عقيدة الامام الاشعري رحمه الله وتلامذته ومقارنة بينها وبين متأخري الاشاعرة

[سيف الدين_الهاشمي]

بسم الله الرحمن الرحيم

بناء على رغبة المخاطر يفتح هذا النقاش حول عقيدة الامام الاشعري رحمه الله وتلامذته ومقارنة بينها وبين متأخري الاشاعرة .
فقد زعم المخاطر ان الاشعري في عقيدته كان يفوض المعنى ولا يثبته وهذا من خلال كتبه ( الابانة في اصول الديانة) ( مقالات الاسلاميين) وغيرها كرسالته الى اهل الثغر .
ثم بعد ذلك سنتطرق بعون الله تعالى الى تلامذته المعتبرين كالبقلاني وابن فورك ومن نهج نهجهم كالجويني والغزالي واثبات رجوعهم الى مذهب السلف وذمهم الكلام واهله.
نبدأ اولا على بركة الله تعالى في عقيدة ابا الحسن الاشعري رحمه الله من خلال مؤلفاته :

عقيدة الامام الاشعري رحمه الله تعالى

بادىء ذي بدىء يجب ان ننوه على ان كتاب الابانة لللاشعري رحمه الله قد ثبت من عدة اوجه منهها ما ذكره ابن عساكر في كتابه ( تبيين كذب المفتري ) عن مؤلفات الاشعري وعد منها كتابه الابانة والذي يقول متأخري الاشاعرة بعد ان اعيتهم الحيلة انه مدسوس عليه !
هذه العبارة الساذجة التي يلجأ لها الاشعرية والصوفية عندما تعييهم الحيلة وتطبق عليهم الدلائل فلايجدون مفراً سوى فرية الدس وهذا خلافاً لما ذكره المخاطر - دون علم- ان الاشعرية يقولون انه عنى به التفويض وهذا ما سننسفه بعون الله عندما نستعرض عقيدة الاشعري رحمه الله في الابانة ونثبت انها هي عقيدة السلف وعقيدة امام السنة احمد بن حنبل رحمه الله تعالى كما صرح بهذا الاشعري نفسه في مقدمة كتابه .
وكذا ان للكتاب مخطوطة محفوظة في اسطنبول فهذه تنسف اي ادعاء بالدس كما يزعمون ولله الحمد والمنة.
وهنا يثار تساؤل : دائما ما يدندن الاشعرية انهم السواد الاعظم وانهم الاكثرية بين اهل السة هم واخوانهم الماتريدية ( اصحاب ابو منصور الماتريدي) فكيف سيدس عليه ( الحشوية) كما يسموننا هذا الكتاب وهم اقلية كما يدعون ولا يأتي احدهم فيبين الدس من الصحيح والغث من السمين ؟!
بل الادهى ان يقر ابن عساكر وهو من كبار الاشاعرة وينسب كتاب مدسوس على الاشعري في كتابه الانف الذكر ( تبيين كذب المفتري )؟!
يتضح ان القوم متخبطون وما علموا ان عقيدتهم التي هم عليها الان هي في الاصل عقيدة ( عبدالله بن كلاب) التي رجع عنها الاشعري رحمه الله وهذا مشهور في اطوار حياته الثلاثة :
1- الاعتزال
2- الاخذ باراء ابن كلاب
3- عودته الى عقيدة السلف

فلم يزل المتأخرين منهم كلابية ولكنهم البسوا انفسهم ثوب الاشعري في مرحلته الثانية رغم شقه لهذا الثوب علانية وخروجه منه في القصة المشهورة عنه ورجوعه لعقيدة السلف.
والان نبدأ بعون الله بداية نقرر عقيدة ابا الحسن الاشعري رحمه الله من كتابه الابانة :
ذكر رحمه الله في : قول اهل الزيغ والضلال ما تعتقده المعتزلة ومن شابههم من جهمية وغيرهم من نفي الصفات وخلق افعال العباد بل العجيب انه رد على المتصوفة رداً غير مباشر فيما يعتقدونه بان غير الله ينفع ويضر فقال رحمه الله (ولهذا سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مجوس هذه الأمة لأنهم دانوا بديانة المجوس وضاهوا أقاويلهم وزعموا أن للخير والشر خالقين كما زعمت المجوس ذلك وأنه يكون من الشرور ما لا يشاء الله كما قالت المجوس وأنهم يملكون الضر والنفع لأنفسهم من دون الله عز
وجل ردا لقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله 188 7 وإعراضا عن القرآن وعما أجمع عليه أهل الإسلام ) ص 16 الابانة .
فقد قرر هنا رحمه الله باباً ليس من شأننا الان الخوض فيه مع المخاطر ولكن اوردته حتى يكون عمدة في النقاش فيما بعد بعون الله وحده .
يتبع بعون الله

[تقي الدين السني]

بارك الله فيك شيخنا الحبيب

[المحرر]

بارك الله فيك أخي سيف الدين الهاشمي وجزاك كل خير.

لقد ثبت أنا الموضوع لأهميته ، وأنبه الأخوة بعدم التدخل في النقاش وسيكون فقط بين أخي سيف الدين والمخاطر هدانا الله وإياه للحق.



ومن يريد أن يعلق منهم فلا يزيد تعليقه عن أربعة أسطر ، وإلا سأضطر لحذف أي مشاركة تخالف ذلك.

[سيف الدين_الهاشمي]

ذكر رحمه الله في نفس الفصل ( الرد على اهل الزيغ والضلال ) انكارهم للصفات فقال رحمه الله ص 18
(ودفعوا أن يكون لله وجه مع قوله عز وجل ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام 27 55
وأنكروا أن له يدان مع قوله سبحانه لما خلقت بيدي من الآية 75 38
وأنكروا أن يكون له عينان مع قوله سبحانه تجري بأعيننا من الآية 14 54 19 وأنكروا أن يكون له سبحانه علم مع قوله أنزله بعلمه من الآية 166 4
وأنكروا أن يكون له قوة مع قوله سبحانه ذو القوة المتين من الآية 58 51
ونفوا ما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا وغير ذلك مما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم )
فهنا رحمه الله يخالف عقيدة متأخري الاشعرية صراحة فيثبت الصفات على طريقة السلف دون تأويل او تفويض فقوله له ( يدان) فهو اثبات لهذه الصفة كما ورد في كتاب الله عز وجل ( ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي) وقول النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل ( وكلتا يديه يمين) فالملاحظ ان متأخري الاشعرية يأولون اليد للقدرة والقوة والاشعري يتبتها ولو كان مفوضاً لذكر ذلك صراحة فهذه عند الاشعرية من الصفات الخبرية التي يؤلونها فالاشعري قد بين ان القدرة شيء وان اليد شيء اخر كما قرر انفاً .
ايضا اثباته للعين والنزول الذي ينكره الاشعرية ويؤلونه بتأويلات شتى فالاشعري رحمه الله يرد عليهم ويثبت النزول كما اثبته السلف رحمهم الله فاين التفويض الذي ذكره المخاطر ؟!
ويزيد الاشعري رحمه الله تبيناً لضلال القوم وبعدهم عن المنهج الصحيح وافترائهم عليه فيما قرره بعد ذلك في عقيتده فقال ص 21 (وأن الله تعالى استوى على العرش على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده استواء منزها عن الممارسة والإستقرار والتمكن والحلول والإنتقال لا يحمله العرش بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته ومقهورون في قبضته وهو فوق العرش وفوق كل شىء إلى تخوم الثرى فوقية لا تزيده قربا إلى العرش والسماء بل هو رفيع الدرجات عن العرش كما أنه رفيع الدرجات عن الثرى وهو مع ذلك قريب من كل موجود وهو أقرب إلى العبد من حبل الوريد وهو على كل شيء شهيد )
فقد اقر ان الاستواء على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي اراده وقد اقر الفوقية التي ينفيها المتمشعرة وقد يظن المخاطر او غيره قوله رحمه الله ( بالمعنى الذي اراده) تفويضاً فنقول لهم : اخطأتم فهم الرجل فهو يقصد المعنى الذي ذكره الامام مالك حين سأل رحمه الله فقال ( الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة) فهذا هو مقصده رحمه الله تعالى في هذه الجملة .
وهو يخالفهم في انكارهم العلو في مقولتهم الشهيرة ( كان الله ولا مكان وهو ما عليه كان) الذي اقر الحافظ ابن حجر رحمه الله لضعف وعدم اثبات لهذا الاثر كما قرره شيخ الاسلام رحمه الله .
ويزيد الاشعري من الم المتمشعرة ويرد على المخاطر بدعو التفويض فيقول رحمه الله ص 22(وأن له سبحانه وجها بلا كيف كما قال ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام 27 55
وأن له سبحانه يدين بلا كيف كما قال سبحانه خلقت بيدي من الآية 75 38
وكما قال بل يداه مبسوطتان من الآية 64 5
وأن له سبحانه عينين بلا كيف كما قال سبحانه تجري بأعيننا من الآية 14 54
وأن من زعم أن أسماء الله غيره كان ضالا
وأن الله علما كما قال أنزله بعلمه من الآية 166 4 وكما قال وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه من الآية 11 35
ونثبت لله السمع والبصر ولا ننفى ذلك كما نفته المعتزلة والجهمية والخوارج )
فذكر للصفة مع الاستدلال وعدم التكييف لها انما هو الاثبات بعينه فان كان مفوضاً لذكر تفويضه للمعنى وانما اثباته واضح جلي لكل ذي عقل وبصيرة .
يتبع ان شاء الله

[سيف الدين_الهاشمي]

وفيك بارك الله شيخنا الحبيب تقي الدين نسأل الله ان يرفع قدركم ويتقبل طاعاتكم انه ولي ذلك والقادر عليه.
شرفنا مرورك استاذنا نفع الله بك

[سيف الدين_الهاشمي]

واياك جزى الله الخير اخي الحبيب المحرر اعلى الله قدرك ونفع بك ورزقك وايانا الجنة انه سميع مجيب .
شرفنا مرورك اخي الحبيب

[سيف الدين_الهاشمي]

ننتظر بعون الله رد المخاطر على هذه المقدمة حتى لا يتشعب الحوار بينا والله المستعان.

[abo othman _1]

بارك الله فيك أخي الهاشمي

هل تعلم أن متاخري الاشاعرة يطعون بكتاب الابانبة بأنه دسو غير به ؟؟!!

===========

أبو عثمان

[سيف الدين_الهاشمي]

شرفني مرورك شيخنا الفاضل ابا عثمان .
نعم وقد نوهت عن ذلك في بداية الموضوع ورددت هذه الشبهة الساذجة التي يدندن حولها الاشعرية والمتصوفة كلما اعيتهم الحيلة في ذلك.
رفع الله قدرك شيخنا الحبيب

[abo othman _1]

بارك الله فيك

هل يوجد اسناد إلى الكتاب ؟؟

لأن الاسانيد انساب الكتب كما يقول

==============

أبو عثمان