ان الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره،و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له،و من يضلل فلا هادي له.و أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له،و أشهد أن محمدا عبده و رسوله..
يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك،و لك الحمد حتى ترضى،و لك الحمد اذا رضيت،و لك الحمد بعد الرضى.
أما بعد:
موضوعنا اليوم هو تفسير الاثنا عشرية لبعض الآيات من القرآن الكريم و التي تدعو الى عبادة الله وحده حيث نتفاجأ أنهم غيروا معناها الى الايمان بامامة علي و الأئمة،والنصوص التي تنهى عن الشرك جعلوا المقصود بها الشرك في ولاية الأئمة!!! ففي قوله تعالى: (و لقد أوحي اليك و الى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك) الزمر:65.
جاء في الكافي -من أصح كتب الرواية عندهم-و في تفسير القمي-عمدة تفاسيرهم-و في غيرها من مصادرهم المعتمدة،تفسيرها بمايلي:يعني ان أشركت في الولاية غيره،و في لفظ آخر:لئن أمرت بولاية أحد مع ولاية علي من بعدك ليحبطن عملك!! و قد ساق صاحب البرهان في تفسير القرآن أربع روايات لهم في تفسير الآية السابقة بالمعنى المذكور،و قد جاء في سبب نزولها عندهم:ان الله عزوجل حيث أوحى الى نبيه صلى الله عليه و آله و سلم أن يقيم عليا للناس علما اندس اليه معاذ بن جبل فقال:أشرك في ولايته الأول و الثاني و (يعنون أبا بكر و عمر)،حتى يسكن الناس الى قولك و يصدقوك،فلما أنزل الله عزوجل: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك) المائدة:67..شكا رسول الله الى جبرائيل فقال:ان الناس يكذبونني و لا يقبلون مني،فأنزل الله عزوجل: (و لقد أوحي اليك و الى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك) الزمر:65.
و حتى يدرك القارئ مدى تحريفهم لآيات الله و تآمرهم لتغيير الآية و ما قبلها و ما بعدها و تتبع ذلك بيان معناها قال تعالى: (قل أفغير الله تأمرونني أعبد أيها الجاهلون*و لقد أوحي اليك و الى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك و لتكونن من الخاسرين*بل الله فاعبد و كن من الشاكرين)
فالآية كم هو واضح من سياقها تتعلق بتوحيد الله في عبادته،فهم غيروا الأمر فاعتبروا الآية متعلقة بعلي!!مع أنه ليس له ذكر في الآية أصلا.فكانهم جعلوه هو المعبر عنه بلفظ الجلالة(الله) و جعلوا (العبادة) هي الولاية.و الآية واضحة بينة المعنى و الدلالة،ليس بين معناها و تأويلهم المذكور أدنى صلة،قال أهل العلم في تفسيرها:ان الله سبحانه أمر نبيه أن يقول هذا للمشركين لما دعوه الى ما هم عليه من عبادة الأصنام،وقالوا:هو دين آبائك!!و المعنى:قل يا رسول الله لمشركي قومك:أتأمرونني بعبادة الأصنام غير الله أيها الجاهلون بالله،ولا تصلح العبادة لشيء سواه سبحانه و تعالى.
و لما كان الامر بعابدة غير الله لا يصدر الا من غبي جاهل ناداهم بالوصف المقتضي ذلك فقال: (أيها الجاهلون) ثم بين سبحانه أنه قد أوحى الى نبيه و الى الرسل من قبله:لئن أشركت بالله ليبطلن عملك.و هذا في بيان خطر الشرك و شناعته،وكونه بخيث ينهى عنه من لا يكاد يباشره فكيف بمن عاداه؟،ثم قال سبحانه و تعالى: (بل الله فاعبد) لا تعبد ما أمرك به المشركون بل اعبد الله وحده دون كل من سواه من الآلهة الباطلة و الأوثان.
فالمعنى كما ترى واضح جلي،لا يلتبس الا على صاحب هوى مغرض،وقد أعماه هواه عن رؤية الحق...
و الحمد لله على نعمة الاسلام و العقل و التوحيد و السنة...
يتبع...