بسم الله الرحمن الرحيم
ان الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا .
من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا.
وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له .
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
وأشهد ان محمداً عبده ورسوله نصح الامة وكشف الله به الغمة فاجزه اللهم خير جزاء جزيت به نبياً عن امته.
وصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.
اما بعد.
فاثناء تصفحي وجدت موقعاً للمتصوفة ورد فيه موضوعاً لاحد شيوخهم الا وهو محمد نوري الشيخ رشيد النقشبندي الديرثوي يزعم فيه بوجود دولة خفية تحكم الارض وتتصرف فيه افرادها هم الاقطاب والاوتاد والاغواث وانهم هم المتحكمون في الكون وان الناس انما يمتثلون لاوامر هذه الحكومة ان جاز التعبير وهم من يوقعون العقاب ويدفعون البلاء الى اخر هذه الترهات واستشهد بعدة اقوال واحاديث مدعياً كذبا وبهتانا على العلماء بل تعدى كذبه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وارود احاديثاُ زعم صحته وتبين بضاعته في هذا العلم وهي بضاعة خاسرة جد مزجاة .
وسأقوم بعون الله وتوفيقه وحده بوضه ما ورد في هذا البحث والرد عليه نقطة نقطة حتى يتبين الحق ويبطل الله كيد المبطلين.
فابدأ بعون الله وتوفيقه واسرد ما ورد في هذا البحث على ما خطته يداه نسأل الله العفو والعافية:
قال النفشبندي :
"اعلم أنه كما في هذا الكون دول ظاهرة تتصرّف في شؤونه، كذلك فيه دولة إلهية خفيّة عن أنظارنا تتصرّف في شؤونه بما تقتضيه حكمته الباهرة في ملكوته، وتلك الدولة هي التي تتصرّف وتحكم، وهذه الدول الظاهرة إنما هي منفذّة لما تصدر عنها من المقررّات والأحكام في إنزال العقوبات أو كشف البليّات حسبما تقتضيه مصلحة الكون ضمن الشروط التي وضعها الله تعالى لخرابه وعمارته عند فساد الناس أو صلاحهم.."
لقد اعترف بوجود تلك الدولة الخفية معظم العلماء المعتمدين في الإسلام، غير أنهم اختلفوا في أسماء مناصبها، ويبدو أن السبب في ذلك يعود إلى أن لبعض مناصبها أكثر من اسم واحد، لذلك نرى في بعض الروايات ذكر أسماء لم تُذكر في الروايات الأخرى، والأسماء الواردة هي: القطب الفرد - الغوث - الإمامان، الأقطاب، الأوتاد، العُصَب، النجباء، الأبدال، الرفقاء، النقباء، الأخيار، العُمُد، ولكن هؤلاء العلماء مجمعون على أنّ رئيس تلك الدولة هو القطب الفرد، قدّس الله أسرارهم، وأفاض علينا أنوارهم، وأمّا المنكرون فمنهم من هو مبتدع معاند فلا حاجة لنا به، ومنهم من ليس معانداً ولكن لم يقدّر له أن يسمع هذا الموضوع ممّن يثق بكلامه، كما قدّر ذلك للعلاّمة ابن حجر الهيثمي فاعترف بهم، ومنهم من هو بعيد عن البلاد الإسلامية فأنكر الروايات التي سمعها لعدم تثبته منها، شأنه في ذلك شأن بعض العلماء المغاربة في إنكار بعض الكلمات الواردة في القراآت السبع المتواترة...." اهـ.
اقول :
الله المستعان وعليه التكلان .
حكومة خفية يحكمها الاوتاد والاقطاب والاغواث ...الخ ماذا ابقى القوم لله ؟ جعلوا له فقط الاشراف على هؤلاء واعطاهم مقاليد الحكم في خلقه؟ فهم الذين يعاقبون ويثيبون ويدفعون البليات ؟!
اهذا اعتقادكم في التوسل والاستغاثة الذي تدلسون على الناس وتقولون : انكم تتخذونهم فقط وسيلة للقرب من الله لمنزلتهم !!
هاهو قد بان والله ما تخفيه نفوسكم انما هم عندكم شركاء لله يتصرفون في الكون وهم من بيدهم دفع البلاء عنكم وانزال العقوبات لا الله الواحد القهار الذي قال ( أمن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض أأله مع الله قليلاً ما تذكرون) .
هكذا قال ربنا عز وجل ولكنكم قلتم : كلا بل الاوتاد والاقطاب والاغواث هم من يجيبون المضطر وهم من يكشف السوء وهم وهم .
بله انكرتم ايضاً قوله ( وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو ) فقلتم: كلا بل اصحاب الدولة الخفية هم من بيدهم كشف البلية والضر كذباً وافتراءً وشركاً بالله عز وجل فتعالى الله عما تشركون.
فإن قال قائل: اما قرات انهم فعلوا هذا بعد ان اذن الله لهم في ذلك وفق شروطه .
اقول :
واين تذهب بقوله تعالى( أبصر به وأسمع مالهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه احدا) .
اما علمتم انكم بهذا القول نسبتم لله العي وشابهتم قول الذين كفروا كالصابئة عبدة الكواكب الذين يعتقدون بالاجرام السبعة المفوضة من الله التي تحكم الكون!!
فقولكم هذا هو عين قولهم ولكنكم استبدلتم الكواكب باقطابكم واغواثكم المزعومة.
اما قوله: ان كثير من العلماء قد اقر بهذا
اقول: سبحانك هذا بهتان عظيم !.
وهل من يقر بهذا القول مسلم فضلاً عن عالم!
وانظروا تلبيسه وتدليسه بعد ذلك فقال:
يثبتون الاوتاد والاقطاب والاغواث والنجباء.... الخ.
اقول: وان اثبت بعضهم هذا الالفاظ هل يعني اثباتهم لقولك بانهم هم من يديرون الكون الى اخر هذا الهراء؟!!
هلا دللتنا عليهم وعلى اقوالهم باثباتهم هذا القول المشين؟!
ولكنه الكذب وتعلق قلوب القوم بغير الله فهذه هي نهايته ان يتخذ من دون الله اولياء يشركونه في ملكه والله غني عن العالمين .
( فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء واليه ترجعون)
يتبع ان شاء الله .