلم مأمور بالحكم بالظاهر , والله يتولى السرائر .
والآخر
أن ما وقع من سبه ودعائه ونحوه ليس بمقصود , بل هو مما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية , كقول :
ثكلتك امك ( لا كبرت سنك )
وفي حديث معاوية ( لا أشبع الله بطنك )
ونحو ذلك لا يقصدون بشيء من ذلك حقيقة الدعاء ,
و تجري مجرى اللسان بلا قصد السب والدعاء
فخاف صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يصادف شيء من ذلك إجابة , فسأل ربه سبحانه وتعالى ورغب إليه في أن يجعل ذلك رحمة وكفارة , وقربة وطهورا وأجرا , وإنما كان يقع هذا منه في النادر والشاذ من الأزمان , ولم يكن صلى الله عليه وعلى آله وسلم فاحشا ولا متفحشا ولا لعانا ولا منتقما لنفسه , وقد سبق في هذا الحديث أنهم قالوا :
ادع على دوس , فقال :
" اللهم اهد دوسا "
وقال :
" اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون "
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم
" اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله زكاة و أجرا "
واذكر ان النبي موسى عليه السلام بطبيعته البشرية غضب على قومه حين عبدوا العجل وضرب وقتل القبطي وكذلك ماورد في قصة غضب سيدنا يونس عليه السلام القصة معروفة.
فيتضح بعد الشرح ان هذا الحديث لا يمس أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
فلو كان كذلك
لأصبحت أكاذيب علماء الشيعة صحيحة لان علماء الشيعة الذين يؤمنون بتحريف القرآن سيضيفون الي مزاعمهم بالقول ان
هذا القرآن محرف لان به ذكر أن موسى عليه السلام النبي المعصوم يغضب ويضرب ويقتل !!!
فهذا يمس من عصمة و أخلاق النبي موسى عليه السلام
وكذلك ورد في القرآن ذكر ان النبى عيسى ابن مريم والنبي داود عليهما السلام لعانان فهذا يمس من عصمتهم و اخلاقهم
لانهم لعنوا اليهود فهذا دليل على تحريف القرآن الكريم بسبب مساسه باخلاق وعصمة الانبياء .