[ALIGN=CENTER]بسم الله الرحمن الرحيم[/ALIGN]
طالعنا الكاتب المدلس معسل بموضوع في منتدى القطيف المجوسي عنونه ب ( هل من وهابي يدافع عن عقيدته الفاسدة ) وأتى كذبا وزورا برواية من تفسير الدر المنثور يدّعي فيها بأنها مذكورة في هذا التفسير كآية كاملة ..
نقول وبالله التوفيق :
إن ما ذكره هذا المجوسي من كذب وافتراء ما هي إلا محاولة لتشويه معتقد أهل السنة الناصع البياض ، لمعرفته يقينا بما ورد من كتب أسياده من تصريح بتحريف القرآن العظيم ، وهذا والله لهو عين السقوط ..
ثم الشعور بالإنهزامية من جراء تلك المناظرات والتي لا زالت تدك معاقل الإمامية وتضربهم في معتقداتهم وتكشف زيف ما هم عليه من باطل كان له عظيم الأثر في البحث عن قشة يتعلق بها هؤلاء حتى يصبح أهل السنة مماثلين لهم بالقول في تحريف القرآن .
ومن جملة ما ذكر، تأكد لدينا بأن الرافضة لا يتوارون ابدا بالكذب والتدليس وهذا مشهود ومعلوم لدى كل من له أدنى متابعة بما يوردون من نصوص مبتورة أو أحاديث ضعيفة ، أو روايات شاذة .. بل أنهم يحتجون بنا من كتب الأشاعرة والصوفية ، وهذا هو عين الحمق والجهل .
نعود لما ذكر هذا الجاهل فيما اورد من رواية :
يقول : هل من وهابي يدافع عن عقيدته الفاسده
السلام عليكم
وهابيه إقرأوا الروايه جيدا ثم نسأل:
الدر المنثور - جلال الدين السيوطي ج 2 ص 298 :
(عن ابن مسعود قال كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أيها لرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك ان عليا مولى المؤمنين وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس )
1- هل نفهم من الرواية بأن إسم الأمام علي كان مذكورا في القرآن ولذلك رفض البلوشي القسم على أن قرآن مطبعة الملك فهد غير محرف؟؟؟
2- هل أن إسم الأمام علي عليه السلام كان مذكورا في القرآن ولكن ذهب مع مايسمى بنسخ التلاوه وهل هناك دليل على ذلك؟؟
2- أم أن الروايه ضعيفه ولديكم سبب ضعفها مع رأي من ذكرها في كتابه حتى نبرىء ذمته من القول بتحريف القرآن؟؟؟
ونقول لهذا الجاهل :
عند العزو لتفسير السيوطي وجدنا الآتي :
رواية لإبن مردوية عن ابن مسعود قال :كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) ان عليا مولى المؤمنين ( وان لم تفعل فما بلغت رسالته ) .
وسؤالنا لهذا المدلس : هل هذه الرواية هي من القراءات عند أهل السنة فضلا عن تكون من شواذها .. ؟
إن ماورد من تنوع للقراءات في هذه الاية جاء في قوله تعالى ( رسالته ) .
قرأ نافع وابن عامر وشعبة عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب : ( رسالاته ) بإثبات ألف بعد اللام مع كسر التاء ، على الجمع ووافقهم الحسن .
وقرأ باقي العشرة : ( رسالته ) على الجمع ، ( أنظر القراءات وأثرها في التفسير والأحكام ج2 ص538 ) .
فهل لك أن تورد لنا من اي القراءات هي هذه الآية حتى تقرعنا بالحجة والدليل .. ؟
قال صاحب تفسير التحرير والتنوير الشيخ محمد الطاهر عاشور رحمه الله :
وعلى جميع الوجوه المتقدمة دلت الآية على أن الرسول مأمور بتبليغ ما أنزل إليه كله ، بحيث لا يتوهم أن رسول الله قد أبقى شيئا من الوحي لم يبلغه لكان ذلك مما أنزل إليه ولم يقع تبليغه ، وإذ قد كانت هذه الآية من آخر ما نزل من القرآن علمنا أن من أهم مقاصدها أن الله أراد قطع تخرص من قد يزعمون أن الرسول قد استبقى شيئا لم يبلغه ، أو أنه قد خص بعض الناس بإبلاغ شيء من الوحي لم يبلغه للناس عامة .
فهي أقطع آية لإبطال قول الرافضة بأن القرآن أكثر مما هو في المصحف الذي جمعه أبو بكر وعمر ونسخه عثمان ، وأن رسول الله اختص بكثير من القرآن عليا بن أبي طالب وأنه أورثه أبناءه وأنه يبلغ وقر بعير ، وأنه اليوم مختزن عند الإمام المعصوم الذي يلقبه بعض الشيعة بالمهدي المنتظر وبالوصي .
وكانت هذه الأوهام ألمت بأنفس بعض المتشيعين إلى على رضي الله عنه في مدة حياته ، فدعا ذلك بعض الناس إلى سؤاله عن ذلك .
روى البخاري أن أبا جحيفة سأل عليا : هل عندكم شيء ما ليس في القرآن وما ليس عند الناس ، فقال : " لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما عندنا إلا ما في القرآن إلا فهما يٌعطى رجل في كتاب الله وما في الصحيفة ، قلت : وما في الصحيفة ، قال : العقل ، وفكاك الأسير ، وأن لايقتل مسلم بكافر ". ج6 ص260
ويقول القرطبي رحمه الله في تفسيره الجامع لأحكام القرآن :
فدلت الآية على رد من قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من امر الدين تقية وعلى بطلانه ، وهم الرافضة ، ودلت على أنه صلى الله عليه وسلم لم يٌسر إلى أحد شيئا من أمر الدين تقية ، وعلى بطلانه ، لأن المعنى بلّغ جميع ما أنزل إليك ظاهرا ، ولولا هذا ما كان في قوله عز وجل : ( وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) .ج3 ص230
وبهذا نعلم بأن هذه الآية إنما هي حجة على الرافضة الذين يتهمون النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بأنه أراد أن يكتب كتابا فيه إلزام الوصية من بعده لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه ، لكن الصحابة اغضبوه فكتم ما أراد الله له أن يبلغه ، وهذه من اشنع التهم إن لم تكن اشنعها على الإطلاق في حق هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .
أما الرواية المذكورة فهي من وضع الرافضة كما ذكر محقق تفسير فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي حيث قال : هذا من دسائس الشيعة ليت المؤلف أراحنا منه . ج4 ص19
وتفسير الدر المنثور سرد فيه الروايات عن السلف في التفسير بدون أن يعقب عليها ، فلا يعدل ولا يجرح ولا يضعف ولا يصحح فهو كتاب جامع فقط لما يروى عن السلف في التفسير ، أخذه السيوطي من البخاري ، ومسلم ، والنسائي ، والترمذي ، واحمد ، وأبي داود ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وعبد بن حميد ، وابن ابي الدنيا ، وغيرهم مما تقدمه ودون التفسير .
والسيوطي رجل مغرم بالجمع وكثرة الرواية ، وهو مع جلالة قدره ومعرفته بالحديث وعلله ، لم يتحر الصحة فيما جمع في هذا التفسير ، وإنما خلط فيه بين الصحيح والعليل ، فالكتاب يحتاج إلى تصفية حتى يتميز لنا غثه من سمينه . ( أنظر كتاب مقدمة في أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بتحقيق أبي حذيفة ) .
وأخيرا وليس آخرا نورد لك هذه الرواية من كتبكم كما هي مع اختلاف في الرواة لأنكم وبلا أدنى شك من لفقتم هذه الرواية بأهل السنة وألصقتموها ظلما وعدوانا بالصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وهو من هذه الرواية بريئ براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام ، وأطالبكم بإتيان سند هذا الحديث كاملا ومن أي مصدر هو من كتب أهل السنة ، وما أظنكم فاعلين . ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) .
في كتاب كشف اليقين : عن زر عن عبد الله قال كنا نقرأ على عهد رسول الله ص ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك أن عليا مولى المؤمنين و إن لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس ). كشفاليقين ص376
وبدلا من أن تتهم السنة ممن هم منه برآء كان الأجدر بك أن تبحث في كتب علمائك المعتبرة والموثقة التي تصرح بتحريف القرآن الكريم بدون تقيّة .
وهاك مثال واحد من صفحة واحدة تقريبا من كتاب واحد تجد فيه التصريح بتحريف القرآن الكريم
يقول القمي في تفسيره : و أما ما هو كان على خلاف ما أنزل الله فهو قوله » كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ«
فقال أبو عبد الله ع لقارئ هذه الآية » خَيْرَ أُمَّةٍ« يقتلون أمير المؤمنين و الحسن و الحسين بن علي ع فقيل له و كيف نزلت يا ابن رسول الله فقال إنما نزلت »كنتم خير أئمة أخرجت للناس« أ لا ترى مدح الله لهم في آخر الآية » تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ«
و مثله آية قرئت على أبي عبد الله ع » الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً« فقال أبو عبد الله ع لقد سألوا الله عظيما أن يجعله للمتقين إماما فقيل له يا ابن رسول الله كيف نزلت فقال إنما نزلت » الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً«
و قوله » لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ« فقال أبو عبد الله كيف يحفظ الشيء من أمر الله و كيف يكون المعقب من بين يديه فقيل له و كيف ذلك يا ابن رسول الله فقال إنما نزلت »له معقبات من خلفه و رقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله« و مثله كثير.
و أما ما هو محرف منه فهو قوله »لكن الله يشهد بما أنزل إليك في علي أنزله بعلمه و الملائكة يشهدون«
و قوله »يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي فإن لم تفعل فما بلغت رسالته« و قوله »إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر له »تفسيرالقمي ج : 1 ص :
و قوله » وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون«
و قوله »و لو ترى الذين ظلموا آل محمد حقهم في غمرات الموت« و مثله كثير نذكره في مواضعه.
ألا تخجل من نفسك .. ؟ أم أنه الحقدالأسود الذي أعمى قلوبكم وافئدتكم عن رؤية الحق .. والحق واضح لا لبس فيه .. والله سبحانه يقول : ( وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..
وكتبه / العبدالعزيز
شبكة الدفاع عن السنة