زعم الرافضة أن رواية البخاري ومسلم –رحمهم الله –عن الشيعة في صحيحهما …دليل على التقريب وان لا فرق بين السنة والشيعة ..
والرد عليه كما يلي :
قال شيخ الإسلام ابن تيميه – رحمه الله –منهاج السنة (1/62-63) (( وتنازعوا في شهادة سائر أهل الأهواء : هل تقبل مطلقاً أم لا ؟ أو ترد شهادة الداعية إلى البدع ؟
وهذا القول الثالث هو الغالب على أهل الحديث ، لا يرون الرواية عن الداعية إلى البدعة إلى البدع ولا شهادته ، ولهذا لم يكن في كتبهم الأمهات كالصحاح والسنن و المسانيد الرواية عن المشهورين بالدعاء الى البدع .
وإن كان منها الرواية عمن فيه نوع من بدعة كالخوراج والشيعة والمرجئة والقدرية)).
وقال أيضاً في منهاج السنة (1/65) (( ومن عرف هذا تبين له أن من رد الشهادة والرواية مطلقاً من أهل البدع المتأولين فقوله ضعيف …
، ومن جعل المظهرين للبدعة من أهل العلم والشهادة لا ينكر عليه بهجر ولا ردع فقوله ضعيف أيضاً )) .
وأما السبب في ترك رواية المبتدع الداعية للبدعة فأجاب عنه شيخ الإسلام ابن تيميه – رحمه الله – في منهاج السنة (1/63) (( وذلك انهم لم يدعوا الرواية عن هؤلاء للفسق كما يظنه بعضهم ، ولكن من أظهر بدعته ولكن وجب الإنكار عليه بخلاف من أخفاها وكتمها .
وإذا وجب الإنكار عليه كان من ذلك أن يهجر حتى ينتهى عن أظهار بدعته ومن هجره أن لا يؤخذ عنه العلم ولا يستشهد )).
وأما المبتدع المتأول فحاله كما ذكر شيخ الإسلام – رحمه الله –في منهاج السنة (5/239-240) (( أن المتأول الذي قصده متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم لا يكفر بل لا يفسق إذا اجتهد فأخطأ وهذا مشهور عند الناس في المسائل العملية ، وأما مسائل العقائد فكثير من الناس كفر المخطئين فيها وهذا القول لا يعرف عن أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا عن أحد من أئمة المسلمين وإنما هو من أقوال أهل البدع الذين يبتدعون بدعة ويكفرون من خالفهم ))
أذن ملخص الكلام في هذه المسألة :
1- أن البخاري ومسلم عند ذكرهم للمبتدعة فأن هذا دليل أمانتهم العلمية وعدم تعصبهم … وذلك لأنهم قبلوا الحق حتى من المخالف – والحكمة ضالة المؤمن - .
2- أن في ترك الرواية عنه تفويت لمصلحة حفظ السنة وجمع الآثار 0
3- أن البخاري ومسلم عند نقلهم من المبتدعة لا ينقلون إلا عن ثقة موصوف بالضبط والحفظ .
4- أن عند ذكرهم لحديث رواه مبتدع لا يذكرون حديثاً يتعلق ببدعته بل رووا عنه أحاديث في كتاب الجمعة والحج والرقاق ونحوها بعيدة كل البعد عن بدعته كما أن البخاري مثلاً لم يذكر حديثاً عن رافضي في فضائل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه - .
5- وأما الشيعة الذين قد ذكروا في الصحيحين فالمقصود بالتشيع في عصرهم من قدم وفضل علي – رضي الله عنه – على عثمان – رضي الله عنه – وليس المقصود به التشيع المعروف الآن الذي فيه الغلو و إعطاء الأئمة خصائص الله والذين يفضلوا الأئمة على الأنبياء والين يرون تحريف القرآن وغيرها من الطوام .
ونحن نعرف أن لكل عصر ووقت له مصطلحات قد تتشابه في اللفظ وتختلف في المعنى ..
هذا ما تيسر كتابته باختصار حتى يعلم من هو أضل من حمار أهله اصل هذه المسالة عند أهل السنة .
وللأسف كثر الجهال الذين كل منهم شمخ بأنف من الجهل طويل و اشمخر بخرطوم كخرطوم الفيل ..
واتبعوا كل ناعق ويألفون كل ناهق ..
والله تعالى أعلم …