مجموع فتاوى ابن باز - (28 / 261)
- بيان فرقة الإسماعيلية
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم الشيخ / م . س . إ . س . وفقه الله لما فيه رضاه ونصر به دينه آمين .
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فقد سرني كثيرا اعتناقك مذهب أهل السنة والجماعة وترك ما عليه المكارمة الإسماعيلية من البدع والأهواء المخالفة للشرع المطهر ، فالحمد لله على ذلك ، وأسأل الله أن يمنحك الثبات على الحق ، وأن يوفقك للفقه في دينه والثبات عليه ، وأن يجعلنا وإياكم وسائر إخواننا من الهداة المهتدين ، وقد سررت كثيرا بزيارتك لنا في الطائف ليلة الأحد 14 \ 1 \ 1419 هـ ، وقد أخبرتك بأن الواجب على كل مسلم هو التمسك بما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضي الله عنهم - من دين الله وإخلاص العبادة له ، والثبات على ذلك والدعوة إليه ، وهو الدين الحق الذي درج عليه أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأتباعهم بإحسان ، وهو الذي عليه أهل السنة والجماعة إلى يومنا هذا ، وخلاصة ذلك
هي الإيمان بالله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وإخلاص العبادة لله وحده دون ما سواه ، والحذر من كل ما يخالف شرع الله ، كما قال الله - عز وجل - آمرا نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يبلغ الناس : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } ، وقال عز وجل : { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } ، وقال سبحانه : { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } ، وأمر عباده -سبحانه - في سورة الفاتحة أن يسألوه الهداية إلى هذا الصراط المستقيم ، وأخبر سبحانه في سورة الشورى أن نبيه - صلى الله عليه وسلم - يهدي إليه هداية البلاغ والبيان ، فقال سبحانه : { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } (4) ، وقال عز وجل :
{ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } .
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح : « خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم » . وقال - عليه الصلاة والسلام - : « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة » .
والخلفاء الراشدون هم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين .
والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، وقد أجبنا على أسئلتك التي سألت عنها في رسالة مختصرة قد طبعت منذ سنوات ،
وهي إليك برفق هذه الرسالة لتطلع عليها وتقرأها على من شئت ، لعل الله يهدي بها من خالف السنة ، ويجعلك من أسباب هدايتهم ، وقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لعلي - رضي الله عنه - لما بعثه إلى اليهود في خيبر : « ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم » متفق على صحته ، وأسأل الله - عز وجل - أن يجعلك مباركا وأن يجعلك هاديا مهديا ، وأن ينفع بك إخوانك المسلمين ، وأن يثبتنا وإياك على الهدى ، إنه جواد كريم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
</I>