!
!
!
أين زكاة الأثرياء؟
الهيثم زعفان
(المصريون) : بتاريخ 29 - 5 - 2009
عرضت إحدى المحطات الفضائية المملوكة لملياردير مصري ضمن أحد برامجها التي يقدمها إعلامي شديد الثراء مأساة منطقة عشوائية شديدة الفقر، وأخذ الإعلامي يمارس كل خبراته المهنية في إدارة المقابلات مع الفقراء لعرض المآسي بصورة مبكية للفقير المتحدث والمشاهد المتلقي.
تأملت الحلقة وحاولت بحسب معطياتها وطلبات الباكين والشاكين فيها تقدير حجم المشكلة وما يحتاجه هؤلاء الفقراء من أموال تنقلهم من دائرة الضروريات إلى دائرة التحسينات، فقدرتها بخمسة ملايين جنيه مصري.
فتساءلت ألا تكفي زكاة ثروة الملياردير صاحب الفضائية لحل أزمة هؤلاء الفقراء الضعفاء الذين بكوا عبر شاشته؟.
راجعت الأرقام وبناء على زكاة المال الواجبة على من بلغ النصاب والتي هي 2.5% فوجدت أن كل مليار لدى هذا الثري عليه حق سنوي لله قدره خمسة وعشرون مليون جنيه مصري، للقارئ أن يتخيل الرقم، وإذا كان هذا الملياردير لديه بحسب الممتلكات المعلن عنها عشرة مليارات جنيه – ما شاء الله لا قوة إلا بالله - فسترتفع الزكاة السنوية المطلوبة منه إلى مائتين وخمسين مليون جنيه مصري.
زكاة سنوية واجبة على ثري واحد وكفيلة بحل أزمة خمسين منطقة عشوائية كل عام من قبيل التي عرضت على شاشة هذا الثري.
وإذا أضفنا إليه باقي أثرياء البلد فلن نجد فيها فقير واحد لا يجد قوت يومه، أو شاب غير محصن لا يجد تكاليف الزواج، أو مريض عاجز على تدبير نفقات العلاج، أو أي محتاج يحل المال القليل أزمته البسيطة التي يعجز عن مواجهتها لضيق ذات اليد ومن ثم فهو لا يرى في الكون أكبر منها أزمة.
شئ طيب أن يتصل أحد الأثرياء بقناة ما ليتبرع بعدة آلاف يتطاير ذكره بها في الآفاق وهو في الأساس لم يؤدي ما عليه من زكاة إلزامية لا من بعطاء فيها ولا تطاير ذكر، فجميع من وجبت عليه الزكاة هم فيها سواء مثل الصلاة يصلي فيها الخادم بجوار الوزير، ولا رياء ولا من في العبادات بل الرياء والمن كفيلان برد العمل مهما كان عظيماً.
إن جامعة الدول العربية كانت قد أعلنت أن خسائر الدول العربية في الأزمة المالية العالمية 2400 مليار دولار ذهبت جميعها إلى المستفيد من الأزمة، فهل ندري أن زكاة هذا الرقم سنوياً تقدر بـ 60 مليار دولار لنا أن نتخيل ما الذي يمكن أن يفعله هذا الرقم بفقراء المسلمين؟.
إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أقام وهو خليفة المسلمين حروب الردة بسبب منع الزكاة، ومنعها هذا كفيل بأن ينزل البلاء والوبال على كل ثري يمنع الزكاة. ومصر بها عدد غير قليل من أعضاء نادي المليارديرات وعدد كثيف من أعضاء نادي المليونيرات ولا نجد لزكاة معظمهم أثر في حياة الفقراء، في حين أنه لو حسب كل ثري في مصر حجم ما خسره في ما عرف بالأزمة المالية فسيجد أنه أضعاف ما كان مستحق عليه من زكاة.
لذا فهم بحاجة لوقفة مع النفس قبل الوقفة القريبة مع الله ويومها لن يستطيع العودة لإخراج الزكاة وسيرى حينها ما لا عين رأت ولا خطر على بال بشر من العذاب.
ليت كل ثري يخصص إدارة في شركاته تحمل اسم إدارة الزكاة وتكون مهمتها الإشراف على إخراج زكاة أموال الثري وحينها يمكن استثمار قنواته الفضائية في الوصول لأكثر الفئات استحقاقاً لزكاة ماله بدلاً من جرح مشاعرهم وإذلالهم عبر الفضائيات الدولية.
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=64704&Page=7&Part=1
* الكاتب جزاه الله تعالى خيرا يتكلم عن أثرياء مصر
ونقول أين زكاة أثرياء العرب والمسلمين
المسألة ليست صدقة مستحبة تطوعية
بل هي فريضة واجبة ربانية
تؤخذ من أغنيائنا فترد في فقرائنا
اليوم عمل ولا حساب
وغدا حساب ولا عمل
قال الحق عز وجل:
{ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ
فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ {34}
يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ
فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ
هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ
فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ {35}}
سورة التوبة
30-05-09, 07:10 PM
أين زكاة الأثرياء ؟
العرض العادي
