قال ابو بكر : يا رسول الله ذاك الذي لا توى عليه
فقال النبي : إني لأرجو أن تكون منهم . ))
وفي لفظ :
هل تدعى أحد من تلك الأبواب كلها ؟؟
قال : نعم ، ارجو أن تكون منهم ..
وفي الصحيحين من حديث الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله :
(( من أنفق زوجين في شيء من الأشياء في سبيل الله دعى من أبواب الجنة :
يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعى من باب الصلاة
ومن كان من أهل الجهاد دعى من باب الجهاد
ومن كان من أهل الصدقة دعى من باب الصدقة
ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان
فقال أبو بكر : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها
فقال : نعم ، وأرجوا أن تكون منهم ))
وقد ثبت عن ابي هريرة رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام لصحابته:
(( من أصبح منكم اليوم صائما؟
قال ابو بكر: أنا.
قال فمن تبع منكم اليوم جنازة؟
قال ابو بكر: أنا.
قال فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟
قال ابو بكر: أنا.
قال عليه الصلاة والسلام:
ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة))
رواه مسلم
عن أبي سعيد الخدري قال :
خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال :
((إن أمَنّ الناس علي في صحبته وماله أبو بكر , ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر , ولكن أخوة الإسلام ومودته , لا يبقى في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر)) .
عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر , قال : فبكى أبو بكر فقال : هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله ؟)).
قال ثابت عن أنس
(( أن أبا بكر حدثه قال :
قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ونحن في الغار : لو أن أحدهم ينظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه , فقال : يا أبا بكر , ما ظنك باثنين الله ثالثهما))
حدثنا عبد الله بن نمير عن عمرو بن ميمون عن أبيه قال : قال رجل لعمر بن الخطاب : ما رأيت مثلك , قال : رأيت أبا بكر ؟ قال : لا , قال : لو قلت : نعم إني رأيته , لأوجعتك ضربا .
حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس قال : قال عمر : لأن أقدم فتضرب عنقي أحب إلي من أن أتقدم قوما فيهم أبو بكر .
عن حبيب بن أبي ثابت في قوله (( فأنزل الله سكينته عليه ))قال :
على أبي بكر ; قال : فأما النبي صلى الله عليه وسلم فقد كانت السكينة عليه قبل ذلك .
حدثنا خلف بن خليفة عن إسماعيل بن أبي خالد
(( أن عائشة نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا سيد العرب , قال : أنا سيد ولد آدم ولا فخر , وأبوك سيد كهول العرب )) .
حدثنا إسماعيل بن علية عن يونس عن الحسن قال : قال رجل لعمر : يا خير الناس , فقال : إني لست بخير الناس , فقال : والله ما رأيت قط رجلا خيرا منك , قال : ما رأيت أبا بكر ؟ قال : لا , قال : لو قلت : نعم , لعاقبتك , قال , وقال عمر : من لهم بيني وبين أبي بكر , يومٌ من أبي بكر خير من آل عمر .
حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي رضي الله عنه أنه قال : ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبو بكر وعمر بن الخطاب .
حدثنا وكيع عن عبد العزيز بن عبد الله الماجشون عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : قال عمر : أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا يعني بلالا .
حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن(( جابر بن عبد الله قال : مشيت مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى امرأة رجل من الأنصار , قال : فرشت له أصول نخل وذبحت لنا شاة , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليدخلن رجل من أهل الجنة , فدخل أبو بكر , ثم قال : ليدخلن رجل من أهل الجنة , فدخل عمر , ثم قال : ليدخلن رجل من أهل الجنة , ثم قال : اللهم إن شئت جعلته عليا , فدخل علي)) .
حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن الحسن بن عبيد الله قال ثنا الحر بن الصباح عن عبد الرحمن بن الأخنس النخعي عن سعيد بن زيد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ((أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعلي وعثمان في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة)) ولو شئت لسميت التاسع ... .
حدثنا أبو داود وعمر بن سعد عن بدر بن عثمان عن عبيد الله بن مروان عن أبي عائشة عن( ابن عمر قال : خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة فقال : رأيت آنفا كأني أعطيت المقاليد والموازين , فأما المقاليد فهذه المفاتيح وأما الموازين فهي التي تزنون بها , فوضعت في كفة ووضعت أمتي في كفة فرجحت بهم , ثم جيء بأبي بكر فرجح , ثم جيء بعمر فرجح , ثم جيء بعثمان فرجح , ثم رفعت , قال : فقال له رجل : فأين نحن ؟ قال : حيث جعلتم أنفسكم ) .
حدثنا يزيد قال أخبرنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت : تمثلت بهذا البيت وأبو بكر يقضي
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل
فقال أبو بكر :
ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم .
---
جزء قليل من كلمة رائعة لشيخ الإسلام في الدفاع عن أبي بكر رضي الله عنه
وأبو بكر الصديق كان أقوى الصحابة قلبا وأربطهم جأشا وأعظمهم ثباتا وأشدهم إقداما وأبعدهم عن الجزع والضعف والجبن, ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يصحبه وحده في المواضع التي يكون أخطر ما يكون فيها, كما صحبه في الهجرة, وكان معه في الغار, والعدو يطلبهما ويبذل ديتهما لمن يأتي بهما, وكان معه في العريش يوم بدر وحده والكفار قاصدون الرسول خصوصا. ولهذا لما مات النبي صلى الله عليه وسلم ظهر من شجاعته وبسالته وصبره وثباته وسياسته وتدبيره وإمامته للدين وقمعه للمرتدين ومعونته للمؤمنين وسد ظهورهم ما لا تتسع هذه الورقة.
وكل من له بالشجاعة أدنى خبرة يعلم أنه لم يكن منهم من يقاربه في الشجاعة فضلا أن يشاركه. وكذلك كان عمر, كان أشجعهم بعده, كما أن أبا بكر كان أعلمهم, كما ذكر الإمام منصور بن عبد الجبار السمعاني إجماع العلماء على أن أبا بكر أعلم الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهو مبسوط في غير هذا الموضع (7) . والله أعلم
- المصدر : ( مجموع رسائل شيخ الإسلام ) المجموعة الرابعة صفحة : 247 - 250 ضمن مجموع آثار شيخ الإسلام التي طبعت أخيرا طبعة مجمع الفقه الإسلامي
إنتهى